محمد بابكر عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 14:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إلي روح ,,سامي عبد الله الأخ والصديق والمعلم,,مع محبتي ووجدي عليه,,
كان فينا سامي أمة مخلصا ولم يك من المرائين,كان واهب فطن أغر يعمل عقله كالمدية
كما قال الطيب صالح,,مبتدأ شغفي بالفكر والثقافة كانت كتبه وتراجمه القيمة أقترفت فيها
من علوم بن عربي وبن خلدون ومحمد عابد الجابري فعليك الرحمة ياصاحب,,
توطئة,,
(ياعيسي عظ نفسك فإن أتعظت فعظ الناس وإلا فإستحي مني )1
حديث قدسي
يموت الفتي بالجهل من قبل موته ويحيا بروح العلم من بعد ميتة
فما مات حي العلم يوما ولم يكن يحيا ممات الجهل من بعد ميتة
(أبو حامد)
كنا قد أثرنا أمر (القرضاوي) في أيام قضت في أسافير عدة أبنا فيها تهافت الرجل ومخاتلته,,
فجلب علينا هذا الأمر شذاذ الأفاق ,وتكالب علينا (سلفيو الكيبورد) منهم الشاتم ومنهم الاعن,,
وأن كنا قد أمسكنا في حينها من أن نلغ مع الوالغين,,فما سكتنا تقية أو تهيبا لمجابهة الأرزاء
بل قصدنا أن نفوت لهم محاولتهم البائسة لصرفنا عن تعرية شيخهم,, ولأن من أنبروا للدفاع عنه
أتخذوا التعهير والسخف منهجا لهم ,,ومنهم من أستنكر علينا الأمر وكأن بالأسلام قد تمثل في شخص
القرضاوي فأمسي من العصي لهم أن يفرقوا بين نقد الشخوص ونقد المعتقد ,,وتجاهلو ما اوردنا من وقائع وحقائق ولايلاجج في الحقائق والوقائع إلا الحمقي فالوقائع تطلب من بطون الكتب والمصادر ,,
وكان حتما علينا مقضيا أن تكون لنا كرة في الشيخ ودراويشه فنرتع فيهم إلي أن يقضي ربك أمرا كان مفعولا!!
والحق أقول أن للرجل هذه الايام مواقف جيدة مثل دعمه للثورات في المنطقة وتأييده لها سكتب له التاريخ هذا كما سيكتب له مواقفه الملتبسة فالتاريخ لا يكتب حسب أهواء الدراويش ونحن في مسعانا هذا لايدفعنا التهاوش لكي نبخش الرجل بل القصد هو أن نقيم فيه ميزان العقل والحجة,,
(يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل؟؟)
أليكم,,,
وشيخنا ممن أدمنا رؤيته في قناة الجزيرة يفتي هنا وهناك ,,ويتسنم أعلي مراقي المؤسسات الدينية في العالم الأسلامي (الأتحاد العالمي لعلماء المسلمين),,في برنامج الشريعة والحياة2 ,تحدث الشيخ عن علماء السلطان والملبوسين وقال فيهم مالم يقله مالك في الخمر!!!3
وبلا شك نحن في زمن بات فيه الأسلام غريبا كما قال المعصوم عليه صلوات ربي وسلامه,ضعفت فيه الأخلاق وبارت فيه الذمم ,وتكالب فيه المتفيقهين علي الثريد الأعفر في موائد الحكام ولاتورد موائد الحكام ألا الهلاك,,
وهنا حق لنا أن نقف لنستبين مدي أتساق هذا الحديث مع سلوك السيد القرضاوي ,,الذي عيأ نشابه بالنقد وصوب نحو الأنظمة العربية جمعاء وفقهاؤها,,وشيخنا وهو يصوب سهام نقده الكاوي تجاهل متعمدا أكثر الأنظمة العربية فسادا إلا وهي الأنظمة الملكية في الخليج العربي ,, ومن نافلة القول أنها من أكثر الأنظمة فسادا في العالم أستأثر عصبة فيها علي كل شيئ (الحكم والمال ) ,, ومنذ أن ولي معاوية أبنه الفاسق (يزيد) أجمع المسلمين علي عدم شرعية الحكم الملكي لأنه يتنافي مع قوله تعالي (وشاورهم في الأمر) وقوله ( وأمرهم شوري بينهم),,ويفيد هنا أن ننبه أننا هبطنا من مراقي فمهنا المتقدم لديموقراطية الأسلام لنحاكم الرجل بما يقول به فكره السلفي فلا يصح أن نمعير الناس بفكرنا,,,مانتحدث عنه هو أن ديموقراطية الأسلام تكمن في حق ممارسة الخطأ ,,وهو قوله (ص) ,,(إن لم تخطئو وتستغفروا فسيأت الله بقوم يخطئون ويستغفر لهم) وقوله تعالي (فذكرإنما أنت مذكر* لست عليهم بمسيطر),,4
وأبانتا رأي عامة المسلمين في أمر الحكم مردها أنها قناعته ويجب أن تتم المحاكمة حسب ماتعتنقه من فكر ,,ومن هذا نستبين التناقض وهو أن القرضاوي يبشر فينا بشوري الأسلام وفي نفس الوقت يسكت عن فساد النظم الملكية بل ويدعمها بشكل صريح,,
ومن البديهي أن يبدأ المصلح نقده بالأكثر سوءا ثم الأقل !!وصاحبنا نفذ بنقده إلي نظم حكم أذا وضعت في مقارنة مع النظم الملكية تكون نظم متقدمة نسبيا ,,لأنه علي الأقل لايورث الحكم فيها وهو علي درجة أرفع في تداول السلطة ,
أم تراه نكث عن أمر الشوري التي أصم بها أذاننا أذن فكيف ينتقد مبارك وبن علي ,,ويتناسي آل سعود وآل محمود وآل نهيان وكل الآلات ؟؟
أن هذا لشيئ عجاب!!!!
أن يتجاهل رجل كالقرضاوي يقدم نفسه كداعية عالمي ومصلحكل ماورد في القرأن من أمر الشوري والوفاق بل من امر الديموقراطية الصريحة ويضرب به عرض الحائط ويدعم انقلاب عسكري قام به ثلة من العسكر في السودان فقط لأنهم أدعو أنهم أسلاميين ,,والأدهي هو سكوته عن فعال هذه العصبة لأكثر من عشرين عاما أذاقو فيها السودانيين الأمرين قتل في جنوب السودان وأبادة وأغتصاب في دارفور وجميع ضروب التعدي علي حرمة العرض والنفس !!,,(من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا),,
تفقهوا قبل أن تسودو,,,
رحم الله سيدي الفاروق ,فقد كان لايطمع القوي في جوره ولا ييأس الضعيف من عدله,أعمل فكره في أمر الدين غير هياب ولا مخاتل وفي مقولته هذي لا أظن أنه قصد بتفقهو الفقه المصطلح عليه لأن من وجه أليهم حديثه هم أمرائه وهم من خيرة أصحاب رسول الله الله أغترفوا من فيض حكمته وعلمه,لكني أحسبه قصد التفقه في أمور المعاش والعباد ونقول مقولة الفاروق لصاحبنا القرضاوي بعد أن باغتنا بفتواه الغريبة ونحن أنذاك مقبلون علي أستفتاء جنوب السودان ,التي حرم فيها علي المسلم الجنوبي التصويت للأنفصال!!
والأستفتاء هو وسيلة ديموقراطية لضمان تحقيق الدولة الرضائية ,وهو تطبيق لمبدأ ممارسة الحرية السياسية التي تشكل مفصل أساسي من منظومة الحريات التي جاء الأسلام في الأساس لأعلاء شأنها,,ولماذا لم ينفذ الشيخ لأصل الداء وهو أن سبب الأنفصال هو الغلواء التي أججها الأسلاميين الذين أيدهم هو منذ بداية أنقلابهم وفي جميع فصوله ,,هولاء هم من ّزهدوا الجنوبيين في الوحدة بعد أن قّتلوهم وهمّشوهم وأمتهنو كرامتهم , فيا هذا مالك كيف تحكم عظ نفسك أولا وإلا فأستحي من ربك,,,
المصادر:
1- حديث قدسي رواه أبو هريرة_ أحياء علوم الدين أبو حامد الغزالي
2-برنامج تلفزيوني تقدمه قناة الجزيرة الأخبارية
3-نفس البرنامج حلقة تحدث فيها الشيخ عن (علماء السلطان)
4-الأستاذ محمود محمد طه (الرسالة الثانية من الأسلام)
#محمد_بابكر_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