وليدالجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 14:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الترابط العضوي بين مشكلة الفقروالطبقات الكادحة...
هل من حلول..؟
الفقرهواحدالافات الاجتماعية المزمنة وهو مترابط عضويا مع الجهل والمرض.. والمواطن في انحاء المعمورة يترقب الى اية متغيرات سياسية تحدث في بلده سياسيا او اقتصاديا بمصيره وينظرالى امال مترقبةوحذرة عن تاثيرتلك المتغيرات على احواله سلبا وايجابا من خلال معالجتها للفقروالجهل والمرض ..وفي العراق على وجه التحديد احتلت مشكلة الفقرالتي هي بوتقة المشاكل الاخرى الظاهرة والمخفية حيزا فسيحا في عقول وهموم المواطن بل المجتمع باسره فكل التغيرات والثورات التي حدثت في التاريخ كان ا لفقرالمحورالفعال في تاجيجها واشعال فتيلها والاطاحة بالانظمة المستبدة واللصوصية التي تسرق اموال الشعب وتجوعه وتنهب خيراته ولم تابه في وضع المعالجات الجذرية الناجعة لمشكلات السواد الاعظم من الشعب الكادح والمضطهدعلى مدى عقود من الزمن
ان النظام السياسي الذي يحترم نفسه ويحترم انسانية مواطنيه ويحافظ على حقوقهم المشروعة يجب ان يتبنى نظرة انسانية في تشريعاته وقراراته للشعب.. فالشمولية والعمق والاتزان والتحسب والنظرة المستقبلية التي تخدم المواطن وتلبي حاجاته الانسانية هي جوهرتلك التشريعات .والتي يجب ان تستفيدالشريحة الكادحة والمعدمة بل يكون لها القسط الاكبرفي وسائل العلاج ورعاية حقوقها وكفالتها ماديا ومعنويا..
يشكل الفقرافة خطيرة على الفرد والمجتمع وله تاثيراته السلبية على العقيدة والسلوك والخلق والفكروالثقافة وعلى الاسرة والحرمان والتشكيك في القيم الدينية والاخلاقية وعدالة مقاييسهاويشل حركة تفكيرالانسان بشكل مذهل ويؤدي به الى الانفعال الحاد الذي يؤثرعلى سلامة الادراك كما يشكل خطرا على الاسرة من خلال تكوينها واستمرارها وتماسكها فهو عائق امام الشباب للزواج ويفرق بين الزوج وزوجته ويفاقم حالات الطلاق في المحاكم بسبب اعسارالزوج وعجزه عن الانفاق اومواكبة متطلبات الحياة الصعبة ..وتطغى العوامل الاقتصادية على السلوك البشري وعاطفة الابوة ويمزق اواصرالرابطة الاسرية ويولد التمايز الطبقي بانواعه فبين التخمة والفقرالمدقع يولدالبغضاءوالحقد والجريمة والضياع وتوقد نيران الاحقاد والبغضاء وتخلق البون الشاسع بين طبقات المجتمع التي قد تؤدي الى تمزيقه واثارة النعرات والفواصل الاقتصادية..
والفقرقد ينشا احيانا عن قلة الموارد والزخم السكاني او عن سوءالتوزيع وترف اقلية على حساب الاكثرية ويثيرالنفوس ويحرض على الفتنة كما ويؤثرعلى السيادة والعاطفة الوطنية وهو خطرعلى ذلك... فالفقير البائس المعدم الذي لايملك شيئا قد يخسره والذي يعيش واقعا وحياتا ذليلة ومضطهدة.. لايمتلك احساسا وشعورا حقيقيا بالوطن والمواطنة ويضيق صدره بحماسة الذود عن الوطن لانه يعتبرنفسه غريبا في وطنه الذي لم يطعمه من جوع او يؤمنه من خوف وان شعبه او حكومته لم تنتشله من وهدة الضياع ؟فهل عليه واجب الدفاع ولغيره حق الامتاع.
كما يشكل الفقرخطورة على صحة المواطن كسوءالتغذية وسوء الخدمات والصحة النفسية مما يولد في نفسه الضجروالتبرم والسخط والتلكؤ في الانتاج وهذا بدوره ينعكس على الاقتصادالوطني والانتاجية .
ان القضاء على الفقرلايتم بالقضاء على طبقة اوحرمانها من الثروة ومصادرة اموال اصحابها واحلال طبقة اخرى محلها لان هذا يؤدي بدوره الى صعود الطبقة المعدمة واحلالها محل الطبقة البرجوازية واعادة تلك الطبقة الى القاع محل طبقة الكادحين ويكون عملنا استبدال طبقة باخرى وتاجيج الصراع الطبقي بشكل اشدعنفا وضراوة.
لقد ابتكرت الاديان السماوية والعقائدالسياسية حلولا مختلفة لمعالجة الفقر كل حسب تصوره وقدتشترك في بعضها وتختلف في اخرى ومن خلال تجارب الشعور الحية نتلمس ان التطبيق الاشتراكي الواقعي هوالسبيل الامثل لاسئصال الفقرورفع المستوى المعيشي للشرائخ الفقيرة والمعدمة ..
ويمكن اجمال بعض الاجراءات الفعالة التي تساعدعلى التخفيف من حدة الفقرو تستلزم وجوب العمل لكل مواطن قادرعلى ذلك وعلى الدولة توفيرفرصة عمل لكل مواطن كل حسب مهارته وكفاءته ومقدرته في القطاع العام او فتح نوافذانتاجية في القطاع الخاص وامتصاص البطالة من خلال ذلك واعتماد مبدأ من (لاينتج لايأكل) اي على كل مواطن ان يعمل وعلى الدولة ان توفر اسباب العيش الرغيد للمواطن العاجز والمسن والذي لايتمكن من العمل وكفالة الفقراء والطبقات الكادحة والمعدمة وضرورة تشكيل مفوضية عليا لاعانة الفقراء والمعدمين تتولى النفقات والاعانات الحكومية والاجتماعية من خلال اجراءات وتشريعات تتخذها الدولة بما يخدم الشرائح الكادحة وحصرجباية الزكاة للطبقات الكادحة واعتبارها ضريبة مفروضة على الاغنياء وتوزيعها على الفقراء بطرق قانونية وتشريعية مشددة والاشراف على الاموال المتاتية من الخزائن الوقفية والدينية والغنائم والإعانات الاجتماعية الطارئة وتوزيع نسب منها للفقراء وعدم تركها سائبة بيد رجال الدين والاوقاف وضمان التصرف بها بتشريعات عادلة وصارمة تؤمن استفادة الشرائح الكادحة منها..وتوزيع ميراث من لاوارث له على تلك الشرائح..
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