قراءة مقتضبة في كلمة نوري المالكي عشية تظاهرات الجمعة

سمير العادلي

الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 00:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

قراءة مقتضبة في كلمة نوري المالكي عشية تظاهرات الجمعة

كم كنت أتمنى لو أن السيد رئيس الوزراء قال إنه مع إجراء تظاهرات الجمعة ليثبت للعالم وللمنطقة أن العراق الجديد عراق الديمقراطية وقادتها تخلصوا من أدبيات المعارضة التي طبعت خطابهم إبان حقبة صدام حسين، وقبروا في الوقت ذاته لهجة العنجهية الصدامية الدكتاتورية في مخاطبة الشعب والتعامل مع القضايا الدولية.
كم كنت أتمنى لو أن السيد رئيس الوزراء اعترف بفشله في توفير أبسط مقومات الحياة الإنسانية للمواطن إبان فترة حكمه السابقة..فهل يُعقل أن يتم صرف مليارات الدولارات منذ سني حكمه على الكهرباء فقط ولم نشهد أي تحسن. يا ناس يعني منذ عام 2003 وحتى 2011 تم صرف المليارات على مفاصل خدمية .. أسأل السيد رئيس الوزراء .. هل زرت يوما مناطق ضواحي بغداد حيث تنتشر مدن الصفيح؟.. هذه بغداد .. وكيف هو حال المدن العراقية الباقية..
كم كنت أتمنى لو أن السيد رئيس الوزراء لم يبد بمثل هذا الضعف حيال ملف الفساد.. هل سمع المواطن يوما كشفا عن جريمة فساد واضحة المعالم.. كنت أتمنى لو لم تظهر فشلك في ذلك.. ألا تجد أن المواطن بدأ بالملل من شماعة الفساد.. كما ملَّ شماعة الإرهاب الذي كان يعرقل الإعمار.. بالتأكيد كان الإرهاب سببا كبيرا في ذلك.. لكن الأمر لم يكن في مدن المحافظات الجنوبية.. ألا تتساءل عن أسباب سوء الخدمات فيها.. أنتم تخصصون مليارات في تلك المدن، لم يكن يحلم بها المواطن الجنوبي إبان عهد المقبور.. أليس كذلك.. لكن اين تذهب هذه الأموال.. ألا تجد أنكم حينما تكررون قضية الفساد، تتهمون أنفسكم وحكومة مترهلة ومتخمة بالوزراء، بالضعف في التصدي للمفسدين أو بالفشل..
كم كنت أتمنى لو أن السيد رئيس الوزراء كرس كلمته بدعوة جميع الأجهزة الأمنية بتوفير الحماية للمتظاهرين مما قال إن هناك إرهابيين وصداميين وبعثيين قد يندسون وسط أولئك الشرفاء.. وذلك كما كنتم تفعلون في أوقات المناسبات الدينية.. أليس هذا الأمر في مقدرتكم؟؟ لا أعرف لماذا شعرت إنكم تخشون هذه التظاهرات أكثر من خشيتكم من الإرهابيين والانتحاريين..
اشعر بالأسف لفشلكم وفشل مستشاريك الكُثر كما في السابق في إسداء النصح لكم في هذا الظرف.. ألا ترون أن المحاصصة الطائفية والحزبية والشراكة في الحكم غيبت أي دور للمعارضة في البرلمان وأخرست صوت الشعب الذي بات يجد نفسه من دون مساندة.. وهو الآن يقوم بدور المعارضة في الشارع والمتوقع أن يكون صوته أقوى.. إذا لم يكن هذه المرة فالمرة القادمة.. إذا لم يجد فيكم قوة تضرب بيد من حديد على رؤوس الفاسدين ولم تقوموا بسلسلة تغييرات وإقالات في أهم المفاصل المعيشية، وتعيين شخصيات تكنوقراط بعيدا عن أي محاصصة وانتماء حزبي..
لقد كان بإمكانكم فعل الكثير منذ العام 2008 لكنكم لم تفعلوا بحجج باتت واهية.. أتمنى لو .. أتمنى لو..
سمير العادلي
[email protected]

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل