الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح 3

سمير بشير محمود النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 01:18
المحور: الادب والفن
    

الجميع يشعر بالارتياح لمجرد مغادرة العقيد سعيد للمعسكر حتى العسكريين من خارج شعبته فقد ولد لهم شعورا يتسم بالكره من خلال تعامله الجاف مع الجميع... ... واخذو فكرة عنه بانه لا يحب عمل الخير لاحد قط ....فعند مصادفة حضوره في غرفة امر الوحدة وتحدث امامه مساعي صلح لمنتسبين متخاصمين فلا يكون محضره محضر خير ابدا ...بل يعكر جو المصالحة ويكون السبب في زيادة الخصومة ...
الليالي التي تخلو من وجود العقيد تمر بهدوء وسلام ولا تحدث بها مشاكل ولا يجري بها تعداد ليلي وحتى شلته التعيسة من المنافقين ينزلون معه لانهم يشعرون بمدى الاحتقار والبغض الذي يكنه لهم زملائهم .... لذا يساعد بعضهم البعض الاخر بهكذا ليالي ويغطون نزول العسكرين المحتاجين للمساعدة لحاجة طارئة او بيوتهم قريبة من المعسكر بعد اخذ ارقام تلفو ناتهم للاتصال بهم عند حدوث احراج او ظرف طاريء يستدعي حضورهم بسرعة لتغطية نزولهم ...والواقع ان المنافقين كانو كثيرين لان الحالة النفسية التي يشعر بها العراقي وصعوبة النزول تخلق حالة من المنافسة والانانية التى تولدها ارهاصات الحروب فكثير من العادات السيئة اوجدتها الحرب العراقية الايرانية ومأسيها .
أما الليالي التي يكون فيها متواجدا في المعسكر فيزيد من كابة ليل المعسكر المعسكر لانه يقضي وقته بازعاج الاخرين ويتسلى بعذابات غيره فيبدأ بارسال جواسيسه (شلته التعبانة من المنافقين ) الى غرف وقاعات منام شعبة السيطرة التي هو مديرها ليبلغوه عن الاشخاص غير المتواجدين في اسرتهم ليتم التعداد الليلي ومن ثم درج الغير متواجدين والنازلين بغير وجبة نزولهم حتى من الشعب الاخرى اذا لم يحسن جماعتهم التغطية عليهم ...غياب .. متجنبا العاملين في التوجيه السياسي وأمن الوحدة والاستخبارات ....فيتجاهل اسمائهم حتى اذا درجهم (ر.ع.الوحدة)
والعقيد سعيد لايعير اهتمام لحالة الطقس بارد او ممطر او حار او مغبر ويشعر بسعادة طاغية عندما يخبروه بوجود غياب ..فيسرع بالتبليغ لاجراء التعداد المسائي ...حتى انه يتصل تلفونيا بامر الوحدة لكسب رضاه مع ان الامر لا يستوجب هذا الاهتمام ..
وكثيرا ما تكون المعلومات خأطئة من قبل منتسبي شعبته متقصدين الايقاع به لاحراجه ....ويتسرع العقيد بتبليغ رع الوحدة لاجراء التعداد المسائي ... ويتم اجراء التعداد المسائي وتكون نتيجة التعداد بحضور الجميع متكاملين وخلو التعداد من الغياب ويصاب العقيد بالوجوم والحزن لانه تسرع واخبر امر الوحدة تلفونيا ... ولا يقتنع بأجابة (لايوجد غياب) ويرسل م.اول حميد لاجراء التعداد مرة اخرى ..... ويجري التعداد مرة اخرى ....!!
ولا يتمالك ضبط اعصابه المنهارة فيخرج بنفسه ليشرف على التعداد ويعجب العسكرين وخاصة القدماء منهم من هذه الملحة الغير مجدية والتصرف الغير لائق بعقيد يهتم هذا الاهتمام بغياب شخص ما والبلاد في حالة حرب دامية تفقد كل يوم العشرات من شبابها الغر اضافة لمعدات واليات عديدة ؟؟
م. اول حميد و ر.ع.الوحدة يؤكدان للعقيد انهم اجرو التعدادمرة اخرى ولا يوجد غياب ... . والكل حاضرين ..ويستلم العقيد ورقة التعداد بحنق وزعل ويعود ادراجه مسود الوجه .....و ينظر الى ساعته متاففا لانه سيغادر المعسكر متلصصا بدون علم (السيد امر الوحدة).. عند منتصف الليل .
كنت اتسأل مع نفسي ترى لماذا هذا العقيد يحمل هذه الصفات
السيئة ولماذا يسعد في اذية الاخرين هل هو مرض نفسي واتسأل ايضا لماذ يسيء لمدينة الموصل لانه يكنى مع كل الاسف (المصلاوي) نسبة الى مدينة الموصل العربية العريقة ذات الحضارة التليدة فقد اساء بتصرفاته لهذه المدينة الباسلة
ووحدتنا العسكرية فيها ضباط ونواب ضباط وجنود من مدينة الموصل رمز للاخلاق الطيبة والتصرفات الموزونة
.... فاهل الموصل مشهورون بالشجاعة والطيبة والحكمة .
والخلل ليس في مدينة الموصل او اهلها وانما في اصل وتربية وبيئة هذا الشخص .... فالبيئة والتربية والعرق لها تأثير كبير على تصرفات أي انسان ويبدو ان طبيعة وتربية وبيئة هذا العقيد
السبب في قسوته وتلذذه في أذية الاخرين ولتراكمات وامراض نفسية منذ الصغر ... و لضعف شخصيته انحدر باخلاقه لتملق من هم اجدر واحسن منه ..... ولاقناع امراءه بانه حريص ومتابع .... ولو على حساب الاخرين ؟؟!!

تمر الايام بالعسكرية ثقيلة وحزينة ويزيد تعكير صفوها العقيد سعيد المصلاوي وامثاله
في ايام شهر رمضان الفضيل كان يحلو لنا ان نفطر مع اطفالنا واهلنا ...ولكن الحرب المستعر اوارها والهجومات المتلاحقة وصرف طلبات الوحدات العسكرية من المواد التي تحتاجها في الجبهة مستمرة حتى الساعات المتأخرة من الليل ......حرمتنا من التواجد على موائد الافطار اللذيذة والشهية وأبعدتنا عن قضاء طقوس وعبادات شهر الصيام بين اهلنا واطفالنا بل تمر الاعياد ونحن بعيدين عن بيوتنا وأطفالنا واحبابنا ....
بعد ان شارك حاتم زملاءه أفطارهم على مائدة رمضانية بسيطةفي شعبته غادر بدون ان يخبراحد عن مكان وجوده وزملاءه متاكدين من ذهابه الى اصدقائه في شعبة الصرفيات !!!
ويبدو ان معلومة (نفاقية) سريعة وصلت لهذا العقيد تخبره بعدم وجود حاتم بالمعسكر وسرعان ما يبلغ الجميع بالحضور للتعداد المسائي برغم برودة الجو وتعب الصيام وتجمع الجميع رغم انوفهم وعلامات الغضب والنعاس والارهاق والفزع بادية على محياهم وقد لف بعضهم جسمه بالبطانية العسكرية اتقاء البرد وهو يرتجف .
هذا التعداد الليلي او المسائي يذكرني بايام زمان عندما كنا طلاب بالكلية العسكرية .......(حيث كنا نسميه الازعاج الليلي)
ــــ
الى اللقاء مع ج-4

#سمير_بشير_محمود_النعيمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات