أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد يوسف - المثقف سلاح الثورة والتغيير وألد أعدائهما















المزيد.....



المثقف سلاح الثورة والتغيير وألد أعدائهما


محمد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 961 - 2004 / 9 / 19 - 11:22
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


المثقف سلاح الثورة والتغيير وألد اعدائهما ....!
كتبه . محمد يوسف
المثقف الباحث في الحقيقة والمتصادم مع ذاته000
المثقف والسلطة والمجتمع و الإيديولوجية000
أسباب سقوط المثقف بين براثن المتغيرات 0000
علاقة المثقف بالثقافة وارتباطه بمشاكل مجتمعه ....

يقول الحجاج ....( من تكلم قتلنا ه و من سكت مات بدائه غما ...)

في ظلال السقوط وسحابات الفشل التي لفت الجميع في عباءاتها وجعلتهم مجرد عرائس ماريونيتة تؤدى ادوار مغتربة عن واقع المجتمع والدور المنوط بالمثقف في إدارة عملية التوعية وإزكاء روح التغيير والمطالبة بالحقوق الحياتية والتركيز عن العلا قات المتشابكة بين النظام والرأسمالية الجديدة التي استطاعت بأموال البنوك في تكوين طبقة لها طقوسها الاستهلاكية حتى على الشكل الجنسي في استبدال النساء وكأنها عودة إلى حياة الجواري والخصبان مما جعلنا نتسأل أين دور المثقف الواعي في كشف أخطاء المرحلة التي نعيشها إلى وجدان المواطن وذلك المثقف لا يشترط إن يكون ذو سلطان فربما كان مجرد صحفي صغير أو كاتب مسرحي أو قصاص اوشاعر عامي أو مقفى اوعمودى أو فنان تشكيلي أو رسام كاريكاتير أو سينمائي غير الأساطين والكهنة من هيئات تدريس الجامعات والمحللين السياسيين وأصحاب النظريات ولكن يملك أسس الرسالة وأدوات الإرسال التي يخاطب بها عقل القارئ والمواطن البسيط . لكننا نجد ذلك المثقف قد اشترك في المؤامرة على أحلام الوطن والمواطن واخذ يبحث عن موارد تمويلية وتحولت أدواته الثقافية إلى قدرات استثمارية يستطيع إن يتكسب منها ويصل بها إلى الشقة الفاخرة والسيجاروالمرأة الجميلة فنجد المثقف يجيد لعبة التبرير والدفاع والمهنة والتوظيف فترك قضيته وامتهن أشياء أخرى وارتمى فى أحضان قضايا بعيدة خارج الحدود تحت راية القومية مرة وتحت راية الوقوف ضد المشروع الاستعماري مرة أخرى لكن هروبه من القضايا الأساسية التي تهم الأرض التي يقف عليها تناساها فجعل الأرض تحت أقدامه هشة ضعيفة هذا إلى جانب التهم الجاهزة فى جعبة المثقف التي لانتهى فهي مثل الحبل الممدود يلتف حول أعناق الجميع كصديق اليوم هو العدو غدا والعدو هو الصديق غدا دون وجود قواعد يلتزم بها المثقف فى العداء أو حتى الصداقة فهو يستريب فى اقرب المقربين من خلال فوبيا تتخلل أوصاله وتجعله يرتجف تحت نصلها. المثقف أصبح كائن ضائع لا يعرف طريقه أو أهدافه أو حتى مريديه ومن يقف مع من ومن يقف ضد من وأين ينتهي المطاف فهم جميعا أصبحوا مرتزقة فى جعبة التمويل يبيعون سلعة يريدونها جماعات الخارج والجميع يعلم إن كل أموال التمويل هي أموال مخابرات التي رصدت لمحاربة الشيوعية فى عهد الاتحاد السوفيتي ومع سقوطه تحولت إلى مشروع تقسيم المنطقة . وتنقلب الآية من الإمبريالية العالمية إلى جماعات الضغط من اجل حقوق الإنسان وإجبار الحكومات لتطبيق النظم الديمقراطية لكن كيف استطاع المثقف إن يتحول من النقيض إلى النقيض ويتخلص من جلده بسرعة البرق وتتحول الدوائر الغربية إلى آليات مسا ندة لجماعات الداخل من اجل تحويل المجتمعات القهرية إلى نظم ديمقراطية على الرغم من ذلك المثقف الذي تغنى للمشروع الناصري القهري من خلال انه تبنى مشروع قومي وحدوي اشتراكي وتفاعل مع المشروع الساداتي من خلال البحث عن الرخاء وكفانا فقرا مع الاشتراكية وجاءت الطنطنة مع التقرب مع المشروع الاستسلامي ورفع راية العدو الصهيوني على ضفاف النيل وتفاعل مع نظرية النظرة الواقعية التي تبناها النظام الحالي ومن خلال تلك الواقعية وقعت بغداد تحت أقدام ا لا لة العسكرية الأمريكية ومن قبلها كان الاجتياح الصهيوني لبيروت وتأتى مرحلة الهرولة فى أحضان التطبيع وادعاءات السلام وتأتى الانتفاضة لتذهب يكل مزاعمهم إلى مزبلة التاريخ بعد أن أتضح سقوط نظرية سلام الشجعان . وبالعودة إلى صناعة الجوقة الثقافية التي تدافع عن الأنظمة الفاسدة فمع فترة السبعينات ظهرت حالة من الفساد السياسي والثقافي عندما تحاول إن تقسمه إلى مراحل المرحلة فتجد جبهة مثقفين ليبيا بعد صدام القذافى والسادات وفتح طرابلس ولوكا ندة الشعب العربي على مصراعيه لجموع الرفض المصري ضد فترة حكم السادات ولعل تلك الفترة سبقها صدام استحيائي مع مجموعة على صبري التي أطلق عليها السادات وجوقته مراكز القوى وفلول الاتحاد الاشتراكي والتنظيم الطليعي وخروجهم الأول إلى ليبيا وتأتى المرحلة الثانية وهى جبهة الصمود والتصدي بعد اتفاقية كامب دافيد وفتحت أبواب دمشق وبغداد وطرابلس أمام المثقفين المصريين وعرفوا طعم الدولار والتمويل للهجوم على النظام المصري بقيادة السادات وعلى الرغم إن هناك طابور طويل من المثقفين المصريين الذين صمدوا فى القاهرة ضد دولة السادات لكن هناك من استسهل المقاومة ولعل كان اشهر الفرق الثقافية الفرقة 17 المكونة من مجموعة من بعض المثقفين المصريين كمستشارين لياسر عرفات فالتمويل الثقافي من بداية السبعينات وضاع من خلالها المثقف المصري وتحول إلى متهم اتهامات عديدة أهمها انتماءاته لبؤر التمويل وقد ظهرت بوضوح بعد غزو العراق الصدامى للكويت أفردت الكويت ودول الخليج كشوف منع ومنح الأول للذين وقفوا مع صدام حسين والثاني للذين شحبوا وشتموا وسخروا أقلامهم من اجل الأسرة الحاكمة الكويتية ولعل اشهرهم الشاعر صاحب الاوبريت الشهير وما تردد كم قبض من أمير الكويت وبالمناسبة ذهب ذلك الاوبريت إلى مزبلة التاريخ . وهكذا تتطور لعبة المثقف هو يعرف جيدا إن لديه سلعة قابلة للعرض والطلب قابلة للشراء أن يجعل فكره وقلمه فى خدمة الآخرين وليس فى خدمة قضية لقد ضاع الإحساس بالوطن وقضايا الوطن ضاع الإحساس بالذات فنحن ألان فى عصر العولمةوالعولبة والدولرة والقرية الإعلامية الصغيرة والقنوات الإعلامية فالمثقف يقدم سلعته من خلال القبول فالفكر محايد معلب من اجل الجميع مقاس واحد على كل العقول 0ومع ذلك التقسيم الجغرافي وتطور مشاكل الصدام فى المنطقة والحاجة الماسة الدائمة لجمهرة المثقفين لخدمة السلطة الجغرافية فى انحاءالمنطقة العربية فقد تم التقسيم على أساس التوجه الايديولوجى فهاهو المعسكر المعادى لفكرة القومية العربية مع دول الخليج وعلى رأسها السعودية لها العديد من المثقفين المنتمين إلى الخيمة السلفية وهاهم المثقفين المؤمنين بالفكر الوحدوي القومي على طريقة عبد الناصر انحازوا إلى أمين القومية العربية ومنهم من انحاز إلى المعسكر البعث السوري العراقي وان كان العراق صدام يدفع أكثر وهكذا انقسم المثقف المصري بعيدا عن مشاكل وطنه أملا فى أطماعه البرجوازية وأحلامه الطبقية فمن المثقفين التاريخيين الذين كانوا يحضرون مؤتمر الإبداع العربي ببغداد أيام بغداد يتذكر الخلافات على مصروف الجيب بين المثقفين ومصروف الجيب يختلف على مكافأة الحضور والإطناب فى وصف راعى المثقفين الراحل . هذه مجرد مقدمة ساذجة بعيدة كل البعد عن حالة الوصف السردي ووصولا إلى وصف الحالة التي وصل أليها المثقف الذي تحول إلى بائع متجول منهم من يلف عارضا مجهودا ته التعبيرية ومنهم من ارتكن إلى مكتبه ومعاونيه تحت مسمى الوكالات الإخبارية أو مراكز النشر تحول إلى شخصية انتهازية قررت أن تذهب بعيدا عن مشاكل الوطن وذلك لان فى مشاكل الوطن خسارة ووجع دماغ وتضييع وقت وخالية من المكاسب.ومع عصر العولمة ووجبات ماكدونالد ظهر علينا المثقف الامريكى المعجب بأسلوب المخلص الامريكى وتطبيقاته العملية بالعراق ونظرية دمقرطة المنطقة فعلى مستوى المقارنة بين التاجرين نجد إن النموذج المعبر عن أحلام الوطن قد سقط مع السقوط فى اتفاقية الذل وتضاربت المشارب والطرق وتطاحن الجميع بعد إن ضاع السبيل ولم يعد هناك طريق أو مثل يقود إلى الطريق المستقيم ذلك جعلنا نطرح السؤال من هو المثقف هل هو مثقف المنفعة والاستفادة من مشاكل الآخرين من خلال التجارة بهذه الآلام والانضمام لكيانات أخرى خارج الجدود أم ذلك المثقف المتأمرك المتآمر على السيادة الوطنية من خلال إيمانه بنموذج راعى البقر وذلك ما أكده على غلاف مجلته التي يصدرها وهو يمتطى حصانه على بقايا الوطن الذي ضاع بسبب أسياده لعلني أكون منحازا إلى المثقف القومي فهو اقل الضرر وان كان تخلى عن مشاكل وطنه وذهب يبحث عن حلول لمشاكل الآخرين لست بمثقف عنصري ربما ادعى أنني اممى وضد فكرة القومية لكنني ابحث عن نظرية مصرية خالصة فداخل الوطن هناك مهزلة اسمها قانون الطوارئ مهزلة أسمها الاعتداء على حرية التعبير على حرية الاختيار على الاعتداء على صناديق الانتخابات حتى انتخابات اتحاد الطلاب أصبحت مهزلة تدرس فى الأكاديميات الديكتاتورية سقوط حرية الصحافة وحرية الإصدار الاتساع فى عملية المصادرة حبس الصحفيين تضييق الخناق على المثقفين كل هذا جعلنا نطرح سؤال من هو المثقف وأين ذهب المثقف بعيدا عن أهم مشاكل الوطن وهى حريته من خلال أننا متوجهين إلى مرحلة هامة من تاريخ الوطن وهى مرحلة توريث السلطة بعيدا عن حق الوطن فى الاختيار أو حق الصراخ أو حق التعبير لهذا قررتا إن نفتح ملف من هو المثقف ولماذا اختار المثقف القضايا السهلة بعيدا عن سماء وطنه وأرضه وناسه لقد اختار إن يبعد هل اختيار الخائف ام قرار الضعيف . ونظرا لسقوط الشرعية الدستورية فى ظل تشريعي ضعيف لكثرة الخروق الموجودة فى النص الدستوري نجد إن للمثقف دور ودور مهم فى مجتمعنا وهو أللعيب الوحيد فى تمثيلية التبرير طالما إن السلطة الاختيارية غير مستمدة من الشعب فعند اختيار الرئيس حسب النص الدستوري يتفضل بقبول الترشيح من ثلثي أعضاء مجلس الشعب من منطلق إنهم يمثلون الشعب وانطلاقا من القاعدة الفقهية إن ما -بنى على باطل فهو باطل من هنا تنشأ الحاجة إلى ثقافة السلطة من اجل إقناع الجماهير بالشرعية بالرغم أن النظام يملك الأعلام لكنه يريد مثقف يدير عملية التزوير مثلما يدير الأمن عملية تزوير الانتخابات فنجد أن مثقف السلطة يدير لها إغراضها وينظف لها عملياتها القذرة واختياراتها حتى لو غيرتها من اليمين إلى الشمال ومن الحرب إلى الصلح ومن النظام الاشتراكي إلى نظام الخصخصة كضرورة اقتصادية إلى وجود السلطة بجوارك على السرير إلى طردك نهائيا من جنتها انطلاقا من مقتضيات السوق ومن اعتبار إن الإمبريالية هي العدو الاساسى ضد حركة الشعوب نحو الحرية والتنمية إلى اعتبارها الشريك الاساسى والرئيسي فى عملية السلام والراعى الرسمى لمقتضيات المرحلة.. . كل هذا من يتم بإمكانيات مثقف السلطةالذى تحد من أهم صفاته انه تلفيقي تبريري مدافع ممتهن وموظف. ونجد إن هناك تشابه وتشابك بين المثقف الديني والسلطة فهو لا يختلف عن مثقف السلطة فى اى شأن وذلك لأننا نجد السلطة تستمد شرعيتها من أصول سلفية فالدين هو مصدر القانون إذا فنحن نجد السلطة فى احتياج إلى الموظف الايديولوجى ورجل الدين من اجل إدارة عملية التلفيق التبرير لإقناع الناس. وحتى المثقف المعارض فهو يمارس اعتراضه من خلال حوائط أسمنتية لا يسمع فيها إلا صوته وأصدقائه وقرقعة أكواب الشاي وقهقهة النساء الحضور ويذهب إلى منزله منهكا فقد أدا ر الثورة والرفض وأعلن التغيير من على منصة فى حزب أو اجتماعات فنادق مجهزة الايخرج الصوت إلى ممران الفندق وليس إلى الشارع والحضور معروفين مسبقا فهم فى كل ندوة وكل اجتماع وكل مظاهرة وجوه متكررة حتى إنهم يعرفون بعض بالأسماء هذا إلى جانب عدد لابئس به من عملاء الأمن لتسجيل الجلسة التي لا تساوى ورق التسجيل ويحمل المثقف حلم التغيير على مستوى الأوطان الأخرى التي تحكمها أنظمة عميلة أما ما يحدث على أرضه وتحت بصره فهو لانفتح فمه بالاعتراض أو حتى بالهمس فكما ذكرنا من قبل فهي قضايا مكلفة ولتجد من ينفق عليها و لا يستأجر لها القاعات المكيفة ولا يجلب لها نجوم السياسة على مستوى الوطن والقنوات الفضائية لزوم الوجاهة وفتح أبواب المكلمانجية عن الإمبريالية العالمية ورغبتها فى تقسيم المنطقة وهات يا تنطع... كل هذا وكأن الوطن يعيش عصور الديمقراطية وفى محاولات كثيرة يتم كسر فرق المعارضة عن طريق الاختراق أو الاستقطاب ومن خلال هذا يتم الاختراق عن طريق الضعف النفسي والثقافي فأعداد الكادر الثقافي لم يكن على قاعدة سليمة ولكن يشوبها الكثير من العجلة والجمهرة هذا إلى جانب لعبة التزكية ففي هذه الحالة يتم تقريب المقربين وأصحاب الراحة النفسية والأصدقاء فتنتهي الرؤية من خلال رشق العديد من العملاء داخل التجمع الثقافي وكسر المثقف عن طريق الهجوم والتسفيه. أما الطريقة الأخرى الاستقطاب وهى طريقة البيع لمجرد الإشارة بمنصب أو مكسب مادي فيقدم سلعة جديدة قابلة للتداول من خلال عملية العرض والطلب وحلم الوصول إلى الطبقة الأعلى وموائد السلاطين والظهور الدائم على شاشات الفضائيات التىينتمى إلى أعلامها بالتدخين الدولار فهو يكتم حقيقة الأشياء ويلبس الحقيقة لباس الباطل وهو حريص على تدمير ثقافة الراى والتعبير والحفاظ الدءوب على ثقافة السلطة من خلا ل إنهم قد فرشت تحت أقدامهم السجاد وركبوا صهوات الحديث من السيارات وغرقوا فى كنبات وثيرة من الديكور السياسي الميت. وذلك المثقف الذي انسحب على نفسه يشكو مراراته داخل شرنقة التقوقع مع مبادئه التي حاول إن ينشرها وثمن النشر انه أمضى زهرة عمره داخل سجون السلطة وخرج على المعاش المبكر لا يجد قوت يومه وحاصرته فلول القردة متهمين إياه انه ضد التطور وضد المجتمع وبالتالي ضد السلطة والعدو الأوحد للنظام وهناك ذكريات وأثار المعاملة الإنسانية على جنيات جسده فيسحب نفسه داخل ذاته محافظا على ما تبقى من أيمانه على مدى زمنه وتاريخه وعلاقاته ويتوحد مع ذكرياته ويتحول إلى متفرج لإحداث الوطن متهكما على من يحاولوا رفع راية التغيير متباكيا على الراية ومن رفعها لأنه يتوقع النهاية خروج الوطن من بين ايدى أبنائه ومن خلال اعتبار إن الثقافة هي التحدي فعلى المثقف إن يخوض معركته بعيدا عن الانقلاب على ذاته بدلا إن يرى مصالح الوطن بين أنياب مهارات أصحاب المصلحة الخاصة وإذا كانت السياسة تتسم بالمناورة وتوجهاتها لا يتسم بالعقل أو الضمير وخروج المثقف من دائرة الإنتاج السياسي الذي ينتج عنه السلطة الشرعية ولما كانت عملية التغيير هي رفض الواقع فأن هذا لا يتحقق الابأستفزاز العقل والاعتماد عليه وطالما إن عملية التغيير تتطلب أساسا حلول أبداعية فى محاولة لإعادة ترتيب الواقع فهذا يتطلب دورا من المثقف لان هذا هو دوره الحقيقي نقد الواقع وإعادة ترتيبه. وبهذا لابد إن يجتهد المثقف فى إعادة بناء الوعي الجماهيري حتى يتمكن من أرادته ويمتلكها ويكون لديه رغبة التغيير النابعة من وعى رافض لمكونات الواقع المحيط الذي امتلآ فسادا وتحول إلى كيوتنات مملوكية يتسلط فيها النظام القائم من خلال منظومة المصالح المتشابكة وبهذا يصنع حراس للواقع ضد رغبة التغيير الكامنة فى الأوعى لدى الجماهير ناتجة عن مفردات حياتية يمارسونها فى الواقع اليومي من أول إشارة المرور إلى كمائن منتصف الليل إلى قانون الاشتباه كل هذا نواتج شرعية عن قانون الطوارئ الذي أقرته السلطة بشرعية التصويت فى مجلس الشعب. فلابد من دور ريادي للمثقف الواعي البعيد عن جوقة المصالح والوظائف الحكومية السلطوية داخل المؤسسة الثقافية الصانعة ثقافة ضد الديمقراطية ثقافة تغييب الوعي ومحاولة تكريس المونولوج الفردي والتغييب للثقافة السياسية وشيوع النمط التلفيقي للمثقف متخذا مسارا تبريريا مصنوعا من خاملى الموهبة كتاب التقرير فسقط الصحفي فى براثن التصحيف لا الصحافة والكاتب فى براثن الكتبة والشاعر فى براثن الشعرة وتزداد نزعة المراوغة الداجنة وتسخير إمكانيات المثقف فى مغازلة السلطة وارتداء ثوب البهلول ومن منطلق حالة التشفي بين الأيديولوجيات السياسية سقط الجميع تحت حذاء الأمن الضابط لإيقاع الحركة الثقافية والسياسية فهي لا ترى فيهم أكثر من حالة ثرثرة صاخبة بدون تأثير فى الوعي الجماهيري أكثر من الوعي الزائف والجعجعة الزائفة التي لا تؤثر فى الوعي الحقيقي ولا تصنع ثقافة تستند إلى حقيقة الحالة إلى حقيقة التأثير لكنها تصنع ثقافة جماهيرية ترتبط بمبدأ الإ ثارة اللحظية التي يذهب إثرها مع زوال المثير. فعندما نحاول إن نعرف منهو المثقف يرى (ناعومى تشومسكى) العالم الامريكى إن المثقف هرمن صرخ بالحق فى وجه القوة وفى القران إن من يقوم بتوعية الجماهير وخدمة الفكر يلعنه الله والملائكة والناس أجمعون ويرى (على الوردي) فى كتابه (وعاظ السلاطين ) إن( البلاء يعم حين يحق بالحاكم مرتزقة من رجال الدين فهولاء يجعلونه ظل الله على الأرض ويأتون بالملائكة والأنبياء ليؤيدونه فى حكمه الخبيث وبهذا يمسى الحاكم ذئبا فى صورة حمل وديع ) ويرى (الصادق النبهوة ) فى كتابه ( محنة ثقافة مزورة )انه( منذ عهد سومر إلى ظهور الإسلام كانت الثقافة سلاحا مهمته تجهيل الناس أكثر من تثقيفهم ولهذا السبب سكنت جميع الثقافات عن قضايا الإنسان وفشلت فى تطوير مجتمعات حقيقية محررة من عبادة الأصنام الحية والميتة..) ويقول المثل الانجليزى( إذا أردت أن تعرف حقيقة الإنسان أعطه مالا أو سلطة )أن المصيبة ليست فى وجود المواطن الأعمى والمثقف الأخرس والحاكم الأطرش لكن المصيبة الحقيقية هي التحام المثقف بعجلة السلطة لهذا أطلق فولتير كلمته الشهيرة( 140 اشنقوا أخر اقطاعى بأمعاء أخر قسيس )... والمثقف والسلطة فى ديمومة صراع فالسلطة لا ترضى بآرائه أو أفكاره التي هي كما تتصور السلطة وحراسها ضد مصالحها ومن خلال محاولة السلطة إرساء قواعد الوضع القائم بكل موبقاته وتحاول السلطة سواء بالترغيب أو الترهيب يأستقطاب المثقف إلى مشروعها والمثقف الثوري يرفض الانصياع للمشروع السلطوي ويرفض الدخول فى أروقة المؤسسة السلطوية الثقافية لأنه بالتالي سيتم هرسه فى إلة النظام القائم ويتحول إلى بوق دعائي لمشروع السلطة وبهذا لابد من استمرار الإحساس بالمقاومة بين المثقف الثوري الحالم بالتغيير ومشروع السلطة القائم على ترسانة من قوانين القهر ووأد حرية التعبير والإصدار استنادا إلى قانون الطوارئ ورفض الإحساس بالرفض الذي يدفع ثمنه دائما المثقف المدرك لمعنى ألا نصيا ع لمشروعهم الانهزامي ويتأتى هذا من استقلالية المثقف محاولا إعلان مشروعه الجبهوى المناوئ لمشروع المؤسسة الثقافية السلطوية القائم على فكرة استثمار الثقافة وتسخير الثقافة لخدمة مشروعها الفاشستي. ويحاول المثقف التملص من تلك السلطة الأبوية فى سبيل إن يجعل صرخته عالية يستطيع إن يرسلها تتحرك متحررة فى دروب الوطن وميادينه. فلا بد للمثقف إن يتواصل مع الرائ العام فحياته مرتبطة بالرائ العام من خلا ل التواصل وهذا ما يميز المثقف عن السياسي الذي يتعامل مع ميزان القوى من خلال تنظيم القوى التي تستطيع القيام بتحقيق البرنامج السياسي إما المثقف فيعتمد على القوى الاجتماعية للتصدي لهذا الميزان من خلال القوى الفاعلة فى اعادة وإحياء العمل السياسي الذي تشارك فيه الجماهير وذلك بإعادة بناء القوة الاجتماعية التي لا تبديل عنها لإحداث التغيير والتوازن ضدا لقوى الفاشستية القهرية المعتمدة على مثقفين السلطة وقوى الأمن وترسانة القوانين السالبة للحرية فالعلاقة بين المثقف والسلطة يحكمها الشك وعدم الثقة ويسيطرعليهاالتناقض والعداء ويفسر استأذنا الصحفي الكبير احمد بهاء الدين أسباب تلك الحالة العدائية (رجل العمل لابد أن يكون من طبيعته القدرة على الحسم واتخاذ القرار السليم وبالتالي فهو شخص مؤمن بما يفعل ، مصمم على تنفيذه ، لا يجوز أن يكون من طبيعته التردد ، ولأوقت لديه للتأمل .. هذا بينما رجل الفكر والعلم لابد أن يكون من طبيعته الشك والتأمل وحاجته إلى وقت طويل للوصول إلى إقناع ما ، واداراكه لمزايا عمل ما وتخوفه فى نفس الوقت من آثاره الجانبية وإزاء هذا الاختلاف بين الطبيعتين .. تتعمق روح الشك بين إلا ثنين فيزدرى صاحب المنصب حديث المفكرين والخبراء ويعاديهم وينطوي أصحاب الفكر والعلم على أنفسهم أو يطلبون السلامة بالسكوت ويصبحون معارضين ايجابيين فى أسلوب معارضتهم أو سلبيين أو يفعلوا ما فعله مثقفو القرون الوسطي مما سبق ذكره، يشترون سلامتهم بالاستسلام الفكري )هذا محاولة تقريب المفهوم والروشتة لما يفعل المثقف أما اشهر المواقف الايجابية التي فعلها أستاذنا الكبير ولم يفعل مثل مفكري القرون الوسطي أن اشترى السلامة بالاستكانة ففي مظاهرات الغضب اختار احمد بهاء الدين الانضمام إلى صفوف الرافضيين للهزيمة ونسى انه مثقف سلطة بمعنى انه موظف فى مؤسساتها القومية ولكن ضمير المثقف هو الذي حركه وألمه وجعله يشعر أن الموقف يطلب الصراحة والمواجهة فحسب محضر نقابة الصحفيين المنعقد الساعة 15 ,12 ظهرالاربعاء 28 / 2 / 1986 برئاسة الأستاذ نقيب الصحفيين احمد بهاء الدين وحضور كامل الزهيرى وفتحي غانم وعلى حمدي الجمال ومحمود سامي وسعيد سنبل ووجدي أبو المجد ومنصور القبى ومحمود المراغى وسامي داود وصلاح الدين حافظ واعتذر الأستاذ- طلعت شعت.. واتفق المجلس على إصدار المذكرة التي نصت على التالي التىتعبر عن أراء جمع العاملين فى حقل الصحافة إن المظاهرات التي قام بها طلبة الجامعات والعمال كانت تعبيرا عن إرادة شعبية عامة تطالب بالتغيير على ضوء الحقائق التي كشفت عنها النكسة وتقدم مجلس النقابة فى المذكرة بمجموعة طلبات ..... وغضب عبد الناصر لكنه قال لمن جاء يطلب القبض على احمد بهاء الدين ... لانقبضوا عليه ... جاء هذا الموقف من إيمان احمد بهاء الدين بدور المثقف رجل الفكر لأرجل السياسة من هنا نرى العلاقة الجدلية وتفسيرها على مدى التاريخ التي بالتالي تفسر موقف المثقف المصري الذي يحمل بذور تمرده وفى الوقت نفسه تستنبت البذور فى تربة الاستبداد فلا يثمر غير الصمت ... بالرغم أن موقف بهاء نتج من مصرية خالصة وحب خالص وبالرغم من هذا فقد غضب الزعيم لأنه يدرك أن بهاء موظف فى معيية الرئيس حتى لو كان نقيب الصحفيين .. وفى موقف أخر اختار احمد بهاء الدين أن ينحاز إلى الجماهير من منطلق ضمير المثقف جاء الموقف فى فترة حكم السادات وعام الحسم وبيان المثقفين فى 1972 يطالبون رئيس الجمهورية بتحرير الأرض من الدنس الصهيوني مما اغضب السادات وبالرغم أن بهاء كان صديقا له وأكثر من محاوراته وعلى الرغم انه لم يوقع على البيان لكنه نقل أيضا إلى هيئة الاستعلامات وكان فى طريقه إلى لندن ولكنه اختار عدم السفر واختار البقاء فى القاهرة ورفض اجتماع اتحاد الصحفيين العرب خارج القاهرة وطلب منهم إن يجعلوا قضية الصحفيين الذين نقلوا أو فصلوا وجعلها مشكلة مصرية خالصة كل هذا تم من مبدأ مهادنة الموظف لرب العمل وينضح هذا من التوضيحي الذي أرسله احمد بهاء إلى السادات محاولا استرضائه وتوضيح أن كل مأتم لم يكن المقصود منه النيل منه كحاكم وكان خطابه كما أوضح الدكتور مصطفى عبد الغنى فى كتابه ( احمد بهاء سيرة قومية ) زاخرا بالحيرة والذعر ...