أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - يوسف الجندي - التحرك الشعبي التونسي أو « ثورة الياسمين » والتضامن الشعبي العربي















المزيد.....

التحرك الشعبي التونسي أو « ثورة الياسمين » والتضامن الشعبي العربي


يوسف الجندي

الحوار المتمدن-العدد: 3274 - 2011 / 2 / 11 - 19:34
المحور: الصحافة والاعلام
    


تندرج تونس في المنظومة الرأسمالية العالمية ضمن الرأسماليات التابعة المهمشة: عالم رابع. هذا هو تصنيف تونس الرأسمالي بدون رتوش إيديولوجية برجوازية برّاقة تمارسها البرجوازية الكمبرادورية المهيمنة، وحلفاؤها من «محدثي النعمة» الذين تحدثوا وترقوا حضارياً بالفساد والنهب.
وفي تونس مارست البرجوازية الكمبرادورية والمالية توحشها الليبرالي الجديد بأوامر رأسمالية «المركز» الصهيوني. فباعت تونس بالمجان لرؤوس الأموال الإمبريالية والخليجية المتصهينة. فهمّشت بهذا النهج المتوحش الحضاري والمدني قطاع كبير جداً من الكادحين: بطالة، فقر، جوع .. وهذا هو العامل الرئيسي في انفجار الغضب الشعبي العارم. والذي ترفض البرجوازية التونسية وكذلك البرجوازيات العربية المؤمنة الصادقة الإيمان الاعتراف به إلا إذا انحصرت في خانة «اليّك» وهو اعتراف أشبه بـ «عذرٍ أقبح من ذنب».
ولقد ترافق مع هذا النهج الكمبرادوري المتوحش «إعادة الكومبرادورية» والذي أفقر الشعب التونسي، قمع للحرية والديمقراطية. بالضبط قمع جميع الكادحين وقواهم الوطنية والديمقراطية. بتعابير إيديولوجية مزيفة، وفارغة تتم استعارتها من حقيبة الإمبريالية الأمريكية.
وهذا المنطق البرجوازي الكمبرادوري السياحي المتوحش إنما يقود بالضرورة إلى احتدام الصراع الطبقي .... وكل صراع طبقي هو صراع سياسي يتمحور حول: سلطة الدولة!
« 2 »
في الأزمة الوطنية تلك انفجر الغضب الشعبي أو ما أطلق عليه بعض المتفذلكين من أمثال هيثم العودات: ثورة الياسمين! ربما البرتقالية!! مع بعبع فاشي في هذا الانفجار الشعبي العارم سلـّط الإعلام البرجوازي الضوء على جماعة الأبواق: الخط الثالث المشبوه! خط استقلالية القضاء ومبدأ «المواطنة» و «العدالة الاجتماعية» وعدم هيمنة الدولة على المجتمع و «الوفاق الديمقراطي» و «الوفاق الوطني» والوحدة الأنتربولوجية والتنوع التنوعي.
من هذه الإسهالات التنوعية الانتقائية فعباراتهم الإيديولوجية لا تنتهي وبالضبط في سيناريو امتصاص الغضب الشعبي، امتصاص غضب «ثورة الياسمين». سيناريو أعدته مطابخ الإمبريالية الأمريكية إمبريالية الفاشي أوباما الذي حيّا الشعب التونسي و «ثورته»!!! وذلك بمحاولة قطع الطريق على صيرورة الاندفاع الشعبي نحو انتفاضة حقيقية.
وبالضبط من خلال توريث السلطة لبعض جماعة «العابدين»! إنها مسرحية «الدستور» بالاعتماد على «جهاز القمع» الجيش + الأمن! .. ومجلس النواب النائم. أي تغيير شكل السيطرة الطبقية البرجوازية بشكل أقبح: مسرحية ديمقراطية جيشية كرتونية هدفها إقصاء الآخر بالضبط إقصاء القوى الوطنية والديمقراطية الشعبية وجموع الكادحين مفجري التحرك الشعبي العارم ــ تحرك البوعزيزي! بلعبة دستورية زائفة: التمسك بالشرعية (المحزوقة)، وفي هذا السياق وضع الغنوشي ومن معه تحت إبطه بعض السفلة: شلة من الاشتراكيين الديمقراطيين.
إنه صراع طبقي بين الذين هم «فوق» والذين هم «تحت»، أي بين رفاق زين العابدين بين النهب من جهة والجماهير الشعبية الكادحة وقواها الوطنية والديمقراطية من جهة ثانية. فجماعة الفوق جماعة الدستور والشرعية يعوّّلون أهمية على جهاز القمع: الجيش + الشرطة + محدثي النعمة + سقط المتاع من الزعران السراقين!.
والقوى الوطنية والديمقراطية وإلى جانبها الجموع الكادحة الثائرة المهمشة والذين في لحظة التحرك الشعبي قاموا بتشكيل لجان شعبية للدفاع عن مصالح الكادحين ومنع السرقة.
إنها ازدواجية سلطة مقبلة تفتقر لعنصر «الهيمنة» الطبقية لدى كلا الطرفين المتصارعين المتناقضين وعندما تغيب الهيمنة الطبقية تعطل أجهزة الدولة .. في لحظة التوازن تلك يبرز الجيش على حساب الطرفين المتصارعينّّ. في هذه الازدواجية المقبلة أيهما سينتصر؟
إنه التوازن القلق! فشبح الحرب الأهلية. قد يخيم في المدى المنظور على ثورة الياسمين. فالطرف الشبه فاشي لا رجعة له عن سياسة الإفقار والتهميش وفق أوامر إمبريالية صندوق النقد الدولي إلا تكتيكياً إن اقتضى الأمر، تنازلات جزئية مبتذلة والطرف الوطني يناضل ضد سياسة الخصخصة المواربة لأجل بدأ عملية دولة وطنية تعتمد مبدأ «التأميم» لوسائل الإنتاج الاجتماعية على الأقل لأملاك أسرة الديكتاتور وزوجته ماتيلدا ماركوس الطرابلسي وأشقائها وأقربائها.
التأميم ضد الخصخصة المواربة أو الراقصة أو الفاقعة السيطرة على التراكم مقابل ترحيله إلى الخارج لدعم إمبريالية الشركات المتعددة صهيونياً. وهنا مأزق نمط التنمية. المطلوب، إما تنمية وطنية شعبية تسيطر على التراكم بشكل ديمقراطية الأكثرية ديمقراطية الكادحين وعبر دولة مُدمقرطة وذلك لإنقاذ تونس الخضرا أو ما يمكن تسميته جبهة إنقاذ وطني و «وحدة وطنية» للكادحين أو تنمية التخلف وتحديثه ببيارق إيديولوجية بالية ينبح بها جماعة المجتمع المدني و «صون الحريات» وحقوق الإنسان وزبالة الديمقراطيين الاشتراكيين الذين سرعان ما انطووا تحت إبط «رفاق المخلوع» والمعركة مستمرة بالضبط معركة نمط التنمية المطلوب وبالتالي قد يتحول التحرك الشعبي العارم إلى ثورة حقيقية! ثورة حقيقية مطعمة بحرب أهلية!: الكادحون ضد البرجوازيون وبالأخص الشريحة المهيمنة الكمبرادور الذي تحت راية الشرعية أو صيانة الدستور يحاول السيطرة على مجمل الجيش وجهاز الأمن!! بالضبط لأجل الشرعية!! التي خرقتها وتخرقها كل يوم برجوازية «بن علي» بل قد خرقتها منذ بدء «التحرك»! بإقصاء القوى الوطنية والشعبية التي انصهرت مع التحرك الشعبي مع العاطلين عن العمل والجياع. فالإرهاب الأسود يطل من جعبة خلفاء بن علي. وبالفعل فقد قام بعض جلادي النظام بقتل عدد من الوطنيين المناضلين ضمن السجن، تحت مسميات مختلفة!
وأما الخط الثالث فهو خط «المشبوهين» برداء ديمقراطي زائف إنهم جماعة «الثورات البرتقالية» الياسمينية! ولدينا على الساحة السورية طبعة مخنثة منهم. ولكنها أكثر عواء بالديمقراطية بدون الحديث عن: «علاقات الإنتاج» وبالأخص الذين ما يزالون يلونون أنفسهم بتسمية اليسار.
فالمسألة هي مسألة إقامة الدستور واحترامه وصيانته من غبش «العنف» أو تنقية الياسمين من رائحة الدم. للحفاظ على مصالح الفئات الوسطى. أو محدثي النعمة. الفاسدين.
هذا الخط يتذبذب بسب الطابع البرجوازي الصغير فجمهوره بالأساس من هذا الوسط الطبقي: المتذبذب والذي تعشش فيه الأوهام الإيديولوجية وانتفاخ الذات.
والبرجوازية الكبيرة وبالأخص الشريحة المهيمنة: الكمبرادورية المالية تستخدم قسماً لا يستهان به من هذا الخط الثالث المستقل!! أداة إيديولوجية للتضليل.
إنهم جزء من البنية الفوقية: قطاع الخدمات: يحصلون على فئات من الفائض المنهوب وعلى وظائف وزارية أو ما يعادلها بيروقراطياً. وقد اندس قسم منهم في مسرحية الدستور وإجراء انتخابات بعد /60/ يوماً!!!
وإذا ما استعر غضب الكادحين واستعر الصراع الطبقي لأجل مسألة «التأميم» فإن هؤلاء البرجوازيين الصغار والفئات الوسطى الإيديولوجيين سوف يصرخون عالياً: الإرهاب لا للإرهاب. أو «نزع فتيل العنف» مع تناسي مسألة غلاء لقمة العيش وبالضبط الآن أثناء التحرك الشعبي العارم. فالمصائب مربحة للتجار!! فالتاجر على حد قول أنجلز يأمل بالمصائب!! يتناسى أولئك الشرط الاقتصادي الطبقي!! إنهم يتشدقون! بحقوق الإنسان ومبدأ «المواطنة» واحترام القيم الحضارية والإنسانية والارتباط مع الاستعمار! بقناع التنوع الثقافي!! إنهم يعوون بالإنسانية ونبذ العنف وترسيخ قيم المجتمع المدني والمحلي والأهلي والزمالك من فضاء غرف الكمبرادور ووحي الإمبريالية!!
« 3 »
فرضية الإستراتيجية المقبلة..
في القطع مع التبعية لا يستلزم اليوم فك الارتباط والتمحور حول الذات فتلك إستراتيجية ماركسية باتت مستحيلة أي تم تجاوزها مع انهيار الاتحاد السوفييتي. ولهذا فإن سيطرة القوى الوطنية الديمقراطية على السلطة في تونس فإنه يصعب «لوحدها» فك الارتباط خاصة أن تونس بلد فقير بالموارد، والتمحور حول الذات بالسيطرة على التراكم هذا إذا لم نقل أن الهوة ازدادت ما بين المراكز الرأسمالية والأطراف، هوة سحيقة وبالتالي يتطلب ذلك وضع إستراتيجية ثورية عالمية ولهذا كان شعار الشيوعيين السوريين من أجل جبهة عالمية مناهضة للإمبريالية.. وفي جدل العام بالخاص فإن تونس وغيرها من البلدان العربية التي تحبل بالانفجار هي حلقة ضعيفة أو باتت ضعيفة نحو إستراتيجية ثورية عربية للشعوب العربية الكادحة ضد الأنظمة الكمبرادورية المتصهينة المتوحشة.
بمعنى آخر .. إن ضرورة استمرار النهج الوطني الشعبي في تونس بل ووصول القوى الوطنية الديمقراطية إلى السلطة إنما يتطلب دعم الشعوب العربية لهذا النهج بانتفاضات شعبية أخرى. خاصة وأن المنطقة تحبل بذلك فمعنى الولادة؟
فالعدوى الثورية قد تنتشر وعلى حد قول لينين: إن الثورة تـُثقف وتـُجمع وتـُعلم بسرعة.



#يوسف_الجندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - يوسف الجندي - التحرك الشعبي التونسي أو « ثورة الياسمين » والتضامن الشعبي العربي