أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حواش - ماذا ما بعد الثورة !!















المزيد.....

ماذا ما بعد الثورة !!


مصطفى حواش

الحوار المتمدن-العدد: 3293 - 2011 / 3 / 2 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية أعترف أنني تأخرت في كتابة ذلك المقال..وهذا التأخير مع سبق الإصرار والترصد..ويعود السبب في ذلك الى حاجة في نفسي قضيتها.
ماذا ما بعد الثورة ؟
مكثت في الفترة الماضية أقرأ وأتابع ما يحدث بشكل دقيق "حرفي"..ظللت أدوّن هذه وأسجل هذه مما أقرؤه وأشاهده في كل يوم
واعتمدت في مسألة التدوين والتسجيل على خلايا الذاكرة حتى لا يصيبها الركود بفعل الأجازة طويلة الأجل
وأدركت "حينها"..أن كل ما سأكتبه وقتها لن يضيف شيئا أو يطرحه...فما كُتب وما قيل روى ظمأ العطاشا
وتنوعت الكتابات ..ما بين المدح والثناء...حتى وصلت الى عنفوان الشكر وذروة التقدير....وأدركت أن وجودي يعد بمثابة الإنسان الكئيب الذي ينغص على الناس أفراحهم وأحلامهم....فالتزمت الصمت..لربما حمل بلاغة أدبية تفوق ما كنت سأكتبه وأقوله حينها !!

لكن العطاشا ظمؤهم لا ينتهي...وأخاف كل الخوف..أن تتحول آبار المدح الى آبار معطلة....
والحل أراه بسيطا ..على العطاشا ألا يعتادوا على الشرب من الماء كثيراً...فكثرة الري تفسد الزرع أحيانا !!! ...وهذا ما بدأ يجلو لي

أنا واحدٌ من الناس..الذين تحفظت على ثورة 25 يناير...تحفظت على أسلوبها وليس ماهيتها....على تخطيطها وليس مبدؤها...فمبدأ التغيير بالثورة راسخ وثابت بين أروقة عقلي ويمتد مع امتداد حبلي الشوكي في ظهري ولا غبار على ذلك...ولكن الاختلاف كان في التنفيذ...حتى نتجنب مرحلة ..ماذا ما بعد الثورة؟؟
وهذا التحفظ...مازلت أحتفظ به في جيبي ولم ألق به حتى الأن....لكنه لا يتعارض معي...إذا ما فتشت في قاموس لغتنا..باحثنا عن وصف بطولي وفعل مبهرٌ أصف به هذه الثورة.....لأن ما حدث "حتى وإن اختلفنا"....أمرٌ لا يصدقه عقل...ولا يستوعبه متخيل....فالأمر أشبه بحديقة حيوان تم تحويلها في اسبوع الى صالة للألعاب الرياضية...دون تخطيط مسبق .....فتحويل "ميدان التحرير" الى ساحة حرب واعتصام بهذا الابداع والإتقان الشديد دون تخطيط...يبدولي فيه توفيق إلهي عجيب....يُشكر فيه الله عز وجل أولاً .
لكنني خرجت عن صمتي اليوم...لا لأن أنافق أو أمدح أو أذم...أو أحبّط...لا لا....إنما ما دفعني للكتابة اليوم..هو رؤيتي لعجلة القيادة تنجرف...وركابها يتعاركون ويتشاكسون ويتغامزون فيما بينهم حول الاكسسوارات التي تُزّين "تبلو" السيارة !!
عندما تحدثت يوما عن الشباب..قلت أن من أعظم مشاكلنا هي عدم قدرتنا على تحديد أولوياتنا...وهذه ليست معضلة صغرى...بل هي مشكلة كبيرة تُكتب بين قوسيها نجاح وفشل....فمسألة النجاح أو الفشل يحددها..ترتيبنا لأولوايتنا.. واهتمامنا بالأهم فالمهم فالأقل قيمة..هو من يتوج عملنا بناجح أو فاشل
ولكي لا يشعر أحدٌ أنني خرجت عن صلب الموضوع....فإني أقول بأنني أشعر أن هناك "فئة " ما..قامت بالثورة لا من أجل العدالة الاجتماعية...ولا من أجل الحرية والكرامة...وإنما من أجل تنظيف شوارعنا وتلوين أرصفتها المتآكلة.
لاحظ أنني قلت "أشعر"...فهذا الشعور تملكني عندما رأيت الضجة الكبرى والحملة العظمى الجاحظة بذلك...وكأن جلّ مشاكلنا وأعظم قضايانا....هي تنظيف الشوارع !!!
حتى عددا من بعض إخواني الذين مكثوا في التحرير وعادوا ليرووا ويحكوا لنا عن قصصهم في تلك الملحمة..كانت كلماتهم تتشارك في كلمات معدودات...وهي "إحنا بنضف ميدان التحرير"..

