أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد يوسف - لماذا نحن هكذا















المزيد.....



لماذا نحن هكذا


محمد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 986 - 2004 / 10 / 14 - 08:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


محمد يوسف يسأل
لماذا نحن هكذا00000
لماذا نحافظ على الموروث السلفي حتى في حالة انضمامنا للتحالف ضد الإرهاب ؟
لماذا سقط التاريخ بين براثن الأصولية الدينية ورفض الديمقراطية ؟
لماذا لا نبحث عن كيان الفرد المواطن بدل من الفرد المؤمن وإعطاؤه حريته في الممارسة والاختيار والتعبير
لماذا كل هذا الرعب من التغيرات التي تحدث في المنطقة العربية بعد سقوط بغداد والقبض على صدام ؟
لماذا كتب على الجماهير إما السقوط تحت براثن المشايخ أو بين قبضة المؤسسات العسكرية ؟
لماذا يتعامل السادة السلاطين مع الجماهير على أنهم مرفوع عنهم القلم وان الديمقراطية مثل المرض يخافون على شعوبهم منها ؟
فرضت علينا الظروف الكثير من الأفكار والأوضاع من خلال الإحداث المتوالية من سقوط بغداد ومن قبلها ضرب العمق السوري بطيران الكيان الصهيوني ومن منطلق فلسفة ضبط النفس ضبطت دمشق نفسها على واحدة ونصف ويأتي بعدها صدام يمثل أخر ادوار البطولة ويد الخيانة تعبث بشواربه ونهاية 2003 التي رفض القذافى أن ينهيها بدون ان يكون له دور بها وسلم القذافى مفاتيح طرابلس وأعلن النقيب سيف الإسلام المسلول ان هناك اتفاقية لحماية الكرسي القذافى التيفال لسابع جيل ومن يأتي من بعدهم مع الأمريكان والموساد والإنجليز وان ليبيا لن تستسلم للتدخل العربي في شأنها الداخلي وبالرغم من هذا نجد أمريكا ترفض رفع العقوبات عن ليبيا ويعلن بوش ان رفع العقوبات يرتبط بمدى التزام طرابلس بما تريده واشنطن وبالطبع نعرف ماذا تريد ولم يكذب الزعيم الملهم خبر وتقدم بالتماس لقبول الكيان الصهيوني بالتعويض عن اليهود الليبين الذين هاجروا الى دولة الكيان الصهيوني والسماح بالمواطنين الليبين بالسفر إلى دولة الكيان وفى حوار للملازم الأول الذى أصبح عقيدا وأمينا للقومية والداعي الأوحد لإقامة وحدة عربية مع صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية ان ليبيا ليس لديها مشاكل مع الكيان الصهيوني أو مع اليهود ومن المتوقع بعد تصريحات القذافى وخليفته المنتظر ان الخطوة القادمة هي زيارة القذافي إلى عاصمة الكيان الصهيوني أو استقبال شارون رئيس وزراء العدو الصهيوني في طرابلس وذلك بعد كشف مصدر رفيع فى وزارة خارجية الكيان الصهيوني ان اجتماع تم فى سرية بين مسئول فى وزارة الخارجية والسيد ابن المناضل سيف الإسلام والغريب ان القذافى تقدم بشكوى لنقابة الصحفيين المصريين بحقه فى عدم التعرض له من قبل الصحافة المصرية وخاصة جريدة العربي الناصري وإلا سيتخذ اجراءته وكان القذافى قد رفع قضية على جريدة الوطن السعودية عندما تعرضت له بالنقد بع شجاره مع ولى العهد السعودي عندما أعلنها الأمير عبد الله أننا نعلم من الذى جاءت به المخابرات الأمريكية ومن الواضح ان هناك تعديلات قادمة على خريطة الأحداث في ليبيا والانضمام الى قبيلة المهرولين مع الحكام العرب لإرضاء القطب الأوحد وأخيرا يأتي تصريح رئيس الأركان الصهيوني { لا خوف من وحدة عربية الدول المحيطة بنا مجرد أنظمة تحاول إرضاء أمريكا } وفى حوار قناة الجزيرة القطرية مع وزير خارجية قطر تبريرا لدور قطر فى مشروع الهيمنة الامريكى الصهيوني اتهم حكام الخليج وماذا نفعل إذا كان حكام الخليج يكتبون تقارير فى بعضهم البعض فلابد ان نكون أحسن شريك لأمريكا في المنطقة ومن خلال الحفاظ على العلاقة مع الشريك مع الشريك صرح مبارك لا داعي للهجوم على بوش وأمريكا لأنهما يفيدا القضايا العربية ولا نعرف ما هي القضايا التي يفيدا فيها هل احتلال الأوطان العربية والتدخل فى الشأن الداخلي وتغيير الأنظمة.هل سقط الكيان العربي هل سقطت الأنظمة في لحظة الاتفاق على تسليم بغداد مجرد سؤال يبحث عن إجابة من هم هؤلاء العرب هل هم بالفعل قوة جغرافية أم هم ظاهرة صوتية مثل حركة الريح فى الإناء الفخاري الأجوف أم حالة من حالات الانفصام التاريخي من حكم الصفوة القريشية للعامة والدهماء لأنهم هم أصحاب الرسالة وأهل النبي وعزوته وقبيلته. فمع أول حالة ثورية ظهرت فى الإسلام وحصار المصريين الرافضيين لحكم عبد الله بن أبى سرح وإصراره على تحصيل الضريبة كاملة وعدم احترام ظروف الفيضان ومع رفض الخليفة عثمان لمطلبهم فى عزل الوالي وانضم إليهم آخرين من مواطنين الأمصار التي أصبحت تحت حكم الدولة الاسلامية ممن يرفضون أسلوب الخليفة عثمان فى الحكم عندما حول الدولة الاسلامية الى مجرد ضيعة يحكمها الأقارب وأهل الثقة عندما أعلن { لقد قطع عمر قرابته فى الله أما أنا وصلت قرابتي في الله } وتوالت أحداث الفتنة وانقسم المسلمين الى شيع وفرق... فريق مع على بن أبى طالب الخليفة الرابع وآخر مع معاوية بن أبى سفيان بعد ان ارتدى ثوب عثمان طالبا ثأره ودمه ومجموعة الخوارج الذين اتفقوا على قتل معاوية وعلى ويريحوا الأمة الإسلامية من شر الفتنة لكنهم لم يستطيعوا إلا قتل الإمام على وبعد قتله وحزنوا عليه ولبسوا عليه السواد ومن خلال تغليب المصلحة السياسية على الدين فى معركة الجمل وصفين التي انتصر فيها الإمام على انضمت السيدة عائشة أم المؤمنين إلى جيش معاوية نكاية فى على بن أبى طالب لموقفه فى حادثة الإفك الشهيرة عندما اقترح على النبي صلعم ان يطلقها ويتزوج بغيرها لكن عائشة لم تنسى موقف على كرم الله وجهه حتى جاءت المواجهة اختارت معسكر معاوية نكاية فى على الذى أسرها في موقعة الجمل عندما كانت تشحذ الهمم لجنود معاوية وعادت مرة أخرى مع جنود معاوية فى موقعة صفين ولعلنا لن ننسى استخدام الدين فى لعبة السياسة عندما رفع جنود معاوية المصاحف على أسنة الرماح فخاف على ان تدهس الخيول والأقدام المصاحف على الرغم من انها لم تكن مصاحف كما ذكر تاريخيا لكن داهية العرب يعرف أخلاق على بن أبى طالب فلذلك طلب من الجنود ان يرفعوا اى شئ على أسنة الرماح وعندما نأتي إلى التحكيم واستخدام الدين أيضا في المراوغة عندما اقترح عمرو بن العاص على أبى موسى الاشعرى ان يخلع الاثنين ويختارا آخر أكثر حكمة ويجنب المسلمين شر الفتنة ونفذ أبى موسى الاشعرى وهو من اختاره على بن أبى طالب لدينه وعلمه وثبت عمرو بن العاص معاوية بن أبى سفيان في حادثة الخاتم الشهيرة وهكذا استخدم الصحابة الأوائل الدين في لعبة السياسة. وخرج من ذلك النزاع مذهب الملك العضود الذى يستند الى جيش من الفقهاء والمبررين الى جانب جيش من السيوف المشهرة لحماية الملك وأهله ولعلنا لن ننسى البيعة ليزيد بن معاوية كيف أجراها معاوية والسيوف على رقاب العباد ومن بينهم شيوخ الصحابة وبهذا اجتمعت السياسة المبررة بالدين ولعل اشهر اللعب بالدين ولعبة التبرير درء الأذى عن الأمة ضرب الكعبة مرتين فى العصر الأموي وصلب عبد الله بن الزبير والتمثيل بجثته ودامت الطريقة حتى مع سقوط الدولة الأموية وإعلان الدولة العباسية التي اعتمدت في البداية على الدعوة لآل البيت ومن اشهر دعاتهم أبا مسلم الخراساني الذى أرسى مبدأ الريبة ( ولو استربتم في شبرا فاقتلوه) وبعد الجلوس على الكرسي قتلوا عمهم عبدا لله بن على وأعلنوا الحرب والمطاردة على الطالبين ومن قبل كان الأمويين أبادوا نسل على الإمام وقتل الحسن بالسم وذبح الحسين والاعتداء على البكور حتى يحكى ان نساء بيت النبوة والإمامة دخلن إلى دمشق حفاة عرايا يسوقهن مثل البهائم المساقة للذبح من كربلاء الى دمشق كل هذا باسم الدين السياسي الذى اسقط من حسابات الحكام الدين الإسلامي وفتاوى الحفاظ على الحكم واستباحة الدم للرافضيين ولعل اشهرهم ابو جعفر السفاح الذى أقام من دمائه انهارا وتلالا من الجماجم. ودامت لعبة الدين حتى وصلت الى خارج الأسوار البغدادية وظهرت مع كل الحركات السياسية الباطنية مثل الاسماعيلية التي يجب ان يدرس تاريخ مؤسسها بنوع من التعقل حتى يعرف الجميع ما هو دور الدين وكيف يؤدى الدور الناجح فى لعبة السياسة فالحسن الصباح كان مسئول الخبر فى دولة السلاجقة بدرجة مخبر ويتحول الى مؤسس طريقة امتدت الى مساحات وإعداد غفير من البشر المؤمن و من خلال الطقس السري الذى كان يقوم به لأتباعه وقد دانت بالتبعية إلى الفاطمية ودراسة تؤكد ان كل دعاة الزعامة ركبوا مطية الدين من أيام مسيلمة الكذاب وسجاح البمنية . ورحلت الفكرة مع عبد الرحمن الداخل مؤسس دولة الأمويين بالأندلس بعد الهروب من مذابح العباسيين. لعلنا هنا لا نقوم بحالة من حالات السرد التاريخي ولكن نؤكد اللعبة العربية فى ربط الدين مع السياسة وكان بداية الصراع فى الأندلس عصبية قبلية بين القيسية واليمنية حتى يأتي إليهم القرشي الأموي وينضوي الجميع تحت لواؤه وأهمهم الموالى وهم أحفاد طارق بن زياد حيث انه كان من البربر الذين اسلموا وأصبحوا من موالى البيت الأموي المرواني نسبة إلى مروان بن عبد الملك الذى اخرج الخلافة من نسل معاوية بالحيلة والسياسة والدين أيضا وتبدأ لعبة السياسة الدينية والدين المسيس وتستمر اللعبة وتبدأ الفجوة في الحدوث مثل كل الحاكمين والخلفاء وتسقط دولة الأمويين في الأندلس وتبدأ دولة الموحدين وتأتى دولة الأغالبة تحت شعار لا غالب إلا الله مع ان مؤسس دولة الأغالبة رفع الشعار وهو يدخل قرطبة فى حماية قشتالية وتقرر دفع جزية المساعدة بغرض الحفاظ على السلطان ومن حوله أيضا فريق من الفقهاء القادرين على التبرير ومطاردة أصحاب المذهب العقلي المأخوذ عن قراءات أرسطو وهو إعلاء شأن الفرد عن طريق النقد العقلي والتعبير لكن من يسمح وحالة الخوف من المواطن هي السائدة في كل أرجاء الدول إلى أعلنت أنها مسلمة وعلى الرغم من محاولة الغش فى التاريخ ان أهل الأندلس الأصليين وهم القشتاليين والإفرنج مجموعة من الحفاة الأجلاف وعلى الرغم من هذا ونحن نقرأ ماذا فعل ملوك الطوائف فى الحفاظ على سلطانهم وكيف استعانوا بأعدائهم للقضاء على منافسيهم حتى يأتي لحظة الطرد التاريخي والخروج النهائي من مملكة العرب فى الأندلس وسقوط أهم حضارة تاريخية والكلمة التاريخية المأثورة ( أبكى كالنساء لأنك لم تستطيع ان تحمى ملكك كالرجال ) هكذا ذكر التاريخ عن تلك الحضارة فهل من الممكن ان تذهب حضارة بكل الهدوء التاريخي وهى المالكة للقوة العسكرية والحضارية وهل استطاع القشتاليين ان يصبروا تلك الفترة الطويلة فى إعادة بنيانهم لدحر العرب وطردهم من حيث أتوا وعلى نفس الشاطئ الذى وقف عليه طارق بن زياد وحلم بعبوره الى الضفة الأخرى واحرق سفنه حتى يمنع جنوده من العودة لكن من الواضح أنهم كانوا يحتفظون كل هذه المدة بالسفن للعودة. هو التاريخ المزور والمزركش الذى دائما يحدثنا عن أننا (خير امة أخرجت للناس) فيجب ان نكون صابرين فى انتظار رحمة الله ومعجزته. لكن لما لم يطرح احد كيف خرج العرب من الأندلس وأسباب السقوط الذى يعود مرة أخرى فمن الواضح لحركة التاريخ أننا جميعا سنتحول الى مطرودين خارج حدود الوطن لتحقيق الخريطة الاستعمارية التاريخية و لاستمرار الأنظمة الموالية.ونقرأ في كتب التاريخ ان صلاح الدين الأيوبي فاتح القدس وموحد العرب نطرح السؤال كيف وحد العرب وطرد الفرنجة ودحرهم وحكم بيت المقدس ونحن نرى الحملات المتتالية من الفرنجة التي وصلت إلى المنصورة ودمياط فعلى اى قوة عسكرية عربية يتحدثون ونكتب عنها كتب التاريخ ونحن نرى أشلاء البيت الأيوبي يتحالف مع ملوك الفرنجة فى المنطقة ضد بعضهم البعض حتى تأتى إلينا جحافل التتار ومصر بلا حاكم وبلا تجهيزات عسكرية وفجأة بقدرة قادر نهزم التتار ومن الواضح انه جاء نصرا سياسيا عبر اثنا عشر كيلو فقط حتى عرض أسباب النصر اعتمدت على خيانة الخليفة العباسي وحرق بغداد وعندما وصل الجيش التتري إلى الحدود المصرية كان أنهك من طول الرحلة الطويلة التي قام بها على مدى أربع سنوات غزو وانتصارات وعندما دب الخلاف بين هولاكو وأخيه الذى رفض ان يرسل مددا جديدا جاء النصر القطزى الذى ذكر التاريخ انه لم يكن يمضى على توليه السلطنة إلا لربعة اشهر ومن قبلها مصر تعرضن لحالة من الفوضى والاغتيالات بين حكامها فالحقيقة يجب ان تذكر تاريخيا كيف استطاع قطز تكوين جيشا من المماليك المختلفة بدليل قتل قطز نفسه بعد المعركة مباشرة إلا إذا كان حارب بجيوش سرية أو انه واجه التتار وحيدا هو وجهاد التي أخذت تصرخ فأخافتهم بنداء وا سلاماه لكن كيف يذكر التاريخ المملوكي ان ذلك القطز جند الشعب المصري الذى استشعر الخطر من حكاوي التتار وما فعله في خليفة بغداد هذا الى جانب اتفاقية عدم الاعتداء التي أبرمت مع جيوش الفرنجة ألا تلتف حول الجيش المصري من الخلف أثناء المعركة التي ذكرها المؤرخين فأين ما ذكره التاريخ من تحرير الأراضي العربية من الفرنجة والحملات الصليبية أسست دويلات في المنطقة ومازالت. ومع الصدام بين السلطان قنصوة الغوري والسلطان سليم وسقوط القاهرة وشنق طومان باى أين كان الشعب المصري منذ دخول الفاتح العربي وتوالت الأسر الحاكمة هل كان هناك شعب بمعنى كلمة شعب أم جعلوهم مجرد فلاحين وتجار وصناع ولم يصلحوا للسياسة أو للحكم على الرغم من ان التراث الفرعوني نقل إلينا مجادلات المصريين فى طلب الحقوق عندما يجور عليهم الحاكم{ أقم العدل لرب العدل أنت يا من تمثل القلم والقرطاس واللوح } ومع العثمانلية تسود فترة من أحلك الفترات التاريخية باسم الدين وانتشر الجهل والأمية ولم يعد هناك اى مظهر من مظاهر التعليم إلا الكتاتيب حتى الصنايع والحرف التي استهرت بها مصر اندثرت مع ترحيل أصحاب الحرف والصناع المهرة الى الاستانبول ومع انتشار اللغة التركية ضعفت اللغة العربية حتى تأتى بعد ذلك حالة سميت النهضة باللغة العربية وذلك لان السلطان والوالي وموظفي الدولة لا يتحدثون العربية فهذا انفصام فى الحكم فلهذا استعان العثمانلية بفلول المماليك الذين باعوا سلطانهم السابق وبايعوا سلطانهم الباقي على كرسي السلطنة وتستمر لعبة السيادة ومع الحملة الفرنسية تظهر شخصية أصحاب الأرض وقدرتهم على اختيار حاكم لكن انطلاقا من فكرة أنهم لا يجيدون الحكم لا يجيدون إلا الخوف من الله والسلطان وانطلاقا من هذا ارضاءا للخليفة المسلم اختاروا عسكري من الجيش الألباني ليحكمهم لأنهم غير راشدين على الرغم من ان القيادات الشعبية وعلى رأسها عمر مكرم نقيب الإشراف وزعيم اللجنة الشعبية التي شكلها نقباء الحرف والصنايع وشيوخ الحارات وشيوخ البلد وشيوخ الأزهر هي التي اختارت محمد على ولكن هل هي عدم ثقة بالنفس ان يختاروا ابن بلد منهم على ان يختاروا غريب عنهم وعن تقاليدهم غريب عن أحلامهم لكنهم ربما خوفا من الانقسام أو أنهم لم يألفوا ان يحكموا أنفسهم أو هي عدم قدرة على إدارة شئون البلاد أو هو الخوف ان يغضب منهم السلطان ويدخلهم جهنم وبالطبع ليست جهنم الرب ولكنها جهنم السلطان ودائما جهنم السلطان اشد من جهنم الرب لان جهنم السلطان تدخلها حيا أما جهنم الرب تدخلها ميتا فلا تشعر بالعذاب ولا يترك أثارا ويعود تخلف المنطقة العربية الى فترة الاحتلال العثمانلى وذلك لانتشار التخلف وتطبيق نظرية قريبة من القرون الوسطى الأوربية وهى ظل الله على الأرض فقد تعاملوا الدهماء مع السلطان على انه خليفة المسلمين ملك البرين والبحرين والخاقان الأعظم وخادم الحرمين ويؤثر احتلال لمدة 350 عاما بالمنطقة من خلال الدين المسيس من خلال لعبة الخليفة المسلم وتخرج مصر من حكم المماليك الذين بكل سوآتهم أقاموا حالة من الانتشار التعليمي عن طريق المساجد المدارس والمستشفيات الى أكثر فترة ظلامية تحياها مصر فى تاريخها. و عام 1798يعتبر عام المعرفة والفهم تتعرض مصر لحالة تعرف على قشرة شبه حضارية استعمارية وهى الحملة الفرنسية ويدرك المصريين ان الخليفة العثمانلى مجرد وهم وان ذلك الظل الإلهي هو ظل الشمس يذهب عندما يطل الليل وفى 1805 تتعرض مصر لحملة فريزر الانجليزى مما يؤكد وهمية الخليفة فقد أكدت الحملتين ان مصر هي شعب ولن يدافع عنها إلا أهلها ويتضح ان الأمور ليست هي الطرد من الأندلس ولكن المخطط زمني وأصيل وهى الإصرار على استرداد أملاك الامبراطورية الرومانية القديمة فى الشرق هذا هو المخطط الاستعماري الذى ترجم الى أفعال حتى عندما حاول و قام محمد على بالاعتماد على الشعب المصري فهو قد عرفه ففتح التعليم والجيش وأرسل البعثات وكان هنا هو الخطر من يرضى من الدول المحيطة بتعليم الشعب المصري إذا ليست الفضية بناء قوة عسكرية ولكنها قضية شعب يتعلم ويمسك أسرار التاريخ في عقله ويحاول ان يمسك لغة العصر من أدوات ولهذا تصدت الدول الأوربية جميعها بحجة الخروج عن طاعة السلطان والاستيلاء على أملاكه ودحرته وأجبرته على تقليص عدد الجيش والخروج من الأراضي التي ضمها إلى ولاية مصر حتى فكرة قناة السويس لم تكن من اجل رخاء الشعب المصري ولكن من اجل مستعمرات فرنسا فى أمريكا وأمريكا اللاتينية وخوف انجلترا على مستعمراتها فى الشرق الأسيوي حتى الأسباب الواهية لاحتلال البلاد العربية من حادثة المكارى الذى اختلف مع المالطي على ثمن ركوبة الحمار في الإسكندرية والإنذار الانجليزي الشهير بتسليم المكارى والحمار وإزالة المدافع من على طوابى الإسكندرية خلال 24 ساعة وبالطبع جاء الاحتلال لان مصر رفضت تسليم الحمار وبركة الخديوي الذى رأى فى موقف الجنرال عرابي خروجا على الطاعة والغريب ان السلطان أعلن ان الجنرال عرابي خرج عن طاعة السلطان وانه علماني وكافر مما جعل المشايخ يكفرون عرابي و يقال ان السلطان أرسل من يصدر صحيفة ضد عرابي وذلك لان السلطان يعلم اثر وجود قوة عسكرية فى مصر فمازالت أثارها وتاريخها عالقة في ذهنه عندما جيوش إبراهيم باشا إلى حدود تركيا فهو مع دولة محتلة أفضل من دولة قوية ولم يكفروا الحاكم الخائن الذى انحاز الى قوة الاحتلال ولم يطلبوا مقاومة المعتدى المحتل ولم يحاولوا حتى الدعاء عليه ابسط الإيمان كما فعلوا فى حملة نابليون وجاء الاحتلال الذى كان فى استقباله عند بوابة قصر عابدين الخديوي توفيق وكبار رجال الخونة الرسميين وعلى رأسهم السيد ديلسبس الذى رفض ان يغلق عرابي القناة ووجد جيش الاحتلال موجود فى ظهره فى التل الكبير. ومع حادثة مروحة الداى فى تونس التي ألقاها في وجه القنصل الفرنسي الذى كان كثير التدخل فى شئون الدولة فرفض الداى واخبره انها بلدنا هكذا كان يتصور الداى الطيب لدرجة العبط ولكن القنصل الفرنسي يعلم ماذا يحدث ودخلت القوات الفرنسية تونس وألقت القبض على الحاكم وعرضته أمام الجماهير وهى تحلق له شواربه واعتذر على الملأ للسيد قنصل نابليون لكن الاعتذار لم يقبل إلا وتم الاحتلال وتم هذا فى الجزائر وأخذتها أيضا فرنسا بسبب تافه ممكن يكون بسبب ان احد المواطنين الجزائريين عطس فى وجه تاجر فرنسي فاعتبرتها فرنسا إهانة لفرنسا العظمى النابليونية وهكذا تلككت الدول العسكرية الأوربية على هؤلاء الدراويش العرب وقررت تقسيم المنطقة فيما بينها ليبيا في أحضان ايطاليا حتى بلجيكا دخلت أفريقيا لأنها لم تلحق بالكعكة العربية وهولندا تحولت بعد انحسار أملاكها في أمريكا وضياع شركة الشاي الغربية في الهند التي استولت عليها انجلترا وكونت شركة الشاي الشرقية للاستيلاء على الجنوب الشرق أسيوي وحدث حالة من حالات الترضية الاستعمارية وأعطوا لها بعض الجزر من اندونيسيا وأجزاء في أفريقيا حتى الصيع كونوا دولة فى جنوب أفريقيا اسمها روديسيا على اسم زوجة من أسسها هل هناك مسخرة أكثر من هذا حتى الصين عاقبوها فى حرب الأفيون الأولى عن ما قررت السلطات الامبراطورية الصينية مقاومة تجارة الأفيون بعد وجدت الشعب الصيني ترك كل شئ وانتبه للمزاج فتدخلت انجلترا لحماية تلك التجارة التي تهم التجار الانجليز وفى حرب الأفيون الثانية كانت أمريكا عندما دخلت سوق الأفيون وسوق الموز والنحاس وشركات الهاتف واستولت على كل أمريكا اللاتينية.في عصرنا الحديث التي تغيرت من المكارى الاسكندراني الذرى رفض ان يسبه المالطي والمروحة في تونس والعطسة في الجزائر والسمكة التي ضاعت من المياه الإقليمية الأسبانية ووجودها في مياه المغرب فعاقبت أسبانيا المغرب فاحتلتها واكتفت بجزء من المغرب وأخذت الباقي فرنسا والغريب ان شعوب المستعمرات هي التي قاومت الاحتلال الألماني في أوربا ودافعت عن السادة المحتلين وكانوا وقود الحرب العالمية الأولى والثانية وضاعت وعود الرئيس الامريكى ويلسون فى حق الشعوب فى تقرير مصيرها بعد الحرب العالمية الأولى لكن طبعا أتضح ان ويلسون الامريكى هو الفرنسي هو الانجليزي وضاعت حقوق الشعوب على مائدة مؤتمر حق تقرير المصير الذى عقد فى بريطانيا وقرر ان دول الاحتلال هي التي تقرر مصير الدول المحتلة وتدافع الشعوب مرة أخرى على محتليها ويتم تسخير موارد هذه الشعوب لخدمة المحتل. وعندما انتهت الأسباب ومر وقت طويل على أيام الاحتلال التي قررت ان تعود مرة أخرى في أشكال جديدة ومن خلال المعونات الاقتصادية واتفاقيات السلام وأسلوب الهيمنة والحصار الاقتصادي وضرب مفاصل الشيء الذى كان اسمه الوطن العربي وحدوده الجغرافية من المحيط الى الخليج وبعد ان ضاع المحيط وركع الخليج وقطع رأس من يرفعها جاء الدور على أسلحة الدمار الشامل بعد الشوكة التي وضعت في الظهر والعصب لتقطيع الأوصال في الكيان العربي الذى استطاع المحتل الاوربى ان يزرعها فى وسط مركز الإحساس العربي وهى نقطة التقاء المنطقة العربية فى هذا المفصل التاريخي من أيام الحركة الحرة دون جوازات سفر وتأشيرات مجرد عبور فلسطين البوابة الشرقية الاستراتيجية. ليست القضية هي سقوط بغداد واستسلام القذافى وفتح مكاتب تجارية ورفع علم الكيان الصهيوني على عمارة تطل على النيل, القضية هي ذلك المثقف المبرارتى والفقيه المفتى الترزي على طول التاريخ الذى استطاع ان يزور الأحداث ويلفق الانتصارات...ان تلك الأمة امة مهزومة تاريخيا وذلك لان البنية الاجتماعية على مدى تاريخها منذ محاولة انشاء إمبراطورية عربية مبنية على فكرة الدين والرعب من الحاكم لانه {ظل الله على الأرض} لم يحاولوا صناعة الإنسان في المقام الأول صناعة الوعي ان يحاولوا التأكيد على الفرد الذى هو فى الأساس هو البنية الاساسية لأي بنيان إجتماعى قادر على الصمود والمقاومة. من أجمل الأمثال العامية المصرية ( الل يجوز أمي أقول له يا عمى ) وذلك لأنهم ليسوا شركاء فى الرأي لكن هناك دائما قوة غاشمة تأتى فى الصباح بعساكرها وتستولي على الحكم وتأتى غيرها وتعبير المصري الجميل المتواكل ( وأنا مالي ) ( معلهش ) ( إردب ماهولك لأتحضر كيله تتعفر دقنك وتتعب فى شيله ) هذه هي حقيقة الأشياء التي عبر عنها المصري في أدبياته مثل استعمال كلمة الغز ( آخرة خدمة الغز علقة ) فقد اكتشف المصري الجميل ان هناك انفصال بين السادة الحكام وبقية خلق الله وذلك انطلاقا من فكرة أنهم لا يجيدون إلا حمل الهموم والشقى طول النهار لدفع المكوث والخراج حتى عندما تتطور الكلمة وتصبح ضرائب يكتشف انه يدفع على كل الأشياء حتى الطيور التي يربيها في منزله هذه هي أساسات الحكم العربي التي أصبحت قاعدة لكل من أتى من بعدهم حتى عندما قامت الثورة فمن غرائب الثورة أنها على الرغم من أنها أصدرت قانون الإصلاح الزراعي وأنقذت الفلاح من براثن الإقطاع والعامل من أنياب استغلال أصحاب العمل أعدمت خميس والبقرى لمجرد انهما ابدوا رأيهما في أسلوب الحكم والمطالبة بالديمقراطية ولكن لا صوت يعلو فوق صوت الأحرار الذين استطاعوا ان يحرروا الشعب من نير القصر والأحزاب والحركات الوطنية والغريب ان فى هذه اللحظة كان هناك غزل بين الثورة وجماعة الأخوان المسلمون ومن خلال البحث عن شرعية يدخلون من خلالها لم يكن أفضل من لعبة الدين واختيار سيد قطب ممثل الثورة فى وزارة الشئون الاجتماعية والعمل مما اثر فى قرار الثوار فى إعدام خميس والبقرى من خلال الغطاء الديني والشرعية الثورية وان الله ورسوله يرفض العابثين فى الأرض فسادا وهم طبعا الرافضين للظلم تقطع أرجلهم وأيديهم من خلاف وحتى من وضع الدستور جعل الدين مصدر التشريع وان الإسلام هو دين الدولة الرسمى وبالطبع الرؤية القريشية أصبحت هي الستار الثوري لكل ثوار المنطقة من أول البكباشى إلى الصول إلى الملازم الذى أصبح عقيدا ومن هنا لم تكن هناك خلفية ثورية ولا معرفة بأصول الحكم ولا إدارة البلاد ومن خلال لعبة الدين والسياسة كان الشعور بالخوف من الحركات الثورية التي لم تستطيع تحقيق لعبة الانقلابات العسكرية واهتمت بعملية الوعي الجماهيري وحرية التعبير وحرية الصحافة واستطاعت ان توجه انتقادات جارحة للقصر والأحزاب والاحتلال وكانت تحاول ان تجعل الشعب هو الأساس في الحركة الشعبية والتغيير لابد ان يأتي من خلال الجموع حتى تحمى الثورة وتقبل التغيير ولكن طبقة الثوار التي سادت المنطقة العربية وغطائها القومية العربية من خلال وحدة الدين واللغة والجغرافيا والتاريخ وكان سلاحها الخطب الرنانة وتخدير مشاعر الجماهير فى الانتصارات القادمة من خلف ستار دخان الكلمات المعسولة والغارقة فى الوهم ولان القضية صناعة وهمية وأرضيتها رخوة سادت فى المنطقة مناخ الشك والريبة وحمايتها اعتمدت على التكتلات البوليسية ومع زيادة عدد السكان زادت في ربوع الوطن العربي السجون والمعتقلات وأهل الثقة وعلى الرغم ان الثورات فى المنطقة قامت ضد طبقة الرأسماليين المستغليين والإقطاع وأعوان الاستعمار إلا ان تلك الثورات اعتمدت على الطبقة التي قامت ضدهم بالثورات وهذه الطبقات هي التي تولت أهم الوظائف وأصبحت هي أيضا التي تتحكم في مقدرات الشعوب الى جانب طبقة جديدة من اللصوص والحكام الجدد الذين هم بطبيعة الميراث لديهم الحقد والرفض لكنهم مثل الحرباء فى التلون والاختباء وترديد شعارات الثوار والتحول الى بوق دعائي مع الثورة والغريب ان هذه الأبواق الدعائية هي التي استفادت من الثورة العربية الكبرى من المحيط الى الخليج أما من أمن بالثورة الذين شعروا أنهم أبناء تلك الثورات فى كل الوطن العربي وحماتها هم من امتلئت بهم السجون والتهم الجاهزة الشيوعيين الكفرة الملاحدة عملاء الاتحاد السوفيتي في حين ان الاتحاد السوفيتي هو القوة العظمى الوحيدة التي وقفت بجوار كل ثورات الوطن العربي وفى الوقت الذى كانت هذه الثورات تطبق الاشتراكية كما أطلقوا عليها العربية وان الإسلام ابو الاشتراكية من قبل ماركس وخطب المنتفعين من لعيبة الدين والسياسة وحدثوا الشعوب العربية عن ابو ذر الغفاري أول الاشتراكيين في الإسلام وعن تطبيق الاشتراكية فى مجتمع المدينة عندما آخا النبي بين المهاجرين والأنصار حتى في النساء وعلى الرغم من كل هذه الآلة الدعائية كانت حكومات الثوار تطارد الاشتراكيين فى كل بقاع الوطن من سجن الواحات الى سجن الحلة فى العراق الى سجون الخرطوم الى سجون عدن الى صنعاء الى سجون طرابلس وبنى غازي وسجون دمشق وغيرها من العواصم العربية وكان لابد لأمة لا تعرف إلا الشعارات ان تسقط فى براثن الهزيمة واحتل الإمبريالية الصهيونية أراضى ثلاث دول عربية ولم تكن الهزيمة عسكرية ولكن هي هزيمة العقل العربي الذى سكن السجون والمعتقلات حتى لا تسمع القيادات الثورية صوت معارض واحد فى ربوع الوطن ومع علو الدولة الدينية جاء المثال فى محاولة الثوار اللجوء إلى لعبة الدين لإضفاء شرعية على الهزيمة وإيجاد مبرر شرعي مثل هزيمة النبي في غزوة احد ومحاولة إضفاء أسباب مشابهة لهزيمة الوطن تحت قيادة زعيم القومية العربية ان القادة الميدانيين لم يلتفتوا لتوقعات الزعيم فى ان الضربة ستأتي في التوقيت الذى توقعه وكما تسود فى القلب الظاهرة سادت فى أطراف الوطن حالة من التخويف وإطلاق يد المؤسسة الدينية فى محاسبة المثقفين وإطلاق تهم التكفير من خلال إصرار المؤسسات العسكرية فى الحكم على الرغم من الهزيمة الموجعة وعلى الرغم من كراهية النظم الحاكمة للمثقفين استعانت بهم فى إعادة البنية الاساسية للقوات المسلحة وذلك على اعتبار انها فى حاجة الى العقول الواعية الفاهمة لمعنى الوطن وأخرجت التقدميين من السجون واستعانت بهم فى الصحافة والمؤسسة الثقافية الحكومية فى محاولة لصناعة خطاب شاحذ لهمم يسحب التكتلات الى معركة البقاء محاولا ان ينسيهم معركة التغيير من خلال رفع شعار لاصوت يعلو فوق صوت المعركة ومع رحيل النموذج لقائد ثورة ورافع شعار التنمية الشعبية وواقفا ضد الهيمنة الأمريكية خلفه المعادل الموضوعي لشخصيته محبا لأمريكا كارها للنظم الاشتراكية يعشق حياة الترف ومن خلال بحثه على مشرع لكل انحرافاته السياسية لم يكن أفضل من التيار السلفي المعادى للحركة الاشتراكية إيمانا أنها قادمة من بلاد الكفرة واستطاعت تلك التيارات السلفية ان تحتل مكانة التيارات المثقفة بمساعدة النظام الذى استطاع هو الآخر في صناعة نموذج لحكام المنطقة فى تغليب التيارات السلفية على مكانة العقل والتعبير وذلك لان مذهبهم هو لا طاعة إلا الأمير وإذا كنت ثلاثة أمروا أحدكم وجاء النصر الهزلي واتفاقيات المهانة والذل والعلم رفرف فوق أمواج النيل تعكس لنا آشعة الشمس كآبة الموقف ومن خلال تزاوج النظام والسلفية بدأت معركة ضرب المثقف التقدمي الذى يؤمن بحرية الرأي والتعبير وحرية النشر وكل هذا ضد فكر التيار والحكم ومن خلال حصوله على شرعية المصادرة الفكرية من خلال إطلاق يد الإخوان المسلمون والجماعة الاسلامية جاء الانفتاح وسيادة طبقة ضاربة للمكتسبات الاشتراكية بالرغم من هزليتها فلم يكن فيها إلا حالة التمصير ومجانية التعليم التي رفع رايتها رواد النهضة فى أوائل القرن العشرين والإصلاح الزراعي الذى تبناه اشتراكيين المرحلة الأولى من النضال الشعبي فهي ثورة لم تأتى بالروية الوطنية الكاملة إلا رؤية خاصة بها والمحيطين بها الذين تحولوا الى طبقة خاصة امتلكوا كل أجهزة الدولة وأحاط بهم فيالق المنافقين والمزورين وكما ذكر إحسان عبد القدوس { وأصبحت المعارضة والنظام فى هيئة واحدة } وبالتالي جاء النموذج كاملا للتطبيق فى كل المحيط الذى اتخذ الثورة المصرية مثالا للتطبيق ومن أهم الأجهزة التي أدركت الثورة أنها مهمة للمهمة أجهزة الإعلام التي أصبحت تابعة تبعية كاملة لجهاز المخابرات وتولى وزارة الإعلام دائما رئيس جهاز المخابرات السابق { فهمي هويدي } وسادت حالة من حالات تغييب العقل وصناعة عقلية جديدة مبنية على التبعية الكاملة للدولة الأم التي تحولت إلى المصدر الأساسي لكل الأشياء من أول بطاقة التموين الى منح الدراسات العليا خارج الوطن أو تولى المناصب العليا كل هذا تم من خلال منظومة صنعتها أجهزة الأمن وهى تقارير الولاء والانتماء لطبقة الثوار الذين أطلق عليهم أهل الخبرة وصناعة طبقة جديدة من موظفين السلطة ومن منطلق ان المزورين الذين يمتلكون أجهزة الإعلام والمثقفين الانتهازيين الذين يبرمجون كل الأفعال على أنها انتصارات والهزيمة مراجعة الذات. وحتى عندما يحقق النصر فى 73 يسرقوا انتصاره تحت مسمى جيل أكتوبر و تفتح كل الأبواب على كل مصراعيها للرأسمالية الجديدة مع المعونة الأمريكية وتسقط خطط التنمية مع وفرة أموال المعونة التي تصنع رجال أعمال جدد بمعرفة السلطة فى حماية الرعب من الإرهاب والغطاء