أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غالب محسن - نقد الذات قبل نقد الوقائع / تأملات 13 / من غير وصايا كان العالم أجمل















المزيد.....

نقد الذات قبل نقد الوقائع / تأملات 13 / من غير وصايا كان العالم أجمل


غالب محسن

الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 00:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مهد الحضارات وموطن الأديان

" نحن أبناء وادي الرافدين موطن الرسل والأنبياء ..." دستور العراق الدائم / الديباجة

لو كنت أنا من كتب الديباجة لأضفت كلمة الآلهة لتقرأ هكذا : " نحن أبناء وادي الرافدين موطن الآلهة والرسل والأنبياء ..." ومن يعرف تأريخ بلاد ما بين النهرين ، لا يمكنه أن لا يدرك المقصود من هذه الأضافة مع أن هذا الأحتمال ( أن لا يدرك القصد ) وارد جداً في زمن لم يعد فيه الحاضر مدركاً بل وضاعت فيه حدود ما بين النهرين لأجل ما بين المرقديين .

يرى العديد من المفكرين والباحثين في التأريخ أن فينوس آلهة الحب والجمال في روما القديمة كانت في البدء أنانا السومرية الآلهة الأم ، رمز الحب والخصب والجمال وعندما أسس الأموريون بابل وأخضعوا سومر لسيطرتهم صارت أنانا الألهة عشتار البابلية بل وأزّيد لتصبح رمزاً للحكمة والقوة أيضاً . ثم رحلت الى سوريا وبلاد الكنعانيين مع جيوش نبوخذنصر فصارت عنات الكنعانية ثم أستات (أو عشتاروت) الفينيقية حيث عبرت مع الأخيرين البحر الى بلاد الأغريق فصارت تارة أثينا آلهة الحرب والحكمة وتارة أخرى أفروديت آلهة الحب والجمال.

وأذا كان كتاب التوراة يعتبر حتى وقت قريب كتابا لتأريخ الأنسان ، بل" الكتاب الوحيد " * فأن فك رموز الكتابة المسمارية في النصف الثاني للقرن الثامن عشر أماط اللثام عن حقيقة أذهلت مكتشفيها وهي أن قسما كبيرا من كتاب العبرانيين لم يكن في الحقيقة سوى قصص وأساطير شعوب سومر وبابل وآشور وأن نبي الله نوح لم يكن سوى أوتنابيشتم الحكيم ، وأن قصة ولادة موسى ونجاته لم تكن سوى صورة أخرى لأسطورة ولادة سرجون الأكدي الأعظم رغم أختلاف رسالتيهما ، وأن أبونا آدم ليس سوى أدابا العاقل والحكيم الذي عاش في أريدو وفقد حياة الخلود بسبب خطأ ارتكبه ** . وهكذا كانت أغلب الحكايات في كتب السماوات الأخرى ***.

على أية حال ، وعلى هذا المنوال ، لو صح ، تجاوزاَ للجدال ، ما جاء في قصص الأنبياء من أن أور موطن النبي أبراهيم (أو على الأقل موطن أبيه تارح حسب التوراة) يصح حينها القول أن من أرض العراق أنطلقت كافة الديانات السماوية بأعتبار أنها جميعاً تستند الى هذه القصة في تفسير ظهور وأنتشار هذه الديانات وعلى أعتبار أن النبي أبراهام هو " أب الأنبياء " حتى أنها تسمى أحيانا بالديانات الأبراهيمية . أن تعدد وتنوع الديانات في العراق الحالي وتلك التي كانت موجودة وأندثرت تقريبا (كالمانوية) دليل آخر لمن يطلب المزيد .

الوصايا وتابوت العهد بداية الحكاية

بعد حوالي مائة يوم من المسيرة الشاقة في حرّ الصحراء اللاهب ، وصلوا الى حافة الجبل ، متعبين تماما ، لكن فرحين على الأقل للتوقف وألتقاط الأنفاس . لم تكن في الحقيقة مسيرة بل هي للجري أقرب فقد كانت هروباً أكثر مما هي " خروجأ " لأرض الميعاد . نَظَرَ الى الحشدِ المنهك وربما اليائس أيضا ، كأنه قطيع أضلّ طريقه . شعر بالعطف والحزن في آن . توجه نحوهم بعزم وتصميم محاولا التخفيف من آلامهم قبل شكواهم : سأصعد الى قمة هذا الجبل وألتقي الرب وآخذ منه عهداً لأنقاذنا من هذا الضياع . متكئا على عصاه ، التي شقت البحر من قبل وأنقذتهم من جيوش مرنتباح ، أستدار مبتدءاً رحلة الصعود ودون أن ينظر وراءه خشية أن يروا الدموع في عينيه الى أن توارى خلف الصخور . طال أنتظار الجموع حتى نفذ صبرهم ونسوه تماماً هو وربه بل صنعوا لهم ألهاً جديداً يعبدونه ويرقصون له . لكنه عاد أخيراً حاملاً معه أحكام الشريعة وتابوت العهد .

هكذا تقريباً تقول أسطورة موسى وهو يعود من خلوته في جبل سيناء حاملاً معه وصاياه العشرة كما وردت في التناخ ، مرة في سفر الخروج وأخرى في سفر التثنية .

ومادامت الديانات السماوية ذات منشئ واحد فلا غرابة بعدئذ أن التشابهه الكبير في تعاليمها وقصصها عموماً لايثير العجب خصوصاً ما بين اليهودية والأسلامية حيث يصل التشابه في أحيان كثيرة الى أوسع مدياته حد التطابق . وما يهمنا في هذا المقام هو التعاليم والوصايا الأخلاقية . فمقارنة سريعة لوصايا موسى العشر كما وردت في سفر الخروج ، الفصل 20 ، والتي أُسميها أحيانا باللاءات أو الممنوعات العشر ، وما جاء قبلها في الكانزا ربا و ما جاء بعدها في القرآن تظهر تطابقاً مدهشاً ، وتأكيداً على أن الوحي واحد أحد لا شريك له ، رغم محاولات الوحي المحمدي التميز بالألفاظ بشكل مبالغ فيه ومقصود . الأقتباسات الأولى من التوراة :

1. لا يكن لك آلهة أخرى أمامي ، وفي القرآن " فأعلم أن لا أله ألا الله " سورة محمد/19 و " وأعبدو الله ولا تشركوا به شيئا " النساء /36 ، و " قضى ربك ألا تعبدوا ألا أياه .. " الأسراء /23 ، وفي الكانزا ربا " واحد أحد ، لاشريك لأحد بسلطان " .
2. لا تصنع تمثالا منحوتا ولا صورة مما في السماء ، ولا تسجد لهن ولا تعبدهن ..الخ ، وفي القرآن " واجنبني وبني أن نعبد الاصنام " سورة أبراهيم / آية 35 ، " فاجتنبوا الرجس من الأوثان " الحج 30 ، وفي الكانزا ربا " لا تسبحّوا للكواكب والأبراج " و " أمسكوا ركبكم عن السجود للشيطان وللأصنام الزيف " .
3. لا تنطق بأسم الرب باطلا ، وفي القرآن " ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم " البقرة / 224
4. أذكر يوم السبت لتقدسه ، وفي القرآن يوم الجمعة
5. أكرم أباك وأمك ، وفي القرآن " وبالوالدين أحسانا " النساء / 36 ، و " وقل لهما قولاً كريما " الأسراء /23 ، وفي الكانزا ربا " احترموا آباءكم ، واحترموا أمهاتكم ".
6. لا تقتل ، وفي القرآن " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله ... " الأنعام / 151 ، وفي الكانزا ربا " أمسكوا أيديكم عن القتل والسرقة " .
7. لا تزن ، وفي القرآن " ولا تقربوا الزنا " الأسراء / 32 ، " أن الله يأمر بالعدل ... وينهى عن الفحشاء " النحل / 90 ، ولا تكفروا ولا تقربوا الزنى فهي من المحرمات لدى المندائيين
8. لا تسرق ، وفي القرآن " والسارق والسارقة فأقطعوا أيدهما .." المائدة / 38
9. لا تشهد شهادة زور ، وفي القرآن " وأجتنبوا قول الزور " الحج / 30 ، " ولا تكتموا الشهادة " البقرة / 283 ، وفي الكانزا ربا " نـزهوا أفواهكم عن الكذب , الزيف لا تقربوه "
10. لا تشته أمرأة قريبك .... ، وفي القرآن " ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به أزواجاً " طه / 131 ، وفي الكانزا ربا " أمسكوا أجسادكم عن معاشرة أزواج غيركم " .

أما المسيح فكانت دعوته أستمرارا لما جاء في التوراة بأعتراف صريح لا يقبل التأويل " لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ، ما جئت لأنقض بل لأكمل " انجيل متي الأصحاح الخامس . وكانت كل رسالته المسيحية تقريبا مواعض ووصايا أخلاقية وزاد فيها الكثير من دعوات المحبة والتسامح والغفران أيضا . وهذه بعض الأمثلة المشهورة بين الناس بكثرة " أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله " مرقس 12/17 ، و " أحبوا أعدائكم ، أحسنوا الى مبغضكم ، باركوا لاعنيكم ، وصلّوا لأجل الذين يسيؤون لكم . من ضربك على خدك فأعرض له الآخر " لوقا 6/27 ، و " أن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم " متي 5/47 وغيرها من الدعوات الأخلاقية السامية والأمثال والمواعض الكثيرة أيضا **** .

العقاب والثواب في تفصيل الخطاب

وقد أضاف الوحي الأسلامي بعض الصرامة لهذه الوصايا الأخلاقية خصوصاً في مرحلة التبشير بالرسالة السماوية جاعلاً منها طقوس يومية أو دورية عبر المزيد من الدعوات للأحسان وأداء الزكاة وأطعام المساكين والفقراء والعطف والرحمة لذو القربى واليتامى وأقامة الصلاة (خمس مرات في اليوم ) والصيام ثلاثين يوماً (في حر الصحراء القاسي ) والكلمة الطيبة والموعظة الحسنة لأصحاب الكتاب والعفو والمغفرة والعدل وغيرها مما رحم الله به عباده الضعفاء و طبعاً بالتهديد والوعيد أيضاً ***** . ليس موضوعنا هنا الخوض في تفاصيل خلفيتها التأريخية وأسباب نزولها و " التأويلات " المحتملة لها من جهة ، وتغيير محتوى ولهجة الوحي الأسلامي بعد أنتصار الدعوة والناسخ والمنسوخ والأحاديث النبوية من صحيحة أو ضعيفة أو موضوعة وأختلاف تطبيقاتها ...الخ ، لكن ربما أعود في مرة أخرى لأطرق هذا الباب .
أقول ، بعيدا عن كل ذلك فأن أنتشار عبادة الأوثان والقتل والسرقة والكذب والزنى وأستغلال الأنسان ....الخ لا بد أن تكون من بين الأسباب التي دعت الخالق الى تشريع هذه اللاءات والممنوعات بل والتهديد بأشد العقوبات لمرتكبيها ( قطع اليد للسرقة والرجم بالحجر للزاني والزانية والحرق بالنار للشرك بالله وغيرها من أحكام الحدود في الأسلام ) ****** وحض الناس على البر والصدق والأحسان والأخلاص وتتويج كل ذلك بالأختراع المدهش " الحلال والحرام " ، هاتين الكلمتين السحريتين التي بسّطت في أحيان كثيرة هذه الوصايا الى حد الأبتذال ومكنت الكهنوت الديني من السيطرة المطلقة ( والمراغة عند الضرورة ) على جمهور المؤمنيين وأمّنت لهم هدوء البال مهما كان صعب السؤال .

للضرورة أحكام كما يقال ، ففي ظروف أجتماعية بدائية سادت فيها شريعة الغاب وحيث شحة الموارد وقساوة الطبيعة ، كثر بين الناس النهب والسرقة والقتل والأسر والسبي وغيرها من قييم وأخلاق الأنسان عندما كان "حيوان " ، فكان لا بد من تدخل الرب لتنظيم حياتهم بعد أن منحهم أياها . بمعنى آخر أن هذه الوصايا كانت بداية نقد الأنسان للأله وهذاالأخير حاول تفادي سهام النقد عبر هذه الوصايا والمواعض لخلق حياة أنسانية ولو في حدها الأدنى ، في الوعي والخيال ، خصوصا للشريحة الأضعف في المجتمع . فكان من الطبيعي أن الجمهورالأساس لهذه الديانات وحملتها كان من البسطاء والفقراء في كل زمان ومكان ، في مصر أم في الشيشان ، لأنهم وجدوا في هذه الوصايا بصيص أمل وطريقا نحو السماء للخلاص من حياة البؤس والشقاء . وبغض النظر عن مدى نبل وحسن مقاصد هذه الوصايا تبقى بالطبع مجرد أوهام ، كما في مسلسلات مهند وقنوات الأفلام ، فمثل هذه الحياة لا يمكن أن تتحقق عبر المواعض واللسان مهما كانت مؤثرة و " حماسية " ويومية والخليفة هارون الرشيد خير مثال في هذا المقال حيث كان يبكي حتى " تخضل لحيته " من شدة التأثر عند سماعه مواعض أئمة المسلمين أو كما يسميهم علي الوردي وعاظ السلاطين .

في البدء كانت هذه الوصايا صوت المحتجين الخافت على الظلم ، و ظل في حدود الأخلاق والمواعض ولم يصل الى حد التحريض والتعبئة كما أراد لها أبا ذر الغفاري في قولته المشهورة " عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه " ، الأمر الذي حول هذه الوصايا لاحقا الى وهم التعلق بالحياة الأخرى ، النعيم المزعوم في السماء ، وقبول مصيرهذه الحياة ، الجحيم على الأرض .

أما لماذا لم يخلق الله الأنسان من غير هذه الشرور وهو الذي خلقه على شاكلته " فقال الله لنصنع الأنسان على شاكلتنا كمثالنا " سفر التكوين 1/26 وكذلك في القرآن " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ " سورة التين ، فهذه من حكمة الخلق . بالتأكيد ! تصوروا مثلاً كم كانت الحياة ستكون مضجرة ومتعبة وثقيلة ، غير حيوية ، وبلا تنوع لو أن جميع الناس كانوا طيبين ، عطوفيين و خلوقين ، كرماء وسعداء ، من غير فقر وجوع ومرض ، من غير حروب وكوارث طبيعية . ألا تشبه مثل هكذا حياة فلم سينمائي ، طويل ، رتيب ، ممل ، وفوق هذا أسود وأبيض لكن قبل كل شئ من غير أكشن .

. العراق مأزق الأرض و السماء

للأخلاق وجهان ، كما الحياة ، النور والظلام ، متلازمان كظل الأنسان ، يتعاقبان حسب هوى الميزان ، كلما زاد الظلم والقهر والحرمان ، زادت لوعة المؤمن الحيران ، لوصايا الأنبياء يهتف وبالدعاء ينشد للرحمن ، لموسى وعيسى ومحمد ولقمان ، يصبر على الظلم ويرضى بالطغيان ، فسعادته لن يحققها البرلمان ، بل صاحب الزمان في أعالي الجنان .

هكذا كان الأمل وما زال لدى المؤمنيين العوام ، أنه كلما أشتدت الحياة قساوة كلما أقترب موعد الخلاص فالرب لا يرضى بأستمرار معاناة عباده فيرسل لهم نبياً هادياً ومنذراً " رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ " النساء/آية 165 ، وهكذا مثلاً مازال الشيعة يعتقدون ويؤمنون بالمهدي المنتظر عجل الله فرجه ليظهر ، فيقيم دولة الحق والعدل . هذا الأمل هو الذي يبقي شعلة الأيمان ، لاهبة على مرالعصور والأزمان ، ففي يوم من الأيام سيتحقق حلم الأنسان ، أن لم يكن في حياته ففي مماته وهو أعظم الأيمان .

لكن يبدو أن الخالق يواجه في العراق مأزقين لم تكونا في الحسبان .

المأزق الأول : ففي بلد السواد ، موطن الرسل والأنبياء ومراقد الأئمة الأتقياء ، والمآذن والحسينيات ، ومقامات الأولياء ، بلاد البكاء والدعاء ومواكب العزاء والرثاء لسيد الشهداء . لكن مع كل هذه الطقوس والمقدسات لا تجد للأخلاق ارتكازات ، ليس سوى الخرافات ، بكل المقاسات ، ألا يحق بعد ذلك لمن يتأمل أن يشك بالضد . فرغم النواح والصياح وخطب الليل والصباح ، ترتكب كل يوم في بلد المقدسات ، أعظم الكبائر من الذنوب والشرور، عبوات وتفجير وقبور، ونهب وسلب وتشييد قصور . أما الوصايا الأخلاقية فصارت خطايا وفجور : المال هو الأله والتمثال ، وحلف اليمين صفة السياسي الدجال ، بالعمامة كان أم بالسروال ، والجمعة لا للعبادة بل أختلاس الأموال ، والوالدين هم في مثواهم أحسن حال ، والقتل بالجملة لا بالمثقال ، والزنى ليس في المسارح والحانات بل في دهاليز المحاكم والصالونات ، والسرقة أول الأولويات ، لا في الكتب والصحف والمجلات ، بل في سوق السياسة والبرلمانات ، لا فرق بين أهل العمائم أم البدلات فالكل على أهل العراق في الحياة والممات .

المأزق الثاني : ليس بمقدور الخالق أن يبعث بوحي جديد ، أو يبعث نبيا من أرض منبع الأنبياء والأوصياء ومقامات السادة العلماء ، فبعد الذي بعث به من تهديد ووعيد وعقاب ، في لظى و سقر والحطمة ، وترغيب وتأنيب ومكرمة ، وقَسَمٌ ويَمينٌ في نعيم الجنان والولدان وما ملكت الأيمان ، ليس بمقدورالخالق أن يفعل ما يشاء وألا أهتزت هيبته و تبدلت صورته وضعفت حجته ، وقلّت شعبيته ، فليس هناك ما يقوله هذا النبي أو يهدد به بعد الذي كان في قديم الزمان .

وهكذا تحققت حكمة السماء أن المصطفى خاتم الأنبياء .

د. غالب محسن

---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
* أنظر كتاب جان بوتيرو ولادة أله ، التوراة والمؤرخ ص 17
** حسب كانزا ربا الكتاب المقدس للصابئة المندائيين أصحاب أقدم ديانة سماوية توحيدية ومن بين أقدم الأقوام التي سكنت جنوب ووسط العراق (سومر و بابل ) .
*** أنظر كتاب الأسطورة والتراث لسيد القمني .
**** ونحن نتذكر تأريخ الكنيسة ، خصوصا في العصور الوسطى يحق للمتأمل أن يتسائل كيف كانت هذه الوصايا ستكون لو أن المسيحية أنتصرت في حياة أبن مريم !
***** كان هذا في بداية الدعوة عندما كانت صعيفة ، لكن بعدما أشتدت وقوي ساعدها فكان الأمل بالغنائم والجواري هو الدافع الأكبر للأتفاف حول الدعوة وصاحبها .
****** أختلف الفقهاء في عقوبة قطع اليد ، وينسب الى عمر وعلي الى أنهما قالا لا قطع بأكثر من اليد والرجل . وذهب الأمام مالك والشافعي الى القول " تقطع اليد اليمنى في السرقة الأولى ، وأن عاد تقطع الرجل اليسرى ، فأن عاد تقطع اليد اليسرى ، فأن عاد تقطع الرجل اليمنى ، فأن عاد يحبس الى أن يموت " راجع كتاب تدوين السنة لأبراهيم فوزي ص 290 . لا أدري كيف فكر هؤلاء بعقوبة الحبس المؤبد للسرقة الخامسة : كيف يمكن أن يسرق من قُطعت أطرافه كلها ؟



#غالب_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الذات قبل نقد الوقائع / تأملات 12 صَخبٌ في العقول
- نقد الذات قبل نقد الوقائع / تأملات 11
- نقد الذات قبل نقد الوقائع / تأملات 10 /الأيمان في الغربة وطن ...
- نقد الذات قبل نقد الوقائع / تأملات 9 / الأيمان في الغربة وطن ...
- نقد الذات قبل نقد الوقائع / تأملات 8 تبسيط السياسة دون أبتذا ...
- نقد الذات قبل نقد الوقائع / تأملات 7 // الرمز الديني بين مطر ...
- نقد الذات قبل نقد الوقائع / تأملات 6 // جزء 2 (2)
- نقد الذات قبل نقد الوقائع / تأملات 6
- نقد الذات قبل نقد الوقائع / تأملات 5 / السياسة بين التأمل وا ...
- نقد الذات قبل نقد الوقائع / تأملات 4
- نقد الذات قبل نقد الوقائع / تأملات 3
- الموقف من التأريخ هو المحك / تأملات 2
- نقد الذات قبل نقد الوقائع / تأملات


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غالب محسن - نقد الذات قبل نقد الوقائع / تأملات 13 / من غير وصايا كان العالم أجمل