أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دينا عمر - الشعوب ترفض إصلاحات الحكومات














المزيد.....

الشعوب ترفض إصلاحات الحكومات


دينا عمر

الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 15:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورة مستمرة:

تغيير الحكومات أو إجراء بعض التعديلات الوزارية هي أول الطرق التي يلجأ إليها الحاكم لامتصاص غضب الجماهير. ففي سلطنة عمان وجه السلطان أمر بتوظيف فوري لخمسين ألفا من العاطلين ووضع حد أدنى للأجور بالإضافة لبعض الإصلاحات السياسية، وفي الأردن تم تغيير حكومة الرفاعي بحكومة البخيت ووعود بتغيير قانون الانتخابات وإطلاق حرية تكوين الأحزاب، وفي الجزائر تم إلغاء قانون الطوارىء، أما في السودان تعهد البشير بعدم ترشحه لفترة رئاسية قادمة مع توسيع قاعدة الديمقراطية، وفي اليمن أيضاً دعا عبد الله صالح المعارضة للحوار.

إلا أن شعوب تلك البلدان لم تهدأ وعاصفة الثورات تجتاح كالنار في الهشيم. كل هذا يحدث برغم إجراء تغيير -- قد يكون إيجابيا- في سياسات الحكومات. لماذا إذن ترفض الشعوب الإصلاحات التي تقدمها الحكومات؟ ولماذا تطالب برحيل الحكومة تلو الأخرى بل تطالب برحيل الرؤساء والملوك أنفسهم؟

لاشك أن حالة الغضب الشعبي الممتدة بطول الوطن العربي لم تنشأ بدعوات إلكترونية ولم تكن تحريض من قلة مندسة أو أجندات خارجية؛ فالفقر والاستغلال (أقسى أنواع العنف) يشكلان السمة الحياتية للمواطن العربي في ظل التفاوت الطبقي بين قلة فاحشة الثراء وبين أغلبية مدقعة الفقر لم تعد تحتمل. وتحت الضغط الشعبي على الحكومة تم تقديم التنازلات. هذه التنازلات قد تعتبر هي قمة آمال بعض الفئات من العاطلين بالحصول على عمل ومن معتقلين بالإفراج وإطلاق حرية التعبير، لكن نفس الوعود الإصلاحية التي قدمتها الحكومات، أكدت للشعب أن تعنت الحكومة في السابق لتنفيذها لم يكن سوى لمصلحة الرئيس ورجال الحكومة أنفسهم. فماذا يعني تعنت الرئيس اليمني بعدم تغيير قانون الانتخابات واحتلال حزبه 85% من مقاعد مجلس الشعب كذلك رفضه التام للحوار مع المعارضة ثم دعوته الآن للحوار؟ وماذا يعني رفع قانون الطوارىء في الجزائر الآن برغم هدوء الساحة السياسية منذ سنوات؟ وماذا يعني التوظيف الفوري للعاطلين بسلطنة عمان سوى أن هناك بالفعل مصانع يمكنها استيعابهم بدلا من تكديس العمل على قلة عددية بهدف الربح الأكبر لرجال الأعمال؟

كل هذه الإصلاحات المقدمة اعتبرتها الحكومات ممر آمن يعبر من العروش إلى الشارع، لكنها في الحقيقة زادت من عمق فقدان الشعوب لأي ثقة في حكوماتهم. كما تأكدت سرقة الحكومات للشعوب طيلة الفترات السابقة، وفي ظل نفس الظروف السياسية والاقتصادية الآن.

وبخروج الشعوب بالاحتجاجات، واجهوا الآلة القمعية للدولة التي أدت لسقوط القتلى والجرحى، الأمر الذي يؤكد مصلحة الحكومات في إبقاء الوضع على ما هو عليه قدر الإمكان وعدم الإضرار بمنافع رجالها من السلطة حتى إن قتل الأبرياء، في نفس الوقت الذي اعتبرت الشعوب دم الشهداء بمثابة وقود حي لإمتداد الثورة على نفس الطريق دون رجوع. فجماهير البحرين التي خرجت وأعلنت مطالبتها بـ"إصلاح" النظام، استطاعت رفع مطالب أكثر جذرية بـ"إسقاط" النظام بعد قتل العشرات منهم. وامتدت لتطالب برحيل الملك نفسه بعد مناورة الفتنة الطائفية التي عمد إليها لقمع الثورة.

ونتيجة لابتعاد أغلب الأحزاب العربية عن واقع الشارع وغياب جذور تمتد بداخله وتتبنى مطالبه، تمكنت الجماهير من لفظ كل من يحاول الركوب على ثورتها أو التحدث باسمها في الحوار مع الحكومة. وبناءا عليه رفض لكل مشاريع التسوية بين الشعب - الرافض للقيادة الانتهازية- وبين الأحزاب التي تطمع في نصيب من الكعكة، أى بعبارة أخرى الرفض الكلى لذلك المسار الإصلاحي.

إذن لم يكن رفض التغيير الحكومي أو الوزاري عند الشعوب سوى إكمال لثوراتهم، ومن أجل ربط كل القضايا السياسية والاقتصادية والوطنية كما يحدث بالأردن بالمطالبة بتغيير الحكومة الثانية، أو بالإسقاط الكامل لكل رموز النظام السابق في الحكومات الجديدة كما في مصر وتونس. وهذا كله لا ينفصل عن تحركات عمالية ونقابية ولجان شعبية للدفاع عن الثورة تدرك حجم الثورة المضادة في ثوبها الإصلاحي الخادع.



#دينا_عمر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية.. الأمير تركي الفيصل يشعل تفاعلا بما قاله عن ضربة إ ...
- -رجل إيمان لا يفترض به الكذب-.. النص الكامل لهجوم ترامب اللا ...
- إسرائيل.. جنود يتهمون الجيش بالتقصير بعد كمين خان يونس
- عاجل | الإذاعة الإسرائيلية: دوي انفجار بمنطقة عراد شرق بئر ا ...
- فيديو مصور يصرخ أمام ترامب بمؤتمر صحفي ورد فعل الرئيس تنشره ...
- حادث المنوفية: وفاة 19 شخصاً غالبيتهم -عاملات قُصّر-، ومصر ت ...
- بول دانز مهندس الثورة الإدارية الأميركية ومنظر -الترامبية- ا ...
- أول تفسير من الجيش الأمريكي لاستثناء موقع إيراني نووي من الق ...
- الرئيس الأمريكي يوقع على اتفاق سلام لإنهاء أحد أقدم الصراعات ...
- بيزنس إنسايدر: قطر أسقطت الصواريخ الإيرانية ببطاريات باتريوت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دينا عمر - الشعوب ترفض إصلاحات الحكومات