أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جوزيف بشارة - لماذا استبعدت جورجيت قليني من التعديل الوزاري؟














المزيد.....

لماذا استبعدت جورجيت قليني من التعديل الوزاري؟


جوزيف بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 00:00
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تعجبت لاستبعاد السيدة جورجيت قليني من التعديل الوزاري الذي أدخله السيد أحمد شفيق على حكومة تصريف الأعمال التي يترأسها. بحسب تصريحات الدكتور يحي الجمل نائب رئيس الوزراء في الحكومة كانت السيدة قليني مرشحة لوزارة الهجرة والمصريين بالخارج. ولكن يبدو أن تطورات حدثت غيرت من خطط الاستعانة بالسيدة القبطية التي كانت من أحد الأصوات النادرة التي دافعت عن حقوق الأقباط تحت قبة البرلمان في العهد الفائت.

حديث الدكتور يحي الجمل عن انضمام السيدة قليني للوزارة يعني أن رئيس الوزراء أحمد شفيق لم يعترض على وجودها، ويعني أيضاً أن الذي اعترض على وجودها هو المجلس الأعلى للقوات المسلحة. فالسيدة قليني كانت مرشحة للوزارة إلى اللحظة التي التقى فيها رئيس الوزراء مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بغرض عرض التعديلات الوزارية والحصول على موافقته على الأسماء الواردة بها. هناك إذن أسباب غير معروفة وراء استبعاد السيدة قليني. سأحاول في السطور التالية ذكر بعض هذه الأسباب التي أراها بصفتي الشخصية وراء استبعاد السيدة قليني:

أولاً: أن السيدة قليني هي من رفضت في اللحظة الأخيرة الاشتراك في الوزارة لأسباب خاصة أو عامة.
ثانياً: أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة رغب في تقليص نسبة المرأة بالحكومة. وزيرتان خرجتا من الحكومة في التعديل الأخير من دون أن يتم تعيين أية إمرأة.
ثالثاً: أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة رفض وجود ثلاث وزراء أقباط بالحكومة.
رابعاً: أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة اعترض على وجود السيدة قليني باعتبارها من الشخصيات المغضوب عليها من قبل نظام الرئيس السابق حسني مبارك.
خامساً: أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة اعترض على وجود السيدة قليني باعتبارها صوت قبطي أمين يهتم بقضايا الأقباط ويدافع عن حقوقهم من دون خجل أو مواربة.
سادساً: أن هناك ضغوطاً من جماعة الإخوان المسلمين على المجلس الأعلى للقوات المسلحة لاستبعاد السيدة قليني التي ترتبط بعلاقة جيدة بالكنيسة، والتي لم يرتح الإخوان لأرائها الجريئة بشأن مذبحة نجع حمادي والمشاكل التي يتعرض لها الأقباط في مصر.

لست أريد التقليل من شأن الوزيرين القبطيين الموجودين بالحكومة وهما السيد ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة والسيد منير فخري عبد النور الذي تولى وزارة السياحة في التعديلات الجديدة، ولكن السيدة جورجيت قليني تحظى بثقة قبطية كبيرة نظراً للشجاعة منقطعة النظير التي تتمتع بها في الدفاع عن حقوق الأقباط. ولست أبالغ إذا قلت بأن تعيين السيدة قليني بمجلس الوزراء كان سيعطي الحكومة الجديدة مصداقية كبيرة لدى الأقباط الذين بدأت ترتفع وتيرة مخاوفهم مؤخراً في ظل التزايد الكبير لنفوذ الإخوان المسلمين في مصر ما بعد مبارك.

لقد عينت الدولة في الماضي وزراء أقباط ولكن أياً منهم لم يمثل الأقباط بالصورة المطلوبة. كان غالباً ما يتم اختيار الوزراء الأقباط كـ"كمالة عدد" مع الاشتراط بأن يكونوا غير موالين للكنيسة. بل وكانت هناك حالات يتم فيها اختيار من هم معادين للكنيسة.

ربما يعترض البعض على ولاء السيدة قليني للكنيسة وهذا أمر مخجل لأن الكنيسة القبطية، بكافة طوائفها، هي من أكثر المؤسسات المصرية ولاء واحتراماً للوطن. الكنيسة القبطية لم يسبق لها التحالف مع قوى خارجية كما فعلت قوى أخرى يتم تمثيلها في لجنة التعديلات الدستورية. وليت الدولة في مصر تعي أن ولاء القبطي لكنيسته أمر حميد وينبغي تشجيعه لأنه كولاء المسلم للأزهر.

وأود في النهاية التأكيد على أنني عزفت منذ الخامس والعشرين من يناير عن تناول قضايا الأقباط إيماناً مني بضرورة منح الثورة فرصة تستحقها للنجاح. ولكن استبعاد السيدة قليني عن الحكومة جاء ليحمل مؤشرات سلبية كنت اتمنى ألا نراها في العهد الجديدة. الأسباب التي ذكرتها اجتهادية وأتمنى أن تظهر للعلن الأسباب الحقيقية. إن الأقباط يأملون أن يكون العهد الجديد مختلفاً عن العهد السابق، محترماً لحقوق الإنسان ومراعياً لحقوقهم التي حجبها النظام السابق.



#جوزيف_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمرانية... الشرارة الأولى لثورة شباب مصر
- مذبحة كنيسة القديسين طائفية جذورها داخلية
- آلام مسيحيي العراق في عيد الميلاد
- مأساة العمرانية دليل إدانة للحكومة المصرية
- الجريمة في مصر والضحايا في العراق
- لماذا تنكر الحكومة المصرية مذبحة نجع حمادي الطائفية؟
- نفي المسيحيين في أوطانهم
- دور حركة حماس في المغامرات الإسلاموية في الدول العربية
- أحداث غزة بين المحرقة الحمساوية والإعلام العربي المضلل
- وسام الحذاء بين الحرية المنشودة والوعي الغائب
- هل يخذل باراك أوباما الشعب الأمريكي؟
- من يصدق ذئباً يدّعي بطش فريسته؟!
- أحدث طرائف محمود أحمدي نجاد
- دور تأويل النصوص المقدسة في مأساة المسيحيين العراقيين
- قرار العفو الرئاسي وثمن حرية إبراهيم عيسى
- اتهام المسيحيين بالحقد على الإسلام والمسلمين باطل
- النظر بإيجابية لتداعيات 11 سبتمبر
- جريمة التحول إلى المسيحية في مصر المحروسة
- صلوات المسيحيين من أجل المسلمين في رمضان
- رصد كوميدي ساخر لواقع تراجيدي مؤلم في حسن ومرقص!


المزيد.....




- البيت الأبيض: بايدن والملك عبدالله سيعقدان -اجتماعا خاصا- ال ...
- بالصور والفيديو: شعلة الحراك الطلابي الأمريكي تمتد إلى جامعا ...
- شاهد: خلال لقاء جمعه مع ناجين من المحرقة النازية.. نتنياهو ي ...
- اليمن- هكذا يستغل الحوثيون هجمات البحر الأحمر لتعزيز نفوذهم! ...
- تركيا: تعليق التجارة مع إسرائيل حتى وقف إطلاق النار في غزة
- صحيفة: صواريخ -باتريوت- التي قدمتها إسبانيا لأوكرانيا وصلت إ ...
- ألمانيا تعلن عن تزويدها أوكرانيا بستة أجهزة رادار للمراقبة ا ...
- السلطات التركية تعلن وفاة نجل البرهان متأثرا بإصابته في حادث ...
- مصدر مصري رفيع المستوى: وفد حماس يتوجه إلى القاهرة يوم السبت ...
- -انتكاسة-.. صحفيو تونس ينددون بملاحقتهم والتضييق عليهم


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جوزيف بشارة - لماذا استبعدت جورجيت قليني من التعديل الوزاري؟