أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد نصار - مصر الحديثه















المزيد.....

مصر الحديثه


محمد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 3258 - 2011 / 1 / 26 - 12:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الحريه والديموقراطيه كيف يريدها المصريون

أَعرِف أَن كَلمه العْلمانيه تثير حفيظه الغالبيه من المسلمين والمصريين و هى كلمه مكروه لدى قطاعات كثيره من المصريين المسلمين بصفه عامه وقد تعنى الكفر بالإسلام ولكننى هنا أحاول أن أضع تعريفا جامعا مانعا للعْلمانيه ألا وهو أن العْلمانيه هى حاله الحياد الإيجابى العملى والنظرى الممارس سواء بواسطه دوله ما أو جماعه ما أو فرد ما وتهدف إلى عزل جميع الأشكال والمظاهر الدينيه المختلفه عن الحياه العامه بهدف عدم خلق حساسيات لدى فرد أو مجموعه داخل المجتمع - ويتم فى هذا الحاله من الحياد الإيجابى الإحتكام إلى قوانين مدنيه مستمده من الأغلبيه من خلال عمليه إقتراع سواء بالقبول أو بالرفض أو التعديل من خلال عمليه ديموقراطيه نزيهه وشفافه والعلمانيه بهذا المعنى ليست ضد أى دين أو أى مذهب طالما هذا الدين أو المذهب لا يفرض سلطته بالقوه على الأخرين ويضمن للجميع حريه إختيار العقيده أو التنقل من عقيده لأخرى طالما لم يضر أحدا - فالعْلمانيه هِى بِبساطه إتباع أسُلوب المنهج العلمى القائم على منطق البحث العِلمى والإداره الحديثه فى نظام المدنى الشامل لايفضل دينا على دين ولا عقيده لا أخرى لأن ببساطه العْلمانيه ليست سلطانا دينيا أو إلها وإنما نظرا لإختلاف البشر عن بعض عقائديا فهى الملاذ وهى السبب الرئيسى وراء التقدم العلمى الحاصل فى شتى الميادين فى العالم المتقدم

تعتبر مصر دوله محوريه أساسيه حيث تشكل الأبعاد الجيوبوليتيكاليه لمصر تقاطعات ونقاط إلتقاء مع عده محاور فى أن واحد حيث تمثل حدود مصر الشماليه المتمثله فى البحر الأبيض المتوسط نقاط إلتقاء حضاره مصر الفرعونيه الممزوجه بالثقافه القبطيه العربيه والإسلاميه مع الحضاره الهيلينيه والرومانيه القديمه وحديثا الحضاره الغربيه الأوربيه الحديثه ومن الخطأ الجسيم للغايه حصر وقصر وعزل مصر كدوله من أعرق حضارات العالم بأسره فى حقبه التاريخ الإسلامى فقط
إن قيام التيار الإسلامى فى مصر بمحاوله قطع وعزل مصر عن تاريخها الفرعونى والقبطى العريق هو بمثابته قطع أحد أورده شرايين الدم المتدفق لمصر وتدمير لذاكره مصر التاريخيه والحضاريه

من منطلق أكاديمى فإن النظره الضيقه ذات الصبغه الدينيه وخصوصا من قبل مسلمي مصر تأثر تأثيرا سلبيا على مكانه مصر الدوليه ومدى إنخراطها وتعاونها فى المعترك الحضارى والإقتصادى الدولى والغربى على وجه الخصوص وبرغم أن مصر فى أمس الحاجه للتكنولوجيا الغربيه المتطوره فى جميع المجالات لأنه مصر وببساطه ليست منتجه للتكنولوجيا المتطوره برغم محاولاتها المتواضعه للغايه فى هذا الشأن فمصر تحتاج أن تنخرط وتتعاون تعاونا إقتصاديا كاملا شاملا وأكبر بكثير جدا مما هو قائم حاليا من أجل رخاء ورفاهيه المواطن المصرى بغض النظر عن دينه

ولأن المسلمين فى مصر يشكلون الغالبيه الكبرى من سكان مصر فإنه وللأسف تنظر الغالبيه العظمى من المسلمين لكل شى من منظور دينى بحت قائم على ثنائيه مسلم وغير مسلم فى كافه أمور الحياه نتيجه سيطره رجال الدين بطريقه شديده على العقليه الإسلاميه وعدم قدره الخطاب الدينى الإسلامى على الفصل بين ما هو دين من المفترض يحث على الإنتاج وحب الإنسان كإنسان من صنع الخالق بغض النظر عن إعتقاده الدينى و أن يكون الدين بداخل دورالعباده وبين ما هو دنيا وأعلم علم اليقين أنه لو تركت الأمور بيد التيار الدينى الإسلامى لجعل منطقه الشرق الأوسط تغوص فى غمار حرب دينيه مدمره لا تبقى شيئا ولو قدر للمسلمين أن يحاربوا غير المسلمين ويفنوهم عن أخرهم لتفرغ المسلمون فيما بعد للتنميط والتصنيف والفرز على أساس مذهبى طائفى داخل النطاق الإسلامى ما بين سنى وشيعى وعلوى وإثنى عشرى وما إلى ذلك

و فى واقع الأمر فإن هذا الهوس الدينى الإسلامى والخلط الدائم والمستمر بين الأمور الدينيه والدنيويه وغياب النظر العقلانيه الموضوعيه من قبل الغالبيه من المسلمين فى التعامل مع غير المسلمين هى مما يدفع بالشركات الغربيه والدوليه المتعدده الجنسيات للإحجام عن الإستثمار فى الدول العربيه والإسلاميه بصفه عامه ومصر ليست إستثناءا من هذه القاعده نتيجه مخاوف هذه الشركات العملاقه من التقلبات السياسات الإداريه وأيضا مخاوف أمنيه نتيجه الخطاب الدينى الإسلامى المتشدد والسائد للأسف فى معظم مساجد مصروالذى أدى لتأثيرات سلبيه على صوره مصر الدوليه فبدلا من أن تتفرغ مصر للبناء الإقتصادى فى جميع المجالات بكل قوه نجد أن الجماعات الإسلاميه فى مصر قد تسببت فى تعويق مسيره التنميه وبدلا من أن تتفرغ مصر للبناء تماما فإن مصر عبر سنين الثمانينات والتسعينيات من القرن العشرين إنهمكت فى مكافحه الإرهاب والتطرف والتشدد الناتج من الجماعات الإسلاميه – صحيح أنه هناك فساد إدارى حكومى فى شتى المجالات ولكنى أرى سببه الرئيسى هو خلط الدين بالسياسه وأيضا لاشك أن عمليه الخصخصه والإنتقال من النظام الإقتصادى الشمولى إلى الإقتصاد الحر سببت ايضا إرتباكا كبيرا فى المجتمع المصرى وبرغم محاوله الحكومه المصريه قدر المستطاع إتباع وسائل إداريه حديثه إلا أن هذه الوسائل ليست كافيه ولا شفافه ولا ترقى لمستوى المعايير الدوليه حتى الأن

والحكومه المصريه قد تكون معذوره فى ذلك ففى ظل المناشدات المتواصله من الرئيس حسنى مبارك على مدار السنين الماضيه بتقليل عدد السكان ورغم أن الحكومه المصريه لم تتبع سياسات إجباريه فى تخفيض عدد السكان مثل دول مثل الصين مثلا وأيضا فى ظل حاله الشيزوفرينا اللامنطقيه فى الذهنيه المصريه الإسلاميه والتى تخرج فى مظاهرات تطالب بالحريه والديموقراطيه من الحكومه المصريه ولكن هل سأل المتظاهرون والذين أغلبيتهم مسلمون عن أى نوع من الديموقراطيه والحريه يطلبون – هل يريدون حريه وديموقراطيه على نمط حماس والتى بمجرد أن وصلت للسلطه من عده سنوات لم تقم بأى إنتخابات ولن تقوم بها؟

مفهوم الحريه والديموقراطيه واحد وكل لا يتجزأ إما أن تؤمن بها بطريقه كامله متكامله وأن تحبها وترضاها لنفسك أيضا أن تحبها لغيرك من غير المسلمين من الأقباط والبهائيين والشيعه والملحدين المصريين وإلا فلا فما معنى قيام المتظاهرين المصريين وغالبيتهم من المسلمين بالمطالبه والإلحاح فى طلب الحريه والديموقراطيه وتجد معظمهم فى سلوكياتهم اليوميه والحياتيه لا يقبلون بالديموقراطيه والحريه كمنهج حياه ولا يقبلون بالإختلاف والتنوع الدينى والثقافى وفى هذا الصدد لابد من طرح بعض الأسئله الحرجه والتى يجب علي الخطاب الدينى الإسلامى والمسلمين أن يواجهوا بها أنفسهم بمنتهى الصدق والصراحه والتى تمثل إنعكاسا شخصيا لمدى قناعتك بالديموقراطيه والحريه بمفهومها الشامل مثلا

ماذا تفعل إن رفضت إبنتك إرتداء الحجاب الإسلامى؟
ماذا تفعل لو إكتشفت عدم عذريه إبنتك؟
ماذا تفعل لو قام أحد من أولادك بتغيير دينه؟
ماذا تفعل لو إكتشفت أن أحد أولادك أو حتى بناتك يميل لنفسه جنسه مثلا؟
لماذا يخاف المسلمين المصريين من بناء أماكن عباده لغير المسلمين؟

إن الحريه والديموقراطيه لا تدعو أن ترفض إبنتك الحجاب الإسلامى ولا أن تقوم إبنتك بفقدان عذريتها ولا أن يقوم إبنك أو بنتك بتغيير دينه ولا تشجع على أن يميل إبنك أو بنتك لنفس الجنس وإنما تقوم فكره الحريه والديموقراطيه الغربيه على أساس أن كل شخص حر عاقل بالغ له الحريه مطلقه فى إختياراته الشخصيه بدون سلطان من الكهنوت الدينى أو السلطه الأبويه

إن عدم الإجابه بطريقه إيجابيه فى طريقه التفكير بمنتهى الصدق والشفافيه يعنى أن ما يتم المطالبه به من قبل القائمين بهذه المظاهرات فى مصر ليس طلب مزيد من الديموقراطيه والحريه بالمفهوم الدولى الحقوقى القانونى المتعارف عليه وإنما طلبهم حريه وديموقراطيه على الطريقه الإسلاميه وهذا فى واقع الأمر ما يجعل الدول الغربيه محجمه وقلقه من دعم هذا المطالب وذلك لأن معنى وصول التيار الإسلامى والمتمثل فى الإخوان المسلمين فى مصر سيعنى تصعيدا وتأزما خطيرا فى علاقات مصر الدوليه مع جيرانها وعلى رأسهم دوله إسرائيل وبالتبعيه حلفائها الغربيين والذين لن يسمحوا فى ذلك الوقت بتهديد كيان دوله إسرائيل وأيضا لن تقوم الدول الغربيه والأوربيه بالتعاون الإستراتيجى فى جميع المجالات مع مصر – الدول الغربيه بمعنى أخر لا تكره المسلمين أو الإسلام كما هو للأسف مفهوم سائد جدا بين قطاعات كبيره من المسلمين وإنما وللأسف الفكر الإسلامى عاجز تماما عن إدراك طبيعه الفكر الغربى بطريقه متحرره من الصور النمطيه الذهنيه الخاطئه فى العقليه الإسلاميه –

إن الخوف وعدم السماح والتشدد فى السماح بالموافقه على بناء دور العباده لغير المسلمين ومسارعه المسلمين ببناء المساجد بجوار أى مبنى جديد لأى كنيسه إنما يعكس مخاوف هستيريه إسلاميه لا مبرر لها على وجه الإطلاق وإزدواجيه فكريه مقيته ولماذا يتجاهلون حقيقه سماح إيطاليا ببناء أكبر مسجد فى أوربا وبالمناسبه لا يبعد كثيرا عن الفاتيكان – ما رأى المسلمين فى ذلك وهل يقبلون السماح ببناء أكبر كنيسه فى الشرق الأوسط بجوار الأزهر؟ دعك من بناء أكبر كنيسه فى الشرق الأوسط فى المملكه العربيه السعوديه لأن ذلك لن يسمح به

يعجبنى قدره غير المسلمين ومنهم الأقباط الرائعه على الفصل بين الأمور الدينيه والأمور الدنيويه وهوا ما لايوجد لدى المسلمين للأسف لأن الدين فى المنظور الإسلامى هو لإصلاح شأنى الدنيا والأخره ولكن الواقع للأسف هو العكس لأن الحاصل هو خلط شديد لكل الأمور الدينيه مع الدنيويه وقيام رجال الدين الإسلامى فى كل كبيره وصغيره بدس أنفهم فيها


إن مصر عندها من الموارد الطبيعيه والإمكانيات البشريه المتمثله فى أيد عامله رخيصه ما يجعلها بلدا متطورا صناعيا كبيرا ولكن دعونا نكون صرحاء مع أنفسنا فمصر ينقصها التكنولوجيا المتطوره والحديثه والتى يمتلكها الغرب المتحضر والمتطور والذى وبمنتهى الصدق يرغب فى بناء تعاون إقتصادى ضخم مع مصر لولا مخاوف الشركات الكبرى الغربيه من مغبه الإستثمار والتحالف الإستراتيجى مع مصر لأسباب يرى الغرب أنها تقف عائق رئيسى أمام التعاون الأستراتيجى مع مصر ومنها الرفض التام لتقبل فكره التعاون والتطبيع الشعبى مع دوله إسرائيل مثلا ونظره المصريين المسلمين لإسرائيل على إنها العدو الأبدى الغير قابل لأن يكون صديقا للشعب المصرى وأنها سبب كل مشاكل الشعب المصرى وجعل إسرائيل هى الشماعه لكل مصائب مصر وقيام الخطاب الدينى الإسلامى الهستيرى المتشدد فى مصر برفض إسرائيل تماما وكراهيه اليهود والإدعاءات المتواصله السخيفه حول الاصول العرقيه لليهود وتاره إنكار حق اليهود فى العيش المشترك فى منطقه الشرق الأوسط مع غيرهم وبرغم علم القائمين على الخطاب الدينى الإسلامى المتشدد بإعتراف الحكومه المصريه رسميا بدوله إسرائيل نتيجه معاهده السلام فى كامب ديفيد وبغض النظر عن قبولهم أو رفضهم لها فإن ذلك لا يغير فى حقيقه الأمر أن إسرائيل هى دوله مجاوره لحدود مصر الشرقيه وبرغم ذلك فإن الخطاب الدينى الإسلامى الهستيرى المتشدد لا يكف تاره عن إنكار أن اليهود كانوا أصلا موجودين فى منطقه الشرق والأوسط وهم بذلك إما جاهلون أو يتجاهلون أن القرأن نفسه ذكر كثيرا اليهود وبنى إسرائيل وأورد قصه هروبهم من مصر ليهود فلسطين بسبب ظلم فرعون مصر لهم فى ذلك الوقت

والسؤال المهم هنا أيضا وماذا عن فتره ما قبل إنشاء دوله إسرائيل لماذا لم تتقدم مصر فى جميع المجالات ولماذا لم تنشأ مثلا الثوره الصناعيه فيها كما حدث فى البلدان الأوروبيه الغير مسلمه - صحيح أن مصر كان متقدمه وحديثه فى فتره محمد على باشا إلا أن هذا التقدم كان نتيجه إستيراد محمد على باشا حاكم مصر فى ذلك الوقت للعلم والحضاره الأوربيه ولم يكن نتاج مصرى خالص بما يعنى أن مصر لم تنتجهم أيضا فى ذلك الوقت وأنا هنا لا أقلل من شأن مصر وشأن النابغين النابين المصريين بقدر ما اقلل من شأن الجو والثقافه العامه والنظره السلبيه للغايه من مجموع الغالبيه العظمى من المسلمين المصريين على وجه التحديد بسبب وجود عوائق الخطاب الدينى المنغلق والذى حاول العديد من المفكرين المصريين الأوائل من تحديثه أمثال قاسم أمين وهدى شعراوى ورفاعه رافع الطهطاوى وطه حسين إلا إنهم إصطدموا وكما هو معروف بالخطاب الدينى الإسلامى المتشدد الذى قام بتكفيرهم ومحاوله إغتيالهم وهو نفس الفكر الذى يحاول أن يحبط جهود الحكومه المصريه بإستمرار تجاه التنميه الحقيقيه

يجب أن يعلم المصريون أن سبب تردد الدول الغربيه فى التعاون الإستراتيجى الشامل الكامل فى جميع المجالات الإقتصاديه والسياسيه والثقافيه هم المصريون أنفسهم بسبب نظرتهم السلبيه للغايه تجاه الثقافه الغربيه الحره المتحضره والتى تحترم الحقوق الأساسيه للإنسان ودليلى أن غالبيه سكان الشرق الأوسط لو أتيحت لهم الفرصه للهجره للدول الغربيه لبقيت منطقه الشرق الأوسط صحراء جدباء خاليه من السكان لن تتقدم مصر مطلقا نحو التنميه الشامله الكامله بدون التعاون الشامل الكامل والتحالف الإستراتيجى الكامل مع الدول الغربيه والأوروبيه المتحضره والشركات الدوليه متعدده الجنسيات وهذا يعنى أنه يجب علي المصريين إدراك أن الشركات الغربيه والمستثمرين الأجانب بصفه عامه شأنهم كشأن أى عمل إستثمارى يبحثون عن أقصى المنافع الإقتصاديه وهذا ليس عيبا مطلقا ولا يمكن أن يلومهم أحد على ذلك

فبرغم نجاح بعض سياسات الحكومه المصريه الإقتصاديه فى الماضى فى جذب شركات عملاقه كالشركه التى صممت وشيدت مترو الأنفاق وبعض الشركات السياحيه العالميه منطقه البحر الأحمر فإن مصر تحتاج المزيد من التنميه الإقتصاديه والتى لن تتحقق بسبب الخطاب الدينى الإسلامى المتشدد والذى أيضا يقوض جهود الحكومه المصريه فى إجتذاب وإقناع مستثمرين أجانب بما لديهم من تكنولوجيات علميه متطوره فى جميع المجالات الزراعيه والصناعيه والإقتصاديه ويجعل الشركات الغربيه تحجم تماما عن الإستثمار الشامل الكامل فى جميع المجالات فى مصر
قد يسأل سائل لماذا يلام القائمين على الخطاب الدينى الإسلامى على ذلك والجواب بمنتهى البساطه يرجع للخطاب الدينى الإسلامى المنغلق فى نظرته للأخر ولعل الأحداث الإرهابيه الأخيره فى بدايه العام الجديد 2011 قد تكون محفزا ليروا كم يعانى غير المسلمين بسبب هذا التيار الإسلامى المنغلق فى نظرته للأخر وما سببه من تأثيرات سلبيه خطيره على صوره ومكانه وعلاقات مصر الدوليه وقدرتها على جذب الإستثمارات الغربيه فى شتى المجالات - إن المفترض فى الفكر الدينى أن يكون محفزا للعمل الجاد والإنتاج وهو ما لا يحدث للأسف على أرض الواقع فى مصر

إن وجهه نظرى هو أن المجتمع المصرى بثقافته الخاصه المتكونه فى العقود الأخيره وميله الشديد للغيبيات شكلت عائقا خطيرا أمام التنميه الإقتصاديه والإجتماعيه الشامله من خلال ثقافه التواكل والإعتماد المفرط على الغيبيات والتى شكلت نوعا قاتلا من المخدر العقلى وساهمت فى تدمير القدره الإبداعيه للعقل المصرى الذى أبدع الحضاره المصريه الفرعونيه القديمه والتى يقف العالم بأسره مشدوها أمام براعه المصرى الفرعونى القديم فى بناء الأهرامات والرائعه والتماثيل الزاهيه الالوان وأنا أدرك عند حديثى الأن عن الحضاره المصريه الفرعونيه القديمه العظيمه أن هذا يثير إشمئزاز التيار الإسلامى والذى يدمن التصنيف على أسس دينيه ويحلو له تصنيف الحضاره المصريه الفرعونيه القديمه العظيمه على أنها حضاره وثنيه وحسب وبرغم هذا الخطأ الجسيم بالتصنيف على أسس دينيه فإنه لو إفترضنا أن الحضاره الفرعونيه المصريه القديمه وثنيه فإن هذا التيار الإسلامى ومعهم معظم الدول الإسلاميه عجزت عن بناء مبنى بسيط قادر أن يصمد لعده عقود فقط وما ظاهره إنهيار المبانى فى مصر ببعيد وذلك مره أخرى لعدم قدره الفكر الإسلامى على محاوله تقبل فكره أن المختلف دينيا هو ليس شأن المسلمين أن يحكموا عليه ففى الإسلام يعلم المسلمون أنه هناك يوم أخر يحاسب الخالق البشر جميعا فينبغى أن يكف المسلمون عن تنصيب انفسهم قضاه وحكاما على عقائد الأخرين

إن إبن مصر البار العالم العلامه العملاق جراح القلب العالمى السير البرفيسورمجدى يعقوب هو مصرى من خلفيه قبطيه مسيحيه ويعلم مسلمى مصر ذلك إلا أنهم عندما يرون نجاحا مبهرا لأحد أبناء مصر من غير المسلمين يتحاشون الإقرار بذلك إن البروفيسور مجدى يعقوب هو رائع وقدم ومازال يقدم خدمات جليله لكافه أبناء مصر وعلى رأسهم المسلمين قبل المسيحيين فتحيه حاره لهذا العملاق المصرى الرائع البروفيسور مجدى يعقوب وأمثاله الكثير إن مشكله مصر تتمثل فى غياب أناس مخلصين حقيقيين لمصر كوطن بغض النظر عن دينهم وعقائدهم وغياب مشروع تنميه إقتصاديه إستراتيجى فى جميع المجالات - مشكله مصر أيضا تتمثل فى الهوس المرضى ببناء دور العباده والرغبه فى عمل قانون دور للعباده الموحد قبل الإهتمام ببناء مصانع لاشك أن بناء دور العباده لمختلف العقائد مطلوب من قبل المؤمنين بهذه العقائد ولكن بناء المصانع وتعمير الأراضى الصحراء وتحليه مياه البحر هى فى رأيى أهم بكثير جدا من أى عباده أو أى شعائر فبأى منطق يتشاجر المصريون على بناء دور عباده ويتركون أولادهم يموتون غرقا فى البحار فى محاوله للوصول لشواطئ أوربا فى قوراب الموت المتهالكه أو يعملون كالعبيد فى بعض الدول الأخرى ...



#محمد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد نصار - مصر الحديثه