|
فلسطينياً/ المطلوب استخلاص الدروس والعبر ...
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 3290 - 2011 / 2 / 27 - 14:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فلسطينياً المطلوب استخلاص الدروس والعبر بقلم:- راسم عبيدات ....... الثورات والانتفاضات الشعبية التي تجتاح العالم العربي،لم تأتي فقط نتيجة لأسباب اقتصادية واجتماعية وغياب الديمقراطية والحريات والتجديد وسياسة التوريث والتأبد في الحكم،بل كان امتهان الكرامة واحد من الأسباب القوية لتلك الانتفاضات،وهذا السبب هو الذي دفع بالشهيد بوعزيزي إلى إحراق نفسه،وليشكل المفجر لكل الثورات الشعبية العربية على طول وعرض جغرافيا الوطن العربي من محيطه لخليجه،وهذه الثورات والانتفاضات،رياح تغيرها ومراجلها لن تكون الساحة الفلسطينية بمنأى عنها،وخصوصاً بأن الأسباب الموجبة للثورات العربية عندنا يضاف لها الانقسام والاحتلال،وإذا كانت الثورات الشبابية التي تخرج وتطالب على المستوى الوطني بإنهاء الاحتلال،فإنها على صعيد الوضع الداخلي تطالب بإنهاء ليس الانقسام فحسب،بل وتدعو إلى إسقاط أوسلو الذي ولد الانقسام وجلب الخراب والويلات للشعب الفلسطيني،فهو لم يكتفي بتقسيم الأرض الفلسطينية إلى معازل،بل وقسم الشعب وفككه سياسياً ومجتمعياً،وأيضاً فهي تدعو للتغيير والتجديد،فلا يجوز ولا يحق للكثير من القيادات الفلسطينية المتكلسة والمتحجرة والمتربعة على كراسيها والتي بعض منها منذ انطلاقة تنظيماتها إن لم يكن منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية،مستمرة في اغتصاب تلك المواقع والمراكز تحت يافطة الشرعية الثورية،فمن غير المعقول ان الشعب الفلسطيني الذي قدم وما زال يقدم الكثير من التضحيات،أصبح عاقراً وغير قادر على إنجاب مثل هؤلاء الجهابذة؟!،والذين بدلاً في كل انطلاقة من ان تقف أحزابهم وتنظيماتهم لتمجدهم وتعظمهم وتأله دورهم،وهم لم يحققوا لا لشعبهم ولا لأحزابهم و لا تنظيماتهم أية انجازات جدية وحقيقية،عليها محاسبتهم ومساءلتهم والطلب منهم التنحي ومغادرة مواقعهم لقيادات شبابية قادرة على الاستجابة للتطورات والمتغيرات الثورية،ولا نجافي الحقيقة إذا ما قلنا أن الكثير من القيادات الفلسطينية كانت سبباً مباشراً فيما حل بشعبنا وثورتنا وأحزابنا من تراجعات وهزائم وانهيارات وانكسارات وبهتان الدور والحضور والفعل،وما زالت تتعامل مع الحزب والتنظيم والثورة وكأنها ملكية وإقطاعية خاصة وبلغة الوصي والأب الروحي،إما أنا او من بعدي فليأتي الطوفان،فهناك منهم أمناء عامون او أعضاء لجان مركزية أو مكاتب سياسية منذ ما يزيد عن ثلاثين عاماً،وليس هذا فحسب بل كثير من قيادات الأحزاب والفصائل وحتى الممسكين بقيادة السلطة من يصورن لنا كل الهزائم والانكسارات التي حلت بنا كشعب فلسطيني على أنها انتصارات،وانه لولا عبقرياتهم وحنكتهم ووجودهم لحلت بشعبنا الكوارث وزال عن الخارطة والوجود،والنقد عندها من المحرمات،بل ويهدف الى خدمة أجندات خارجية او هو مؤامرة على شرعية القيادة. وأيضاً عندما يتحدث الرئيس أو الأمين العام على أنه لا أحد فوق المساءلة أو القانون،ونشكل محكمة لمكافحة الفساد والكسب غير المشروع،وتتكدس عندها الكثير من الملفات للكثير من الشخصيات والتي جزء كبير منها نافذ سياسياً ومجتمعياً وامنياً،وتجري معالجة الملفات ببطء شديد جداً،بما يؤشر الى أن مستوى الإنجاز هنا سيكون متدني جداً ويحتاج إلى عدة عقود،بل وأبعد منذ لم تجري إدانة حقيقية وجدية لتلك الشخصيات والتي أصبحت الكثير من أسماؤها معروفة لشعبنا الفلسطيني،فهذا يضع الكثير من علامات