أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ثائر الديواني - مشاهد من انتفاضة - الديوانية - البيضاء














المزيد.....

مشاهد من انتفاضة - الديوانية - البيضاء


ثائر الديواني

الحوار المتمدن-العدد: 3290 - 2011 / 2 / 27 - 06:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مشاهد من انتفاضة " الديوانية " البيضاء
ثائر الديواني
نعم كانت انتفاضة بيضاء ، ولكن من طرف واحد، ذلك ان جماهير الديوانية التي خرجت صبيحة الجمعة 25/2 تلبية لنداء الشرفاء المنظميّن للتظاهرة من أجل اصلاح النظام والمطالبة المشروعة بتوفير الخدمات وابعاد الفاسدين والمفسدين، كانت على درجة عالية من الانضباط والتحضر واثبتت في سلوكها الديمقراطي انها جماهير واعية ومثقفة وتتمتع بحس وطني يستحق الاعجاب والفخر ، على عكس ماروجت له ابواق الحكومة من اتهامات بالبعثية للقائمين عليها وافعال ارهابية ستقع في محاولة لمنع الجماهيرمن المشاركة فيها ، حيث اظهرت النتائج بطلان هذه الاتهامات وان الارهاب قد وقع من طرف الحكومة حين وجهت قواتها بمهاجمة المواطنين العزل بخراطيم المياه وبالهراوات واطلاق الرصاص الحي فوق رؤوسهم، وقبل هذا اشاعت الحكومة المحلية ارهابها في الشوارع منذ الصباح الباكر، ذلك اني حين خرجت مع صديقي صبيحة يوم التظاهرة متوجهين الى ساحة التجمع ، كانت شوارع المدينة اشبة ماتكون بالثكنة العسكرية ، فالعسكر مع مدرعاتهم عند مفترق الطرق ومنتشرين على طول الطريق المؤدي الى نقطة انطلاق التظاهرة ، همس لي صديقي معلقا على هذا المشهد بانه شبيه بصبيحة انقلاب 1963 ، وأول مافاجئنا عند ساحة التجمع رجل مقعد على كرسي متحرك يتصدر التظاهرة يبدو عليه منتشيا وهو يلوّح بعلم العراق عرفت انه المناضل اليساري ( جابر هادي ) الذي اهدى احدى ساقيه في معارك تحرير العراق في حركة انصار كردستان ، وقد تقدم التظاهرة ليؤكد ان معركة تحرير العراق من الفساد ومن قوى التخلف والظلام لم تنتهي وانه لازال صلبا ولايذعن للباطل رغم حجم التضحيات التي قدمها . في اثناء مسيري وسط الحشود الهائلة التي لم تشهدها الديوانية من قبل ، اقترب مني واحد من اصدقائي الذي اصيب قبل فترة بجلطة عطلت بعض من استقامة حركته في السير هامسا انه لم يعد يشعر بأي خلل في حركة ساقه ، اجبته بان هذه الخطوات التي نسيرها لاتقل قدسية من زيارة الاربعينية، انها خطوات من اجل طلب الاصلاح لعموم شعبنا ، كنت اسير واتفحص وجوه النخبة التي كانت وراء هذه الصبيحة المباركة فجلهم من المهندسين والاطباء وشيوخ العشائر والادباء والمثقفين ، لفت نظري واحد من كتابنا الكبار يحمل طرف لافتة كبيرة فسعدت لمشاركته وتواضعه ، كما اثارني مشهد اديب آخر كان مشغولا باعادة غرس شتلة اقتلعتها اقدام المتظاهرين ولم يبال بالطين الذي علا كفيه ، كانت الجموع تزداد عددا وثقة وانفعالا وهي تتجه الى بناية الحكومة المحلية ، وعند الجسر كان واحد من الصحفيين ـ العاملين في واحدة من الصحف المحلية ـالمختصة بتلميع واجهة الحكومة والمسؤولين يقف متفرجا على التظاهرة دون خجل فعرفت انه موعود بقطعة ارض من الحكومة ويخشى بمشاركته ان يفقدها سيما وان الكثير من عيون الحكومة كانت تتابع مسيرة التظاهرة ، وفي خضم الانفعال والسخط على رموز الحكومة المحلية كان هناك اثنان من الشباب منشغلين بجمع مايسقط من المتظاهرين من علب ماء ومناديل وغيرها في كيس كبير تعبيرا عن نظافة التظاهرة والمتظاهرين ، وحين وصلنا الى ساحة برج الساعة امام بناية المحافظة تعالت اصوات المتظاهرين مطالبة بخروج احد المسؤولين لتسليمه طلباتهم ولكن مضت ساعات ولم يظهر احد ، لم يحترموا هذه الجموع أو هناك خشية من مواجهتهم ، عندها حولّ المتظاهرون تظاهرتهم الى اعتصام فقاموا بنصب خيمة واذاعة محمولة لاٍذاعة مطالبهم وبياناتهم ، وعندما جن ّ الليل قام المسؤولون ( الاشاوس) باحاطة محيط التظاهرة بالسيارات الدافعة للمياة القوية وفتحوها في وقت واحد على المعتصمين العزل مع هجوم كثيف من قبل قوات الشرطة بالهراوات عليهم وبشكل عشوائي دون رحمة ، وقد اثارني مشهد صبي في الثانية عشر من عمره كان يعاني من كسر في يده نتيجة الضرب العشوائي يبحث عن ابيه الذي فقده اثناء التدافع ، وللأمانة كان موقف افرادالجيش شريفا ومستنكرا لفعل الشرطة المشين بحق مواطنيهم وعلمت لاحقا ان جل القوة المهاجمة من الشرطة هم من ذوي واقرباء المسؤولين . كانت انتفاضة بيضاء مثقفة سلمية في مواجهة وجوه سوداء متخلفة همجية قدمت درساً بليغاً في الوطنية واعطت مثالاً ناصعاً لاٍرادة الشعوب التي لاتقهروشاهداً على حبل الكذب القصير .



#ثائر_الديواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ثائر الديواني - مشاهد من انتفاضة - الديوانية - البيضاء