أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الياس المدني - صحافة حزبية ام جماهيرية - وقفة نقدية لصحافة المعارضة العربية















المزيد.....

صحافة حزبية ام جماهيرية - وقفة نقدية لصحافة المعارضة العربية


الياس المدني

الحوار المتمدن-العدد: 982 - 2004 / 10 / 10 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل واحدة من اهم صفات الصحافة العربية عموما والصحافة المعارضة خصوصا هي اهتمامها بالامور السياسية على حساب القطاعات الاخرى من الحياة حتى يمكن وبدون تأنيب ضمير اطلاق عليها لقب "الصحافة المقاتلة" (عن الفرنسية: Journalisme Militant). ورغم اهتمامها بالثقافة الادبية عموما الا انها اهملت تماما نواحي الحياة الاخرى والتي من اهمها الثقافة العامة للمواطن العادي ودورها في مجالات التطور الاقتصادي والاجتماعي.
نشأت الصحافة العربية المعارضة في ظل صراع سياسي وايديولوجي حاد كان الرهان فيه هو الحصول على سدة الحكم او التعرض لابشع انواع القمع. ولانه هذه الصحافة نمت و تطورت في ظروف هي ابعد ما تكون عن الديمقراطية والحرية وبالتالي التنافس الشريف اضحت هذه الصحافة بوقا للدعاية السياسية يهلل لبروباغاندا الجهة التي تمثلها تماما مثل اعلام النظام الحاكم، ثم اخذت تسير في شرايينها امراض عديدة. وبدل ان تكون هذه الصحافة بديلا ونقيضا لصحافة النظام اصبحت تابعا وخادما للمصالح التي يمثلها ناشر هذه الصحيفة او تلك. ففقدت هذه الصحافة استقلاليتها وبدل ان تكون شريكا في صنع القرار اصبحت مجرد آداه في يد صنّاعه.
منذ البداية كانت الحركات العربية المعارضة تنادي بحرية التعبير عن الرأي ورفع الرقابة والسماح لصوت المعارضة بالوصول الى المواطنين. ولكن قبل المطالبة بهذه الامور البديهية أليس احرى بنا ان نتخلص نحن قبل كل شيء من امراضنا المهنية والايديولوجية والتي اهمها الرقابة بانواعها العديدة والانحياز الاعمى لقرارات وسياسات الجهة التي نمثلها اضافة الى تغيير طريقة التواصل من النموذج العمودي الى النموذج الافقي؟

الرقابة:
كما نعرف فان الرقابة هي احد اهم العوائق التي تقف امام وصول النص الى القارئ وغالبا ما نفهم الرقابة على انها مؤسسة النظام التي عينت نفسها بمكان وعي الشعب لتقرر ماذا يجب وماذا لا يحق له ان يقرأ، ولذلك فهي المؤسسة التي تقوم بحذف المواضيع او السماح بها او منع وصول الصحيفة وتداولها وتوزيعها سواء عبر شركات التوزيع التابعة لها ام التوزيع المباشر. غير ان هذه الرقابة هي فقط واحد من الوجوه العديدة للرقابة التي تقف حائلا بيننا وبين قرائنا وتسبب اضرارا واسعة فنضطر للتنازل احيانا عن بعد الامور المبدئية من اجل الوصول الى القارئ.
اما الرقابة الأسوء والاكثر تأثيرا فهي الرقابة الداخلية والرقابة الذاتية.
فالرقابة الداخلية التي تمارسها ادارة الصحيفة على الكتاب بدءا من اختيار المواضيع وتوزيعها على الصحفيين مرورا بفرض طريقة عرضها وصولا الى حذف جمل وعبارات وفقرات تحول الكاتب من فنان مبدع الى مجرد الة كاتبة تحرمه من امكانية الابداع والمشاركة في صناعة القرار. وتصبح النصوص في النهاية نصوص مليئة بلغة ايديولوجية وفلسفية بعيدة كل البعد عن مستوى فهم المواطن البسيط.
وغالبا ما يمارس هذه الرقابة المسؤولون الحزبيون في الصحيفة الذين لا علاقة لهم من قريب او بعيد بفن الصحافة وهمهم الوحيد هو الحفاظ على النهج السياسي للصحيفة من خلال فهمهم الذاتي لسياسة الحزب والتي دافع عنها الرفيق طلال احمد في صحيفة الهدف بقوله "طالما ان الصحيفة ملك للجبهة فان من الطبيعي ان يقودها رفاق حزبيون يحافظوا على الخط السياسي لها. اما نقص الخبرة الصحفية عند اولئك الرفاق فلن يؤثر على مستوى الحرفية للعاملين في الصحيفة".
اما الرقابة الذاتية فهي النوع الأسوء من الرقابة وقد نتجت اساسا عن عدة عوامل لعل اهمها هي الايمان الاعمى بايديولوجية محددة وبالتالي الترويج لها والنظر الى الامور من منظار هذه الايديولوجية الضيق مما يحرم الكاتب من النظرة الموضوعية الى الامور فتأتي احكامه ونصوصه بشكل غير منطقي مستشفعة ومحملة بامور لا يمكن ان تحتمل. فتكون النصوص مملة وغير منطقية وبالتالي تبعد القارئ عنها بدل ان تجذبه اليها.
اما العامل الاخر فهو الخوف على مكان العمل فالصحفي يعتبر نفسه مجرد موظفا عاديا وليس مبدعا ومعلما فيقوم بكتابة ما يطلب منه حسب القواعد والشروط التي تمليها عليه ادارة الصحيفة فتأتي المواضيع لتصب من جديد في خانة البوق الدعائي للخط السياسي المتبع بكل تفاصيله.
عقدة الصحافة الحزبية
نتيجة لاتباع اساليب الرقابة بانواعها العديدة تأني المقالات والمواضيع المنشورة في الصحافة العربية المعارضة غير مرضية للقطاعات الواسعة من الشعب التي من المفروض ان تكون المتلقي الاساسي لها.
فمن جهة نرى ان انحسار هذه الصحافة جاء نتيجة للرقابة المؤسساتية للسلطة ومن ناحية اخرى بسبب العجز عن الوصول الى القارئ واستهوائه بمواضيع وطريقة تقديم تليق بدرجة وعيه وفهمه الخاص لما يتم طرحه. ان تنصيب الصحفي او الصحيفة نفسه بديلا عن عقل القارئ والتعالي عليه بتقديم المواضيع لا يساعد باي شكل من الاشكال بالوصول الى القارئ. فيتم التعامل معه من منطلق ان الصحيفة تمثل الطليعة وبالتالي لا تأخذ بعين الاعتبار المميزات الخاصة للقراء الذين لا يحبون ان يتم معاملتهم معاملة المعلم للتلميذ المحدود التفكير.
بهذه الطريقة نجد ان الصحافة المعارضة اتت لتصبح اداة حوار مع صحف المعارضة الاخرى وفئة محدودة جدا من القراء المثقفين القادرين على فهم المواضيع ونقاشها.
من هنا لابد من مطالبة الصحافة المعارضة اولا بالاقتراب من الام الجماهير ومخاطبتهم بطريقة الحوار أي الاتصال الافقي الذي يأخذ بعين الاعتبار امكانية التواصل المتبادل من المرسل الى المتلقي وبالعكس من المتلقي (الذي يصبح في هذه الحالة المرسل) الى المرسل الاول. أي التفاعل مع الجماهير لتصبح هذه الصحافة صحافة جماهيرية حقيقية وليست صحافة حزبية موجهة الى قاعدة حزبية محدودة جدا. ان الفوقية بالتعامل مع القراء التي كانت متبعة خلال العقود الثلاثة الماضية جعلت من الصحافة المعارضة صحافة بعيدة كل البعد عن الجماهير.
هنا لا اتردد بالقول ان الرقابة المؤسساتية للسلطات اثبتت غباءا شديدا، فبدل ان تسمح للصحافة المعارضة بالدخول والتوزيع وبالتالي اثبات ان هذه الصحافة لا تلبي حاجات ورغبات الجماهير وجعل هذه الجماهير بذاتها تتخذ قرار مقاطعتها، عملت الرقابة بدور الوصي على فهم الناس وعقولهم ومنعت الصحافة المعارضة من الوصول وعرضت نفسها لاتهامات تقييد حرية الكلمة.
لهذا كله لابد لصحف المعارضة العربية من مراجعة نقدية حقيقية لايديولوجيتها وطريقة تعاملها مع الصحفي وايضا طريقة مخاطبة الجماهير، فان لم تفلح بذلك ولم تحقق استقلالية ذاتية للوصول الى الموضوعية في تناول الاحداث وبالتالي التخاطب مع الجماهير على اسس الحوار (وليس المنولوج الحزبي) فما الذي يجعلها تختلف عن وسائل اعلام النظام الا العبارات الثورية التي ستصبح آنذاك فارغة من أي محتوى اخلاقي؟



#الياس_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة العراقية: ارهاب ام مقاومة شرعية؟
- حوار حول مسؤولية المعارضة عن الوطن والمواطن - النظر الى المس ...
- الحلقة الثانية من كتاب -الحرب على العراق: الاسباب الحقيقية ل ...
- قائمة الممنوعات - الى الحوار المتمدن بمناسبة حجبه في السعودي ...
- من الاستبداد الى الديمقراطية
- الحلقة الاولى من كتاب -الحرب على العراق: الاسباب الحقيقية لل ...
- كانت لهم اسماء - قصة قصيرة


المزيد.....




- لدرجة لا يمكن التعرف عليها.. شاهد مقدمة حفل تخطئ بشدة في نطق ...
- مسؤول أمريكي يكشف عن أهم مطلب لولي العهد السعودي خلال اجتماع ...
- إطلاق النار على فلسطيني عند نقطة تفتيش إسرائيلية قرب القدس
- عوامل جذب جديدة.. آخر صيحات الموضة على شواطئ السعودية
- باير ليفركوزن يطمح إلى -غزو الكرة الأوروبية- بعد تسيد البوند ...
- نائبة مصرية: مشاركة القطاع الخاص -يوم أسود في تاريخ الصحة ال ...
- سياسية ألمانية تنتقد استراتيجية بلادها تجاه أوكرانيا: ستدفعن ...
- مسؤول دفاعي ردا على دعوة سموتريتش للسيطرة على جنوب لبنان: هل ...
- هنغاريا.. اصطدام سفينة مع  زورق في نهر الدانوب يسفر عن مقتل ...
- علييف يرفض تدخل الدول غير الإقليمية في شؤون جنوب القوقاز


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الياس المدني - صحافة حزبية ام جماهيرية - وقفة نقدية لصحافة المعارضة العربية