الاستفهام عن الجدوى من وجود مثل هذه المحكمة،والقيادة ملزمة بكشف كل الحقائق للشعب في هذا الجانب،فلا يجوز ولا يحق أن تستمر تلك الشخصيات المغرقة في النهب والفساد وإهدار المال العام،تصرح وتمرح ويتعامل معها شعبنا الفلسطيني على أنها رموز وطنية ومجتمعية ومؤسساتية،وتواصل دورها في تخريب المجتمع ونشر الفساد ومأسسته،وهذا الفساد بكل أشكاله وأنواعه من سياسي ومالي وإداري ووظيفي وغيره ليس مقصوراً على السلطة ومؤسساتها وهيكلها ( رام الله وغزة )،بل هناك فساد مستشري في الكثير من المؤسسات غير الحكومية،والتي تتلقى المال السياسي وذو الأهداف والأجندات المشبوهة،ويجري التعامل مع قياداتها أو مسؤوليها على أنهم قادة مجتمعين وبناة تنمية وتطوير وتغير في المجتمع الفلسطيني،وكذلك السلطة والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني،يجب عليها أن تتوقف أمام قضية أخرى لإهدار ونهب المال العام،حيث أن هناك الكثير ممن هم مسجلين كموظفين أو متفرغين على هذه الدائرة او الوزارة او الجهاز،لا يقومون بأي دور وظيفي لقاء ذلك،ويعملون في وظائف أخرى،مما يعني أن هناك مال عام يهدر ملك لشعب وليس لهذا الفصيل أو ذاك،وهذا باختصار عدم عدالة في توزيع الثروات،وأيضاَ يسهم في رفع نسبة البطالة والإفقار في المجتمع الفلسطيني. ورغم كل رياح التغير الثوري العربي،ما زلنا متمترسين حول المواقف والرؤى السابقة من قضايا الانقسام والمفاوضات والوحدة والحوار الوطني،والتي على ضوئها بات من الملح والهام فلسطينياً،مغادرة نهج وخيار المفاوضات الماراثونية والعبثية التي ثبت عقمها وفشلها،وصوغ وحدة وطنية فلسطينية عمادها وجوهرها إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس جديدة من خلال انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني في الوطن والخارج حيثما أمكن،تشارك فيها كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني،ونرى ان أي دعوة إلى انتخابات رئاسية وتشريعية في ظل حالة الانقسام الفلسطينية القائمة،من شأنها دفع الأمور نحو المزيد من الشرذمة وتكريس وشرعنة الانقسام والانفصال بين جناحي الوطن. نحن اذاً بحاجة إلى قيادة فلسطينية تستوعب كل التطورات والتغيرات تستجيب لحالة التغير الثوري،وقادرة على توظيف كل ما يحدث عربياً لصالح القضية والشعب الفلسطيني،فالموقف الفلسطيني بالضرورة أن يتوحد خلف إستراتيجية موحدة- إستراتيجية الصمود والمقاومة- لا أن نبقى في إطار التهليل والتطبيل للثورات العربية،فهذه الثورات ستشكل رافعة لنضالنا وستقوي وتعزز من وحدتنا وثباتنا على مواقفنا ومطالبنا،وعلينا لا نبقى في إطار الخوف والتردد،علينا أن نغادر لغة وموقف،ان ما يجري عربياً هو شأن داخلي،فنحن حركة تحرر وطني،بالضرورة أن تكون مواقفنا منحازة الى صالح الجماهير العربية التي تنتفض وتثور من أجل حقوقها وحرياتها وكرامتها،تنتفض على من نهبت خيراتها وثرواتها من أنظمة طاغية وفاسدة وحولتها الى عبيد وتاجرت بكرامتها وسيادتها الوطنية،بل وأبعد من ذلك جعلت أرضها مستباحة ومغتصبة. نعم من المخجل حقاً وخارج قوانين الثورات ونواميسها،أن تقف حركة تحرر وطني موقفاً مخجلاً ومهيناً من الثورات العربية،فالثورة الفلسطينية كانت دائماً وأبداً رأس حربة ومثال لكل الثورات والثوار في العالم عربياً وإقليمياً ودولياً. نعم المطلوب فلسطينياً وعلى كل المستويات قوى وأحزاب وسلطة ومؤسسات مجتمع مدني،استخلاص الدروس والعبر من الثورات والانتفاضات الشعبية العربية،تلك الانتفاضات الشعبية التي تقول أنه لا مناص من التغير،لا مناص من إعطاء الشباب دورهم وفرصتهم.
القدس- فلسطين 27/2/2011 0524533879 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قمة عربية بدون أصحاب الفخامة والجلالة والسمو ...
-
خطاب الدم والجنون ......
-
التهلليل والتطبيل للثورات العربية وحده لا يكفي ...
-
فكرة مجنونة ولكنها معقولة ...؟؟؟؟
-
نجاح الانتفاضة المصرية وانتصارها تبشران بولادة شرق اوسط جديد
-
لا عودة الى الحياة الطبيعية الا بتحقيق المطالب ...
-
الادارة الأمريكية والتكتيكات السياسية الجديدة ....
-
أنظمة أوهن من بيت العنكبوت ..
-
أزفت ساعة رحيل الطغاة ...
-
إما لبنان برئاسة الحريري أو - غزة ثانية - برئاسة ميقاتي ..
-
بين تسريبات كشف المستور والاتهامات بتفجيرات كنيسة القديسين .
...
-
محاضرة للكاتب راسم عبيدات عن العصبوية والعنف في المجتمع الفل
...
-
كم هو منافق هذا الغرب الأوروبي ....؟؟؟؟
-
رغم نجاح الانتفاضة التونسية ما زال الخطر قائماً...
-
الساحة اللبنانية حبلى بالتطورات وسيناريوهات مفتوحة ...
-
هدم فندق شبرد ومقر المفتي ....هدم حي البستان ...هدم حي الشيخ
...
-
حراك نحو توحيد المرجعيات المقدسية ....
-
الإرهاب واحد من كنيسة البشارة الى كنيسة القديسين ..
-
اسرائيل وإستباحة الأمن القومي العربي ..
-
حصاد عام فلسطيني آخر ...
المزيد.....
-
تداول فيديو لـ-تمايل ناطحة سحاب- خلال زلزال تركيا.. ما حقيقت
...
-
ذكرى أول اعتداء عنصري في ألمانيا الشرقية.. شهود جزائريون يرو
...
-
ماذا قال رموز الصحافة عن استشهاد صحفيي الجزيرة في غزة؟
-
دعوات بإندونيسيا لحشد المواقف ضد إسرائيل
-
-أسطول الصمود- يبحر نحو غزة وغريتا ثونبرغ في المقدمة
-
القسام تعلن عن 3 عمليات ضد الاحتلال في غزة
-
مشهد الوداع الأخير.. صوت شهداء الجزيرة خفت لكن -التغطية مستم
...
-
المجتمع الأفريقي.. اغتيال أنس الشريف ورفاقه جريمة وتقويض للص
...
-
-عيون الحقيقة تُطفأ-.. اغتيال صحفيي الجزيرة يشعل الغضب بوسائ
...
-
خزنة ذهب ودولارات تثير جدلا واسعا بالعراق.. ما قصتها الحقيقي
...
المزيد.....
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|