يقول فى خطابه ( أنى اكتب هذا الخطاب إلى سيادتكم وهو ما ساورني مرارا وأنا كالسائر فى الظلام ذلك اننى لا اعرف بالضبط ماهى الشكوك المتعلقة بى ) ويظهر آن موقفه تحول إلى المهادنة أو الصمت وبهذا يجب أن نطرح هل وضع التابع يفرض عليه حدود الرأي ومساحته حتى لا تناله غضبة الحاكم وهذا ما ظهر مع انتفاضة 77 عندما حاول لكنه فشل وأعلن السادات انها انتفاضة حرامية ومع اتفاقية كامب ظهرت الحقيقة أن المثقف داخل احمد بهاء اختار الصمت والمهادنة والحفاظ على غضبة الحاكم ولعلنا قد اخترنا احمد بهاء كنموذج للمثقف الموظف الذي ظهر مع نهضة محمد على ووضعه لشروط المثقف فى دولته والذي يعمل تحت كنفه أمثال رفاعة الطهطاوى وعلى مبارك فمازالت فى الذاكرة ماذا فعل محمد على بالمثقف المتمرد البعيد عن دائرة الوظيفة التي تضمن له العيشة فقد كان الجبرتي يهوى العلم والثقافة والنقد فقد كانت الظروف التىاتيحت له اثر كبير فى تكوين شخصيته واتجاهاته فقد نال قدرا من الثقافة على أبيه شيخ الأزهر وصاحب المكتبة التي يؤمها الكثير من طلبة العلم والثروة التي انتقلت الى 5بد الر حمن الجبرتي فجعلته حرا فى اختياراته وقراريه فتصدى لفساد الحكام المماليك وترك لنا ميراثاكن أحداث الحملة الفرنسية الى مذبحة القلعة مما جعل الوالي محمد على يشعر أن هناك من يسجل أحداث التاريخ فتخلص منه فى حادثة الحمار فقد اولع الجبرتي بالعدل والتشنيع على ظلم الحكام وأطلق عليهم النهابين وكان لديه القدرة على التضامن مع المظلومين هذا متحدث فى ثورة اهالى الحسينية قي 1785 ضد مراد باشا ومع اهالى تلبيس فى 1795 ضد محمد الالفى وفى 1786 كتب عن الحملة التي أرسلها السلطان العثماني لتأديب إبراهيم ومراد باشا ( ولم يحصل من مجيبه وذهابه الاالضرر ) وعندما استنجد المماليك بالعثمانيين لصد الحملة الفرنسية فى 1798 ( بعثوا يطلبون الترياق من العراق )... وقد حرص فى مقدمته إن يذكر ( لم اقصد خدمة ذي جاه كبير أو طاعة وزير أو أمير ولم أداهن فيه دولة بنفاق أو مدح أو ذم نباين للأخلاق لميل نفساني أو غرض جسمانا ) وأعجبه أسلوب الفرنسيين من حيث التفكير والترتيب وذلك انطلاقا من كونه يبحث عن إلية التغيير مماحعله يقبل عضوية الديوان الثالث والاحتكاك بعلمائهم من خلال بحثه عن العدل والحكم من خلال المصريين والبحث عن المعرفة لدى الأجانب وكان يتردد على مكتبة المجمع العلمي ولعله إعجابه بالفرنسيين ووصفه اهالى دمنهور حين طلبوا ألامان بالعقلاء واتهم ثوار القاهرة بالغوغاء والحشرات والذعر والحرافيش يذكر المحللين انه ربما خوفا من يأس الحاكم الجديد القوى العنيف أو أعجابا لتفكيره لمصاحبته علماء الحملة وكراهية فى حكم المماليك والعثمانيين فهو يذكر طريقة معاملة الأسرى الإنجليز عند الفرنسيسن أو العكس التي يقارنها بمعاملة الأسرى عند المسلمين الذين هم عند المماليك والعثمانيين وقد اشاد فى 1800 بزيارة محمد بك الالفى الى انجلترا فقد وجد أن أخلاقه تهذيب بما اطلع على اسلو ب الحياة...وبعد معاشرته لأسلوب الفرنسيين ناصب محمد على الأعداء فهو يرى فيه حاكم مستبد ضد أساس الحكم العادل بعد نفى الزعيم عمر مكرم الى دمياط اختار الجبرتي الصمت.حتى فى عهد إسماعالجريدة.صناعة ديمقراطية نيابية جاءت صناعة حكومية خالصة من خلال عباءة الأمير حتى الصحافة جاءت بتمويل حكومي ومن يشذ عن القاعدة الجريدة.ه فيضطر لإغلاق الجريدة.. ومن خلال ذلك الميراث الحكومي والنظرة إليه كموظف دولة يعبر عما يريده النظام ظهر المثقفين الملاكي مثل الملحن الملاكي وكاتب الاغانى الملاكي والمطرب الملاكي وهولاء جميعا داخل دائرة التعبير عن أحلام النظام وتمجيد النظام وجعل النظام هو المشروع القومي لعلنا نعيش هذه الأيام موقف الكاتب صنع الله إبراهيم ورفضه للجائزة التي منحت له من منطلق رفضه موقف النظام من القضايا التي تحيط بالمنطقة وأهمها قضية احتلال العراق وحرب الابادة والتصفية الدائرة فى فلسطين المحتلة وإعلان وقوفه ضد المشروع الامريكى الصهيوني للهيمنة وما ترتب عليه من ترتيب أوراق الجبهة الوطنية للثقافة ومحاولة الخروج من سيطرة موظفين الثقافة وهيمنة الدولة على المثقفين لكننا سنحاول أن نطرح السؤال هل المثقف يشعر انه ابن السلطة وهى الأب الشرعي لكل طموحاته فهو فى حاجة لأدوات النظام الاعلامى حتى يتعرف عليه الجمهور أم هو فقيه السلطان الذي يبرر قرارات السلطان يزين أفعاله وأقواله ويثنى على إنجازاته ويلهث ورائه والسلطان يعرف انه منافق لكنه فى حاجة إليه من اجل الهاء الشعب وخداع العالم به لأنه أبو الإبطال والملهم وعالم العلماء وزينة الرجال وحكيم الحكماء والأخ القائد وتشكيل اللجان لدراسة خطابه الافتتاحي وينبري المثقف السلطاني ليبرر خطواته بنفس الحجج والبراهين طبقا لرغبات السلطان أم هو المثقف الشهيد الذي يقف نقيض مثقف السلطان لا يرضى بالحوار ولا بالحلول الوسط فيفرض عليه السلطان الحصار ويمنع من الكتابة أو التعبير عن أرائه فى أجهزة الأعلام الحكومية ويسقط أول ضحايا التعذيب متهما مدانا بقلب نظام الحكم ويظل معظم حياته داخل السجون أو مطاردا حتى ييأس من النضال أو ييأس من الوطن فيلجأ الى الخارج وتكوين الجمعيات ولا يجد الاانصاف المثقفين ويتحولوا الى النخبة المثقفة الرافضة .. عندما احتدت ألازمة بين ناجى العلى وياسر عرفات أرسل إليه ياسر من يخبره انه سيضع أصابعه فى حمض الاسيد عندما سمع ناجى رد قائلا قولوا لعرفات إذا فعل ذلك بى فسأرسم بأصابع رجلي وجاء النتيجة ليس حمض الاسيد لكنها رصاصة أردت ناجى على أرصفة لندن قتيلا لأنه رفض ان يكون مثقفا تابع للسلطان رغم أن رسومات ناجى العلى أكدت مدى إيمانه بالوطن الفلسطيني

وحق العودة ورفضه لمبدأ الاعتراف بالعدو الصهيوني ... واتفاقية كامب دافيد ومازال ناجى العلى يحيا برسوماته الرافضة لكل التنازلات العربية واللجوء الى فرش السلطان كالغواني .. وبدر شاكر السباب الذي واجه مصير اختياراته مابين دخول الحزب الشيوعي العراقي والانفصال عن الحزب الى الاتجاه القومي حاصرته النوائب من كل جانب من أصدقاء الفكر حين تركهم الى اتجاه قكرى مناوئ والسلطة التي تطارد المؤمنين بفكر الوحدة العربية وفى النهاية يموت وحيدا بداء السل فى مستشفى بالكويت منفيا شريدا ذلك الشاعر الذي جدد القصيدة العربية أخيرا يواجه نهايته مجرد مدرس ابتدائي يبحث عن لقمة العيش فى بلاد الغربة فهانحن نرى نهاية ناجى على يد السلطان لأنه اختار طريقه ونرى نهاية الشاعر الكبير بدر شاكر السباب على يد الحصار الايديولوجى لمجرد انه قرر الخروج من فكر الى فكر كان له الغلبة القومية فى هذه الأيام يقول ...

مازلت اعرف كل ذاك

ـ فجربوني يا سكارى ـ

من ضاجع العربية السمراء لا يلقى خسارا

ـ كالقمح لونك يا ابنة العرب ـ كالفجر بين عرائش العنب

ـ أو كا لفرات على ملامحه ـ دعة الثرى وضراوة الذهب .....

