أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ر عبد الكريم خليفه حسن - ازمة القيم














المزيد.....

ازمة القيم


ر عبد الكريم خليفه حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3264 - 2011 / 2 / 1 - 23:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن المرحلة التي يمر بها مجتمعنا العربي بشكل عام والمجتمع العراقي بشكل خاص وما يصاحبها من ظروف ومستجدات ومتغيرات بشكل متسارع أصبح اللحاق بها يكاد تشبه المستحيل وان هذه التطورات التي تعرض لها افراد المجتمع العراقي نتيجة الاحتلال والتي كان من نتائجها اختلال منظومة القيم لديهم وطغيان القيم المادية بدل القيم الروحية وإخلال الموازنة بين القيم الفردية والجماعية وإبراز القيم الفردية وهي قيم غربية تهدد مستقبل الانسان العربي والمجتمع بسبب اهمالها للجانب الروحي والاخلاقي واضطراب المعايير الاجتماعية والاخلاقية وكثرة حالات الخروج على تعاليم المنظومه الخلقيه للمجتمع.
ان التحولات التي حدثت في مجتمعنا ادت الى تغيرات عميقة في البنى الاجتماعية وفي نوعية العلاقات التي تؤلف انسجة المجتمع المتباينة مما أحدث تغيرا في القيم والسلوك والمواقف ، والاخطر من هذا كله اذا ما نظرنا الى الاتجاهات الغالبة المحلية والعالمية ، يمكننا القول بان السلوك الانساني ، وفي ايامنا هذه ، يبدو وكأنه يبتعد عن القيم الاصيلة او يتنكر لها او ينكرها بكل وعي وبكل سهولة تفكيرا او ممارسة وشعورا واعلاما وتلفزة
ومعلوماتية . ويمثل هذا الابتعاد في الاتجاه نحو قطبين متناقضين هما :
اولا : اما التمرد على هذه القيم ، والافلات من الحدود والقواعد والمعايير كلها في مستوياتها الدنيا على الاقل ، وكذلك الفوضى في علاقات الانسان مع الله وفي العلاقات العائلية والاجتماعية .
والثاني : التعصب لهذه القيم والتمسك بها روتينيا وتقليديا وخطأ من دون تنوير او معرفة كافية او سعي وراء تحقيقه او نقد موضوعي . فكلا القطبان يكسب الجولات ، كل من جهته على حساب الاخلاق والحرية والشخصية المثقفة الواعية والتنمية الاجتماعية المتكاملة .
ان العقيدة الصحيحة ضعفت وتوارت تحت ركام الفساد الاخلاقي والمادي في التصور والسلوك ، فالقيم الانسانيه فرغت من مضامينها الاخلاقية وانحرفت في حس الاجيال المعاصرة ولم يعد شيء منها يشبه اصله الذي كان عليه يوم خلق الانسان ، فضلا عن ذلك فان حياة الناس قد خلت من الروح واصبحت الحياة كلها تقاليد موروثة اكثر ما هي عبادة واعية لله او منهج مترابط يحكم الحياة .
اننا ما نقراءه ونشاهده ونسمعه في حياة مجتمعنا اليومية من مظاهر لمساوئ وعيوب ناتجة عن ضعف التمسك بالقيم الانسانية وبفضائل الاخلاق وفي التبذل والتملك وراء شهوات حب الدنيا مما يصدر في اغلب الاحوال من ضعف في تقبلها على اساس ان القيم اما ان يكون مفهوم ضيق او انه تمسك بالماضي القديم.
لقد ابتلت امتنا بلاءاُ عظيما من قبل النظام الجديد القائم على القوة الغاشمة والمناقض للقيم الإنسانية بما رسخ من التجزئة والتخلف وبما استلب من الثروات واستهانته بالمقدرات وبما عطل من نهضات ولتحقيق هذا الهدف عملوا على استثمار وسائل متنوعة من فضائيات وصحافة وانترنيت وسائل اتصال اخرى وسخروها الى اقصى غاياتها لنشر الفساد والانحلال الخلقي كأهانة المرأة واستغلالها في غرضهم لتحقيق مآربهم وتميع الروح المعنويه والانجرار وراء المغريات المادية وهم يبغون من وراء ذلك اعداد جيل من الشباب في مجتمعنا لا يعرف الصلة بمنظومة المجتمع الاصيله ولا يريد ان يعرفها .
.


ومن هنا يرى الباحث الحاجة الملحة لمعالجة مشكلة
( ازمة القيم ) والتي تفرضها متطلبات بناء الفرد والمجتمع بشكل متوازن ومتماسك على ضوء التغيرات والاحداث ، وان
( ازمة القيم ) تتطلب مواجهتها بالوسائل كافة وتحصين النشئ الجديد بالقيم الخلقية المستمدة من المنظومه الاجتماعيه الاصيله وترسيخها في نفوسهم . وتبصير التربويين بالقيم الاخلاقية التي يحتاجها مجتمعنا المعاصر وتعزيزها وتنميتها وان مستقبل مجتمعنا يتوقف على التربية الاخلاقية التي يعدون بها ابنائهم اخلاقيا فهي ضابطة ومحدودة وموجهة لسلوك ابناءه نحو مستقبل افضل وهي تحفظ للمجتمع استقراره وكيانه بمساعدته على مواجهة التغيرات التي تحدث فيه من خلال تحديد الاختيارات الصحيحة التي تسهل حياة الفرد المجتمع . آخذين بنظر الاعتبار التغيرات التي يشهدها عالمنا اليوم .
ان المرحلة التي يمر بها الشعب العراقي هي مرحلة عبور متخمة بالهموم والمشاكل والصعاب ، فهي مرحلة انتقالية بالغة الاهمية والخطورة والاخطر ما فيها الجانب الاجتماعي والذي يشمل منظومة القيم بكاملها وهذه المرحلة الغامضة التي تزداد الامور الحياتية للانسان العراقي فيها تعقدا وتشابكا في كل جوانب حياته والتي يصعب فيها الاحاطة التامة بالمتغيرات والتحديات والتي تلعب دورا هاما في عملية التغيرات التي تشمل بناء نظام قيم جديدة يوائم بين الاصالة والمعاصرة يتناسب وطبيعة المرحلة التي يمر بها مجتمعنا وبعيدا عن التناقضات القيمة التي اصبحت ظاهرة للتعامل النظري وبالتالي لابد من اتخاذ السياسات التربوية بعيدا عن المحسوبية المنسوبة لجهة ما . منطلقين بان تلك القرارات التي تضمنها تلك السياسات التربوية ستلعب دورا فعالا في تأسيس وبناء منظومة قيمية متطورة لها تأثير في عملية بناء الجيل الجديد والذي ينبغي ان ينشأ على ارضية صلبة ومنطلقات وطنية وانسانية هادفة من اجل عبور الازمة التي يمر بها مجتمعنا .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- ترامب يعبر عن خيبة أمله من زيلينسكي بسبب -عدم اطلاعه- على خط ...
- مسؤول في -حماس- يتحدث عن عرض جديد لحل أزمة سلاح الحركة
- نذر الشتاء الساخن وبواكير النهوض الشعبي القادم
- ملف سلاح -حزب الله- في لبنان..بين تصعيد إسرائيل وضغوط واشنطن ...
- نتنياهو: إسرائيل ستبقى في -منطقة عازلة- جنوب سوريا
- ماكرون: نيجيريا طلبت من فرنسا دعما إضافيا لمواجهة العنف في ا ...
- سلام: لبنان ملتزم بضمان حصر السلاح بيد الدولة
- ماسك يصعّد هجومه ضد الاتحاد الأوروبي.. ويشبهه بـ-النازية-
- دراسة: هكذا مهّدت براكين القرن الـ14 لأسوأ جائحة في التاريخ ...
- ترامب: زيلينسكي لم يقرأ بعد خطة السلام الأميركية


المزيد.....

- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ر عبد الكريم خليفه حسن - ازمة القيم