أكاد أجزم أن هناك من يفهم الأن كلامي على أنني ضد التنظيف وتلوين الأرصفة...ولكي لا يحدث ذلك فاقولها بشكل مباشر دون لبس أو خلط...أنا لست ضد التنظيف على العكس تماما..أنا أرحب به ...بل وأصفق له
فتنظيف الشوارع وتلوين الأرصفة...شيء حضاري إيماني أخلاقي إيجابي......لكنه أخذ أكبر من قدره...ووضع في خانة أكبر من محيطها !! خصوصا في هذا الوقت.....وذلك لسببين

الأول : أن الشباب المصري شباب إيجابي ومتحمس لفكرة التعمير والبناء والرقي....فيبحث جاهداً عن أي شيء يستطيع من خلاله أن يقدمه لمصر...حتى يظهر في الصورة ...
السبب الثاني : أن هذا الحماس المسيل في مجرى بلادنا....لا يتم توجييهه بشكل جيد..مما أدى الى تشويش الرؤية في تحديد أولوياتنا

أيها السادة...إن مصر في هذا الوقت تحديدا...لهي بأمس الحاجة..الى تنظيف قلوب أبنائها من الغل والتخوين..أكثر من تنظيف شوارعها....
إن مصر بحاجة...الى تلوين علمها...في الصدور لا في السطوح...
أليس من الأجدر أن تُصب حملات المثقفين والمفكرين وأصحاب العقول الراجحة....في توحيد الناس...وترميم شقوق صفوفها...أكثر من تلوين أرصفة أو تنظيف شوارع....
إن هذه الأوقات التي نمر بها الأن..هي من ستحدد نجاح الثورة من فشلها...واقولها ثانيا إن الاطاحة بالرئيس لا يعني نجاح الثورة...فالاطاحة بالملك فاروق لم يخلف وراءه حرية وديموقراطية...بل خلف وراءه "احنا بتوع الاوتوبيس".!!

الحرية التي حلمنا بها جميعاً..والعدالة الاجتماعية التي نتمناها جميعاً قد تتبدد في غمضة عين ان لم ننتبه..

لن تتحقق الديموقراطية بتنظيف الشوارع..وقلوبنا مازالت متسخة بالغل على بعضنا وكره طوائفنا
لن تتحقق العدالة الاجتماعية بتلوين علم مصر على الأرصفة..وصدور الكثير منا متلونة بالمصالح الحزبية والشخصية....
هناك من يلون علم مصر على الارصفة وهو في الوقت ذاته يلون أفكاره ليركب موجة الثورة والتغيير...وكثير ماهم !!

وللمرة الثانية..أنا لست ضد التنظيف ولا تلوين الأرصفة...لكنني ضد أن نضعه في خانة رقم 1...ونسلط عليه الأضواء...تاركين الأهم عائما فوق البركة خلف ظلال الأشجار !!
أنا لستُ خبيراً سياسيا ولا عسكرياً...ولستُ أكاديميا في إحدى كليات العلوم السياسية...لأتحدث باتقان عن الدور الأهم في المرحلة المقبلة...
لكنني سأتحدث كمواطن وشاب مصري...لا يستطيع أحد أن يزايد على حبي لمصر أبداً...
إنني أعتقد (والاعتقاد هنا ليس المقصود منه الايمان وإنما الظن بالشيء..وهو ما قد يكون صائبا أو خاطئا)..أعتقدُ أننا علينا في هذه المرحلة أن نلقي بالخلافات الطائفية والحزبية والفكرية جانبا...وأن نتعلم ثقافة الاختلاف والحوار....

إن هذا الوقت لهو الأجدر بأن نتعلم ثقافة الحوار...وإن لم نتعلمه اليوم فمتى سنتعلمه....
إن تدريب النفس على تقبل الراي الاخر وان كان مخالفا دون سب أو قذف أهم من تنظيف شارع أو تلوين رصيف....
إن تعلم مفهوم الديموقراطية اليوم وحملات التوعية لها أفضل من حملات توعية النظافة..
إن لم نتعلم الديموقراطية اليوم فمتى سنتعلمها إذاً !!...فالديموقراطية لا تعني بالضرورة أن تلبى غرض شخص منا...وإنما ان تلبى مصالح الأغلبية حتى وان اختلفت مع مصالحي الشخصية !!
لأنني أخشى من صراعِ بين مسلمين ومسيحيين....بين ليبراليين وسلفيين...بين بهائيين وإخوانيين....صراع يُشهد له بالكفاءة في تدمير مئذنة الديموقراطية....التي نحلم يوما ما..بالآذان عبرها .
فالرئيس المنتخب من قبل الشعب...قد يرضي طرفا ويختلف عليه طرف آخر...وإذا ما قام الطرف الآخر بالاعتصام ساخطا على هذا الرئيس الذي لم يعجبهم...فإننا سندخل في دائرة كهربائية...لن تنتهي الا بهلاك بطاريتها !!

لو أن كل قرار لم يعجب طائفة أو فئة فقام واعتصم...لتحولت البلد الى فوضى..لن ينظمها الا ديكتاتوراً جديدا
إذا أردتم ألا يعود مبارك جديد....فعليكم أن تتقبلوا راي الأغلبية....حتى وان كان مخالفا لرغباتكم....فهذه هي الديموقراطية التي ثار الشعب من أجلها..
ومن ضمن ما سجلته فيما يحدث الأن...ولمسته بقوة...فكرة التغيير الشخصي...التي يندد بها الناس....فمقولة "من هنا ورايح دي بلدك انت..مترميش ورقة ومتكسرش إشارة ....الخ "...انتشرت بشكل شريع للغاية.... وهذا ان دل على شيء..يدل على رغبة الشباب المصري للتغيير...وعشقه "ان جاز لي التعبير ذلك"..في الاصلاح والاجابية...

لكن الحماس الزائد يعصب العقل عن ممارسة حقوقه...فلن أقول مثل ما قال البعض : أن نظام الرئيس لم يكن ليجبرنا على رمي الورق في الشارع أو كسر الإشارة"...
لن استفيض في ذلك...وان كنت متفقا مع هذا الرأي ..لكنني اقول : أن التغيير الكلي بهذا الشكل لا يحدث في يوم وليلة...ولا يمكن أن نستيقظ من نومنا...فنجد الشعب قد امتلأ صدره حب وإخاء وإيجابية بهذه السرعة...فنحن لسنا "المهدي المنتظر" ليصلحنا الله في ليلة...
إن التغيير بحاجة الى وقت...وحتى نرى مصرنا كما نتمناها...أعتقد أن المسألة ستأخذ ما بين الخمس الى سبع سنوات ان لم أكن بذلك متفائلا جداً
فالتغيير كليا اذا ما حدث في يوم واحد...ثق أنه سيغادر وكليا وبعد يوم واحد أيضاً
هذا لا يعني أنني ضد الدعوة للايجابية ....لكنني اريد أن نتواصى فيما بيننا بما هو أجدر وأحق بالمناداة به في هذا الوقت....
خطوة خطوة..وواحدة واحدة....وستتحول مصر الى ما نريدها بإذن الله...فلا تستعجلوا

كلمة أخيرة : سعيد ومتفائل
سعيد : لأنني من جيل الثورة...
متفائل : لأن شباب مصر مليء بالحماس والرغبة في البناء وتعويض ما فات..لكن ما ينقصنا هو الخبرة التي أتمنى من مثقفينا ومفكرينا وأساتذتنا أن يلهمونا إياها....فالحماس إن لم يوجه صار مثل الرصاصة الطائشة...يمكن لها أن تحرر أرضاً..ويمكن لها أيضا أن تقتل طفلاً !!!



#مصطفى_حواش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حواش - ماذا ما بعد الثورة !!