أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد حسين البياتي - الحلم بوزيرة تبادل الادوار بين الواقع والخيال














المزيد.....

الحلم بوزيرة تبادل الادوار بين الواقع والخيال


احمد حسين البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 11:20
المحور: الادب والفن
    


الحلمُ بوزيرة..
تبادل الأدوار ما بين الواقع والخيال
موضوع الكتابة عن القصة القصيرة شيق جداً ولا حدّ له - كموضوع الكتابة العام- ذو شقين، الأول بأن الكتابة النقدية ليست ضيقة والتي لا تعدوّ مجرد التقيّد إذ يجب اخذ مسحة عريضة من ابرز أسماء كتاب القصص القصيرة في العراق، وهكذا موضوع يتطلب باحث ذا معرفة واسعة ومتابعة دقيقة للمشهد العراقي بشكله العام، والشق الثاني الكتابة الواسعة التي تتعدى الاستعراض، أو التعاطف مع هذا الكاتب أو ذاك، فلكل كاتب مصادره الثقافية التي يجب الإشارة إليها، لأجل التسلل إلى عمقه المعرفي الذي يكشفه النصّ الذي يغرينا بالكتابة عنه، وخاصة عندما يكون للكاتب أكثر من مجموعة قصصية، سنكون في اغلب الأحوال آتين على ذكرها في الأقل، والممكن. وهذا ما أجده هنا مناسبا بان أسجل لصالح القصة القصيرة التي تعطي شكلا ممتلئ بالمواقف، ومدونها هو شاهد عصره، وكأديب ملتزم يكتب من واقع حال، ولا يدون أحلام أشبه بالأضغاث، فالكاتب الواعي لأداته يخترق بقلمه جدران الرقيب العازلة، ويعبر بها إلى ضفة قارئه الذي يستلم اغلب الشفرات والومضات والاشياءات الأخرى ليتمتع بها، ويعتبرها الرسالة الشاخصة، التي تعنيه بكل دلالاتها.. (مع السؤال الأخير في سلسلة أسئلتنا والذي يعنى بالشفرات والمواضعات التي يبثها القراء والمؤلفون الفعليون في كتابة النصوص وقراءتها نصل إلى نقطة فيها التحليل البنيوي والسميائي بميدان التأويلية في كلا نوعيها التقليدي والحديث- سوزان روبير ).. وستناول بالعرض المجموعة القصصية السادسة (حسب تسلسلها الإبداعي للكاتب) والجديدة الموسومة (الحلم بوزيرة) عن دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد 2010م، ممهورة بقلم القاص المبدع (محمد الأحمد) ضمن سلسلة (سرد) تسلسل (5)، ويقع 128 صفحة من القطع المتوسط، ويضم اثنتي عشر قصة قصيرة، وعقبهما نصّان سرديّان تمردا على الشكل القصصي المألوف، وهما (خسارة متأزمة بالفقدان)، و(النص علم العلوم ومنه يُجتاف العصر)، الأول جاء بشكل ملحمي لمسيرة أربع وعشرين ساعة اختزل فيها مسيرة ثلاثة أجيال لحروب ثلاث مرت كالسيل العرم على أبناء العراق وحطمت طموحاتهم وأحلامهم، والنص برمته بدء يشبه (سيناريو) فليم، مطلعه (حين عدتُ وحيدا لم أكن معطوبا كجندي حرب) إذ اعتمد اللقطات الشعرية الصورية. لقد استعار قول (مايكوفسكي) الشاعر الروسي الشهير (الشعر يحتاج إلى العمل المثابر والتجديد المستمر في الشكل والمضمون- ص98)، ليوجه عناية قارئه بأنه يدرك مدخله، وليدير الدفة حيث يريد، أما النص الثاني فهو نص خال من السرد، واحتوى على خطاب موجه للقارئ عبر جمل مترابطة متواصلة كنص مفتوح متناغم، متواترة بمعرفية دقيقة، وذائقة نقدية عارفة، تذكرنا بأطروحات (رونالد بارت) الشهيرة، وخاصة (الكتابة بدرجة الصفر)، كما يؤكد العبقري (ميشيل فوكو) في كتاب الكلمات والأشياء: (إن اللغة تقوم بتأويل التأويلات أكثر مما تقوم بتأويل الأشياء، وهناك كتب تدور حول الكتب أكثر مما تدور حول أي موضوع آخر: فنحن لا نفعل شيئا سوى كتابة شروح على واحدة). أما القصص الباقية تقسم على قسمين الأول (فضاء كله دم) ، (الضحك)، (الدروب التي لا تصل بطريق) يصور بدقة ما خلفته التفجيرات والدمار الذي أحدثته المجاميع المسلحة في بنية المجتمع والنفس البشرية، تسجل لصالح الكاتب دقة وصفه للحوادث بإجادة مباركة، وحسّ دقيق, بنقل الصور وتوظيفها البارع، وكأنها قصص حبّ مزقتها عاصفة الدمار التي عصفت بالبلاد والعباد. (أرى انه من المستحيل أن ننكر، بشكل مطلق، وجود المؤلفين الذين يتخيلون أنهم يعرفون، تمام المعرفة، ما سيكتبونه قبل أن يستلّوا، أو يصرون- بشكل وهمي- على أننا نفهم من كل كلمة ما قصدوا أن يفهمونا إياه بالضبط- روبرت كريسمان )
أما القسم الثاني حوي على قصص متقنة البناء حيث تماسكت بسردها المتين وأعطت حكاية متكاملة، اثبت بان الكاتب يسير بخطى متمكنة عبر منهج قرره لنفسه، وموقفا واضحا ودقيقا من الكتابة والحياة، (الطبيعة تتحمل التأويل بموجب القوانين التي تحدث لتثير اهتمامنا ).. كما في (ليلة أخرى)، (كذبة فاقعة للزمن الفاقع)، (شاي حار)، (حكاية الآسرة)، والأخيرة أشبه برواية قصيرة إذا تعددت المحور والصراع، واتسع الزمن لجيلين متواصلين.. تحكي عن قصة حبّ بين مؤلف وبطلته، يصادف أن يكون ابنها طالبا عند العاشق، وتستدرج القصة لسرد العلاقات بين البطلة والمؤلف (ككاتب حرّ الخيال)، تنتهي بتمرد الأحداث عليه فيكون هو قد عاش بين البطلة وابنها كقصة حقيقية، وليست كبطلة قصة مختلقة، فيتناوب الدور إذا يكون الكاتب هو إحدى شخصياتها المجرحة، وتلك تسجل كنجاح المبدع عندما تختلط بينه وبين شخصيات، وتتناغم عنده الحياة المفترضة على الورق بالحياة المعاشة كواقع مفترض بثباته، كما في قصة (الحلم بوزيرة)، حيث أطلت الورقة البيضاء ببطولة مطلقة مع خيال الكاتب وأظهرت أشبه بامرأة مستوزرة مكان ما في هذا العالم، وليس لهما همّ في هذه الدنيا سوى عشيقها الذي تريد، وقد جاءت كلمة (وزيرة) في معاجم العرب بأنها الحزام الذي يلفّ وسط الرجل عندما يهمّ برفع ما ثقل عليه من الأشياء. نقول مخلصين القول؛ لقد كشفت القصص القصيرة بهذه المجموعة (الكتاب) عن عمق تجربة سردية تستحق التأشير الأكاديمي، لما فيها من متعة وجهد ومغامرة تستحق منا أن نؤثره، وان ندرسه كمبدع عراقي بين مبدعين عراقيين استحقوا الإشادة من بعد إجادة..



#احمد_حسين_البياتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد حسين البياتي - الحلم بوزيرة تبادل الادوار بين الواقع والخيال