نعيم بوسلهام
الحوار المتمدن-العدد: 3288 - 2011 / 2 / 25 - 16:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سؤال الملكية في المغرب , محاولة لاستكمال الحوار
تمة ظاهرة - اعتبرها الملاحظون تصويبا موفقا - باتت تركز أكثر فأكثرعلى اشكالية تمركز اللسلط في يد الملك الى حد التضخم, وهذا الامر بحد ذاته ليس جديدا او طارئا على الساحة السياسية المغربية. ولكن الجديد هذه المرة هو زيادة جرعة الشجاعة والجرأة بغية تكسير طابوهات نظام الحكم في المغرب وتجاوز تنائية الخوف او التملق التي برع نظام المخزن في تكريسها عبر اعتماد اسلوب الترغيب والترهيب وتكاد تبلغ دروتها الان مع هدا الزخم العارم للثورات العربية والمد الجارف للوسائط المعلوماتية التي حققت فعلا نبوءة العام قرية صغيرة .انتقاذ اسلوب الملك في الحكم ومطالبته بالتنازل عن بعض السلط والقاء الاضواء على عدم جذوائية بعض البروتوكولات العتيقة التي بات كثير من المغاربة مقتنعين بانها تمس وتحط من كرامة المواطن المغربي وتخدش صورته لذا الآخر,هي بداية البدايات اذا اردنا الحديث عن الحكامة والديمقراطية والحداثة,واذا كنا صادقين فعلا في دعوانا الى الاصلاح والتغيير...
سمة الشجاعة والجرأة التي تتحلى بها بعض الاقلام اليوم من كتاب وصحفيين ومدونين اوحتى بعض من تستهويهم المشاغبات الصحفية وبالخصوص شباب الانترنيت او ما يصطلح عليهم ب : الفيس بوكيين,تتمثل في ذلك الوضوح والعلنية وعدم المواربة بغية خلخلت تلك القناعة التي ترسبت في الوعي والضمير الجمعي المغربي والتي مفاذها : دع عنك الملك وتحدث عما شئت. الخروج بهكذا مواضيع -اعلاميا- وبهذا الشكل,كان غائبا لذا كثيرمن المعارضين السياسيين والكتاب والصحفيين داخل المغرب على وجه الخصوص وان لم يعدموا توجيه سهام النقذ الى أسلوب الملك وحاشيتة في الحكم وفي بعض الاحيان حتى الاغراق في تفصيل شخصيته, لكن معظم هاته الانتقاذات كانت تتم في الصالونات المغلقة او من واء حجاب, حيث كان يمارس المعارضون السياسيون هوايتهم في انتقاذا الحكم ونعته باقدح النعوث وقول مالم يقله مالك في الخمر, (خاصة عند ما يعرف في المغرب باليسارالراديكالي العدمي او حتى عند الاسلاميين المتنطعين الدين يتوسعون في مسألة الخروج على الحاكم الجائر او الحاكم الطاغية) في مايمكن ان نصطلح عليه النميمة السياسية . سخونة حوارت ونقاشات الكواليس هاته تتحول الى احاديث صقيعية وكلمات فضفاضة عبر اعتماد مصطلحات تمتح من القاموس السياسي المغربي كمصطلح المخزن, والنظام,ومربع الحكم والجهات العليا, ودوائر القرار... لتسريب المعاني والمواقف, وبرع بعضنا في ابتكار أسلوب المقاربات والمقارنات بين مختلف الانظمة الملكية للخلوص في الاخير الى نتيجة تفضيل نظام الملكية الديمقراطية البرلمانية او نظام الملكية التي تسود ولاتحكم ,وانبرى جهابذة المعارضة الى الحديث عن ضرورة الاصلاحات الدستورية كسقف اقصى,وبشكل مؤقت وموسمي ( في اطارمايعرف حزبيا برفع سقف المطالب عند حلول موعد الانتخابات ) هذه المطارحات السياسية وان كانت قد ساهمت لفترة في اثراء النقاش الدائر في الاوساط النخبوية فانها بالمقابل ساهمت في بقاء بل وتكريس حضور الخطوط الحمراء والروادع الذاتية والمجتمعية التي تجعل الكاتب والسياسي والصحفي يدور حول الموضوع ويتناوله بعمومية دون وضع النقاط على الحروف, فكان لهذا الامر تاثيرات مدمرة على الفعل السياسي المغربي, حيث اوجد حالة من الشلل لاشك انها اثرت في المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية... ولطالما تحجج كثير من الكتاب والسياسيين والصحفيين والحقوقيين بمعضلة غياب الديمقراطية والحرية,والقبضة الحديدية للنظام وتسلط آلة القمع على الرقاب, وجيوب المقاومة والمقصود بهم المقربون من دوائر السلطة والمستفيدون من الوضع القائم وايضا المناخ العالمي الذي انتعشت فيه الدكتاتوريات العربية بشكل عام خاصة مع استفحال فزاعة الارهاب الدي تم تفصيل قوانين لاجله , لكن مع مالهذا الكلام من وجاهة فان المسؤولية المعنوية والتاريخية - قول كلمة حق - ستضل ماثلة امام تلك النخبة التي أخلفت موعدها مع التاريخ حين ترددت واستكانت الى ذلك الواقع المغربي الآسن خاصيته الاساسية النكوص والارتكاس في مجال المشروعية,حيث عجزت حتى على فتح حوار منفتح وصريح يضع الاصبع على الجرح -اوكما قيل قديما يصيب كبد الحقيقة- ويبدو ان بعض الاقلام اليوم لاتزال تحوم حول الحمى ولاتوشك ان تقع في صلبه بمعنى لاتزال بعض الاقلام تصر على تنزيه الملك .السؤال الذي يطرح نفسه براهنية - الان وهنا - هو هل كان علينا كمغاربة ان ننتظر كل هذا الوقت لنخاطب الملك كفاعل سياسي ونجرؤ على توجيه سهام النقذ لكيفية تدبيره لشؤون المغرب,قائلين له عفوا أيها الملك لقد أخطات في كذا ولقد جانب رأيك الصواب في كذا وليس كما اعتاد اعلامنا وسياسيينا تعليق الكوارث السياسية والاقتصادية والاجتماعية على مشجب الحكومة -باعتبارها الحائط القصيرالدي يسهل النط فوقه- وان كنت لاابرؤها بالرغم من صلاحياتها المحدودة . سأنهي مقالتي بهذا الكوجيطو: انت تمارس السياسة اذن انت معرض للخطأ وبالتالي للنقذ وربما المحاسبة, جل من لايخطئ.
#نعيم_بوسلهام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