أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خلدون الصالح - عُباد العقيدة















المزيد.....

عُباد العقيدة


خلدون الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 3256 - 2011 / 1 / 24 - 11:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تكمن الخطورة الحقيقة في الانتماء الديني عندما يتحول الانسان من عبادة الله الى عبادة الدين او المذهب او العقيدة او الاشخاص ، فالتاريخ يؤكد لنا بأن هناك الكثير من الاشخاص او الجماعات التي تؤمن بعبادة العقيدة لانها تعتقد بأن هذه الامر هو جزء من متطلبات الدين، وطبعاً رجال الدين والمدرسة الدينية هم من عززوا هذا الشعور في ذهنية وعقلية الفرد لتحقيق مصالح نفعية لا تمت للدين بصلة.
قبل ايام كنت اتحدث مع بعض الاصدقاء عن هذا الموضوع لكني كنت اسير عكس التيار لان بمجرد الاقتراب من بوابة العقيدة فانك تجدهم يتحولون الى اشخاص اخرين ، وجوهم تصبح شاحبة وملاحهم اكثر خشونة، انها العقيدة المشكلة الاكثر تعقيداً ، سألني احدهم هل ستذهب للزيارة الاربعينة معنا مشياً على الاقدام اجبتهم كلا ، ارادوا ان يعرفوا سبب ممانعتي عن الذهاب معهم ، اخبرتهم اني مشتاق جداً لرؤية ضريح الامام الحسين"ع" لاني اعشق الحسين ليس لانه حفيد الرسول او ابن علي ابن ابي طالب او امه الزهراء انما اعجابي ومحبتي به نابعة من كونه ثائراً وشجاعاً رفض الخنوع للطغاة ، لذلك عندما تعشق شخص وبهذا المستوى الفكري والاخلاقي والثوري فعليك عند زيارته ان تكون متهيأ بشكل جيد من حيث الملبس والرائحة والكلام ، وانا ارى اني اذا سرت ثلاثة ايام الى كربلاء دون استحمام او عطر اورائحة زكية او حتى بقايا فكر استطيع به ان احادثه لاني سأكون مشغول الفكر هل ابنتي الصغيرة رضعت الحليب؟ هل نامت جيداً خاصة وانها اعتادت ان ترى وجهي كل يوم؟ من يجلب الخبز الى زوجتي؟ اشياء كثير لا يمكن ان تحدث بدوني هذه الامور بالتأكيد ستكون شغلي الشاغل وانا في طريقي للزيارة اضافة الى ذلك فان ثمة تفكير اخر سيشغلني اذا اننا يمكن ان نكون عرضة لاستهداف الارهابيين والقتلة ، انا لست من النوع الذين يترك عقله خلف البوابة عند الدخول الى منابر الخطباء او قرأت كتبهم، لذلك فان نظرتي للزيارة مشياً وفي هذا الظرف تحديداً تقترب من الواقعية اكثر من اقترابها للعاطفة والوجدان، واعتقد ان زيارتي لهذا الانسان العظيم ستكون غير ذي جدوى ،وطبعاً اخبرتهم ان هذا هو رأي الشخصي ولكل انسان حرية في التصرف والسلوك وانا لا اهدف تعميم فكرتي على الاخرين.. سالني الاخر هل تقصد ان الزوار لاتقبل زيارتهم ؟ قلت له انا لست بصدد قبولها من عدمه بقدر رؤيتي ان الحسين ليس محتاج الان الى هذا الكم الهائل من الزوار لان مكانته معروفة ولا يستطيع احد ان يشكك بها او ينتقص منها، لكن الظروف التي تمر بها البلاد الان من وضع امني قاهر واستهداف الابرياء من قبل الارهاب اضافة الى الجهد المالي والعسكري والامني الذي تبذله الدولة لتغطية هذه الزيارة المليونية هي المقياس الذي نستطيع من خلالها تحديد موقفنا من الزيارة.
ان الزيارة بالحشود الكبيرة كانت احدى متطلبات الثورة في قمع النظام السابق وانها كانت تعبر عن تجسيد حقيقي للمناصرين للحسين اماماً وثائراً ،واثبات وجوده وكانت رسالة تنذر بزعزعة سلطة الدكتاتورية وتعريف العالم بقضية كربلاء التي ظلت درس لكل الثوار ، لكن الان في كتب المدرسة الابتدائية والمتوسطة نجد واقعة كربلاء وقصة الامام الحسين وعندما نفتح التلفاز فان هناك العديد من الفضائيات التي تؤكد على حقيقة ثورة الحسين بل انها تعدت ذلك لتصل الى اكثر التقنايات حداثة ،ففي الانترنت توجد الاف المواقع الالكترونية التي تعمل على نشر الفكر الحسيني وحتى في الموابايل كل يوم نستلم رسالة من الشركة تقول اذا ترغب بسماع قصيدة حسينية فاتصل بالرقم ...... اذاً الحسين اصبح واقعاً ثابتاً بعد ان انتصرت ارادته الخيرة على ارادة الطغاة الشريرة.
كل شيء في الحياة بات يستصرخ بالحسين الكل يعرف من هو الحسين ولماذا ثار وهو ليس بحاجة الى هذا الحشد الكبير الذي عطل دوائر الدولة ووقف العمل في الكثير من المؤسسات وتسبب باغلاق المحال والاسواق والمخابز ، أتعتقدون ان الحسين يقبل بذلك؟ حتما كلا.
اما الهدف الرئيسي من هذا التحشيد اصبح وسيلة مهمة بيد المدرسة الدينية وبات رجال الدين يجدون في هذه الزيارة فرصة كبيرة للتحكم بعقول الناس واصبح الشعب لا يفكر ولا يدرس ولايقرأ طالما انه هناك رجال دين هم يدرسون ويقرأون ويفكرون ، نحن نبقى نصغي ونعبد عقيدتهم طالما انها تمجد لنا مقدساتنا وعقيدتنا.
قبل ايام احد رجال الدين وجه دعوة الى انصاره ومحبيه للحضور اليه من اجل صلاة موحد وتوجيه بعض التعليمات لهم ، كثير من الشباب استجابوا لهذه الدعوة ودائماً ما يستجيبون بشجاعة نادرة لكل توجيه يأتيهم ، قاتلوا الاحتلال يقاتلون ويستشهدون في سبيل ذلك قاطعوا الحكومة يقاطعون دون اي تردد اخرجوا في مظاهرات يخرجون تاركين اعمالهم ومدارسهم ، شيء جميل لا بد ان نقر ان هناك قادة للرأي العام في العراق لكن السؤال المهم هو لماذا لايقاتلون هؤلاء الاحتلال دون ان يطلب منهم ذلك أليس الاحتلال هو مشروع استعماري يهدف لسرقة خيرات الشعوب والتحكم بمصائرها، اتحتاج الثورة ضد الاحتلال اذن وترخيص من احد ، لماذا لا يقاطعون الحكومة لانها لم توفر لهم ابسط الخدمات العامة، فالبطالة مستشرية والفقر يفتك بالناس، والفساد لا يستثني احد من اعضاء الحكومة لم يفعلو شيء انهم ينتظرون ان تأتيهم الاوامر لمقاطعة الحكومة او مساندتها ، حتى المظاهرات ضد نقص الكهرباء والمفردات التموينية وغيرها التي شهدتها بعض المحافظات الجنوبية العام الماضي يبدو انها كانت موجهة وذات ابعاد سياسية، حتماً انها لم تكن عفوية بدليل انها لم تتكرر بالرغم من ان الكهرباء لا تزال معدومة والبطاقة التموينية باتت تلفظ انفاسها الاخيرة ومجالس المحافظات تكتفي بمشاريع صغيرة ووهمية لا تخدم المواطن، لكن للاسف الشديد لم يتظاهر احد، الجميع ينتظرون ان تأتيهم التوجيهات والاوامر من رجال الدين، لماذا غيبنا عقولنا وسمحنا للاخرين للتفكير بدلاً عنا؟!!.
احتج اصدقائي على حديثي وقالوا اني احول ان اشق الصف واخرج عن العرف بهذا الحديث متهميني باني اعطيت الموضوع بعداً سياسياً اكثر من بعده الديني ، طلبت منهم ان نعود لصلب الموضوع وهو الثورة الحسنية وابعادها الثورية ، اخبرتهم انني والكثير من الاشخاص المتحكمين الى العقل اكثر من العاطفة نرى ان سلوكيات الناس بفعل رجال الدين ازاء قضية الحسين اخذت تتجه صوب افراغ القضية من مضمونها وابعادها الفكرية والثورية والانسانية الى ابعاد اخرى طقوسية ورمزية اي انها تحولت الى عادات وتقاليد بالية لا تختلف كثيراً عن تلك التي يمارسها اصحاب الوثنية ، التطبير، الزنجيل، المشي على الجمر، كلها امور اصبحت للاسف ثقافة حسينية يقبل عليها الشباب بقوة ويدافعون عنها وكأنها جزء مكمل للتعاليم الدينية وطبعاً ذلك يتم بفعل رجال الدين في حين ان القضية الحسينية بعيدة كل البعد عن ذلك.
انتهى النقاش بيننا ولم نتوصل لنتيجة لكنهم اخبروني اذا كان الزنجيل والتطبير والمشي على الجمر عقيدة حسينية فاننا نعبد هذه العقيدة.



#خلدون_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خلدون الصالح - عُباد العقيدة