أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - أحمد حسن أبو غوش - الثورة والديموقراطية















المزيد.....

الثورة والديموقراطية


أحمد حسن أبو غوش

الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 05:10
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


الثورة والديموقراطية

في ظل السيطرة الاستعمارية، وبسبب النهب المباشر بقوة السلاح للشعوب والأمم، تراكم التخلف وتأكدت التبعية واستمر الجهل والتجهيل والخضوع للدول المستعمرة. وفي ظله أيضا وبعده، كما كان الوضع قبله، كان هنالك تشكل امبراطوري، ولكن بأشكال مختلفة. والأهم أن انتهاء عصر السيطرة الاستعمارية ساهم في انتاج نمط امبراطوري يقوم على الهيمنة. أما القاسم المشترك لكل الأنماط الأمبراطورية عبر التاريخ فهو نهب المحيط لحساب المركز الإمبراطوري المزدهر، بغض النظر عن اختلاف أساليب النهب هذه.
امبراطوريات الهيمنة تتميز باستمرار النهب القائم على أساس تشكل بنيوي يرتكز على تقدم المركز وتخلف المحيط، وقبول دول المحيط بسيطرة المركزحيث تتشكل عوامل التبعية داخليا فيها، وبأهمية حدوث تنمية فيها تسمح بزيادة دخل الفرد، وارتقاء التعليم، والوضع الصحي ، وبوجود نمط سياسي ديموقراطي يساهم في استنساخ الثقافة الغربية( ثقافة دول المركز)، لأن الهدف الأساسي من التنمية، من جهة مصالح المركز، هو تمكين المجتمعات والأفراد في دول المحيط من زيادة قدراتهم الاستهلاكية، وهذا يفترض أن أية زيادة في الاستهلاك كما ونوعا تساهم في استمرار نمو وتطور القدرة الانتاجية لدول المركز ومعاظمة أرباحها نتيجة التبادل غير المتكافيء مع دول المحيط. فالأمل الوحيد للحفاظ على النمط الرأسمال للإنتاج بعد الوصول إلى رتابة نمو الاسواق المحلية هو تطور العولمة وتوسيع السوق العالمي أمام سلع المركز، وزيادة قدرة العالم المتخلف على الاستهلاك. والشرط الأساسي لحدوث ذلك هو سيادة النظام السياسي الديموقراطي المرتكز على الثقافة الغربية، كشرط أساسي لاستمرار تشكل البنية التابعة في هذه الدول. إن أهم سمة للدول التابعة للمركز في عالم امبراطوريات الهيمنة هو تشكل البرجوازيات التابعة في دول المحيط، ووجود أنماط اقتصادية متفاوتة التطور في دول العالم المختلفة( دول متقدمة جدأ، دول صاعدة، دول شبه متقدمة، دول متخلفة) فهذا التراتب ضروري لنجاح علاقة الهيمنة واستمرار النهب التراتبي، أي أن تقوم الدول الأكثر تقدما بنهب محيطها، على أن تتوفر فرص للدول الأقل تقدما بحصة في عملية النهب هذه.
ولأن التطور الانساني ليس ميكانيكيا، تحدث خروقات لسياق التطور المتوقع والمنشود من قبل دول المركز يعالج بطرق مختلفة، أهمها العودة للقمع الاستماري المباشر، وتفجير التناقضات المحلية والاقليمية. وفي سياق محاولة الحفاظ على نمط التطور المنشود، تعاني دول المركز من التخبط أحيانا في سياساتها، بسبب المفاضلة بين المكاسب الآنية والمستقبلية، فنراها أحيانا تقبل بأنظمة قمعية مع أن من مصلحتها قيام أنظمة ديموقراطية، وتسكت عن فساد أنظمة ونهبها لشعوبها، مع أن الأفضل لها أن تقوم حكومات نزيهة نسبيا، وقادرة على القضاء على دوائر التخلف في مجتمعاتها، وأن يزدهر نظام اقتصادي يحدث فيه توزيع عادل للثروة نسبيا. وبشكل عام، أخطر ما يواجه دول المركز هو الفرص المتاحة لبعض دول المحيط في خلق تنمية مستقلة، أو تنمية قادرة على المنافسة لأسباب مختلفة،( مع أن دول المركز قادرة على تحمل انضمام بعض دول المحيط إلى دول المركز) ولكنها لن تقبل بالتنمية المستقلة المنكفئة على الذات، وهي عادة لا تتوفر إلا لدول وأمم لها سوق واسع.( أي عدد سكانها كبير ومواردها الاقتصادية عظيمة). وغير ممكنة الحدوث إلا بتبني سياسات تنمية ثقافية وطنية أو قومية أو تنمية اشتراكية، وهذا مرفوض من قبل دول المركز حتى ولو كانت هذه التنمية ترتكز إلى نظام ديموقراطي. لأن ذلك يؤدي إلى قيام تنمية مستقلة تحد من استمرار فرص النهب الدائم لخيرات الأمم من قبل المركز.
خلاصة القول : قيام ثورة في دول المحيط تطالب بمجتمعات ديموقراطية لن يحل المشاكل الأعقد في وقع هذه الدول وهي، التخلف والفقر والتبعية. فالديموقراطية في ظل سيادة اقتصاد السوق وتشجيع القطاع الخاص والنمط الليبرالي للحياة السياسية ستساهم في خلق تغيرات كمية، لا نوعية، في واقع هذه الدول وشعوبها. ولنكون أكثر تحديدا، الثورات التي حدثت وستحدث في أقطارنا العربية لن تحقق أهداف شعوبها في الحرية والتقدم والديموقراطية إلا إذا خلقت عوامل نجاحها والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:-
1ـ تبني الديموقراطية البنيوية، أي الحرص على خلق تنمية ديموقرطية سياسية واجتماعية واقتصادية. فلا يعقل أن نتبنى ديموقراطية سياسية ونبقي العديد من أنماط التخلف الاجتماعي التي تعني عدم القدرة على تطبيق الديموقراطية. ففي المجتمعات التي تتبني الديموقراطية السياسية فقط، ستحول القبلية والطائفية والعائلية والبلدية والبنى الثقافية المتخلفة دون تطبيقها. فأية ديموقراطية ستسود في ظل الاعتقاد بدونية المرأة، وبعدالة القتل من أجل الشرف، وولاية شيخ القبيلة، وشيخ المذهب.
2ـ إعطاء الدولة دور مهم لدفع التحولات الضرورية الأساسية لقيام نظام ديموقراطي وطني أو قومي. والفرق بين الديموقراطية الوطنية والقومية والديموقراطية الكوزموبوليتانية، خاصة في حقل الديموقراطية الاقتصادي، هو قيام تنمية تعزز القدرة الذاتية في الأولى، على عكس الثانية التي ستعزز التبادل اللامتكافيء مع دول المركز. ودعم القطاعات الانتاجية، وتوفير الحماية للمنتج الوطني، وعدالة توزيع الثروة، شروط أساسية لقيام هكذا تنمية.
3ـ تنمية الثقافة الوطنية شرط أساسي آخر لخلق الاستقلال الوطني والقومي أو للحفاظ عليه، لأن الثقافة الوطنية أو القومية اللاشوفينية ستساهم في دعم القدرة الوطنية والقومية. بينما الديموقراطية المتغربة ستعزز التبعية الاقتصادية بتبعية ثقافية. فأية أمة تستطيع أن تحافظ على ثقافتها وزيها الشعبي ونمطها في الطعام وتكون ديموقراطية في نفس الوقت، بل سيساعد ذلك على خلق الاحساس بالاستقلالية وسيشكل دافعا مهما لتطوير القدرة الفردية والعامة.
4ـ الوحدة بين الأقطار العربية التي قامت فيها الثورات ممكنة أكثر من أي وقت مضى، ومن شأنها أن تعزز القدرة الاقتصادية لهذه الاقطار لأنها توفر سوقا أكبر وفرصا أقوى لتعزيز التنمية الانتاجية. فالأنظمة التي قامت ضدها الثورات هي أنظمة البرجوازيات التابعة ( حالة مصر وتونس، أما النظام الليبي فهو نظام متخلف فريد من نوعه) .
5ـ إبداع أساليب وآليات جديدة للقضاء على التخلف في مجالي التنمية البشرية والانتاجية. فالفقر والتخلف حالة خطرة على الأمم وأكثر عدائية من الحروب، لذلك يجب تجنيد الجيوش الجرارة لخلق تنمي



#أحمد_حسن_أبو_غوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - أحمد حسن أبو غوش - الثورة والديموقراطية