أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جازي الجازي - القوى الاجدر بالمشاركة














المزيد.....

القوى الاجدر بالمشاركة


جازي الجازي

الحوار المتمدن-العدد: 3288 - 2011 / 2 / 25 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الطبيعي ان يكثر المحللون والناصحون في زمن الازمات، لكن من غير الطبيعي ان لا تكون كلماتهم وافكارهم واراءهم امينة، لان الامر هنا سيان فيما اذا كانت تصدر عن حسن نية او عن سوءها، فالنتيجة واحدة، وفي كثير من الاحيان يستحيل الاستدراك والعلاج، لتفعيل قولة ان من اجتهد واصاب فله اجران ومن اجتهد واخطأ فله اجر واحد.
وُيدفع الامر الى حد من هذه الاهمية عندما يكون موضوع التناول هو من صنف المواضيع المصيرية، التي يعني ارتكاب حماقة بشأنها او اي من مفاصلها، الدفع باتجاه كارثة وطنية جذرية، يكون لهوية الوطن فيها موقعا ذو شبهة، ان لم يكن محسوما نحو الانقلاب وربما الانكفاء الى ما دون القائم.
نعم الاردن جزء من التشكيل الاقليمي الذي انتقل من درجة تلظى بدأها منذ اكثر من عقد الى درجة بات جسد وحدات النظام العربي اليوم معها ُتشتم له رائحة احتراق زاكمة، ونعم ان الاردن ليس عصيا على التغيير، بل انه ضرورة البقاء والتجديد والاستمرار، ونعم ان النظام في الاردن ادخل الدولة والمجتمع دائرة ازمة مغلقة، يتسع شعاعها دون امل في اختراق جداره، وهناك الاكثر والاكثر.
ولهذا فان التوصيف بامكانية التجاوز والقفز عن الواقع، ان لم يقع في اطار من الانتهازية السياسية الرخيصة او في نوع من السذاجة والبلاهة، فانه حتما شكلا من اشكال التآمر على مصير الوطن، لان اختزال الازمة بطريقة من المعالجة الاستباقية التي تتموضع في سياق تعظيم قدرات الافراد، هي محاولات خبيثة ولئيمة لتوريط هؤلاء الافراد واحراق سفنهم من ناحية، ولاطالة عمر الازمة لكي تخرج عن نطاق اية سيطرة، ووضعها خارج زمنها من ناحية ثانية.
فهل صحيح مثلا ان يعني انيهار حكومة الدكتور معروف البخيت ولوج الاردن الازمة والسير نحو الهاوية، وان نجاحه يمثل طوق النجاة ؟ وهل صحيح ان بمقدور عبد الرؤوف الروابدة وعبد الهادي المجالي وغيرهما من رجالات الاردن الكبار، ان افرادا، او خيارات سياسية، وفق معادلات ماضوية ان يتجاوزوا واقع تطور الهوية الوطنية الاردنية، وان يعودا بالتاريخ الى ربيع عبور الازمات بنجاح ؟.
بدون تلاعب بالعواطف، الاجابة لا، فما يشهده النظام الاقليمي العربي هو نتاج طبيعي لازمة سلطة الدولة الوطنية العربية، التي تحولت الى سلطة افراد تغولت على الدولة واجهزتها بنفس القدر الذي تغولت به على المجتمع وبناه المدنية، بصور عجزت معها عقليات صناع القرار المحنطة عن الارتقاء الى فهم اثر متغير مفهوم الزمن على وعي الجيل الجديد من الشباب، والاردن هنا جزء من الكرة الارضية، لا من المريخ.
واذا اضيف الى ذلك، الاشارة الى تعرض السلطة الاردنية لموجة من الغزوات التترية، حيث تم استقطاب وفي كثير من الاحيان استجلاب جيل من اللاوطنيين الذين ترتبط مصالحهم بحركة رؤوس اموالهم، وما نتج عن ذلك من استشراء لاشكال فضة من الفساد المتوحش، والذي كان للاردن نصيب فيه كبقية دول المنطقة، فان ذلك يعني ان ابواب الازمة اوسع من ان تتمكن منكبي اي رجل من سدها.
ولذا فان النقاش الوطني هو النقاش الذي لا يهدف الى ذر الرماد في العيون، بل بالوقوف على حقيقة الازمة والعمل على ملاقاتها في اي نقطة تؤدي اليها محصلة قوة الدفع المتبادلة والتي نرجوا ان يكون جزئها الاكبر في مناطق اللاتسارع، بما يمكننا من الاتجاه بها الى المنحدرات الاقل تدهورا.
وهذا بالذات ما يستوجب الاسراع باعادة النظر في تحديد موقعنا على خارطة حركة اعصار المنطقة الذي يفاجئنا في كل مرة بظهور يأخذ شكلا اكثر سرعة واشد تحولا واعمق ايلاما، واعادة النظر بالقوى التي يمكن الارتكاز اليها في مواجهة الازمة، وهي قوى بالضرورة وحتما يجب ان تكون ممن لا خيارات امامها الا الصمود، بالاضافة الى انها من تلك التي تكون افرازا للجدي وروحه، وهي القوى الاجدر بالمشاركة.
جازي الجازي







ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هكذا علقت الصين على تهديدات ترامب بفرض عقوبات على روسيا
- مقتل أمريكي على يد مستوطنين بالضفة الغربية.. ومجموعة تطارد ف ...
- الاتحاد الأوروبي يأمل بإقرار حزمة عقوبات جديدة على روسيا
- كيف تخطط -بي واي دي- لإحداث ثورة في الشحن الكهربائي؟
- قيادي في القسام: المقاومة تعتمد على قدرة ذاتية وتصنيع محلي
- -آلية الزناد- ورقة ضغط تلوح بها أوروبا ضد البرنامج النووي ال ...
- اللجنة الأميركية العربية لمناهضة التمييز.. أهدافها وهيكلها و ...
- جامعة القدس المفتوحة صرح علمي يزاوج بين التعليم التقليدي وال ...
- مقال في بلومبيرغ: وأخيرا ها هو بوتين يثير حفيظة ترامب
- ترامب يعلن دعمه لحلف -الناتو- وهذا ما قاله عن بوتين بعد مهلة ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جازي الجازي - القوى الاجدر بالمشاركة