أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - القذافيون الصغار ...















المزيد.....

القذافيون الصغار ...


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 14:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القذافيون الصغار

......على نمط وشاكلة القذافي الكثيرون من قادة المؤسسات والهيئات والوزارات والأحزاب العربية التي ابتلي بهم شعبنا العربي من محيطه إلى خليجه،فنظام التوريث ليس قصراً على القذافي وأبنائه وعائلته،فهذا انسحب وينسحب على أغلب أنظمة النظام الرسمي العربي من المحيط إلى الخليج حيث التوريث والتأبد في الحكم والسيطرة على كل مفاصل الحياة الاقتصادية والسياسية في البلد ونهب خيراتها وثرواتها،أي تحويل البلد إلى مزرعة واقطاعية خاصة،وهذا كنا نتصور حدوثه في الدول الملكية والإماراتية والتي تسود فيها الأنماط العشائرية والقبلية وتأليه القائد أو الزعيم ويغيب ويضعف فيها دور الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني،كالسعودية واليمن وليبيا والبحرين والأردن وغيرها،ولكن لم يكن متصوراً أن دولاً فيها تراث عريق للحركة الوطنية والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وبالذات مصر وتونس أن تحتاج الشعوب إلى أكثر من ثلاثين عاماً،لكي تثور على أوضاعها وعلى طغمها وأنظمتها الفاسدة،وهذا أيضاً ضمن منهج الجدل المادي واستخدام الأدوات المعرفية والعلمية في التحليل يمكن تفسيره وقراءته بدقة،وبالتالي يمكن أن نستوعب أن القذافيون الكبار يفرخون قذافيون صغار على كل المستويات القيادات العليا والوسيطة وحتى الدنيا منها،فالوزير مثلاً يحول الوزارة إلى ملكية خاصة لأسرته وعائلته من مدير عام الوزارة إلى سائق "المدام"،بل يحول كل أركان الوزارة الى خدم وحشم لأفراد العائلة،هذا يستخدم السيارة الحكومية لإيصال ابنه أو ابنته الى المدرسة او الجامعة،وآخر يأخذ "المدام" الى مصفف الشعر،وأخر لشراء احتياجاتها من السوق أو مرافقتها في سفرياتها وغير ذلك.
والفرعنة هنا ليست ناتجة عن القمع وشدة السطوة وغياب الوعي والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وسيادة القانون وغيرها،بل هناك خلل جوهري في نمط الثقافة والتربية العربية الأبوية والقبلية والجهوية القائمة على أساس النفاق والدجل والتملق الاجتماعي وسيادة مفاهيم كما يقول المأثور الشعبي"خليك مع الواقف لو أنه بغل" وكذلك بدائية أنماط العلاقات الاقتصادية والاجتماعية وتشوه البنية الطبقية،وبالمناسبة حالة القذافيون الصغار لا تستشري وتسود فقط في الأنظمة القائمة على التوريث والقمع والديكتاتورية،بل تضرب جذورها في أوساط حتى الأحزاب والقوى الديمقراطية واليسارية،فهناك عشرات الحالات الشبيهة بحالات العقيد القذافي ومبارك وزين العابدين،حيث الأنظمة الداخلية لتلك الأحزاب تنص على أن الأمين العام أو أعضاء اللجنة المركزية والمكاتب السياسية لها لا يجدد لهم أو ينتخبون لأكثر من ثلاث دورات انتخابية كأقصى حد،وفي الواقع العملي تجد أن هناك من هو موجود في منصبه من قبل القذافي أو مبارك،ويشبعك حديثاً عن الديمقراطية وتداول السلطة وغيرها،وحتى من يغيبهم الموت عن أحزابهم إما أن تتولى الأمانة العامة زوجاتهم أو أبناؤهم،أو يصبحون أوصياء على الحزب والتنظيم وأباء روحانيين له،وفي الكثير من هذه الأحزاب تسود فيها الديمقراطية الشكلية،فاللجان المركزية والمجالس الثورية او المكاتب السياسية،هي مجرد ديكورات وفاقدة للصلاحيات والقرارات،والأمين العام أو رئيس السلطة،هو المقرر الوحيد في القضايا المفصلية والإستراتيجية،وبمعنى آخر فإن قيم الديمقراطية واحترام اللوائح والأنظمة الداخلية والقوانين ليست قيم أصلية في هذه الأحزاب،وحتى هنا حتى لو فكر الأمين العام للحزب أو التنظيم بترك منصبة طواعية،فعلى طريقة الأنظمة العربية الرسمية،تجد أن قيادة وكوادر وأعضاء التنظيم،يتمنون عليه أن يواصل القيادة والمسيرة،لما لدوره ووجوده وحضوره من دور بارز في استمرار وبقاء التنظيم وتعزيز حضوره وجماهيريته،وبما يثبت ويؤكد أن هذه الأحزاب والتنظيمات قائمة على الفرد ودوره وليس على القيادة الجماعية والمؤسسات،بل وأعتقد جازماً أن هناك العديد من التنظيمات والأحزاب العربية والفلسطينية وجودها وبقاءها مرتبط باستمرار وجود أمينها العام،ومع تغيب الموت له،وهي الطريقة الوحيدة للخلاص منه،فإن هذا الحزب سيتفكك ويتشقق ويتشظى ويندثر،وكم من حزب عربي إنشق وخرج عن التنظيم الأم،تحت يافطة غياب الديمقراطية ،انكشف زيف وكذاب شعاراته،ومثل حالة أو نموذجاً أقل أو أبعد عن الشعارات والمبادئ التي قاد عملية الانشقاق من أجلها.
إن القذافيون الصغار موجودين على طول جغرافية الوطن العربي وعرضه،وهم امتداد للقذافيون الكبار،يفرضون سطوتهم وسيطرتهم وسلطتهم على المؤسسة التي يقودونها،ويحولنها الى مزرعة أو اقطاعية صغيرة،ومن هنا تجد أن الفساد لا يطال فقط المؤسسات والأجهزة الحكومية مدنية وعسكرية وأمنية،بل ترى أن هذا الفساد يعشعش في الكثير من ما يسمى بالمنظمات غير الحكومية،والذين العديد من قياداتها أضحوا أباطرة مال وإمتيازات،وهذه المؤسسات تطرح نفسها كنموذج حضاري وديمقراطي وشفاف وبديل لمؤسسات الدولة والسلطة القائمة،وعلى أرض الواقع تجد أن الفساد يكمل بعضه بعضاً،فنفس العقلية والمواريث الثقافية والاجتماعية والفكرية ،هي التي تحكم وتسيطر والاختلاف فقط في اليافطات والشعارات.
إننا بحاجة الى حالة تغير ثوري جدي،سياسي- اقتصادي- اجتماعي- فكري،فهي الكفيلة بالوصول الى تسييد مفاهيم وقيم الحرية والعدالة والديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية واحترام الحرية والكرامة الشخصية والمواطنة الكاملة والتداول السلمي للسلطة وغيرها،ولعلنا جميعاً ندرك الفرق في حرية الصناديق الانتخابية،في دول تعلو فيها المشاعر والأفكار القبلية والعشائرية والطائفية أو الفئوية على مبدأ المواطنة والمعيار السياسي،وبين انتخابات في مجتمع متطور حضارياً تجاوز الأنماط العشائرية والقبلية كخطوة كبرى نحو بناء دولة ديمقراطية،حيث في الأولى يعظم ويسود ويقدم الانتماء العشائري والقبلي على الانتماء الوطني،في حين في الثانية يكون الإنتماء الوطني له الأولوية على أية انتماءات أخرى.
السؤال المطروح والملح هو،هل الثورات العربية المستمرة والمتواصلة قادرة على كنس القذافيون الكبار والصغار من عالمنا العربي؟، وكم من الوقت إذا ما نجحت في ذلك ستحتاج؟، وهل هي قادرة على سحق وهزيمة محاولات سرقة الثورة أو تكييفها لحساب مصالح العسكر أو القوى الدينية وبالذات حركة الأخوان المسلمين والتي كشفت أراشيف أمن الدولة المصري،كم هي متواطئة مع النظام البائد؟ ونحن نخشى على ثوراتنا العربية من عدم كنس هؤلاء القذافيون الصغار والكبار،لكون ثوراتنا العربية حتى اللحظة الراهنة، لا تمتلك أدواتها المعرفية والسياسية والأيديولوجية واضحة المعالم،أي أنها لا تمتلك بعداً أو أدوات طبقية محددة تعبر عن رؤية أو برنامج اقتصادي اجتماعي نقيض.

القدس- فلسطين
8/3/2011
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو ربط القدس بمحيطها الفلسطيني ..
- فلسطينياً/ المطلوب استخلاص الدروس والعبر ...
- قمة عربية بدون أصحاب الفخامة والجلالة والسمو ...
- خطاب الدم والجنون ......
- التهلليل والتطبيل للثورات العربية وحده لا يكفي ...
- فكرة مجنونة ولكنها معقولة ...؟؟؟؟
- نجاح الانتفاضة المصرية وانتصارها تبشران بولادة شرق اوسط جديد
- لا عودة الى الحياة الطبيعية الا بتحقيق المطالب ...
- الادارة الأمريكية والتكتيكات السياسية الجديدة ....
- أنظمة أوهن من بيت العنكبوت ..
- أزفت ساعة رحيل الطغاة ...
- إما لبنان برئاسة الحريري أو - غزة ثانية - برئاسة ميقاتي ..
- بين تسريبات كشف المستور والاتهامات بتفجيرات كنيسة القديسين . ...
- محاضرة للكاتب راسم عبيدات عن العصبوية والعنف في المجتمع الفل ...
- كم هو منافق هذا الغرب الأوروبي ....؟؟؟؟
- رغم نجاح الانتفاضة التونسية ما زال الخطر قائماً...
- الساحة اللبنانية حبلى بالتطورات وسيناريوهات مفتوحة ...
- هدم فندق شبرد ومقر المفتي ....هدم حي البستان ...هدم حي الشيخ ...
- حراك نحو توحيد المرجعيات المقدسية ....
- الإرهاب واحد من كنيسة البشارة الى كنيسة القديسين ..


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - القذافيون الصغار ...