وحين نحاول أن نرصد المثقف الرافض التائه فى بلاد الناس لمجرد انه رفض السلطان بل رفض كل السلاطين وشيوخ النفط والجاز مظفر النواب الذي هرب عبر الحدود لأنه مطلوب حيا والأفضل ميتا عبر حدود العراق الى إيران ويلقى القبض عليه ويحاول الهرب من السجن الايرانى إن قصة حياة مظفر النواب سيناريو لمسلسل الهروب الدائم والرفض الدائم من ضباط الجوازات لشخص مظفر النواب لمجرد انه شاعر حافظ على إيديولوجيته الفكرية والسياسية ولم يدخل على السلطان حاملا مباخر الشعر المعطر فى مناقب الصفات الإلهية لكنه اختار إن يقول للغول عينيك حمراء يا غول تواردت الأخبار عن القبض عليه وخطفه من السويد لكن عملية الخطف فشلت يقول ...

من باع فلسطين سوى الثوار الكتبة ؟

ـ أقسمت بأعناق أباريق الخمر ومافى الكأس من السم

ـ وهذا الثوري المتخم بالصدف البحري ببيروت

ـ تكرش حتى عاد بلا رقبة ـ أقسمت بتاريخ الجوع ويوم السغبة

ـ لن يبقى عربي واحد إن بقيت حالتنا هذى الحالة

ـ بين حكومات الكسبة ...

هل هناك يوسف إدريس أخر وصولاته ضد السادات على صفحات الجرائد والمجلات ورفض إن يهادن ورفض مشروع الاستسلام أين من المثقفين الدكتورة نغمات فؤاد عندما تصدت لمشروع السادات فى هضبة الأهرام ومحاولة بيع أثار مصر لتسديد الديون التي أتخم بها الوطن مع مشاريع الانفتاح أين احمد بهاء ومقالات تهاجم الانفتاح السداح مداح . إن المثقف المصري ألان لا يقوم بدوره فى مواجهة الاستبداد والجسم الثقافي توقف عن كل شئ اللهم الاالارتماء فى أحضان السلطة وانتظارا عطاياها وتحولوا الى طبقة لها مصالحها المختلفة عن الجماهير وأجندة خاصة واولويات ذاتية المثقفين المصريين تحولوا الى سحرة فرعون السلطة يوم الزينة يلقون أفاعيهم تسعى من خلال القنوات الفضائية والصحف والوكالات الإخبارية العربية والمسلسلات بالدولار النفطي ودور النشر سقط المثقف بلاداعى للسقوط ودون اختيار بالرغم أن المفروض اختياره للحرية والديمقراطية فلا يقبل عنهما بديلا قضيته مساءلة الحكام لا محاولة التملق لهم ومسح الأحذية أن قضية المثقف الانحياز الى الاستنارة والعقلانية يجهر بالحق لا يرسل الى الجماهير خطابا كاذبا ولا ينصاع لعقلية القطيع ولا يلعب على الوعي الزائف لكن يحاول أن ينمى الوعي الحقيقي بعيدا عن أجهزة الإعلام اللقيطة ومسلسلات الشهر الكريم والنقد الزائف الذي يشبه برشامة تسكين الصداع أو محاولة ترقيع الحذاء الملبوس على الإسفلت الساخن . أن مفهوم الدولة المتحولة الى النسق الاقطاعى عندما تتحول فيها حركة السلطة الى منافع شخصية سلطوية إقطاعية فوق القانون تستخدم المثقف لحشد الأتباع لتقوية سلطان الدولة فإحساس المثقف بسقوط القانون يجعله يبحث عن بلطجي يحميه ويتمسح بجوار قدميه فتتنح حالة الاغتراب النابعة من اغتراب وطن لا يعرف قانونا أو دستورا يشيه لوحات الكولاج ( القص واللصق ) جزء من مبادئ الثورة التي قادها العسكر الى جانب جزء من الاتاتوركية وحكم المؤسسة العسكرية وأجزاء أخرى من فكر الثورة الفرنسية والنموذج الامريكى وبقايا القوانين الاستعمارية من فضلات الاحتلال الانجليزى والجزء الأهم الارتكان الى لعبة الدين لإرهاب المثقف الدين ذلك الخيال المأتة الذي يستخدم لإرساء لعبة التوازن السياسي فى المجتمع طريق استخدام مثقفي الإيديولوجيات ضد بعضهم البعض ليسود النظام ودائما تظل السلطة هي السائدة فوق الجميع إن معضلة التعايش مع السلطة والالتقاء معها على الحد الأدنى خلقت مثقف مشوها النظرة تتأكل نصوصه مع تقدم السلطة فى العمر لأنها حتما بعجزها ستزحف الى منطقة المثقف لأنها قرأت أفكاره لأنها طالما اعتمدت على تلك الأفكار ولان السلطة دائما لا تثق فى المثقف حتى لوكان من اقرب رجالها فهي تكدس المعلومات عنه فى حركاته وسكناته انها سلطة تشيخ وتثقل سمعها ويتعب بصرها لاتكل سطوتها وتكاثر أتباعها ولكنها لاترى ولا تسمع الامايطرب ويسر زعيم القبيلة وشيخها الكبير وكما يذكر خلدون النقيب أن المجتمعات القبلية تعتمد على منظومة هي القبيلة والغنيمة والعقيدة فحين تنظر فى تلك التقسيمة التي إقامتها السلطة فى مجتمعاتنا الحالية فنرى أن القبيلة هي الجيش وقوى الأمن والمخابرات والعسس التحتى وكتاب التقارير والغنيمة تركيز يد الدولة فى احتكار ثروات الأرض والاتجار فى كل شئ وإقامة شبكة من رجال من رجال الأعمال الذين يمدون أيديهم خارج الحدود والتعامل مع قوى رأسمالية كونية والعقيدة اعتماد السلطة على لعبة الدين وسيادة أهل السنة على طائفة الشيعة وهكذا تجد أن المجتمع العربي لا يعرف التكوين الاساسى لمعنى المجتمع ولكنه غارق فى الفكر الاقطاعى السلطوي ... فى هذه المجتمعات تجد أن السلطة كرست نمطية ثقافية وإعلامية اقرب الى الدعاية الموجهة الدعاية الشخصية وحولت الصافة الى حالة بوفية وتعبير صارخ عن حالة الزعامة المرتبطة بالحياة الأبدية للزعيم وهى الملكية الجمهورية النابعة من مرجعية دينية ( أطيعوا الله ورسوله والمؤمنين وأولى الأمر منكم ) تقابلها شيخوخة فى المفاهيم نابعة من ميراث العنعنة ( عن ) خلقت هامشا للثقافة لا يملك قوة الفعل لا يملك قوة الحركة فى إطار اتخاذ السلطة مرجعية وإطارا حتميا للحركة والقرار ذلك أن الثقافة فى عرف هذه السلطة مجرد موظفين حكومة وان الفرصة هي قادمة من الحكومة والجائزة قادمة من الحكومة والحكومة بنت السلطة الحاكمة إذا فالسلطة هي المالك لكل الأشياء والحركة والثقافة والمثقفين والصحف والإذاعة والتليفزيون والأرض والمباني واتحاد الكتاب والأوبرا والمسارح ومدينة الأعلام والقنوات الفضائية إذا فهي تعرف أن الجميع يخطب ودها وهى تعرف أن المثقف شخص غير راشد ويهوى الاعتراض من منطلق الوجاهة الثقافية ولا يوجد مثقف أساسا يؤمن به فهي حالة غير راشدة يمارسها أشخاص غير راشدين والسلطة هي مرجعية الرشد والوظيفة فمنذ انطلاق حركة التنوير والسلطة هي التي قررت أن يكون هناك حالة تنويرية فالنموذج الاوربى فى خيالها فهي تحلم أن تحكم شعبا يفهم مثل القذافى يستكثر نفسه على شعبه فهو الشخص الوحيد الذي يناظر ويكتب ويقرأ والباقي متفرج فلهذا نجد أن المثقف قرر الوالي ان يكون موظفا وميتعثا لدراسة ما يريد الوالي ويكتب ما يريد الوالي ويصدر الصحف عندما يريد الوالي ويراقب الوالي كل ما يكتبون لدرجة ان المطبعة عندما قرر محمد على أن ينشأ جور نال الخديوي كانت المطبعة فى الحجرة المجاورة لمجلس الحكم وكل مايكتب للنشر يعرض عليه بالرغم أن محمد على كان أميا تخيل عجائب الزمن . أن المثقف لم تفرزه الحركة الاجتماعية ولكن أنتجنه الوظيفة وكان عقابه الدائم هو الفصل من الوظيفة حتى يحرم من لقمة العيش ونعم ولى النعم فبهذا يجب الايغادر المثقف خانة الرضا أو الولاء فالمطلوب منه دائما الولاء والدق على الدف أمام سلطانه . أن السلطة وضعت المثقف فى وضعيين لا يستطيع أن يختار فتختار هي اماالصمت على أبى العلاء المعرى أو الولاء على طريقة أبا الطيب المتنبي ففي محاولة لرصد أنواع المثقف فقد صار مثل السلع الإنتاجية التي ترتبط بسوق العرض والطلب فنجد مثقف السلطة الذي يصفهم نيتشه بأنهم رسل الخنوع ويدنسون الأمكنة كلها ولا تجدهم الاحيث يوجد الصغار والمرضى وتوجد العفونة وأنهم هنا وهناك يزحفون كأرتال القمل ولولا عفة النفس لدهستهم بحذائي أما المثقف الانتهازي فهو قوة ونفوذ ومساحة إعلامية تمنحها السلطة له لتصفية خصومه وزملائه من المثقفين أما المثقف الحزبي أو المثقف المسيس الذي يشعر بالحاجة الى الانتماء الحزبي وذلك لان الحزب قد اثبت عبر التاريخ انه سلاح الضعفاء فى صراعهم ضد الأقوياء كما أن الحزب يوفر للمثقف شعورا بالسلطة ( الرمزية ) التي يتمتع بها إنتاجه الثقافي فى حد ذاته ويدرك المثقف الحزبي أن حزبه المعارض قد يكون فى مواضع معينة نسخة طبق الأصل أو مشوهة من السلطة السياسية الحاكمة ويمكن حصر أوجه المطابقة بينهما لجوء المعارضة الى العنف ضد أعضائها بالذات وبهذا يستخدم الحزب المثقف مثل استخدام السلطة السياسية للمثقف فى خلق فلسفة القطيع بين الجماهير بدون وعى بهدف تحقيق مكاسب فئوية ضيقة أما المثقف الرافض هو المثقف الذي يتعرض للاضطهاد من قبل السلطة ( المثقف الموالى ) والمعارضة ( المثقف الحز بي ) ولا يدخر المثقف الانتهازي جهدا فى النيل منه ومحاولة تحطيمه لذا نجده دائما عرضةهوومبادئه للتهميش والإساءة والإسقاط بالرغم من انه يقف فى الصف الامامى فى مقارعة النظام ودائما يعمل داخل جبهة أو جماعة من المبدعين من مختلف مجالات الثقافة لكنهم منفيين وعرضية للإساءة بشكل دائم من الفئات الأخرى كما نجد فى المثقف الرافض شجاعة الرفض والتصدي لتلك الرموز ويحاول ذلك النوع من المثقفين أن يلعب دورا حاسما فى عملية التغيير لأنه أكثر المضطهدين واقل المستفيدين وبالطبع تصبح القضية الأساسية هي إعادة بناء الديمقراطية وترسيخ أسسها لكونهم ليسوا أصحاب أطماع شخصية وبناء على ذلك أن الحركات السياسية والدولة ترفض المثقف الذي يتدخل مباشرة فى تحليل الواقع لأنها تفضل مثقف الشعارات الذي يمارس دور المفسر للسلطة والمزوق والطبال والقرداتى والقرد فى نفس الوقت فهو يمنح دون اعتراض... هل أستقال المثقف من الوظيفة الأساسيه التى ألحقته بها محاولات النهضه الأولى

فى بدايات القرن التاسع عشر وهى وظيفة التنوير لكنهم فشلوا ... ؟ مع التمسك بذواتهم فى إنتاج الوعى الإجتماعى وأبجديات التغيير وذلك من إنفصال المجتمع الثقافى بمثقفيه بعيدا عن أفراد الجماعه الإجتماعيه (الجماهير) وذلك لأن المثقف دائما فى أماكن نظبفه وإذاعات وقنوات فضائيةبعيدا عن المستهدف الرئيسى من الإنتاج الثقافى فينتج عن ذلك حاله من حالات إغتراب المثقف وذلك من خلال إنتاج ثقافة المسكنات أو الإجترار (التراث) أو الترفيه فى محاوله لتأسيس حالة الإنفصام المبنيه على الرعب من الخفى وتأكيد الرقابه الدينيه وذلك ظهر جليا فى مصادرة ديوان ( وصايا فى عشق النساء ) للشاعر أحمد الشهاوى وهى أخر مصادره فى تلك الأيام بناءا على أوامر الأزهر ولجنة العلماء ولعلنا لن نسقط تاريخيا محاولات المستشار محمد سعيد العشماوى فى نقد الخطاب الدينى ونجاح الأصوليين فى إغتيال فرج فوده وإرهاب الفنانين ومصادرة أعمالهم وتنشأ إستقلالية المثقف من نقده لثقافة الجماهير والثقافه السياسيه الحزبيه الضيقه والسلطه السائده فوق الرقاب ويخرج من دائرة التواطئ على حرية الشعب وديمقراطية الإختيار ولبعد المثقف عن الجماهير تجد فى الذهن الشعبى صورة المثقف هو ذلك المترف الذى يعيش فى برج عاجى ويتحدث بلكنه غريبه ويمتلئ حواره بالمصطلحات الفكريه والمفاهيم الغربيه ويناور فى كل الموضوعات وكل القضايا وهناك من يعتبره أنه ذلك الأكثر إحتكاكا بالفضاء الذى تنطلق فيه الكلمه بلا معنى أو تأثير والمفروض فى المجتمعات التى تبحث عن حريتها فى الإختيار وتحاول أن تثور على الدوله البوليسيه لا يكون مثقفها مجرد أدباتى بل هو ذلك الملتزم بقضايا مجتمعه ذو دور ريادى لديه تراكم معرفى و خبرات عن تجارب الأخرين فى حركات الشعوب التى أستطاعت أن تحرك شكل الحياه وتقضى على الديكتاتوريات بشتى أنواعها . إن مهنة المثقف الحقيقيه هى إعادة وعى الجماهير ومخاطبته وجعل الجماهير أكثر إنفتاحا للتفاعل مع القضايا مما يجعل لديه شعورا بالمسئوليه تجاه مستقبل الوطن وإذا تحولت الثقافه فى وجدان المثقف إلى مسئوليه فرديه وإجتماعية مؤرقه حارقه تصبح قضية الثقافه ليست قضية إبداع تجارى وإنتساب إلى السلطه لكن الثقافه تتحول إلىقضية نشر الوعى من أجل نصرة قضايا تخص عموم البسطاء اللذين لا يجدون من يدافع عن أمالهم ويحمل معهم همومهم . فى حوار صحفى مع صنع الله إبراهيم بعد ضجة رفضه لجائزة الروايه العربيه يقول ... ( أنا مواطن قبل أن أكون كاتبا وأتعرض لما يتعرض له المواطنون من ضغوط ومشكلات ومن حقى أن أعبر عن رأيى فى ما يحدث سواء فى رواياتى أو مباضشرة وهذا ما فعلته ... أشعر حين أستيقظ كأننى مضروب بالجزمه على دماغى وفى لحظه تشعر فيها بأنك غير قادر على التحمل وأن البلد صار على حافة الهاويه مما قد يؤدى إلى كارثه أوثوره عارمه تدمر كل شئ رأيت من واجبى أن أعبر عن رأيى وهناك عنصر أخر لاأستطيع إهماله هو صورة الكاتب والمثقف لدى الناس ...) بهذا يتضح أن خطاب المثقف يصدر أصلا عن أفق فكرى ليس إبن اللحظه بل هو خطاب يستند إلى رؤيه كليه وشامله تكونت لديه عبر تكوينه الثقافى وإنتمائه الفكرى . وحين التعرض لحالة موظفين الثقافه نجد أن المفكر الكبير محمود أمين العالم يتولى لجنة الفلسفه بالمجلس الأعلى للثقافه والدكتور جابر عصفور أمين المجلس الأعلى للثقافه ويتولى صلاح عيسى اليسارى المعروف صاحب الخطاب الرافض لمكنونات السلطه الحاكمه أصبح المدافع الأول عن سلطة الثقافه بعد توليه رئاسة تحرير جريدة القاهره التى تصدر عن وزارة الثقافه والشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى العائد من رحلة المهجر والهروب أصبح الأن مقررا للجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافه ومعه حسن طلب وأحمد سويلم ونجد إبراهيم منصور ومحمد كشيك والبساطى وسميه رمضان ويوسف أبو رابه وطلعت الشايب يتولون وظائف هامه فى وزارة الثقافه وكانت خطه وزارة الثقافه قائمه على الإنفاق ولم شمل المعارضين عن طريق المهرجانات السنيمائيه والمسرحيه ومعرض الكتاب والجوائز الوهميه لمثقفين أساسا يرتعون فى أحضان السلطه ولعلنا لا ننسى منحة التفرغ التى تنقسم إلى ثلاث مستويات فبذلك إستطاعت الوزاره أن تتغلغل بين مقاهى المثقفين وترصد العدو من الحبيب وبالرغم عن هذا تمت مصادرة ( وليمة أعشاب البحر للكاتب الروائى حيدر حيدر ) وإلصاق تهمة الإصدار لمجموعه من المسؤلين بوزارة الثقافه على رأسهم على أبو شادى وتوالت المصادره لثلاث روايات هى قبل وبعد لتوفيق عبد الرحمن _ أطفال الخطأ الرومانسى لياسر شعبان _ أحلام ممنوعه لمحمود حامد تحت تهمة خدش الحياء العام مما جعل طلعت الشايب يستقيل من رئاسة تحرير سلسلة أفاق الترجمه واصفا وزير الثقافه فاروق حسنى ( عسكرى فى شرطة الأداب ) وفى تصريح لوزير الثقافه التى اثبت فيه أبعاد لعبة السلطه والأصوليين ضد المثقف { اؤيد حرية الإبداع ولكن يتعين على حماية قيم المجتمع بصفتى مسئولا} وبهذا التصريح نزع الوزير فتيل أزمه بين ثقافة السلطه وثقافة الأصوليين وبذلك طحن المثقف فيما بينهما. وتدرك أن النظم السلطويه إستطاعت إنتاج ثقافه مقترنه بوجود نموذج وهو المثقف الإنتهازى والمتعاطى مع الثقافه على أنها ثقافه سلطويه تعادلها ثقافة المثقف المركون على رف الإنتظار المهدد فى حاجاته الأساسيه المستباحه حقوقه تقابلها حالة المثقف الذى ينخرط وينظم مفاهيمه سلطويا ايمانا منه بأن البصله السلطويه هى مدار أفكاره ومواقفه . ومن خلال الإدعاءات الكاذبه أن المثقف ليس سياسيا وليس مطلوبا منه أن يقول كلمته فيما يجرى من حوله هى فى الواقع حاله من حالات الكهنوتيه الثقافيه التى همشت وهششت المثقف وأبعدت الثقافه عن قراءه موازيه للقراءه السلطويه فإما أن يختار أن يكون مثقفا هامشيا من خلال مخطط عزل المثقف وإبعاده وتأخيره سياسيا . إن الثقافه السلطويه لا تكتفى بتبعية المثقف وإنخراطه فى الكومبارس السلطوى والجوقه الدعائيه وطائفة الدراويش وحاملى مسابح التحميد والتهليل بالإنجازات وليس فى الإمكان أبدع مما كان وأننا نحيا أ زهى عصور الديمقراطيه بل تحوله إلى أداه سلطويه براغماتيه { نفعيه} حسنة الولاء والطاعه مثقف أزاح من قاموسه أهم الكلمات { لا } وغيب كليا عن الجدل السياسى والإجتماعى بحجة أن المثقف حاله إبداعيه ذاتيه . إن السلطه الثقافيه التى أستولت على أدوات الإبداع أوجدت مثقفا فصاميا تلاحقه صرخات واقع ممزق وثقافه مغتربه ومغيبه وثالوث يحاصره من خلال قانون تكميم الأفواه { قانون الطوارئ } وهى الحفظ على سلامة المجتمع ودرء الفتن وإخضاع العامه وحصارهم بعيدا عن فهم ذلك المزعج دائما تحت مسمى المثقف . ومن خلال تحديد الحريات ومنظومة عدم النضج لممارسة الديمقراطيه وذلك لعدم رشاد الشعوب ومصادرة حق الأفراد فى التعبير والأختيار ومصادرة حق المثقف وواجبه الإجتماعى فى التعبير عن أحلام الجماهير المهمشه وضياع ذلك الصوت فى وسط ضجيج مثقفى السلطه وأجهزتها الإعلاميه الديماجوجيه المفرغه .



#محمد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة للأخر


المزيد.....




- FBI يعرض مكافأة 50 ألف دولار لمعلومات عن مطلق النار وقاتل رئ ...
- صراخ وفوضى.. شاهد ما حدث في برلمان جزر البهاما بعد إلقاء نائ ...
- -الأردن يحثّ بشار الأسد على مغادرة سوريا مع تقدم فصائل المعا ...
- كولومبيا تصهر أكثر من 23,000 سلاح لتعيد تحويلها إلى مواد بنا ...
- خطة من سبعة أيام لتحسين الهضم وصحة الأمعاء
- أوكرانيا وسوريا: هل تستطيع روسيا القتال على جبهتين؟
- الجيش السوري يعلن البدء باستعادة زمام الأمور في حمص وحماة وإ ...
- -روستيخ-: الدبابات الغربية فشلت أمام الروسية بسبب ضعف دروعها ...
- وزير الخارجية القطري يبحث مع نظيره التركي الوضع في المنطقة و ...
- زعيم الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: تنحي الرئيس يون أمر محس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد يوسف - المثقف سلاح الثورة والتغيير وألد أعدائهما