أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عطا ابو رزق - الشعب اسقط النظام














المزيد.....

الشعب اسقط النظام


عطا ابو رزق

الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 14:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هكذا تحول الهتاف في ميدان التحرير بعد الإعلان عن تنحي مبارك عن الرئاسة من "الشعب يريد اسقاط النظام" إلى "الشعب اسقط النظام"، وبذلك يكون الشعب المصري قد استعاد حقه الاساسي وهو أن الشعب صاحب السلطة الحقيقية على الأرض ويفوضها لمن يشاء هو وحدة فقط وبمحض إرادته صاحب هذا الحق. هذا هو التجسيد الحقيقي لمبادئ العقد الاجتماعي الذي تحدث عنه الكثير من المفكرين وعلى رأسهم جون لوك، الذي حدد طبيعة العلاقة ما بين الحاكم والمحكوم وأعطى الشعب حق الثورة عليه في حال مخالفة الحاكم لشروط هذا العقد، وكذلك المفكر الفرنسي روسو صاحب نظرية الشعب مصدر السلطات. وهذا ما تتضمنه كل الدساتير الديمقراطية في العالم بأن ، إذ لا يخلو دستور من هذا البند سواء في مقدمته أو في المادة الأولى من مواده. إلا أن حكامنا في العالم العربي لم يقروا بهذه الشرعية، وجمدوا الدساتير ووضعوها جانباً، وتعاملوا مع شعوبهم وفق دستورهم وشرعيتهم وقانونهم الخاص الذي استباح كل الأشياء ونشروا المخبرين والعيون في كل مكان من غرفة النوم وحتى مكان العمل، وحددوا لنا حدود الحرية والديمقراطية وهي أن نسبح ليل نهار بحمد الرئيس وأن نقبل يديه على ما أسبغه علينا من نعم، وأن ترضى بما قسمه لك من رزق، وأرغمونا على أن نقول نعم في استفتأتهم لتجديد حكمهم لنا، وحرموا علينا أن نقول كلمة لا إلا إذا قلناها رفضاً لمن يشككنا في شرعية حكامنا، وحرموا علينا أن نجامع نسائنا دون استذان من أولياء نعمتنا وخلفاء الله على الأرض.
لقد وضعت ثورة الشعب التونسي العربة على سكة الصواب، وانطلق قطار التغير مجتاحاً العواصم والمدن العربية، وتوقف لوقت قصير في قاهرة المعز فغير وجه التاريخ فيها وحطم أوثان وتابوهات كدنا نحسبها قدرنا المحتوم والمحكومين فيها حكماً مؤبدا، إلا أن قانون الطبيعة لا يتوقف عند إرادات الحكام مهما شيدوا من قلاع وحصون وأجهزة أمنية وتحالفات دولية أمريكية كانت أو غير أمريكية لحماية عروشهم الهشة، إن تراكم الظلم والقهر والفساد واتساع رقعة فئات وشرائح المسحوقين والمهمشين من أبنا الشعب واحساسهم بالقهر والمهانة كان لا بد من أن يولد الثورة، وهاهي شعوبنا تعيشها اليوم في قلب الأمة العربية مصر، المحطة الثانية لقطار التغير بعد تونس، محققة نصراً مؤزراً انتظرناه طويلاً وعلى مدى قرون أمتدت منذ أن حول معاوية إبن أبي سفيان الحكم إلى حكم عضوض وورثه لإبنه يزيد وحتى وقتنا هذا.
إن على حكامنا العرب أن يعوا هذه الدروس جيداً، وبدركوا أيضاً أنه ما عاد من الممكن للشعوب العربية أن تبقى على هذا الوضع السيئ، أو أن تقبل استمرار المهانة والذل في حياتها، في الوقت الذي قطعت فيه شعوب العالم المتحضر والمتقدم اشواطاً طويلة من التقدم والتطور وتعميق أكبر لقيم ومفاهيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في بلدانهم. وعليهم أن يتعلموا درساً مهماً من تجربة الثورتين التونسية والمصرية بأن اعتمادهم على حماية مصاصي دماء شعوبنا وناهبي خيراتهم ومغتصبي أرضهم وهاتكي عرضهم من دول عظمى وكبرى لن يجدي نفعاً إذا ما غضبت الشعوب عليهم وثارت. إن العالم أصبح صغيراً في زمن ثورة التكنلوجيا والاتصالات، حيث وفرت خدمة الانترنت والديجيتال كل ما هو جديد حول العالم إلى أن أصبح العالم بين يديك، مما دفع شبابنا الملئ بالحيوية والعطاء والمقموع والمنبوذ ويعيش الغربة في وطنه إلا أن يصر على التغير رغبة منه بان يتماثل مع أقرانه في دول العالم وأن يأخذ دورة الطبيعي في هذا المجتمع كما يجب أن يكون، وهذه سنة أخرى من سنن الكون وقوانين الطبيعة، فالجديد ياتي من رحم القديم وليس بالضرورة بنفس الشكل والكيفية وإنما بحلة جديدة وأسلوب جديد، وهذا ماكان من أشكال ووسائل وأدوات التغيير في عالمنا العربي، فتخلصنا من زمن الانقلابات العسكرية وحكم العسكر وأصبحنا نضاهي أعظم الثورات الشعبية في العالم، واستعادت شعوبنا العربية حقها المسلوب عنوة منذ قون في أن تقول كلمتها فيمن يحكمها، وأن تسترد شرعيتها التي ولدت عليها، وصدق عمر بن الخطاب حين قال ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار) .
attaaburezeq.blogspot.com






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستبقى تونس خضراء رغم أنف الظالمين


المزيد.....




- فيديو تهكّم ترامب على خامنئي بجملة -فزنا بالحرب- يثير تفاعلا ...
- الحكومة البريطانية تدين هتافات مناوئة للجيش الإسرائيلي بثتها ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إيران قادرة على استئناف تخصيب ...
- ترامب يجدد دعمه لنتانياهو ويحذر من أنه -لن يتسامح- مع مواصلة ...
- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عطا ابو رزق - الشعب اسقط النظام