أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمود احمد - اقتصاد الاحتيال البرىء














المزيد.....

اقتصاد الاحتيال البرىء


مصطفى محمود احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3253 - 2011 / 1 / 21 - 15:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهيت من قراءة كتاب جون كنث جالبريث الرائع "اقتصاد الاحتيال البرىء" وهو الاقتصادى المرموق والذى يعد مارقا بين الاقتصادين الغربيين لنقدة الانحرافات الاقتصادية للراسمالية....والكتاب -الذى يعد اخر اعمال الكاتب قبل وفاتة - رغم صغر حجمة الا انة ثرى بالتفاصيل والمعلومات التى تكشف مدى عوار عالمنا الاقتصادى واهم ما يميز جون هو وصفة للاشياء كما هى فمثلا يفضح كيف يتم تجميل النظام من الراسمالية ...الكلمة التى تترك انطباعا بالاحتكار والسيطرة وخلفية مليئة بالتجارب المريرة الى اسم الطف لا يثير حفيظة الناس ...نظام السوق! وهو اسم يوحى بنظام اقتصادى بين افراد متساوين لا سيطرة فيها لاحد ويوحى ايضا بحياد ما تجاة دور الدولة ..وغاليا ما يرفق بكلمة "الحر " ..نظام السوق الحر ..هو الاسم الاكثر انضباطا بين الاقتصاديين للراسمالية ...وكأن تغير الاسم من شأنة تغير شعور الناس بالظلم والمعاناة .
ولعل ما يميز جون هو انة اقتصادى يهتم بتأُثير السياسات الاقتصادية على الناس وغير معنى كثيرا بالجدال النظرى الاكاديمى العقيم بين الاقتصاديين ..فمثلا يشرح الخلل فى معاير قياس الاداء الاقتصادى النظرية ..فالسائد هو قياس التقدم الاقتصادى على اساس زيادة حجم الانتاج والثروة ثم حساب متوسط دخل الفرد وفقا لهذة الارقام ..دون التطرق الى التفصيلة الاكثر جوهرية وهى كيف يوزع هذا الانتاج وتلك الثروة بين الافراد ؟
وهذا ما يسمية بالاحتيال البرىء .
رغم ان جون ليس اشتراكيا - وهى التهمة الذائعة لاى منتقد للنظام - الا اننا يمكن ملاحظة اهتمامة الحقيقى باوضاع الناس على ارض الواقع ، وهو ينتقدا الشعارات الزائفة عن عدالة نظام السوق ..والديمقراطية الاقتصادية ....والحرية الفردية ، والتى لم تعد تصلح حتى للكتب الدراسية ،على حد تعبيرة ،
يتحدث ايضا عن ازدواجية القيم ...فالعمل تلك القيمة المطلقة التى تمجد من قبل المجتمع غالبا ما تنطوى على خداع ، فهناك من يمثل لهم العمل سخرة مرهقة وروتين وشقاء وفاقة .. واخرون نجوا من حاجتهم للعمل اليدوى ويمثل لهم العمل سعادة واستمتاع بالجاة الاجتماعى والاقتصادى وغالبا هؤلاء من يمدحون الكادحين مطالبينهم بمزيد من الجهد .... كيف يمكن ان يحتمل .. العمل المشرف على اكثر من قيمة فى الحقيقة ... ويشيد بكينز جرأتة فى نقد اوضاع الطبقة العاملة حيث يورد لخادمة عجوز تحررت لتوها من عبودية العمل المأجور ... كلمات حفظت بشاهد على قبرها ..
لا تحزنوا من اجلى يا اصدقاء لا تدمعوا على ..ابدا لانى ذاهبة لكى لا اعمل شيئا ابدا ، والى الابد
ويؤكد جون فى نهاية كتابة ان كل هذا الشقاء والتخبط والفوضى يمكن تفاديها ......فهذة الاوضاع ليست حتمية ابدا ..ويمكن تغييرها للارتقاء بحال الانسانية كلها ...فقط لو امتلكنا الشجاعة والاهتمام الكافى بالاعتراف بطبيعة الاحتيال البرىء والعمل على تصحيح الاوضاع






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -بطل حرب-.. تصريحات ترامب تُشعل رد فعل غاضب من مشرّع أمريكي ...
- الأردن.. الملكة رانيا بصورة -أحلى فنجان قهوة- مع الملك عبدال ...
- إيران.. جثث متفحّمة بكارثة حافلة المرحّلين الأفغان منها لنسا ...
- في السويد.. كنيسة يتجاوز عمرها 100 عام تتحرّك على عجلات
- من أجل ترامب.. زيلينسكي يغيّر استراتيجيته وحتى إطلالته
- تحقيق سري لبي بي سي يكشف عن شبكة عصابة تهريب خطيرة تنشط في ف ...
- ضغط أمريكي أوروبي لإعادة الأطفال المختطفين من روسيا.. مسؤولة ...
- سوريا وإسرائيل تجريان أول محادثات مباشرة في اجتماع بوساطة أم ...
- إسرائيل تستعد للسيطرة على مدينة غزة في أكبر هجوم لها بالقطاع ...
- صربيا: رغم القمع المتزايد مظاهرات متواصلة تطالب بانتخابات مس ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمود احمد - اقتصاد الاحتيال البرىء