أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منتدى بغداد للثقافة والفنون برلين - الياسمين يقهر فولاذ الدبابة














المزيد.....

الياسمين يقهر فولاذ الدبابة


منتدى بغداد للثقافة والفنون برلين

الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منتدى بغداد للثقافة و الفنون
بيان حول الثورة التونسية و انتفاضة شعب مصر

الياسمين يقهر فولاذ الدبابة
شهدت المنطقة العربية وخصوصا مصر وتونس في الأسابيع الماضية تطوراتٍ دراماتيكيةً فاجأت الجميع وخصوصا المحللين الأوربييين. فقد استطاع شعب تونس أن يكنس حكم ديكتاتور دام طغيانه طويلا وبسرعة مدهشة وبوعي وانضباط نادرين أدى، بالتضافر مع الموقف الواعي والشجاع لقيادة الجيش التونسي، إلى حقن الدماء وفتحِ بابٍ جديد من التطور السلمي النادر في أعقاب ديكتاتورية جثمت طويلا، جوعت الشعب وحسبت عليه أنفاسه.
وقد انطلقت في مصر في الأيام الأخيرة مسيرات مليونية دعا لها المعارضون لحكم حسني مبارك، وامتازت رغم ضخماتها وسعة الطيف الاجتماعي الذي ساهم فيها هي الأخرى بالانضباط العالي وحسن التنظيم، مما فوت الفرصة على الجهات المعادية للتغيير ومنعها من القيام بأي عمل لتشويه سمعة الانتفاضة والانقضاض على الدور التربوي الكبير الذي قدمه المثالان التونسي والمصري.
إن التغييرات العميقة في تونس وفي مصر لا تراجع فيها، فلم يعد الوضع في هذين البلدين، كما كان عليه قبل شهور أو أسابيع قليلة حين كان الطغاة ينصّبون أنفسهم على الكراسي إلى أمد غير معلوم. وستطال التغييرات بلا شك الكثير من الأنظمة البالية والفاسدة التي تشهد حاليا هدوءا يسبق العاصفة مهددة الحاكمين الذين لا يحترمون إرادة الشعب ولا يوفرون له الخبز والحرية ويتمسكون بكرسي الحكم بدون أية انتخابات أو تداولية حقيقية متسترين على فساد ونهب للمتلكات العامة، تمارسه الدوائر المحيطة بهم من الأقرباء والمنتفعين.
لقد أستخف حكام الدول العربية طويلا بآلام شعوبهم ومكنوا عوائلهم من التسلط على ممتلكات الدولة وثروات الشعب ولفوا حولهم مجاميع من الفاسدين، يكفي أن نذكر أن الأموال التي جمعتها عائلة مبارك تكفي لسداد كل ديون مصر الخارجية! وأن قيمة الأموال المسروقة من تونس من قبل عائلة الديكتاتور السابق تتجاوز المليار والنصف بينما يعيش الملايين من أبناء البلدين دون خط الفقر ويتخذ الألوف من أبناء مصر المقابر سكنا لهم.
لا يفوتنا أن نشير إلى الموقف الأوربي والأمريكي الداعم لمثل هذه الأنظمة بدعوى وقوفها سدا بوجه احتمال وصول قوى إسلامية متطرفة إلى السلطة، ونشير هنا بشكل خاص كيف أن أمريكا والدول الأوربية تهتم بأمن إسرائيل أكثر من اكتراثها لجوع الملايين واضطهادهم. وتبخل في تقديم المساعدات المالية للمشاريع التنموية وتطوير البنية التحتية ومؤسسات الدراسة والتدريب.
قدمت تجربة تونس ومصر مثالا على فشل محاولات تغيير الأنظمة عن طريق الحروب كما حصل في أفغانستان والعراق، فالديمقراطية والحريات العامة للمجتمع المدني لا تزال في هذين البلدين أبعد منالا من أي وقت آخر، وأثبتت هذه التطورات للقوى السياسية الداخلية المعولة على التدخل الخارجي أن الإعتماد على الجماهير في التغيير ليس موضة قديمة، فهو ارسخ وأكمل وأقل تكلفة مقارنة بالدمار الهائل الذي تعرض له العراق وافغانستان مقابل حرية لم تتحق.
لا شك أن التطورات الأخيرة سوف تفرض على حكام العالم النظر باحترام للشعوب العربية والتخلي عن نظرة الازدراء التي تعكس شكلا من أشكال التفوق والعنصرية، وقد شاهدنا تغييرا واضحا في لهجة المحللين من الذين فرض عليهم مثالُ تونس إعادة التقييم، وكيف أصبح استعمال أجهزة الاتصال المعلوماتية عن طريق أجهزة الكومبيوتر ذا أهمية بالغة في إيصال المعلومة والتحريض للخلاص من حكم طاغ خلال فترة قصيرة وبطريقة مدهشة وسيسجل التاريخ لثورة الياسمين أنها إلى جانب اسمها الجميل، كانت أول ثورة في زمن العولمة والمعلوماتية تحقق انتصارها بإقصاء حاكم مستبد.
لم يحصل أن أعاد حدث في هذا العصر الاعتبار لحركة الجماهير وخصوصا في المنطقة العربية كما فعلت ثورة الياسمين في تونس ومظاهرات الغضب في مصر، اللتان ستكونان فاتحتين ثورات وتغييرات أخرى في المنطقة لا مفر منها. وسوف لن ننتظر طويلا لكي نرى كيف أنهما قد فرضتا على المحللين والمنظرين إعادة تقييم دور السياسيين والمثقفين في عملية التغيير على خلفية التراتبية الطبقية الكلاسيكية الشائخة وبالارتباط مع أنظمة الاتصالات الجديدة عبر شبكة الإنترنت.
إننا في الوقت الذي نعلن فيه عن تضامننا مع الشعب المصري، فإننا ننبه القوى الوطنية المصرية إلى ضرورة تلاحمها وتحمل المسؤولية المشتركة للالتفاف حول ثورة الشباب اليافعة، التي تتعرض اليوم إلى تحرك همجي مضاد سخر النظام له بالإضافة إلى قوى الأمن المركزي وعصابات الحزب الحاكم والمأجورين والبلطجية رجال الأعمال في الحزب الحاكم الذين لهم مصلحة في بقائه، في محاولة للانقضاض على الثورة وسلب الشعب حقوقه عن طريق الشغب وتحريض الجيش على المتظاهرين سلمياً.
إن منتدانا، منتدى بغداد للثقافة والفنون يتمنى أن ينجح الشعب التونسي بحسه الثوري في التأسيس لبديل حقيقي لحكم بن على يراعي مصالح الطبقات الاجتماعية الأقل دخلاً والأكثر معاناة بدون تدخل خارجي. كما يتمنى لشباب وشعب مصر بان تتكلل ثورته بالانتصار العاجل وأن تتحقق أحلامه نحو مستقبل بأقل قدر من الدماء والمعاناة في التأسيس لحكم الحريات والديمقراطية والشفافية ومكافحة الفساد.
منتدى بغداد للثقافة والفنون ـ برلين
2 شباط 2011



#منتدى_بغداد_للثقافة_والفنون__برلين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجوم على الثقافة وعلى الحريات الشخصية وجهان لعملة واحدة


المزيد.....




- فستان أبيض وياقة عالية.. من صمّم إطلالة العروس لورين سانشيز ...
- ترامب يشكر قطر على دورها في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو ...
- خبير عسكري: عمليات المقاومة تعيق تقدم جيش الاحتلال داخل غزة ...
- لا وجود لـ-المهدي المنتظر- في تونس
- ترامب يتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة -خلال أسبوع- ...
- فيديو لدب يتسبب في إغلاق مطار باليابان وإلغاء رحلات
- الجيش الإيراني يكشف حصيلة قتلاه خلال الحرب مع إسرائيل
- كيف تعرف أن بياناتك الشخصية في أمان؟
- في رسالة لمجلس الأمن.. أميركا -تبرر- قصفها لمواقع في إيران
- عراقجي: لا اتفاق مع استمرار تهجم ترامب على المرشد خامنئي


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منتدى بغداد للثقافة والفنون برلين - الياسمين يقهر فولاذ الدبابة