أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي متعب جاسم - السرد وتحولات البنية














المزيد.....

السرد وتحولات البنية


علي متعب جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 15:35
المحور: الادب والفن
    


السرد وتحولات البنية
لدى محمد الأحمد
حكاية الآسرة انموذجاً...

د. علي متعب جاسم
جامعة ديالى/ كلية التربية

• خلاصة القصة
تبدأ هذه القصة بالحديث عن البطل الذي تشغله ذكرى حفرت في خاطره عميقا وجعلت منه إنسانا ينقسم على ذاته مابين عالمين. عالم مخيل هو الذي يعيشه في ذاكرته ثم يتحول الى مخيل مكتوب حينما يقرر تحت إلحاح الذكرى "كتابتها قصة" الذكرى ذكرى حب مع امرأة رسمتها ممرات الجامعة. وتخطفها القدر لتكون الآن أرملة وأما لشابين اما هو فنحت عوالم مخيلة بكلماته .
بعد هدر السنين هل يمكن ان تتحد الحياة من جديد ... ينبؤنا السارد ان كلا الشخصيتين اتخذت حياتها في الأرض سربا من خلال هاجس المرأة ان عالمها الجديد لابد ان تصنعه وقد صنعته بالفعل وحدها .هذا العالم حقيقي لا مزيف "باتت تدرك بان أرشيفها يحوي أسرار المدينة قبل التزوير والتنميق" كما يقول السارد. وإدراكها "أن أبناءها فوق كل اعتبار".

• السرد
هناك أكثر من راو لأكثر من قصة. الراوي الأول هو راو خارجي يروي قصة البطل الذي يعيش حالة حب من خلال استرجاعه لحظات بل ذكريات. والراوي الثاني هو البطل نفسه الذي يقرر رواية قصته وبطلتها هي أنثاه البعيدة القريبة. والراوي الثالث هو بطلة قصة الراوي الثاني وبطل قصتها هو. فالراوي الثاني والثالث يتبادلان المواقع كما ان الراوي الأول يسمح لنفسه بصياغة أفكار ووضع علامات مهمة لسرد الراويين الآخرين. وبالتالي فنحن أمام واقع يعيشه الراوي الثاني "البطل" وعالم مخيل يصنعه لبطلته التي تتخذ المسار نفسه اذ يصبح بطلها الذي يعيش واقعه مخيلا في عالمها المخيل ولكن طبيعة شخصية البطلة وتركيبها يظهر بشكل جلي وواضح لا من خلال سرد البطل الذي وعلى الرغم من انه يقرر ان يكتب بواقعية أحداث قصته كما وقعت إلا انه ينحاز الى مخيلته في مواضع عدة. سنذكر بعضها.
العوالم التي يسردها الراوي الأول مختلفة وتتداخل أحيانا فالبطلة تعيش بين اظابيرها التي مكنتها من التواصل مع المجتمع أي إنها باتت تعلم الكثير عن المدينة وأناسها وبهذا تصبح الاظابير معادلا موضوعيا للمجتمع الذي افتقدت التواصل الحقيقي معه فهي فاعلة ولكن غير متفاعلة. اما البطل فالفارق بين حياته الحقيقية وحياة بطلته انه ينتسب دائما الى الماضي والاسترجاع لازم المشاهد التي ظهر بها.

• تحولات البنية
أكثر من تحول أجراه السارد في مروياته يمكن رصده ب:
تحول الرؤية الواقعية الى الرؤية المخيلة من خلال شروع البطل في كتابة قصته "مع الحفاظ على واقعيتها كما يزعم "
انزلاق الراوي الثاني الى تحريك أحداث مرويه من "المخيل الواقعي إلى مخيله الخاص" ولذا يعتمد الراوي الأول عبارة تكررت عدة مرات هي "كمؤلف حر الخيال "في أشارة الى هذا التحول .
فأثناء سرد قصة البطلة يقول "كان يساعدها في ذلك الراتب التقاعدي الذي تركه لها زوجها لإعالة ولديها ولم يتركها تعاني الفاقة والحرمان (كمؤلف حرّ الخيال) بل مكنها من بناء بيت حوى غرفتين وحديقة.. وحينما يرجع قافلا البطل طبعا من عالمه المخيل الى واقعه يؤذن له السارد ذلك من خلال العبارة نفسها "كان إحساسه بذلك اليوم وهو يكتب عنها انه سيكون فعلا يوما متميزا... الى أن يقول "وودع ذلك الكائن في عزلته القصية مستنفدا ما رزقه الله "كمؤلف حر الخيال" التقطت أذناه بلهفة الموسيقى .....
تحول آخر عندما يحول الراوي الأول مرويه الى رواية حكاية لبطلة قصة بطله وهي أيضا قصة واقعية "تفكر ذات يوم أن تكتب أشياء عن نفسها وفعلا أنجزت من ذلك الكثير من الصفحات يحوي عالمها المدون الموثق الذي لا تغيره الأحداث المتغيرة .... وإنها لا تعيش قصة حبها وفق ما حلمت بها أيام صباها".
يمكن بالنهاية الإشارة الى تحول مهم في حياة شخصية البطلة وهو ما يشكل أيضا النمط الفارق لها عن شخصية البطل فهي أنجزت فعل حياتها بشكل أكثر وضوحا وواقعية في حين هو يصل الى نتيجة "ما فاته من الواقع لا يمكن ان يلحق به على الورق "ولذلك يتساءل "كيف يمكن ان يكون الكاتب ناجحا على الورق فاشلا مع الحياة " .
كانت هذه النتيجة بعد ان روى السارد الأول مشهدا يمكن تأويله او الاستنباء بنهاية القصة "على زجاج نظارتيه تقف حشرة ما بينه وبينها تصير بحجمها وتحجب عنه الرؤية"



#علي_متعب_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي متعب جاسم - السرد وتحولات البنية