مصر والتغيير

زينة بني

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 16:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

الانتفاضة السريعة التي حصلت في مصر لم تكن متوقعة ولا محسوبة ورغم صعوبة المهمة الملقاة على عاتق منفذيها فقد وقعت وبأيدي ابنائها البسطاء ومن الاصلح ان تسمى بثورة الفقراء ثورة غضب على الطغيان وان الشعب قال كلمتة الاخيرة ولن يقف كالمتفرج والحالم بغد افضل وانة كان يدعوا الله ان يلقي علية بحسنة من حيث لا يعلم وكأن الحياة التي يعيشها ترزقة على نياتة غير مبالي انها عبأ ثقيلا سوف تخسف ظهرة يوما ما وبالتالي تأتي الساعة التي يلفظ بها انفاسة الاخيرة . لكنها الصحوة التي كان لا بد منها رغم انها متأخرة لكنها وصلت الى اقصى نقطة في مصر ولا بد ان تلقي بظلالها على الساحة السياسية , لقد ثار الجائع على من كان يمن علية بهذة اللقمة التي لا تسد رمق فار صغير وقد وصفها المحللون السياسيون بانها ظاهرة تاريخية لم تحدث منذ ثورة يوليو سنة 1952 نعم لقد فاض الكاس بما فية وبات كالغيث الذي افسد كل الارض وسقى الشعوب كأس المرارة والقهر, انتفض بعد ان عرف خداع السيد للعبد وغابت كرامة الشعب وساءت الاحوال الى ان وصل خط الفقر في مصر 40 % والاغنياء هم المستفيدون الوحيدين في مصر مبارك كما ان مصر اشتهرت بنسبة اكبر بطالة في الوطن العربي ولهذا كانت ثورة شبابية اشعلتها سواحل مصر معلنة التغيير وتحت مبدأ كفاية يامبارك اترك البلد وارحل .
ولكن الوجهة التي قد لا يعرفها الكثير وهي ان التغيير في مصر قد يخلق ثغرة كبيرة يستغلها البعض ومنهم تنظيم القاعدة او بعض الجماعات الارهابية التي قد تستغل الفوضى على اساس التغيير ولا سيما ان الانظمة الاسلامية قد أيدت التغيير بالرغم ان الاخوان المسلمين في مصر لا تمثل غالبية الشعب ولكن يجب ان الحذر منهم كون الذين يقومون بالتظاهرات ما هم الا مجموعة من الشباب المصري الغير منظم والذي لا ينتمي لاي حزب سياسي منظم .. واليوم هناك على الساحة المصرية ماهو مرشح لقيادة مصر نحو الافضل ومنهم البرادعي الذي عاش حوالي 40 عاما خارج مصر وصاحب مركز كبير في الطاقة الذرية ولكن الكثير يقول انة قد يصاب بعدوى السياسيين الذين سبقوة بعد تولي الحكم والكثير يصفة بالخبيث الذي ارتدى قناع البراءة وان المصريين يقولون ان البلد الذي انجبت عرابي وجمال عبد الناصر تستحق ان يحكمها بطلا ورمز بعيدا عن العمالة وعن العصابات السياسية بعد ان بلغت ثروة مبارك خلال حكمة البلد ما يقارب 70 مليار دولار لم يتم جمعها من خلال جمعية او سلفة قبضها الاول , ولكن هل التغييرفي مصر سيبقيها كم كانت في عهد مبارك , انا اشك في هذا لانها ببساطة امثلها بمؤامرة على الشعوب العربية وعلى الحكومات العلمانية خاصة ونظرية المؤامرة صحيحة لان هناك دعم واضح من بعض الانظمة الاسلامية على ما حدث في مصر وكوني عربيا فاني ارى هناك ثورات ستتبع ثورة تونس ومصر والغاية منها اجتثات العلمانية والعلمانيين . وما حدث في تونس أجبر بعض روؤساء الدول العربية في تغير بعض من ساسيتهم اتجاة شعوبهم خوفا من انتقال عدوى التظاهرات بالرغم ان بعض الساسة العرب يستبعدونها كما اوضحت السلطات الحاكمة في المغرب انها ترفض تشبية مملكتها بمصر وتونس وانهم على استمرار دائم
في دعم المواد الاساسية من الطحين والسكر والزيت وغيرها من المواد المهمة التي هي قوتا للشعب
وبشار الاسد يؤكد ان الوضع في سوريا مستقر وان الشعب يحب رئيسة وانهم قائمون شعارا ابديا ( الى الابد يا بشار الاسد ) , في الاردن بدأت الحكومة بتخفيض الاسعار الاساسية محاولة في تهدئة الاوضاع رغم اني لا انكر حب الاردنيين لملكهم المحبوب فهو الاقرب الى نبضهم وبصر عيونهم , وفي اليمن الملقب بالسعيد فهل هو حقا هكذا ؟ فرغم اخماد التظاهرات التي حدثت ع اراضيها فأنها لا زالت على سياستها ولم تفعل شيئا رغم ان شرارة الانتفاضة التي قد تشتعل على ارضها في اي لحظة بعد عودة الهدوء في مصر فهي الاقرب لذلك . اما في العراق فكما قيل ( لقد بلغ السيل الزبى ) وما فعلة الحكام العرب في ثلاثين عاما فعلتة حكومة المالكي في ثماني سنوات عاثوا في الارض فسادا سرقوا قوت الشعب المسكين في حين تزداد ارصدة حسابتهم في البنوك العالمية .كل التكهنات تشير
على ان ثورة التظاهرات ستنتقل الى الدول العربية لان الجميع يعاني ولان المعاناة واحدة فهناك طريق واحد للاصلاح هو الشعب ولكن في العراق سيكون امر التغييرصعب بوجود الاحتلال الامريكي لان ببساطة امريكا تؤكد شرعنة الاحتلال معللة تواجدها هو بحد ذاتة سلطة على المالكي وان الاخير تسلم البلد بمساندة امريكية بحتة فكيف سيتم التغير ؟؟ ولكن الغضب الشعبي العارم الذي اجتاح الشارع هل سيؤثر على الوضع في العراق وبوجود مؤشرات ايجابية عن تظاهرات في منطقة الشعلة تطالب بأسقاط نظام المالكي.
اتمنى ان يعود التاريخ للوراء ثمانون عاما ليعرف ان الثوار اليوم هم ثوار الامس وان وهج الثورة العشرينية لازالت سراجا مضيئا في ذاكرة العراقيين لاننا اكثر الدول حاجة للتغيير...

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل