أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح اسماعيل حاجم - في العراق .. الشعب يريد الغاء الدستور














المزيد.....

في العراق .. الشعب يريد الغاء الدستور


فلاح اسماعيل حاجم

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 22:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يتبق على يوم الغضب العراقي في الخامس والعشرين من شباط الجاري سوى القليل من الوقت، حيث سيشكل ذلك اليوم المعهود حدثا مفصليا، ربما سيفوق جميع الاحداث العاصفة التي شهدها وطننا لحد الان، ذلك لان التظاهرات الاحتجاجية المرتقبة ستشمل العراق من اقصى شماله، حيث سجلت السليمانية سابقة جسورة ضد السلطات القائمة في الاقليم، والى جنوبه، حيث مدن الفرات الاوسط والجنوب ترسل يوميا رسائل فائقة البلاغة مكتوبة بجوع الناس وذلهم واحباطهم من نقص الخدمات والفساد الذي لا سابق له في تاريخ البلد وخذلان مجالسهم المنتخبة التي لم تف بابسط وعودها الانتخابية.
واذا كانت الشعارات المرفوعة والمقترحة تتمحور لحد الان حول القضايا المطلبية الراهنة، فانها ستتطور، دون شك، الى شعارات ومطاليب سياسية، ذلك ان تحقيق تلك الاهداف المطلبية لا يمكن ان يتم دون توفر الاليات السياسية القادرة على تحقيق ما يطرحه المحتجون. ذلك ان ما متوفر من آليات اليوم لا يتمتلك الاهلية، بحكم مستواه المتدني المعروف في ادارة الدولة والمجتمع.
ان تطور الشعارات المطلبية الى شعارات ومطاليب سياسية يكاد يكون ملازما لجميع الانتفاضات والثورات الاجتماعية على مر التأريخ. وربما شكلت التجارب الاخيرة في كل من تونس ومصر، وما يجري حاليا في ليبيا واليمن والبحرين مثالا ساطعا على ذلك.
ان واحدا من الشعارات المطلبية التي ستكون حاضرة في يوم الغضب العراقي هو شعار الغاء الدستور العراقي الساري منذ عام 2005، والذي اصبح الحاضنة القانونية لكل ما اصاب ويصيب الشعب العراقي من آلام ومصائب وهدر وسرقة للمال العام، وحتى للدماء التي اريقت، وما زالت تراق، على مذبح المصالح الفئوية والشخصية للقائمين على السلطة في العراق.
لقد ولد الدستور نتيجة مساومة غير شريفة بين الاحزاب الطائفية الساعية الى استلام السلطة، باي ثمن، وبين القوى القومية الكردية التي وجدت فرصتها في توسيع الرقعة الجغرافية لدويلتها المرتقبة، وهو الامر الذي يوضحه بجلاء تضمين المادة 140 من الدستور ورسم آليات (قانونية) لضم كركوك الى كردستان، بشتى السبل، بما في ذلك عن طريق السعي الحثيث للاسراع في تغيير واقعها الديموغرافي، تماما مثلما كان يفعل الدكتاتور المقبور صدام حسين، بالاضافة الى اختلاق وتاجيج موضوعة المناطق المتنازع عليها واثارتها بين الحين والاخر. وليس مصادفة ان يقوم الحزب الحاكم في اربيل على اجراء استفتاء حول انفصال الاقليم في يوم الاستفتاء على الدستور الاتحادي، وهو اليوم الذي كان فيه الشعب العراقي احوج ما يكون الى الوحدة الوطنية. ولا اعتقد بان هنالك ضرورة للتذكير بالتصريحات النارية التي كان يطلقها رئيس الاقليم حول اشعال الحرب في حال عدم (اعادة) كركوك الى الاقليم. وهنا تجدر الاشارة الى ان حق تقرير المصير لاي بلد لا يمكن ان يفعل في ظل الظروف الاستثنائية، مثل حالات الحرب والحرب الاهلية وغياب السلم الاجتماعي ....الخ باعتبار ان تلك الظروف يمكن ان تؤثر على ارادة المواطن وتتيح المجال لتعسف السلطات بمقدرات شعوبها.
لقد اوجد الدستور العراقي الساري شكلا غريبا للدولة، فلا هي كونفيدرالية واضحة يجمع اطرافها عقد دولي للوصول الى اهداف مشتركة، ولا هي دولة فيدرالية يتم فيها تقاسم السلطات بين المركز والاطراف بالشكل الذي يؤمن وحدة منظومة الدولة في المواضيع المفصلية (السيادية) مثل الجيش والاقتصاد والامن الخارجي ...وغيره الكثير مما هو متعارف عليه في البلدان الفيدرالية المعاصرة.
فاي فيدرالية هذه التي لا يتمكن فيها الجيش الاتحادي من الوصول الى حدود الدولة؟ واي فيدرالية يقوم فيها الطرف الفيدرالي بانشاء جيش، مستنكرا على الجيش الاتحادي عزمه على تسليح وحداته بالطائرات والدبابات ، تحت ذريعة مضحكة مفادها ان تلك الاسلحة ستستخدم ضد الاقليم؟ . وفي مجال الاقتصاد وثروات الدولة الطبيعية التي ينبغي ان تكون ملكا حصريا للدولة الفيدرالية، الم يضعنا هذا الدستور امام اشكالية تحديد الاطراف التي يحق لها التصرف بتلمك الثروة (المادة 112- أولا)، فاسحا المجال لاستقدام الشركات الاجنبية من قبل الاقليم وتوقيع عقود مشاركة، اثارت وما زالت تثير الكثير من الاسئلة حول مصير الثروة الوطنية؟... علما بان الامثلة الواردة هي غيض من فيض فيما يخص الشكل المشوه للفيدرالية العراقية.
وفي الجانب الاخر اتاحت تلك المساومة للاحزاب الطائفية الشيعية وضع المقدمات الاساسية اللازمة لبناء الدولة الدينية من خلال تثبيت المادة ( 2 ) التي تنص على:
ً :ـ الاسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدرٌ اساس للتشريع:اولا
أ ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام.
ان الفقرات الاولى من هذه المادة تلغي، من حيث المبدأ، كافة الفقرات التي تليها، ليس فقط لوضعها في المقدمة من قبل المشرع، بل ولأن القواعد الدينية تمتلك قوة قانونية اكبر بالمقارنة مع قواعد الحق الوضعي، وهو الامر الذي يبدو واضحا الان في الهجوم على الحريات العامة، حيث تستخدم هذه الفقرات الدستورية ابشع استخدام، فيما تبدو تصريحات المسؤولين عن الدولة المدنية عديمة الروح والمعنى.
ان العودة الى الظروف التي تم في ظلها الاستفتاء على دستور البلاد الدائم ستذكرنا بالاستغلال المفرط لعواطف الناس الدينية الصادقة من قبل الساسة المتسيدين الان على المسرح السياسي لتمرير الدستور، تماما مثلما استثمرت تلك العواطف في ايصال الاغلبية الساحقة من المزورين والفاسدين الى برلمان الدولة وحكومة العراق، الحالية والسابقة، التي يحلو لرئيسها وصفها بحكومة الشراكة الوطنية، وهي النكتة التي ستجد صداها في ساحة التحرير يوم الجمعة القادم.
ان الغاء الدستور العراقي، او على الاقل ادخال تعديلات جذرية عليه، سيكون امرا لا مناص منه اذا ما اريد حقا تعديل مسار العملية السياسية في العراق. واعتقد ان الشبيبة في ساحة التحرير جديرة بالقيام بهذه المهمة.
www.alshami.ru



#فلاح_اسماعيل_حاجم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتحاد الشعب ومهمة اصلاح النظام القانوني في العراق
- اكاديمية الحوار المتمدن
- تجربة روسيا الفيدرالية في معالجة النزعات الانفصالية للاقاليم
- دائرة الدستور العراقية المغلقة
- نظرة قانونية: بعض المبادي الاساسية لتنظيم الادارة الذاتية
- نظرة قانونية:الانظمة الانتخابية المعاصرة .. الايجابيات والنو ...
- نظرة قانونية: تكامل النظام القانوني في الدولة الفيدرالية
- نظرة قانونية: التكامل السياسي بين مكوّنات الدولة الفيدرالية
- نظرة قانونية: التكامل الاقتصادي بين مكوّنات الدولة الفيدرالي ...
- نظرة قانونية: مبدأ التدخل الفيدرالي
- نظرة قانونية: الاسس الدستورية لتوزيع الاختصاصات في مجال الضر ...
- الوضعية القانونية للوحدات غير المنظمة لأقليم
- تجربة الحزبين الامريكيين في التناوب على السلطة
- مبدأ السيادة وحق انفصال الاقاليم في الدولة الفيدرالية
- هل المواطن العراقي مستعد لتقبل الفيدرالية في الوقت الحاضر . ...
- نظرة قانونية: اجهزة السلطة في اقاليم الدولة الفيدرالية
- نظرة قانونية: بعض خصائص الاجهزة المستقلة في الدولة الفيدرالي ...
- نظرة قانونية: بعض خصائص الرئاسة والحكومة في الدولة الفيدرالي ...
- الكوبونات الأنتخابية
- نظرة قانونية:بعض خصائص النظام القضائي في الدولة الفيدرالية


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح اسماعيل حاجم - في العراق .. الشعب يريد الغاء الدستور