أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميخال فريدمان - حَوَل، عطش وعودة بمهرجان الافلام بحيفا















المزيد.....

حَوَل، عطش وعودة بمهرجان الافلام بحيفا


ميخال فريدمان

الحوار المتمدن-العدد: 988 - 2004 / 10 / 16 - 12:08
المحور: الادب والفن
    


سينما
حَوَل، عطش وعودة بمهرجان الافلام بحيفا

ميخال فريدمان

للمرة الاولى يكرّس مهرجان الافلام الدولي في حيفا الذي يتم تنظيمه منذ 20 عاما، يوما خاصا للافلام الفلسطينية، عُرضت فيه اربعة افلام هي: "العودة" لعمر القطان (1996)؛ فيلمان للمخرج صبحي الزبيدي: "حَوَل" (2001) و"خريطتي الخاصة" (1998)؛ فيلم ميشيل خليفة وايال سيفان (2003)، "طريق 181 – شظايا جولة الى فلسطين–اسرائيل". عشية اليوم الخاص، عُرض الفيلم الروائي الاول للمخرج توفيق ابو وائل (اغبارية)، "عطش" (2004).

"عطش" – الصراع الداخلي

"عطش" الذي حاز على عدة جوائز في مهرجانات اسرائيلية ودولية، يروي قصة العائلة التقليدية التي يحكمها الاب المتسلط. انه فيلم قوي ومؤثر، مشاهده مصورة بشكل رائع بكاميرا اساف سودري. ابطال الاحداث هم اب، ام، ابن وابنتان، اضطروا لترك قريتهم والعيش في اطرافها، في ظروف قاهرة دون مياه. تتسارع الاحداث عندما يسعى الاب لتحويل الوضع المؤقت الى حقيقة ثابتة، ويقرر تركيب انابيب للمياه.
عندما تأخذ المياه مجراها، تتعاظم الرغبة لدى افراد العائلة بالتحرر، وتختل مكانة الاب. جميلة، الاخت الكبرى، تقنع اخيها بالعودة للمدرسة خلافا لرغبة الاب، وتعلّم امها كيف تكتب اسمها، آمال. عندما يخرج الاب من البيت، تُدخل آمال اولادها لغرفة مغلقة، يكون الاب قد منعهم من دخولها. في ذروة هذا المشهد تأخذ النشوة الاربعة فيأخذون بالرقص على انغام موسيقى الراديو. تنتهي الحفلة عندما يصل الاب، ويحطم الراديو بغضب.
مواجهة بين الاب وابنته جميلة تكشف ظاهرة سفاح القربى (علاقات جنسية داخل العائلة)، الامر الذي ينتهي بهرب جميلة من البيت. وعندما تصل مشارف القرية تدرك انها عاجزة عن العودة. الفجوة بين الاب وبقية افراد العائلة تتسع، عندما يعثر الاب على ابنته الكبرى ويسجنها في مخزن. كيف ستنتهي المواجهة؟ من سيكون الاقوى، التمرد ام قيود التقاليد؟ النهاية المفاجئة في الفيلم تتعمد الا تعطي اجابة واضحة، وتترك للمشاهد مادة للتفكير.
"عطش" هو فيلم جريء، اذ يعالج المشاكل الداخلية المؤلمة للمجتمع الفلسطيني، الذي يهرب من مواجهتها الى مواجهة الصراع العربي الاسرائيلي. بشكل غير مباشر ينطوي الفيلم على سؤال سياسي هام: اذا كان المجتمع العربي غير قادر على مواجهة القمع الداخلي، كيف سينجح في مواجهة القمع الخارجي الاسرائيلي؟

"حَوَل" – مراجعة للذات

جميع الافلام الفلسطينية الاخرى المعروضة في المهرجان، تتناول قضية الصراع. "حَوَل" هو الاكثر اثارة من بين فيلمي المخرج صبحي الزبيدي من رام الله. فيه يجري حسابا لنفسه (الزبيدي هو بطل فيلمه) ولزملائه في المهنة وابناء شعبه. يروي الفيلم قصة مخرج اخذ على عاتقه في فترة اتفاقات اوسلو، ان يخرج فيلما وثائقيا يصور القدس على انها مدينة السلام والتعايش. ولكنه عندما يخرج للميدان، يقابله الاحتلال الاسرائيلي في كل زاوية، فيضطر ان يحذف من الفيلم كل المشاهد التي يظهر فيها جنود.
في مشهد مضحك بشكل خاص يقوم عامل المونتاج، رغم انف الزبيدي، بادراج مشهد لجندي اسرائيلي يطارد ولدا فلسطينيا، ثم يسأل المخرج الذي يحاول ان يمحو أي ذكر للاحتلال، اذا كان يصنع فيلما وثائقيا ام فيلما حول علم الخيال. ويصل العبث الى اوجه عندما يحاول الزبيدي اقناع المنتج الامريكي بان يوافق على المشهد فيقول له: "سيكون لطيفا ان ندخل المشهد، انه مشهد قصير، بلا دم. كل ما هناك جندي يطارد ولدا ينجح بالهروب". ولكن المنتج لا يقتنع، ويبقى المشهد خارج الفيلم "الوثائقي".
"حَوَل" هو قصة حقيقية عاشها الزبيدي، يصف فيها كيف وقع اسيرا لوهم اتفاقات اوسلو والتطبيع. عملية الاستيقاظ من الوهم، من مخرج ربما ساذج وربما ضحية لاغراء الميزانيات التي تدفقت مع اتفاقات اوسلو، تنتهي مع اندلاع انتفاضة الاقصى، فيقرر عدم إتمام الفيلم.
بعد العرض قال المخرج: "كان مهما بالنسبة لي ان اجري نقدا ذاتيا. لا بد من الادراك ان معظم المخرجين اليوم ليسوا احرارا في صنع الافلام التي يريدون. انهم يخضعون لاملاءات الجهات الممولة، صاحب المال هو صاحب القرار".

"العودة" – اين المفتاح؟

فيلم عمر القطان "العودة"، يعالج هو الآخر تأثير اتفاقات اوسلو. يقول القطان انه قرر صنع فيلمه الوثائقي لاحساسه ان اتفاقات اوسلو خلقت نشوة وهمية، وكنست عن السطح القضايا الجوهرية مثل حق العودة، الامر الذي مهّد للانفجار. يرافق الفيلم ضابطا في الجيش البريطاني كان شاهدا على نكبة ال48، ويسعى لاسترجاع ذكرى الاحداث. يقول الضابط انه شعر بعد قمع التمرد في يافا بان جرما عظيما وقع للفلسطينيين، وان بريطانيا تتحمل المسؤولية الاخلاقية عنه.
الفيلم مشحون بالمعلومات التاريخية ويتضمن مشاهد عديدة من الارشيف. يبلغ الفيلم ذروة معينة في اللقاء بين الضابط وبين مدير متحف "هئيتسل" في يافا. فبعد ان يصف هذا الاخير احداث ال48 من منظوره كمقاتل صهيوني، يفقد الضابط الانجليزي تمالك النفس الذي يميز البريطانيين. بعد العرض قال القطان ان مواجهة الرؤية الصهيونية للاحداث، كانت بالنسبة له تجربة فريدة من نوعها.
المشهد الاكثر اثارة كان في زيارة الضابط لمخيم لاجئين في غزة. هناك يلتقي لاجئا مُسنّا من يافا. يسترجع المسن الاحداث، ويتهم البريطانيين بالتخلي عن الفلسطينيين، ويطلب ان يعرض امام الكاميرا مفتاح بيته في يافا. عندها ينفجر الصراع الداخلي الفلسطيني بين الجيل الجديد والجيل القديم. ويتضح ان الابن يكون قد تخلص من المفتاح بعد اتفاقات اوسلو، بعد ان يفهم ان العودة للبيت اصبحت مستحيلة.
"الابن"، يقول المخرج، "كان بالنسبة لي اداة حاولت ان اسأل من خلالها ما المعنى الحقيقي لقضية العودة اليوم. بغض النظر عن قرارات الامم المتحدة، يطرح السؤال: الى اين سيعود اللاجئون؟". المشهد مع المفتاح، يقول القطان، تعرض لمقص الرقابة في قناة ام. بي. سي. لانه اعتُبر كفرا.

"طريق 181" – عالم بلا حدود

القطان تولى ايضا انتاج فيلم ايال سيفان وميشيل خليفة "طريق 181 – شظايا جولة الى فلسطين–اسرائيل". اسم الفيلم مأخوذ عن قرار التقسيم رقم 181 الصادر عن الامم المتحدة عام 1947. تدور احداثه في جولة على طول حدود التقسيم، والتي لم تطبق على ارض الواقع. الفيلم هو موقف احتجاجي ضد الانفصال والجدار الفاصل.
يعكس الفيلم مدى بشاعة وعنصرية المجتمع الاسرائيلي. صاحبة مطعم "فندق فاردة"، الواقع على اراضي قرية المسمية، تروي للكاميرا ان فلسطينيين يأتون احيانا للبحث عن بيوتهم. ثم تقول بتهكم انها تأمل الا يطالبوها يوما بالمطعم، وتضيف من بعدها بجدية تامة انه يجب طرد كل العرب من اسرائيل. لخليفة تقول بقسوة: "فقط عندما ترحل سيكون سلام".
عندما يقابل المخرجان مدير الشركة التي صنّعت الاسلاك الشائكة للجدار الفاصل (في مراحل البناء الاولى)، تنكشف الاعتبارات الاقتصادية من وراء الجدار. يقول المدير ان هذه الاسلاك لا تستخدم عادة لاسباب انسانية، ربما لان اطرافها حادة جدا وطويلة وقادرة على الاختراق للعمق. قد تكون هذه الاسلاك ممنوعة في المواثيق الدولية.
"دولة اسرائيل استثمرت في الجدار حتى الآن 600 مليون شيكل. وهذا ما انقذ المصنع الذي كان في عهد السلام على وشك الاغلاق. لا شك ان هذا مصدر رزق بالنسبة لنا".
يعرض الفيلم الوجه الآخر لكل مجتمع. في المجتمع الفلسطيني تبرز الفجوة بين الجيل القديم الغارق في ذكريات ال1948، والجيل الشاب الذي لم يعرف النكبة ويفتقر للوعي السياسي والالمام بتاريخ شعبه. في ورشة بناء يجيب عامل شاب عن سؤال للمخرجين حول قرية كانت موجودة في نفس الموقع، بالقول: "الامر لا يعنيني"، ويقول عامل آخر: "فلسطين لم تعد تهمني، المهم ان اجد مصدرا للعيش".
في المجتمع الاسرائيلي ايضا تُسمع اصوات مختلفة. في المشاهد الاخيرة تنتقد امرأتان يهوديتان شرقيتان دولة اسرائيل وطابعها العنصري. مؤثرة جدا اقوال ام ثكلت ابنها في احدى الحروب: "لهذا السبب اكره اسرائيل. في هذه البلاد تشعر انك تملك كل شيء، ولكنك لا تملك شيئا. لو كان بمقدوري اعادة العجلة للوراء، لعدت لتونس".
قبل العرض قال المخرج سيفان: "وُلدت فكرة الفيلم في اواسط الانتفاضة الثانية، اثناء عملية السور الواقي (نيسان 2002)، عندما رأينا ان المجتمعين يتجهان نحو الانفصال. قررنا ان نقابل الناس في كلا الطرفين ونعطيهم فرصة الحديث. لم نشأ ان نقدم الحلول، بل ان نحدد المشكلة. اردنا ان نقول ان المشكلة هي في الاستعمار. اذا استطعنا ان نقنع المشاهد بان هذه طبيعة المشكلة، يمكن عندها بدء الحديث عن الحل، الذي هو في رأيي بناء عالم مشترك".



#ميخال_فريدمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم معارض لامريكا يفوز بجائزة -كان- الاولى
- الولايات المتحدة - ثقافة عنيفة
- فيلم -جنين جنين- وثيقة الالم الفلسطيني والهمجية الاسرائيلي ...


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميخال فريدمان - حَوَل، عطش وعودة بمهرجان الافلام بحيفا