نداء من مغترب عربي سوري من أبناء الجزيرة السورية إلى الشباب العرب والأكراد والآشوريين والأرمن والسريان والشركس من مسلمين ومسيحيين في الجزيرة السورية

محمود الحمزة
(Mahmoud Al-hamza)

الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 16:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نــداء
من مغترب عربي سوري من أبناء الجزيرة السورية
إلى الشباب العرب والأكراد والآشوريين والأرمن والسريان والشركس
من مسلمين ومسيحيين في الجزيرة السورية

الأخوة الطامحين إلى الحرية والكرامة
يا أبناء الجزيرة الفراتية موطن الحضارات والتاريخ العريق، موطن العشائر العربية والكردية والسريان المعروفة بتاريخها الحضاري والوطني وكفاحها ضد الاستعمار والتدخلات الخارجية.
في هذه الأيام المليئة بالحماس والاستعداد للقيام بالثورة في 15 آذار في كافة أصقاع سوريا الحبيبة وفي وقت ترتفع فيه أصوات الناس ضد الفساد والقمع وتحكم الأجهزة الأمنية بأهالي منطقة الجزيرة حيث طفح الكيل، أكتب إليكم بصفتي من المثقفين العرب من أبناء عشيرة شمر في الجزيرة السورية وأنا مغترب عن وطني برغم إرادتي،

أتوجه إليكم بالنداء الأتي:

أرجو أن تدركو جيداً بأن العرب والأكراد في الجزيرة السورية يعيشون كأخوة منذ مئات السنين ومعهم السريان والآشوريين والأرمن والشركس وغيرهم. والمشكلة ليست في التناقض والاختلاف بين هذه المكونات الاجتماعية القومية والدينية بل هي في تلك الجهة التي تضطهد الشعب وتمارس الفساد ونهب الخيرات وتمارس كل أشكال القمع والتسلط على المواطنين وخاصة الشرفاء منهم.
تاريخنا مليء بالصفحات المشرقة التي سطرتها شخصيات كردية خلدها التاريخ في الحضارة العربية الإسلامية مثل صلاح الدين الأيوبي وابراهيم هنانو ويوسف العظمة ومحمد كرد علي جنباً إلى جنب مع الشخصيات السريانية والآشورية التي قاومت الفرنسيين ودافعت عن استقلال سورية ورفضوا الانصياع لضغوطات المحتلين.
وأدعوكم تجنب الوقيعة التي تحيكها الأجهزة الأمنية السورية للشباب الجزراوية من فتنة بين العرب والأكراد حيث يبثون إشاعات بأن الأكراد يريدون الانفصال عن سوريا وهذا كذب من أصله. فمئات الآلاف من الأكراد البسطاء لا يحلمون بأكثر من معاملتهم كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات وإعطائهم حقوق مشروعة تقرها القوانين والأعراف الإنسانية ضمن وحدة الوطن – سوريا. ولا تنظروا إلى بعض الأصوات الشاذة التي تنادي بفصل الجزيرة لتشكيل دولة كردية فهذا شيء مستحيل وضرب من الخيال.
وإذا نظرتم إلى المشاكل التي يعاني منها العرب في الجزيرة من الجوع والفقر وقمع الأمن السوري ونزوح أكثر من مليون عربي وكردي من الحسكة إلى ريف دمشق وحوران بحثاً عن الخبز والمأوى وأدنى أسباب الحياة، ما هو إلا دليل على أن عدو الشعب هو الفئة المتسلطة التي تستغل الشعب السوري وتجلس على قلبه منذ أربعين سنة وأكثر.
لو أن مشكلة العرب مع الأكراد لما حدث قلق واحتقان واحتجاجات في المدن الأخرى. فهل دمشق وحلب وطرطوس وغيرها من المدن والقرى السورية تخلو من المشاكل، علماً أنها خالية من الأكراد ومن بعض الشعارات القومية المتطرفة. وذلك يؤكد أن المشكلة هي في الدعاية المغرضة والمسمومة التي تبثها أجهزة الأمن السوري المعروفة بتاريخها القذر. انظروا إلى قصة أمن الدولة المصري والبوليس السري في تونس كم هي ضخمة الملفات والفضائح والجرائم التي ارتكبوها ويرتكبها نظام القذافي المجرم الذي ادعى الثورية عدة عقود، لذلك يريدون حرق الملفات لإزالة آثار جرائم الأمن. فالأمن السوري له تاريخ أكثر إجراماً وغسهاماص في الفساد والقمع من أجهزة الأمن في تونس ومصر وليبيا وغيرها.

