أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فلاح علوان - بصدد ثورة جماهير مصر -- مواجهة الاستبداد والفقر والفساد














المزيد.....

بصدد ثورة جماهير مصر -- مواجهة الاستبداد والفقر والفساد


فلاح علوان

الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 23:12
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


-4-

ان الاستبداد هو القمع والتسلط المنظم الذي يهدف الى ادامة سيطرة قسم من البشر على القسم الاخر، واخضاعهم بالقوة، ان جهاز القمع المنظم هذا هو الدولة الطبقية. هذا الشكل من الاستبداد هو سمة المجتمع الطبقي الذي يقوم على استعباد واستغلال قسم من المجتمع للقسم الاعظم منه، اي ان يكون طبقات تتحكم احداها بحياة الاخرى.
ان الطبقة السائدة تديم سيطرتها هو عن طريق التحكم بوسائل المعيشة، اي بالاجر والانتاج والتداول، عبر سيطرتها على وسائل الانتاج. ان الخلاص هو بانهاء سيطرة طبقة على طبقة وليس باستبدال حكومة باخرى. ان التخلص من السيطرة والاستبداد هو بانتزاع وسائل السيطرة من يد الطبقة السائدة. وانهاء نظام الاستغلال، واقامة مجتمع لا طبقي، اي باختصار الاشتراكية. ان هذا يتطلب برنامجا سياسيا طبقيا، وجهازا ينظم القوى القابلة لاحداث التغيير، القوى التي ليس لها اي مصلحة في استعباد الاخرين، بل انها لا تتحرر قطعا دون انهاء الاستغلال، هذه الطبقة هي طبقة العمال، وهي بحاجة الى اداة تنظيمية ثورية بيدها، اي حزبها السياسي الطبقي المنظم الحازم، المبني على اساس مصالحها الطبقية العليا.
تؤدي مواجهة الاستبداد الى مواجهة سياسية شاملة مع مجمل النظام السياسي. وفي اوضاع مصر تحولت المواجهة الى ثورة ضد النظام السياسي.
ليس " الفساد" عرضا او ازمة او خللا يمكن اصلاحه او معالجته، انه خصيصة اصيلة في كل مفاصل اجهزة الدولة الراسمالية الحديثة، وفي كل خلاياها على الاطلاق. انه بنية لا يمكن للنظم الاستبدادية العيش ولو للحظة بدونها. ان اشكال الفساد متنوعة، ولكنه يصب في مصب او مكب واحد يشكل جهاز سلطة استبدادي، يعتاش من هيمنة مؤسسات قمعية تحمي راسمالية متعفنة.
فمن تقوية الصلات العشائرية المقربة من الحكام الى انشاء شبكات الشقاوات والبلطجية الى زمر الوصوليين والجواسيس الى فرق الاغتيالات والتهديد، وشبكات القوادين ومنظمي الحفلات السياسية، ورجال الدين الذين يباركون الحكام ويبحثون عن النصوص التي تؤيد حكمهم او يسوون النزاعات والصراعات بابتسامة ابوية تطمس محتوى الظلم والاستعباد وتمنحه صفة الديمومة والابدية وتحيل الناس الى الصبر والتحلي بالخلق وتجاوز تفاهات الدنيا. ومن وسائل الاعلام المنافقة والمثقفين ما فوق الطبقيين، كل هذه تشكل ماكنة او جهازا معقدا يتخفى في جنباته الفساد، ويمارس كعمل روتيني مرتبط بمفاصل وروابط شائكة لا راس لها. الفساد ليس مجرد تقديم رشوة او تقصير في عمل، او اختلاس مبلغ.
ان الافقار الشديد ناجم عن استغلال فائض القيمة وفائض الربح الامبريالي. كما ان اندماج الاسواق في الدول الخاضعة بالسوق العالمية وبمستويات الاسعار العالمية ومستوى اسعار الفائدة، فرض الاسعار العالمية على السوق المحلية في مصر وسائر الاقطار الراسمالية الخاضعة. مع تدني مستويات الاجور بصورة لا تتناسب قطعا مع مستويات اسعار السوق العالمية.
ان المطالبة بتطابق الاسواق العالمية ومستويات الاسعار والاجور، محال، لانه سيعني ببساطة زوال السوق الراسمالية وبالتالي زوال الراسمالية كما يقول منصور حكمت، او ايجاد راسماليتين في عالمين منفصلين وهذا محال ايضا. اذن لا مخرج للراسمالية من ازمتها الراهنة. وان الثورة التي نعيش ايامها، هي احدى مقدمات الخلاص من النظام الراسمالي.
ان ما جرى من احداث خلال الازمة العالمية، حيث انهيار النيوليبرالية، تاميم المصارف في اميركا، الانتفاضات العمالية فرنسا واليونان واسبانيا وايطاليا، موجة الاحتجاجات في الجزائر والاردن واليمن والسودان التي اعقبت او تزامنت مع الثورة في تونس، ثم الثورة في مصر، هي اكبر مما حصل اواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات من انهيار الكتلة الشرقية، والذي سمي بانهيار الشيوعية وبطلان الاشتراكية ... الخ والتي طبل لها المثقفون الليبراليون كجزء من بوق الغرب الراسمالي ولكن لا يطلق على ما يحصل اليوم انهيار الراسمالية، لان انهيار الراسمالية كنظام اجتماعي هو باقامة تظام سياسي اجتماعي اخر، اي الاشتراكية. لان الاكتفاء بالاحتجاج والاصلاحات في نفس اطار النظام هو ترميم للراسمالية وتمكينها من اعادة انتاج نفسها.
ان التاثير الفكري والايديولوجي الذي تتركه الثورات في تونس وصر في المجتمع وعلى الحركات الاجتماعية في المنطقة بخاصة، يتجاوز بكثير مسألة اسقاط نظام سياسي معين او سلطة.
ان الشكل الذي يتخذه مجرى الثورة، فرض التراجع على العديد من التيارات الفكرية التي كانت تعتاش من تفسيراتها الذهنية وتقييمها الاوضاع على اساس المشاهدة العرضية للاحداث وليس تحليل الجوهر الطبقي لها.

لقد غاب عن فكر العديد من الباحثين، ومنهم من يعتبر نفسه اشتراكيا او ماركسيا، كون الصراع الطبقي هو محور كل الصراعات حتى تلك التي تسعى لطمس البعد الاجتماعي للصراع واعطاءه صبغة حضارية او عرقية او دينية او ثقافية او ما شاكل. لقد فرضت ثورات تونس ومصر وبضربة، التراجع على هذه التيارات.


للحديث بقية



#فلاح_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد ثورة جماهير مصر -3- قاهرة الطغيان
- بصدد ثورة جماهير مصر- من يوميات الثورة
- حثالة البروليتاريا تلعب دورها التاريخي
- بصدد انتفاضة جماهير مصر
- ليس لدى العاطلين ما يخسرونه سوى جوعهم
- الهجوم ليس على النوادي والبارات، انه الوجه الجانبي للمعركة
- عشية الذكرى السابعة لتاسيس اتحاد المجالس والنقابات العمالية ...
- تأخر تشكيل حكومة أم تنافر أقطاب؟!
- الهجمة الأخيرة ضد النقابات، إلى متى والى أين؟
- حول مقاطعة الانتخابات
- عقود التراخيص مع شركات النفط وسيلة للنهب المنظم
- عشية الذكرى السادسة للاحتلال هل الإضراب العمالي الواسع عالمي ...
- العمال ليسوا تلاميذا بحاجة الى واعظ .. ردا على نادية محمود
- الاتحادات النقابية توافق على سياسة البنك الدولي واتحاد المجا ...
- في الذكرى الأربعين لإضراب الزيوت وإخماده الدموي... الطبقة ال ...
- الى الاتحاد العام لعمال الكويت ...الى كل عمال الكويت
- الى الاخ سلمان حسن حول رسالتك .. من المسؤول
- نحو مؤتمر عمالي عام في العراق
- 1 أيار يوم العمال العالمي، يوم البشرية المتمدنة
- أطلقوا سراح رشيد إسماعيل فورا


المزيد.....




- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فلاح علوان - بصدد ثورة جماهير مصر -- مواجهة الاستبداد والفقر والفساد