لنترحَّمْ جميعنا على الشهداء

أمل حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 3287 - 2011 / 2 / 24 - 19:47
المحور: الادب والفن
    

لنترحَّمْ جميعنا على الشهداء
في مطلع القرن 20 كان سيد درويش بفنّه يطالب بالجهاد الوطني والإصلاح الاجتماعي ولكن ضدَّ من ضدَّ الاحتلال الإنكليزي والشعبُ العربي اليوم وفي هذه الساعات المقدَّسة من عمر هذا القرن يناضل ويقاوم مطالباً بحقِّه البسيط في العيش بحرية وكرامة في وطنه
أليس من سخريةِ القدر أن نطلبَ هذا الحق من الذين ـ من المفترض ـ أن يكونَ همُّهُم الوحيد أن يعملوا جاهدين على أن يوفِّروا لنا المناخَ الصحيَّ لنمارسَ هذا الحق
أليس من سخريةِ القدر أن نجدَ من يحكموننا منذ سنين طوال هم وزبانيتُهم يعيشون في عالمٍ افتراضيٍّ
بعيداً عن نبض مسيرتنا
الآن وفي هذه الساعات المقدَّسة نكشفُ السترَ عن قصور حكامنا ورؤسائنا وزعمائنا الواهية أيَّاً كان الاسم الذي اختاروه لأنفسهم فقد أثبتوا بدمائنا أننا آخرُ مافي جعبتهم التي انفجرت مؤخَّراً لتشي بمدى بشاعتهم وتشوههم
أليس من سخريةِ القدر أن نعرفَ أنّهم أجنداتهم الأساسية تفيضُ بكلِّ ما هو كفيلٌ بالتنكيلِ بشبابنا العزَّلِ إلاَّ من الإيمان والإرادة والعزيمة القوية للنهوض بالوطن
أليس من سخريةِ القدر أن يجهدوا أنفسهم وأنظمتهم في بثِّ نزعات الفرقة والتضليل فهذا مسلمٌ وذاك قبطي والآخر شيعيّ وهناك في أقصى فسيفسائكم مواطن كردي
و التهمة الوحيدة التي يجب أن نعترف بها هي إرادتُنا في العيشِ معاً على أرض وطننا الحبيب
أليس من سخريةِ القدر أن تتحوَّل مقاومةُ إسرائيل المحتلة إلى إرهاب وأن يُسمى الشبابُ الذين نذروا أرواحهم فداءً للوطن بالانتحاريين
اليوم وفي هذه الساعات المقدَّسة لاتوجد فسحة للقدر لا على الأرض ولا في السماء لأنّ الشعوبَ اختارت أن تصنع أقدارها
من أجل كل ذلك ومن أجل البوعزيزي ومن أجل خالد سعيد ومن أجل حرية كل هذا الوطن العظيم
آن للشعوب أن تقول ما تريد
لتحيا بلادي حرة كريمة
ارحلوا فإنَّ القادمَ منَّا أعظم

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل