حسن طويل
الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 17:11
المحور:
الصحافة والاعلام
يعرف العالم تحولات عميقة تتميزخاصة بثورة الإعلام و الإتصال ,التي أصبحت أساس هذه التغيرات و رمزها.فهي تجسد بالفعل تكثيفا لمايميز هده المرحلة من إستعمال لتكنولوجيا جد متطورة و نهاية الجغرافية وحرية إنتقال المعلومات متحدية الحدود السلطوية المكانية و السياسية و المعرفية.في ظل هذه التطورات ,عرف العالم العربي -مثأثرو ليس مؤثرا- تغيرات على مستوى الإعلام و الإتصال من ظهور قنوات فضائية مختلفة و شبكات الهواتف النقالة وإستعمال للشبكات العنكبوتية.مما لعب دورا محوريا في الإنتفاضات التي عرفتها تونس و مصر ؛فالمواقع الإجتماعية والهواتف المحمولة و الإعلام الفضائي كانت بالفعل معاول لهدم أصنام الديكتاتورية ,بتسهيلها للتواصل و صعوبة مراقبتها و فضحها للأحداث, فأصبحت كابوسا لأي تفكير في الشطط في القمع كما كان يحدث قبل التسعينات.فهي أصبحت بالفعل سلط في يد المواطن العادي للتعبير و المراقبة و الحصول على المعلومة. ومن بين القنوات الفضائية التي عرفت نجاحا على مستوى المشاهدة و التأتير في صناعة الرأي العام قناة الجزيرة. فهل هذه القناة في مستوى المرحلة في لعب دورها في نقل الخبر و السماح لإبراز مختلف و جهات النظردون خدمة أجندة خاصة؟
الجزيرة فعلا إسم على مسمى فهي تلخص البنية الإجتماعية للخليج العربي ؛ تمويل البترودولار القطري ورسالة إعلامية بدوية إسلاموية وإستعمال لتكنولوجيا في غاية التطور بمضمون في غاية التقليد. و لفهم دور القناة لابد من تحليل دور التمويل القطري لها و تفكيك خطابها الإعلامي و أهدافه .
قطر بلد صغير أراد أن يصبح كبيرا في تأثيره ,فأستغلت طبقته الحاكمة بوصلة الإعلام لتظخيمه (ولا أظن ان هذه الفكرة محلية). وليكون الإعلام مؤثرا لابد من مشاهدين كثر من مختلف البلدان العربية يصبحون مع الوقت جيش إحتياطي لخدمة أجندة القناة. أدى تخلف البلدان العربية و محاربة السلطات الحاكمة للفكر النقدي و العقلي و التجهيل الممارس على الشعوب عبر سنوات من النمادج التعليمية الرديئة وقهر الحريات و إستغلال الدين إلى سيادة ثقافة أصولية بدوية و قومجية عروبية تعتمد في مواجهة الأحداث على العواطف السلبية(بعيدا عن ما يسمى الذكاء العاطفي )بدل العقل و تلقي المعلومة في إطار الثمثلات الناتجة عن جهاز معرفي قروسطوي يتخلله علل التخلف من عداء للآخر و إضطراب منهجي و إطلاقية في الأحكام وذهنية التحريم و سلاح إسقاط مشاكل الذات على الآخر و نفي الواقع . التأثير الإعلامي خاصة إدا كانت تموله دولة بدوية خليجية مثل قطر في الجماهير ,يلزم سيادة و تشجيع هذه الثقافة.
قناة الجزيرة تلعب هذا الدور بإمتياز ,فمن خلال برامجها تجعل من الشعوب تقع في الإختيار بين جهنم الأنظمة المسيطرة و جنة الأصوليين . وتعتمد في ذلك على طاقم من الصحفيين و المحللين المعروفين بأصوليتهم و التدليس و تحويل الأخبار و إعادة قراءتها و تأويلها لخدمة هدا المشروع و هذا ما توظح في مجموعة من المحطات ؛مثل الوثائق الخاصة بمفاوضات السلطة الفلسطينية مع إسرائيل حيث تم تأويل و التعسف في قرائتها لخدمة حماس خاصة بعد إعلانها الهدنة مع إسرائيل (هذا يضعف حماس ويفرغ شعاراتها بالمقاومة ومبرر إنقلابها) كما أن نقد السلطة يتوجب نقد مواقفها النهائية و ليس مواقفها في المفاوضات التي هي ساحة للمناورة و الصراع. أو محاولة إظهار حركة النهضة بقوة في إنتفاضة تونس أو تضخيم دور الإخوان المسلمين في الإنتفاضة المصرية حيث أصبحت الناطق الرسمي لهاتين الحركتين.فجل برامجها تنفد وفق هذه الأخندة من بلاحدود إلى الإتجاه المعاكس و الشريعة و الحياة ...
إن خدمة المشروع الأصولي في قناة الجزيرة أصبح بداهة من بداهات إستعمال التكنولوجيا لفائدة التقليد . فالطالباني وضاح خنفر و الإخواني أحمد منصور و داعية الأصولية الملياردير القرضاوي بنقادوي و الرسمال البترودولار القطري من خلال الجزيرة يسعون إلى تحقيق هدفين :أولهما إبتزاز الدول من أجل المصالح القطرية وهذا ما أتبثه تسريبات ويكليكس و ثانيهما الدعاية الرخيصة للخطاب الأصولي.فالسكوت عن الديكتاتوريات مثل إيران و قطر و إظهار البديل الحداثي العصري للأنظمة المستبدة بشكل محتشم و كاريكاتوري( مثلا في برنامج الإتجاه المعاكس ) و تقديم قراءات في الأغلب للأحداث بصبغة أصولية و بتدخل و توجيه سا فل و بمهنية عالية في التدليس و تمرد بعض الصحافيين و خاصة الإناث منهم ضد الوصاية الأصولية على , كل هذا يدل على أن قناة جزيرة بوقا جميلا للإسلاموية.
#حسن_طويل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