أيمن كمامة
الحوار المتمدن-العدد: 3298 - 2011 / 3 / 7 - 04:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن كَانَت لَكَ قَوَانِين تُنَظِّم بِهَا مَجْمُوعَة وَ لَمْ يَكُن لَدَيك إَسْتَمْرَارِيَّة فِي صِيَاغَة هَذِهِ المَجْمُوعَة لِتَتَبَنَّى تِلْك القَوانين، كَذَالِكَ إِطَارَات وَ عُقُول تُحْسِنْ التَّعَامُل بِه لِتَسْيِير تِلْك المَجْمُوعَة فكيف تُرِيد أن تَنجَح سياسيا، إقتصاديا و إجتماعيا؟ أي نظام سياسي لا يمكن أن يكون ناجحا في مجتمع يختلف عنه إديولوجيًا إلا إذا صاغه عليها و كل المشاكل السياسية، الإقتصادية و الإجتماعية سببُها العقل البشري و ليست الأنظمة..هل التجمع الدستوري الديموقراطي فاشل بطبيعته أو بطبيعة مسؤوليه و أصحابه؟ حتى النظام الإسلامي ناجح إذا كانت عقول أصحابه صالحة و كان نظامهم معتدلا؛ لا يترك مصار الحياة ليبحث عن مجتمع ندرس عنه الأن في التاريخ و لكن لا يتنازل عن ثوابته و يعمل على صياغة جيله الحديث..المسيحية دين حُرِّف و فُصِل عن السِّياسة فلماذا يُفْصل الإسلام كَدِين و لم يُحَرّف و خَاصّةً إذا كان متأقلِمًا عبر الأزمان و لن يقيِّد من حُرِّيتِك فِي شَيئ إلا ما كان ضارًا مثله مثل قوانين العالم و لا يختلف إلا في المصدر و الأبعاد؟ فل نترك الدين و سأكون علماني إذا وجدت إجابة؛ لماذا خُلِقت؟ و من خَلقنِي؟ الصدفة خلقت الحياة التي نراها؟ و من خلق الصدفة لتخلق هذا كُلِّه؟ الكثير سيقلون الله لكنهم يرفظون تدخُّلَه لِيُنَظِم ما خلق و يركضون وراء اللحدود التي جعلها خالقهم في عقولهم ليُطَورُوا الحياة و لِيَبْحَثُوا في طبيعتهم أسباب رخائهم و عزتهم و ليس ليُطوروا أخلاقهم و معانيهم لأن العقل و الفكر البشري متطور و لن يضمن بتطوره الدائم المحافظة على الأخلاق بل قد يسبب تأكلها وإندثارها حتى بوجود قوانينه التى ستتطور لأن مصدرها يحمل نفس الصفة كما أشرنا و إن من مخاطر هذا التأكل و الإندثار الأخلاقي تشمل التهديد الحقيقي لتواصل الوجود البشري و هو ما يسعى الدين للقطع معه و لحماية هذا الكائن من نفسه و حماية المجموعة على المدى القريب و البعيد كما أن تهميش الدين و تغيبه عن السياسة و التهرب من حلوله و الأخذ بما هو نتاج تجارب عقلية في كل المجالات الدنيوية فسوف يكون هناك ذوبان مستمر في كل ما هوا دنيوي و ينتهي المطاف بفقدان التوازنات و إلقاء الإنسانية نفسها بنفسها في المأسي ، الفوضى و غيرها لأن السبب بسيط و هو أن العقل بدون رابط روحي محدد وملتزم لن يعرف حدا لما هو نافع وما هو ضار و ستتطور قوانينه حين أحس بالحاجة و رغب فيها حتى و إن كانت ستأدي إلى هلاكه فهوا لا يقبل ببقاء الحال و لا يعترف بوجود حدود و في ما يخص التحديد الديني اللذي يهابه الكثير مِن مَن لَيسُوا مأهّلِين لَه و أنا في الحقيقة منهم أقول أن التحديد الذاتي الذي ينبع من أَعماق النفس، ويستمد قوته ورصيده من المحتوى الروحي والفكري للشخصية... وهو يتكون طبيعياً في ظل التربية الخاصة التي يُنشئ الإسلام عليها الفرد في المجتمع الإسلامي. فإنَّ للإِطارت الفكرية والروحية التي يصوغها و يبنيها الدين في مضمون الشخصية التي ستكون بذالك إيجابية و هنا يظهر دور الدين كمرجع مثالي لبناء الأجيال ،المجتمعات،الإقتصاد الجيد و الأقرب من أي إقتصاد أخر لتحقيق التوازن الإجتماعي ،فسيصبح لدينا مجموعة يمكنها أن تأخذ من ذالك التحديد الظاهر و ليس الباطن في الدين منبعا لحرياتها ودليلها لنجاح، دون أن يشعروا بسلب شيء من حريتهم، و يصبح التحديد بذالك نبع من واقعهم الروحي والفكري، فلا يجدون فيه حداً لحرياتهم، ولذلك لم يكن التحديد الذاتي تحديداً للحرية في الحقيقة، وإنما هو عملية إنشاء للمحتوى الداخلي للإنسان الحر، إنشاأً معنوياً صالحاً، حيث تؤدي الحرية في ظله رسالتها الصحيحة.