الديني الذى أعطى المبرر لدحر تنمية عقل الفرد والحفاظ على حريته الفكرية والتعبيرية وأصبح المواطن محصورا بين إرهاب السلطة وإرهاب الجماعات المسلحة ويضيع الوطن والمواطن فى حالة العنف المتبادل المدعم من أجهزة مخابراتية ومناطق الدعم الرأسمالي اليميني وساد حالة من حالات الخطاب الرجعى الذى استهدف المثقف الواعي وجعله تحت سنان الحصار واستسلم له لانه بعد دوره فى مقاومة ظاهرة الإرهاب حاول ان يؤدى دوره فى تنمية الوعي ونشر حالة الرفض للفساد الذى انتشر فى أوصال الوطن ولان الفساد شرعي وله جذور ضاربة فى أجهزة السلطة كان لابد من قطع الألسنة وتكميم الأفواه لان السلطة راضية بمحكوميها كما هم لا يتكلمون لا يعبرون لا يتذمرون هكذا هي استلمتهم والمفروض ان تسلمهم كما هم للورثة القادمين من مرحلة الإعداد والتقديم. ان التاريخ يشعر بما فعلته الثورة العسكرية بالشعب المصري في ضربه في حريته ومنع نسائم الديمقراطية عنه خوفا ان تلطشه نزلة شعبية ديمقراطية وهى تؤدى دورها والجميع نيام ان حكومات الثوار وورثتها من المؤسسة العسكرية ترفض ان يكون هناك مواطن واعي بمعنى الحرية هي تريده كما هو يؤدى دوره فى التمثيلية الهزلية سواء هذه التمثيلية من خلال صناديق الانتخابات الخشبية والجميع يشاهد وكأنه فى فيلم كوميدي سخيف والمفروض ان نضحك وننقلب على قفانا لأننا إذا لم ننقلب يرضانا سننقلب بالضرب على القفا. هذا هو التاريخ وما فعله بالشعب المصري على مدى أيامه التي لم يعرف فيها ان العالم تتطور وأصبحت هناك اختراع أسموه الديمقراطية هناك نائب فى البرلمان يخاف من المواطن الذى أعطاه صوته لانه إذا لم يسمع شكواه لن يعطيه صوته فى الانتخابات مرة أخرى هناك وزير يعلم انه تولى الوزارة عن طريف صوت المواطن الذى أعطى صوته لحزب أصبح أغلبية عن طريق الانتخابات وليس عن طريق قرابته لرئيس الجمهورية فأصبح اللقب شرفي وتعسفي ويشعر ان سيجلس طول عمره وزيرا لدرجة ان لدينا وزراء قد بم تسجيلهم فى موسوعة جنس للكراسي التيفال هناك نظام يحكم مؤمن بالتعددية وان يكون هناك ثقافة التعددية ليس القضية عند رئيس جمهورية أو رئيس حكومة أو رئيس حزب حتى على مستوى النقابات التي لا تؤمن بالتعددية ولا تعرف عنها شيء ولا يؤمنوا بها لأنهم لمجرد الجلوس على كرسي النقابة يمارسوا كافة أعمال التزوير من اجل ان يستمر على كرسيه ليست القضية فوقية ولكنها على مستواها البسيط التحتى فيجب تعليم الممارسين ثقافة التعددية حتى على مستوى العلاقة بين المجالس النقابية والسلطة إذا جاء مجلس لا يتوافق مع السلطة تقف كل المراكب السايرة ويضيع حق الأعضاء في الخدمات وحتى الأعضاء لا يعلموا ان النقابة ليست نقابة توفر الزيت والصابون والأدوية والسيارات والشقق والمصايف ولكن يجب ان يعلم العضو ان دور النقابة فى المقام الأول الحفاظ على حق الممارسة لكن العضو يكتفي بالرشوة الخدمية المادية وينسى الدور الأهم من دور النقابة الحفاظ على حرية العضو فى الممارسة دور النقابة فى ثقافة التوعية وثقافة التصدي لأغراض السلطة في تعميم حالة القهر حتى على النقابات ليس دور النقابات هو المباني الفاخرة الفارغة لكن دور النقابات هو دور وطني ثقافي يهيئ الجو العام للعضو فى آليات ممارسة جديدة. ان المفروض فى الوضع الذى يستمرأ على المواطنين إعادة صياغة طريقة الأداء فهناك أخطاء تسقط فيها المعارضة تدفعها إليها السلطة وهى حالة الصخب الخطابي الذى تمارسه المعارضة من القرن قبل الماضى وهى الحالة الخطابية والمظاهرات الصاخبة التي تنتهي بعد ساعتين باحتساء الشاي والشيشة على المقهى والدردشة الفارغة والعلاقات الجديدة وزعماء المظاهرات تحملهم سياراتهم الى مقاراتهم والمنشورات التي تضيع تحت الأقدام هل حاولت المعارضة ان تعلم المواطن فكرة العصيان المدني دون ان يتحرك من مكتبه أو عمله ولكن يمارس عملية الرفض بهدوء ودون صدام ان عملية الصدام لها مؤثرات على الجموع مما يجعل الإحجام أهم من المشاركة فى العمل السياسي وذلك ناتج عن عمليات التصوير للجموع الحاضرة والمشاركة لكن عملية العصيان المدني عملية بسيطة ولكن يلزمها ثقافة الالتزام بالعمل المطلوب أدائه ويستلزم من المعارضة ان يكون لها دور تثقيفي سياسي في إعادة المواطن إلى الحقل السياسي من خلال القدرة على بث روح المقاومة ضد الفساد ضد الظلم الإجتماعى وإرساء ثقافة الرفض وبالتالي يصبح من الصعب تمرير اى قانون دون الخوف من حالة السخط الشعبي دون الرجوع الى القاعدة التي سينفذ عليها القانون سيصبح هناك حالة إنسانية في الشارع وبسقط حالة التعسف الأمني المنتشرة في الشارع المصري تحت بند قانون الطوارئ وحالة الاشتباه وذلك تحت ستار الحالة الأمنية والحفاظ على دخل السياحة بعيدا عن امن المواطن تلك الكذبة أصبحت مثل المضغة التي بتداولها المسئولين ان وجود المواطن على ساحة العمل السياسي حماية للوطن عندما يعود شريكا وليس مجرد مؤديا متواكلا يعرف نتيجة الأشياء قبل ان يؤديها يعزف عن الذهاب الى لجان الانتخابات لانه يعرف ان التزوير سيؤدى دوره فى الاختيار وان الأموات سيتيقظون ليدلوا بأصواتهم وان قوات الأمن ستحاصر اللجان لمنع المواطنين من الاقتراب أو التصويت وإذا تجرأ واقترب فالإهانة وقانون الاشتباه والبلطجة سيطبق عليه. يمارس العمل الشعبي ويصبح عضوا فاعلا فى جمعيات التنمية الشعبية دون الخوف من الاقتراب من مقارات الجمعيات التي تراقب حتى لاتخرج عن دورها الهامشي وتتحول إلى مجرد جمعيات تتصارع على منح الحج والعمرة وذلك لان المواطن يعلم ان تلك الجمعيات محاصرة سواء فى الأداء أو المحاولة ان يكون لها دورا تثقيفا وتوعيا أو حتى رافضا فكل هذا ممنوعا البعض الأدوار الساذجة التي يمكن ان تؤديها. ان المواطن تم حصاره وهرسه تحت وابل من الموروثات العتيقة وذلك من خلال { أطيعوا الله ورسوله وأولى الأمر منكم } { خليفة فاسد أفضل من الفتنة } وأجهزة الأعلام استولت على وجدانه وأصيب بحالة من التوهان وفقدان الذاكرة وفقد القدرة على المحاولة فهو إما تائها بين مباريات كرة القدم أو مسلسلات التلفاز العجيب أو قضية تافهة مصنوعة لإشغال الرأي العام الشعبي عن القضايا المصيرية حتى يبعد المواطن عن القضايا التي تصيبه بالصداع ما الذي يعنيه في احتلال أمريكا للعراق وما يهمه في إلقاء القبض على صدام وما أدخله هو في قضية عدم وجود نائب رئيس جمهورية أو سرقة أموال البنوك وتهريبها أو نهب الآثار المصرية وبيعها عن طريق سماسرة يتم القبض عليهم عندما يقومون ببعض العمليات الخاصة ماذا يهم المواطن ان يظل وزيرا ثمانية عشر عاما أو يظل العمر كله أو حتى يورث الوزارة لابنه البكر أو من يختار من أبنائه وإذا كان غير متزوج يوليها لأحد أصدقائه الحميمين ما يهم المواطن في قضية توريث الحكم وما يهمه هو في التصدي للمشروع الامريكى والصهيوني في الهيمنة على المنطقة لابد للمواطن ان يركز فى قضاياه الخاصة الأولاد في المدارس طابور الخبز البحث عن مخبز يلتزم بالميزان الشرعي للرغيف ما يهمه هو إذا كان الخبز مخلوط بعلف البهائم فهل ذلك المواطن بعيدا عن حياة البهائم. ان المواطن أصبح مثل ذلك الثور الذى ربط فى ساقية الحياة وكأن هناك مخطط لأشغاله وإلهائه وإدخاله في دائرة الإلهاء والبعد به عن دائرة الاهتمام بالقضايا الوطنية والدخول به فى دائرة الاثارة الصحفية تلك الصحافة التي فقدت أهم مكوناتها وهى بناء وعى المواطن ان الصحافة فى الدول النامية تختلف عن صحافة المجتمعات الليبرالية الرأسمالية من حيث الاهتمام بمبدأ الاثارة والفضائح التي اصبحت تملأ صفحات الصحف والمساجلات بين رؤساء التحرير ونشر غسيلهم القذر فى والجميع تناسى أو نسوا ان الممول الحقيقي ذلك المواطن الذى يقتطع من يوميته جنيها كاملا لشراء الصحيفة ولكن من منطلق ملعون ذلك الممول لان هناك ممول رئيسي يعطى رئيس التحرير الذى هو فى نفس الوقت رئيس مجلس إدارة المؤسسة القومية صلاحية التصرف والعمولة والبيع والشراء وتغيير المقرات وشراء الآلات جديدة لتحديث المطابع التي تطبع ما يتفق عليه هذا الى جانب تمويل المجلس الأعلى للصحافة صفقات شراء الورق نظرا لتغير سعر الصرف للجنيه المصري إلى جانب مساندة السلطة لرجالتها من الصحفيين الرؤساء حتى يسيطروا على الصحفيين صبيان المؤسسة وعلى انتخابات النقابة وعلى المنح والمزايا التي يصرفها السيد مرشح الحكومة فى الانتخابات كرشاوى انتخابية انطلاقا ان الجميع حتى الصحفيين أصبحوا يؤمنوا بثقافة الامتيازات وبهذا ذهب المواط بعيد دون أهمية من النخبة المسيطرة على الصحافة وذلك لان المواطن مجرد متلقى لا يعرف السيد المجلس الأعلى ولا رئيس مجلس الإدارة الذى هو فى نفس الوقت رئيس التحرير ومسئول الإعلام في الحزب القومي الحكومي والأغلبية ان تلك الأموال أموال دافعي الضرائب الذين هم فى الأساس طبقة الموظفين الغلابة لأنهم هم فقط دافعي الضرائب فرجال الأعمال الحكومة الرشيدة تعفيهم من الضرائب فى بعض المناطق لمدة عشر سنوات وقبل العشر سنوات يكون قد باع المشروع ويمنح الآخر عشرة سنوات أخرى وهكذا وبالطبع أراضى الشروع شبه مجانية والقروض شبه منتهية وهكذا تجد فى النهاية ان المواطن هو الدافع لكل حقوق السلطويين وأصدقائهم من الفنانين ورجال الإعلام ولاعبي كرة القدم وكل الذين لهم الحق فى مرتب الغلبان من يهتم بذلك المصري الذى تمر مط منذ بداية التاريخ عبي يد السادة الحكام باسم الدين والثورة وجيل اكتوبر نتمنى ان نتعلم حق العصيان المدني ونبعد عن صخب المظاهرات التي يقبض عليها السادة الضباط 300 % ولا تأتى بنتيجة تعالوا نمارس ذلك الحق فى مكاتبنا فى منازلنا فى شوارعنا وبهذا نمنع الصدام بين المواطن ورجال الأمن وتنتشر ثقافة سياسية جديدة هي ثقافة الوعي والإحساس بالمسئولية ونفوت عليهم انها مظاهرات الحرامية والغوغاء .
مع تحيات محمد يوسف

شاعر فصحى وفنان تشكيلي ورئيس تحرير جريدة الانباء العالمية ورئيس مجلس ادارة جمعية راية التنوير للاعلام وتنمية الثقافة والحوار



#محمد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يابتوع نضال اخر زمن في العوامات
- مقالتين عن اليسار الشيوعي
- المحاكمة ( في اطار نقد الحركة اليسارية في الوطن العربي )
- المثقف سلاح الثورة والتغيير وألد أعدائهما
- دعوة للأخر


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد يوسف - لماذا نحن هكذا