أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رامي برغوث و نضال حاتم - الى آن يتم النيل اصطفافه















المزيد.....

الى آن يتم النيل اصطفافه


رامي برغوث و نضال حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 3301 - 2011 / 3 / 10 - 22:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انه لمن العبثي محاولة الكتابة والتآصيل للثورة العربية ، دون محايثة العمل ضمنها ومن داخلها هناك في ميدان البوعزيزي وميدان
التحرير/الشهداء وفي الكفرة كذلك - التي دكت بآعتى ديناميت قمعي قذافي متوفر واستمرت بصمودها - ذلك لما في العملية من تسطيح وجوهرة للفرعي وتفريع للجوهري الا ان المحايثة لهذا الواقع ارتكازا الى وحدة المصير والمغزى من جبهة اخرى تجابه الكولينيالية الصهيونية في فلسطين تعافي هذه السطور على الاقل ، من المحاولات المتكرشة والمستمنية على ذاتها اضافة الى اننا هنا لا نحاول الاستشراف ولا تقديم وصفات ستاتيكية بل مجرد مشاركة ما يعتمل الوعي .
هكذا كان الحال الصباحي قبل تمخض فكرة قائلة بآن على الاقل الكتابة والتآصيل واجبا ،ان انعدمت القدرة على التواجد هناك ، نعم هناك ليس بعيدا في عصر الياسمين العربي .
بالنظر الى ما قدمه ميكانزم الجماهير في المحيط العربي وبشكل اخص في تونس ومن ثم بنت النيل ، يثبت ان لا فائدة مرتجاة من الدوران في دائرة استرجاء فهم علة الفعل الثوري الشعبي ، هذا لان العلة قائمة من اربعة عقود ونيف وان لا فعل بدون غرض كما لا فعل بدون سبب اضافة لوجود عقودا مرافقة من الساداتية والمباركية والبن علية ، كانماط متوحدة في كمبرادوريتها ، في دولة ما بعد الاستعمار العربية -ان جاز الاصطلاح آساساً- ضمن المظلة النيوليبرالية الكبرى جل جلال انحطاطها والتي تجعل بدورها من الواضح بتجريد جذري ظروف الانسان بما تبقي منه تحت حكم هذه القمعيات الستالينية مع شعوبها ،والفيتشية مع الاستعمار والنقيض القومي والطبقي لشعوبها .
كما ان مسالة التوقيت الثوري ، والفترة التي تمخض الفعل الثوري فيها بالرغم من اهميتها ومدى لفت الانتباه الذي تسترعيه ، الا ان هذه طبيعة الانقلابات الجذرية المعروفة بثورات ، فمتى ينضج السطح تظهر بوضوح يغلب على الشمس ، بالتالي فان ما يجذب الدارس او المتمحص في الحالة المصرية بشكل اكثر تخصيصا فانه يذهل للتركيبة الكادرية للثورة ، وللخلفيات الطبقية والسياسية لهؤلاء الثوار .
بالرغم من حديث كارل ماركس ومروحة لاحقة من المفكرين الماركسين ومن ابناء الاحزاب اليسارية والحركات الاجتماعية المطول حول طبيعة الفئة والطبقة التي تقود التاريخ وتصنعه في ثورتها ، مشيرين الى البروليتاريا بمعناها الطبقي الصافي والتي- اي التحليلات اللاحقة لماركس- انصافا للتاريخ قد خرجت من قالب التصنيف الكلاسيكي الى قالب تناول مفهوم الكتلة التاريخية ، لتدلل علي قطاعات جماهيرية اوسع من محض الشغيلة البروليتاريين وهذا ما نجدة في تقديمات انطونيو غرامشي كمحرك اساسي للبحث في مفهوم الكتلة التاريخية .
لكن لم يكن لكارل ماركس ان يعاصر نشآة المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية بشكلها الذي نعرفه - وهو لا يحمل مسؤولية هذا، وانما هذه عجلة التاريخ -، لكن غرامشي قد بنى مداميك لا يستهان بمركزيتها في فهم المجتمع والانسان والثورة كذلك في عصر بداية مآسسة الحياة والحيز العام بالشكل الحداثي المعاصر ، الا ان كلاهما لم يشهدا حوسبة العالم ، وبلوغ اصحاب الياقات البيض في العالم ما يقارب ستون بالمائة من قوة العمل ، نتيجة الوظائف المكتبية الواسعة الانتشار والعمل الحاسوبي والذهني الذي ازدهر في حقبة ما بعد الحربين ، بفعل الثورة الالكترونية والتي انعكست في علاقات الانتاج كونها ادواته ، بالتالي قامت بتآطير لطابع الفرز الاجتماعي الطبقي بمنحي يتحايث مع علة وجودها .
ثوار عصر الياسمين العربي ، قد خاضوا كغيرهم من سكان الكوكب طويلا مع عملية القولبة الاعلامية والتكنوايدولجية ضمن مشروع العولمة الليبرالية الجديدة ، سعيا الي امركة العالم لكن التحصيل النهائي ان السحر انقلب على الساحر او ان طباخ السم قد ذاقه كما هو في المآثور العربي ، فالوسائل التكنولوجية التي عمد المركز الراسمالي وكمبرادوراته في المحيط طويلا ان تتحكم بحراك وانماط تفكير الجماهير واعادة تشكيلها عبرها ، قد وصلت اخيرا ان اذاقتهم جزئا نذيرا مما يستحقون وكلنا املاً ان يكون ما نشهده الان فقط اول الغيث في محاسبة حقبة تاريخية طالت من تشبث راس المال بالهيمنة .
فطبيعة الشباب الذي بدا بعين التسطيح مندمغا في الية اعادة الانتاج ، بشكل خاص عبر مواقع الاتصال والتفاعل الاجتماعي الالكترونية ، تفرض ضمن حركة التاريخ ان لهؤلاء المستخدمين ظروف مادية خارج البوتقة الافتراضية التي ينشطون من خلالها وليس من اجلها كما ظهر مؤخرا ، بل ان لهم وقائع مادية حيوية تتحكم في مصائرهم وتنعكس بشكل ثالوث جدلي في توجهاتهم وانماط ذهنيتهم الجمعية
، هذا ان طعم الفول والشاي سكر زيادة لا تتغير ان كانت وجبة شعبك اليومية بالرغم من تفاعلك مع عالم افتراضي لم يصل في تطوره لينقل الروائح والاطعمة بعد .
مع ان الاطار الجديد والكادر الغير كلاسيكي والذي اقتحم عتبة الوعي والممارسة معا رسما شكلا جديدا للثائر عن ذاك الذي يستحضره الوعي دائما ، الا ان مضمون الرسالة اي التغيير ، لا شك فيه ، ولكن اي تغير ، وكيف التغير يكون ولصالح من ؟ وباي شكل ؟ كل هذه تساؤلات لا فكاك من الوقوف امامها بكل جدية . لكي لا نشهد مجددا نزعات لحالة التخبط التي لم تغب في كثير من الاحيان ، عن الموقف الجمعي للثوار في ميادين التحرير في مصر مثلا ، وهذا منبعه مفهوم ، وهو الطابع الشعبي المطلق لهذه الثورة ، والمتوج بمشاركة كتلة تاريخية واسعة مختلفة القطاعات والخلفيات الفكرية والمشارب الايدلوجية ، فلم يكن هناك قيادة طليعية لحزب الطليعة ، بحسب توصيف لينين ، وان هذه القيادة هي التي تقود الجمهور ، وتحفز الوعي وتبقي العين الذرة ، بل ان الطابع الجماهيري المشاركاتي الواسع قي برز جليا ، وهذا يمكن رصده على الاقل ، بالعودة والنظر لطبيعة تنوع الشباب الثائر الذي خرج ليدلي بتصريحات باسم ثورة شعب ، من حيث مدى اتساع العدد ، ومن حيث الفروقات الفكرية بمعنى المشارب ، وليس بمعنى تقييم القدرات لاي احد-
الا ان ما تجري اليه اليوم المجريات في كل من تونس العاصمة والقاهرة ، يقود لنوع من التفائل المادي فعليا ، بحيث ان استمرار نبض الشارع والاصرار على المطالب وانهاء اخر بقايا النظام السابق بشكل خاص البوليس السري ومباحث آمن الدولة ، هي طريق الخلاص ودرب اتمام الثورة في شكلها النهائي ، كما ان المناضل عصام شرف موجهين التحية له ، يشكل منبع ثقة ، لشباب ميدان التحرير كونه شاركهم نضالهم ولم يتمنع بعيدا عن دوره في الميدان اثناء الثورة ، وهذا يبعث علي التطمين كما اسلفنا ، لكن يبقي التخوف علي هذه الثورة العربية الكبري بالفعل ، اذ لم يكن هناك ثورة عربية كبري سابقا ، هذه هي الكبرى “ام البدايات ، ام النهايات “ بعبارة درويش الذكية جدا شعريا
لكن الاسئلة تتواطئ على عتبة الوعي وتقول ماذا عن سياسية البنك المركزي في كل من تونس ومصر ؟ وماذا عن العلاقات مع المركز الراسمالي ؟ والقلعة الامبريالية المتقدمة”الكيان الصهيوني” ؟ كما ان التخوف ينبع من اي اتجاه نكوصي ، يعود الي يوم ما قبل الثورة ، فمثلا في تونس كان الشعار المرفوع ، هو “ الشغل استحقاق يا جماعة السراق “ ولكن هل بالفعل ان الشغل استحقاق يجب ان نوجهها لجماعة السراق ، اي شغلونا لو سمحتم حتي لو استغللمتونا ؟ اليوم نقف ويجب ان نتسلح بان نقول الشغل استحقاق والوطن استحقاق ، كما الكرامة والحرية استحقاق ، ولا لجماعة السراق ، لا لاستعباد دم البشر ، لا لقصف ما تبقى من الشغيلة باختلاف تصنيفاتهم ، لنبني وطنا عربيا موحدا شعبيا علمانيا حرا ، فيه متسع لجميع المؤمنين بالعدالة والمساواة الحقة
وكلنا انتظار ان يتم النيل اصطفافه ، وان تستقر ثورتنا في كل البقاع التي آضرمت فيها الى حال من تكريس النصر وبناء المجتمع الجديد واعادة بلورة الانسان العربي الثوري لموائمة القيم الانسانية الحقيقية التي قوم باعادة تشكيلها هو في المجتمع العربي الجديد اللاطائفي واللابطريركي الحر
المستقل ، وبالتاكيد العربي الحر المنسجم مع محيطه من دول العالم النامية الصديقة للقضايا العربية والقضايا العادلة .
حافظاً موقعه في راس جبهة التصدي للامبريالية والصمود في وجهها


نضال حاتم : سوسيولوجي وكاتب فلسطيني
رامي برغوث: طبيب فلسطيني مقيم في موسكو






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد فضيحة عناق شاهدها العالم بأسره.. -كولدبلاي- لرواد حفله ا ...
- ما بين الفخامة والنسيان.. مصورة توثق كنوز مصر المعمارية المه ...
- سوريا.. اتفاق على إخراج جميع المدنيين الراغبين في مغادرة الس ...
- تراجع التمويل الأمريكي في الشرق الأوسط: ما هي البدائل؟
- أوكرانيا: مقتل شخص في هجوم روسي ليلي بوابل من المسيرات والصو ...
- شهداء بقصف نازحين والاحتلال ينسف مباني شرقي مدينة غزة
- جهود قطر تنجح في دفع الكونغو وحركة إم 23 لاتفاق سلام
- وضع الهاتف مقلوبًا قد يحل أكبر مشكلات آيفون
- الإكوادور تسلم الولايات المتحدة زعيم أخطر عصابة لتهريب المخد ...
- روسيا تطلق وابلا جديدا من المسيرات والصواريخ على أوكرانيا


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رامي برغوث و نضال حاتم - الى آن يتم النيل اصطفافه