لنكون إجابيين فإنه يجب تشكيل مناهج تعلمية جديدة تضمن صياغة الأجيال القادمة و تحقق ما نسموا إليه جميعا من وطن حقيقي، مجتمع واعي ومتماسك له هويته،طابعه الخاص، متقدم على جميع الأصعدة و مسلم..قادر على أن يقدم للعالم تجربة فريدة حققت المعادلة بين تطور الفكر المنعكس إجابا على جميع النواحي و بين الأخذ بدينه الإسلامي. و هذا ما أعبر عنه بالتمشي المتوازن بين الدين و الحياة. لأنه في صورة تهميش أحدهما فستكون النتيجة سلبية..كيف؟ ففي صورة الأخذ بأمور الدين كاملة الأن فلن تنجح أولا لأن المجموعة الوطنية بحالها الراهن ليست مستصاغة لتقبل التحديد الديني في الإسلام على أنه منبع الحرية الامتناهية بل بالعكس..و الشرح يطول و يشمل نواحي أخرى و منها الإقتصاد فهذا الأخير لتطبيقه وجب عليك إحداث نظريته على أساس إسلامي صحيح و إثبات نجاعته بالتجربة في حين لا توجد إلى حد الأن تجربة كاملة في خصوصه نظرا لعوامل خارجية تعرقل مثل هذه التوجهات خوفا على توجهاتها...و في صورة الأخذ بالأمور الحياة و نقصد بذالك تهميش الدين و تغيبه عن السياسة و التهرب من حلوله و الأخذ بما هو نتاج تجارب عقلية في كل المجالات الدنيوية فسوف يكون هناك ذوبان مستمر في كل ما هوا دنيوي و ينتهي المطاف بفقدان التوازنات و إلقاء الإنسانية نفسها بنفسها في المأسي ، الفوضى و غيرها لأن السبب بسيط و هو أن العقل بدون رابط روحي محدد وملتزم لن يعرف حدا لما هو نافع وما هو ضار و ستتطور قوانينه حين أحس بالحاجة و رغب فيها حتى و إن كانت ستأدي إلى هلاكه فهوا لا يقبل ببقاء الحال و لا يعترف بوجود حدود.
الإختلاف في المراجع و الأبعاد بين الأفراد و الشعوب هو قانون طبيعي يدعم التطور و قد تختلف المراجع فَمِنْهَا ما يُطَور الأخلاق و فلسفتُها و يطور الفكر و العلوم رغم أنّ الأخلاق تبقى أخلاق لا يشملها تطور و هناك مراجع يكفيها تطوير الفكر و العلوم لأن مسألة الأخلاق عندها محسومة بِدقّة و تحديد و ما نراه جلي اليوم هو أن العالم يسير نحوى تطبيق "النظرية التطورية ذات الاتجاه الواحد" و هي : أن التغير يتخذ مسار واحد تجاه النمط الغربي بحيث تغدوا كل المجتمعات في نهاية مسيرة النمو والتطور مشابهة أو مطابقة لمنظومة المنهج الغربي
"فحين أنه يجب العمل "بالنظرية التطورية ذات الاتجاهات المختلفة" لضمان الإختلاف الخلق و الإبداع.
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