أخوتي أبناء الجزيرة السورية - مهد الحضارات والثقافات العريقة:
إننا أبناء الجزيرة السورية عرباً وأكراداً وسريان وآشوريين وغيرهم نعيش بإخاء وحسن جوار منذ مئات السنين ولم نعرف الصراعات القومية والدينية ولكن النظام الطائفي والمتعصب قومياً والمتسلط، من مصلحته وجود تفرقة ونزاعات بين أبناء الجزيرة لكي يتمكن من الهيمنة وإحكام قبضته على أهالي الجزيرة على مبدأ فرق تسد.
أدعوكم إلى توحيد الصفوف للدفاع عن مطالب الطبقات الشعبية في الحرية والكرامة والحياة الإنسانية اللائقة ولكي يشعر السوري بأنه في وطنه وأن سوريا ملك لكل السوريين.
اتركوا الخلافات والتناقضات وتوحدوا في وجه القمع والفساد ونهب الثروات. فالجزيرة أغنى منطقة في سوريا بالثروات ففيها النفط والغاز والقمح والقطن ولكن أبناء الجزيرة لا يحصلون على أي خدمات من مصانع وطرقات ومدارس وجامعات ومشافي وفرص عمل، وأكثر منطقة من حيث فقر السكان هي الجزيرة السورية. فتساءلوا : من وراء هذه المصائب والكوارث؟ هل هم الأكراد أم السلطة حصراً.
شباب سوريا يعدون العدة للقيام باحتجاجات وانتفاضة شعبية مطالبين بحقوق الشعب السوري وهي معروفة وأهمها: إلغاء قانون الطوارئ ونتائج الإحصاء الذي حرم آلاف الأكراد من الجنسية السورية وإطلاق سراح معتقلي الرأي واعتماد قوانين تضمن الحرية السياسية والعمل الحزبي والمدني والقضاء على الفساد والفاسدين وإنشاء دستور جديد تلغى فيه احتكار السلطة من قبل حزب البعث وأن تكون الانتخابات ديمقراطية وشفافة وأن تلغى جميع القوانين التعسفية ضد المواطنين السوريين على أساس ديني أو قومي أو فكري. وعلينا دعم الشباب والانخراط في ثورتهم المباركة لتحرير سوريا من الفساد والتسلط.
يجب أن يكون شعارنا بناء سوريا الحرة والديمقراطية دولة القانون والمؤسسات التي يشعر فيها كل مواطن بكرامته وانتمائه لسوريا. نريد سورية جديدة تسودها العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص في العمل والمشاركة الفعالة من كافة المواطنين في صياغة مستقبل سوريا .
ويجب أن يوجه اهتمام خاص للشباب السوري بكل مكوناته الطائفية والدينية والقومية وتلبية مطالبه وتوفير فرص لائقة له للتعلم والتفكير الحر وبناء وطنه الحر السعيد.
ارفعوا أصواتكم مطالبين بالديمقراطية والشفافية وقولوا لا للطائفية ولا للتعصب والتمييز القومي والديني.
يجب أن ننهي احتكار السلطة من قبل عائلة واحدة على مدى أربعين عاماً. ويجب أن نقضي على ظاهرة توريث الحكم في سوريا.
اكسروا حاجز الخوف فأمامكم تونس ومصر وليبيا. وما ضاع حق وراءه شعب مطالب. والحقوق تؤخذ ولا تعطى. والحرية لها ثمن وشعبنا مستعد لتقديم الغالي والنفيس من أجلها ومن أجل الكرامة والحياة اللائقة.

منسق جمعية "من أجل التغيير والديمقراطية" في سوريا
(فرع روسيا)

الموقع الالكتروني الرسمي للجمعية: http://www.new-syria.com

#محمود_الحمزة (هاشتاغ)       Mahmoud_Al-hamza#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل