أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر محمد الوائلي - احلام مظفر النواب














المزيد.....

احلام مظفر النواب


حيدر محمد الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 3274 - 2011 / 2 / 11 - 12:24
المحور: الادب والفن
    


هو المعارض في زمن كانت السياسة فيه لمن يحكم فقط ...
هو الرافض للدكتاتورية والظلم في وقت كان الناس مشغولة عنها ببلاويها ...
هو الصوت الهادر بالإحساس المرهف والكلمات النارية والتعبير الخطير الذي من الممكن أن تجر صاحبها للإعدام في بعض الدول العربية الآن ، وأكيداً فمحكوم بالموت من دون نقاش من كان يتداول كلماته في العراق في زمان المجرم صدام وعصابته ...
هو الحالم وسط قصب الأهوار وهو مطارد ليقتلوه ولكنه في تلك اللحظة يحلم بعراق فيه حرية وكرامة وعيش رغيد للشعب وراحة بعد عناء طويل ...
هو صاحب المبدأ الذي لم يتنازل عنه ولم يساوم عليه ...
هو الحالم في بلد يُقدس الإنسان كما تُقدس الأديان فعنده أن الإنسان أقدس من الأديان لأن الإنسان أصل التشريع وأساسه والأديان مجرد تطبيق وتنظيم عملي .

هو القائل : (في قصيدة الوتريات الليلية)
يا وطني المعروض كنجمة صبحٍ في السوق
في العلب الليلية يبكون عليك
ويستكمل بعض الثوار رجولتهم ويهزون على الطبلة والبوق
أولئك أعدائك يا وطني

وهو القائل : (في قصيدة الوتريات الليلية)
أقسمت بتاريخ الجوع ويوم السغبة
لن يبقى عربيٌ واحدُ إن بقيت حالتنا هذي الحالة
بين حكومات الكسبة

تمنى النواب وطناً لا يباع ويُشترى في مزايدات السياسة والمصالح الفردية وتموت دولة الإنسان ، ولم يحلم بدولة يحكمها متعصب جاهل ، أو حاقد أو طائفي أو سجان ديكتاتور قاتل كما في أكثر الأنظمة العربية والحمد لله فلقد تخلصنا من سجاننا ودكتاتورنا وقاتلنا صدام ...

فهو القائل : (في قصيدة في الحانة القديمة)
سبحانك كل الأشياء رضيت سوى الذل
وأن يوضع قلبي في قفصٍ في بيت السلطان
وقنعت أن يكون نصيبي من الدنيا كنصيب الطير
ولكن سبحانك حتى الطير لها أوطان
وأنا لا زلت أطير
فهذا الوطن الممتد من البحر إلى البحر سجونٌ متلاصقةٌ
سجانٌ يُمسك سجان

وهو القائل : (بيت أبوذية)
غفل دهري يها الوادم ولاني
عبن ما غيرت جلدي ولوني
لا هو الوكت عف عني ولا اني
رضيت هدان يتفرعن علية

وهو الثائر الناقد الذي إتخذ من الحسين شعاراً ومنهجاً وفكراً وليس حب ظاهري أو مجرد كلام ...
وهو القائل في قصيدته حول وقوف الأمام الحسين وثورته :
تعلمت منك ثباتي وقوة حزمي وحيداً
فكم كنت يوم الطفوف وحيداً
ولم يك أشمخ منك وأنت تدوس عليك الخيول
.........
إننا في زمان يزيدٍ كثير الفروع
وفي كل فرعٍ لنا كربلاء
لُعِنت زماناً خصى العقل فيه تقود فحول العقول
ما أنت طائفةٌ إنما أُمةٌ للنهوض
لست أبكي فإنك تأبى بكاء الرجال
ولكنها ذرفتني أمام الضريح عيوني
يطاف برأسك فوق الرماحٍ
ورأس فلسطين أيضاً يُطاف في بلاد العروبة
ياللمرؤة والعبقرية بالجبن
أما العراق فيُنسى لأن ضريحك عاصمة الله فيه
وجود بنيه أقل من الجود بالروح جودٌ خجول
وطني
رغم كل الرزايا يصلي على الموت كل صباحٍ
ويُغمد في الحزن كل مساءٍ
وينهض ثانية والصباحات بين يديه بطاقات عرسٍ
..............
كأن العروبة ليست ترى كيف يُحتز رأس العراق
وكيف تقطع أوصاله ويطوف يزيدٍ به في البلاد
ورأس فلسطين يُطاف به في بلاد العروبة .

وتبقى أحلام مظفر الماضية التي لم تتحقق في الماضي ، وللأسف تحقق بعضها فقط في الحاضر وليس أكثرها فقد بقى كثيراً منها لم يتحقق ، وأخشى عدم تحقيق هذا الكثير من الأحلام في الزمن المستقبل .
والفقراء يحلمون ، لأنك إن لم تجد في الواقع خيراً فخيراً لك أن تحلم ، فالحلم يخلصنا ولو قليلاً من التفكير الكئيب والمأساوي ، فأحلموا ولو حتى حلم يقظة .

ولا تُفسروا الأحلام لكيلا تُعتبر منتمياً لحزب أو طائفة فأحفظه لنفسك .

ولا زال مظفر النواب يحلم معنا وهو في غربته في سوريا ، والحمد لله أنه ليس في العراق لأضحى مقتولاً ...
سأل أحد الصحفيين العراقيين الرئيس العراقي الحالي جلال طلباني عن سبب عدم تكريم مظفر النواب لحد الآن ؟
فأجاب الرئيس جلال طلباني :
تكلمنا معه وأعطيناه استحقاقه من أموال وحقوق فرفضها قائلاً :
أنا لم أأخذ مالاً من أي رئيس من قبل ولن أأخذها منك الآن !!
ولما سأل الصحفي الرئيس جلال طالباني عن الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري فقال :
نحن كرمناه بأن بنينا له تمثالاً في كردستان وسمينا شارعاً بأسمه بينما لم تفعل له مدينته النجف أي شيء !!

حفظ الله الشاعر الكبير مظفر النواب وأنا أحببته لحبه لمبدئه وإصراره وتفانيه في سبيل الكرامة والحرية وإنشاء الله أرى لك تمثالاً شامخاً وتراه بعينيك قبل أن توافيك المنية والأمر بيد السياسيين والحكومة إن كانوا يتذكرون أمثالك .



#حيدر_محمد_الوائلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إهمال .. استهزاء .. حرب .. انتصار


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر محمد الوائلي - احلام مظفر النواب