أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مناف كريم - من أوهام الثورة














المزيد.....

من أوهام الثورة


مناف كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3274 - 2011 / 2 / 11 - 05:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


إن ما وصلت اليه الثورة في مصر من التوسيع الرائع لقاعدتها الجماهيرية واسلوبها الناضج في تعاملها مع السلطة أدهشت الجميع. لكن هنالك أوهاماُ بين صفوف الطبقات الأجتماعية المقهورة وقادتها الميدانيين قد تمنع الثورة من تحقيق أهدافها.

من أولى هذه الأوهام هو الأيمان الأعمى بولأء الجيش للشعب ونسىيان ماهية الجيش. حين يهتف عشرات الألاف من "ساحة الشهيد" ويطالبون بتدخل الجيش يتجلى ضخامة هذا التوهم. هل ولاء هذا الجيش للشعب؟ أليس قائده وزير دفاع في نظام مبارك الى ساعتنا هذه. الم يكن حرياُ بقائد هذا الجيش الوطني أن يقدم استقالته عند القمع الدموي للثورة وإطلاق البلطجية ضد الشباب والشابات العزل. اليسوا قادة هذا الجيش من يجتمعون بشكل دوري بالقيادات الأمريكية؟ الم يكن هذا الجيش موجودا في مصر في فترة الثلاثين سنة من حكم مبارك ونظامه الدموي؟ هل كان بوسع مبارك أن يصول ويجول في البلاد كما يشاء ويطلق يد أزلامه لنشر الخوف والرعب وشراء الذمم، لولا مباركة الجيش له ومساندته.

إن من المدهش في هذه الثورة هو أنها رغم قوتها الجبارة لاتريد الأخذ بزمام السلطة وفرضه على كل القوى المعادية للثورة بما فيها الجيش كواقع مسلم به. إن قيادة الجيش بحاجة اكثر لشرعية الثورة ومجاملتها من حاجة الشعب له. إن حاجة الجماهير الى الجيش هي حاجة وهمية، وإن من يعمق هذا الوهم هو القوى والأحزاب البرجوازية والرجعية الدينية ذات الولاءات الأمبريالية التي لاتريد للثورة أن تستمر وتنضج وتخلص العمال والكادحين وكل التواقين الى الحرية في مصر من الظلم والعبث بحياتهم ومستقبلهم هم أولادهم. نرى الأن كيف ترتفع صيحات هؤلاء لتدخل الجيش بدعوى حماية الشعب. لكن الهدف هو حمايتها للمصالح الأمريكية والأرتزاق بها. هل ياترى من الصحيح إضعاف الشعب الذي الأن في قمة قوته وإخافته من حفنة من الحرس الجمهوري وهل ياترى الحرس الجمهوري من الحماقة أن يواجه شعباُ قرر أن يغير وجه مصر السياسي ويضع نفسه أمام كارثة ستبيده الى الأبد. إن الشعب الذي هزم الشرطة وقوى الأمن لا يجوز له أن ينجر وراء هذه الصيحات ويخنق الثورة بتسليمها الى الجيش.

إن غالبية الساسة المصريين والجيش وكذلك الأخوان هم جميعاُ مندمجون في منظومة النظام القديم والعقلية السياسية التسلطية التآمرية القديمة. فأنهم مشمولون بشعار "إرحل" كما حسني مبارك.

ثاني الأوهام هو رفع المطالب و التعامل مع الثورة بعقلية المتظاهرين. إن من يثور سيدخل في علاقة جدلية جديدة مع السلطة علاقة لاتعرف المهادنة ولاالمصالحة فتقدم الثورة ونموها والتصعيد في شعاراتها هي من السرعة بدرجة لايمكن للسلطة مجاراتها والسيطرة عليها. إن من يرفع المطالب يترك بينه وبين النظام خيطاُ من الأوهام قد يستدرج به الى الخديعة. مع الشروع بالثورة تنتهي المطالب ولا تبقى إلا الشعارات والأهداف والعمل الدئووب لحشد الجماهير وجمع القوة وخنق النظام.

ثالث الأوهام هو التوهم بالنظام البرلماني النيابي، والفضل في هذا يعود مرة أخرى للساسة المتقادمين والمثقفين ذوي النزعة الديمقراطية العمياء، الذين لم يتعرفوا على الديمقراطية إلا النيابية منها التي شاخت في أوروبا وهي في طريقها الى الزوال. إن الديمقراطية النيابية بصبغتها المتعارف عليها ما هي إلا استمرار لنظام مبارك ولكن "بدفعات". سيأتي حزب على شاكلة حزب مبارك ورئيس بقيافة مبارك ليحكمنا لمدة أربعة سنين ويفعل بنا ما يشاء ثم يرحل ويأتى مبارك آخر وهكذا تستمر لعبة المخادعة من جديد. لا أظن بأن الهدف الكامن وراء هذه الثورة العملاقة وكل التضحيات هو هكذا ديمقراطية بخسة وهزيلة. إن أصدق ديمقراطية هي سلطة هذه الملايين التي تلزم الشارع منذ 25 يناير الماضي وتزلزل أركان النظام. إيجاد طريقة لتنظيم وتقنين هذه السلطة هو ما يجب أن يصبح الشغل الشاغل لجميع طبقات وفئات المجتمع المصري بعد الثورة. إن الشعب المصري يمارس الأن سلطته وهذا هو مصدر كل الأدعاءات السياسية والدساتير. وعلى من يريد الأرتقاء بفهمه السياسي ليحضر الى ميدان التحرير ويتعلم الدروس في أروع نوع من الديمقراطية.

رابع الأوهام هو شرعية الدستور المصري. إن الدستور هذا لم يتمتع بأي شرعية قط ويعرف الشعب المصري هذه الحقيقة أكثر من غيره. على الجماهير الثائرة عدم الأستماع الى الأقوال البائسة لعمداء متقاعدين وأمثالهم من ساسة عن الشرعية الدستورية وما الى ذلك.
إن الدستور لم يفقد شرعيته مع شروع الثورة فحسب، بل حين شرع وفرض على الناس كوسيلة قمع وآستعباد.

إن لم تنجح الثورة في فرض هذه ديمقراطية الشعب، أي سلطة الشعب المباشرة، فعليها أن لا تجنح لأقل من الديمقراطية المباشرة المتبعة في سويسرا وهي أضعف الأيمان.

عاشت الثورة
عاشت الحرية والمساواة والحكومة المجالسية



#مناف_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة في خطر
- نداء الى اللجان الشعبية في مصر
- ملاحظات حول الثورة


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مناف كريم - من أوهام الثورة