أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - يومان عربيان تاريخيان: سقوط طاغيتين مع الفارق في الأداة















المزيد.....

يومان عربيان تاريخيان: سقوط طاغيتين مع الفارق في الأداة


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 23:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصبح من المؤكد والمثبت عربيا وعالميا، أنّ الشعوب هي التي تقرر نوعية الحكم الذي يدير ويتولى السلطة في بلادها، إن كان حكما ديمقراطيا دستوريا أم ديكتاتوريا استبداديا، لأنّ حكام أي بلد لم ينزلوا على شعوبهم من الفضاء الخارجي أي من مجرّات أخرى، بل هم من أبناء هذه الشعوب، وصلوا للسلطة بطريقة من اثنتين ثم تشبثوا بالسلطة، وهاتان الطريقتان في العالم العربي هما:

1 . انقلابات عسكرية كما حدث مرارا في سوريا و ليبيا والجزائر وتونس والسودان، وآخرها عربيا انقلاب عمر حسن البشير في السودان في يوليو من عام 1989 ، وما زال ممسكا بالسلطة عبر ديكتاتورية استبدادية تتلفح كذبا بغطاء ديني اسلامي، رغم أنّ الإسلاميين هم أكثر من ذاقوا ويلاته وقرف سجونه، وما زال في السلطة الديكتاتورية منذ 22 عاما، والباقي لا يعلمه سوى عزرائيل ملك الموت أو تحرك الشعب السوداني على الطريقة التونسية. وقد استولد حكام الانقلابات هذه مولودا طريفا غير شرعي (ابن حرام ) اسمه التوريث، وقد بدأه الرئيس حافظ الأسد بكل الخطوات اللازمة لضمان توريث ابنه بشار ، فما إن مات حافظ الأسد في يونيو عام 2000 حتى تمّ تغيير مادة في الدستور السوري لتكون على مقاس الإبن بشار فقد كانت تلك المادة تنصّ على أنّ عمر الرئيس يجب أن لا يقل عن أربعين عاما، فتمّ تغييرها إلى عمر 34 عاما وهو عمر بشار آنذاك . لذلك تمّ توريثه بطريقة سهلة من مجلس االنواب الذي لا يمثل الشعب مطلقا، وتولى بشار الرئاسة في العاشر من يوليو 2000 أي بعد شهر تقريبا من وفاة والده، وقد سبق ذلك ترقيته لرتبة فريق في الجيش السوري متخطيا بذلك كل الرتب والأعمار في الجيش السوري، وهذا ما لا يتم في أية مؤسسة عسكرية تحترم نفسها. هذه السابقة السورية التي نجحت بتقدير امتياز مع مرتبة اللاشرف الأولى، مؤهلة للتكرار في العديد من الرئاسات العربية الحالية، ليصبح الشعار العربي إن لم تتحرك الشعوب على الطريقة التونسية (الحكم من المهد إلى اللحد ثم إلى الخلف إلى اللحد....).

2 . انتخابات غالبا ما تكون مزوّرة يحصل فيها المستبد على نسبة الأربع تسعات ( 99.99 % ) التي أصبحت ماركة وبراءة اختراع عربية موثقة في موسوعة جينس وغيرها من موسوعات توثيق الملكية الفكرية. وفي غياب الديمقراطية وسيادة القمع والقتل والسجون، ينظّم الطاغية الانتخابات لأي موضوع يريده، كما يشاع في الساحة اليمنية أن علي عبد الله صالح ( في الحكم منذ يوليو 1978 أي قبل 32 عاما )، أنه سوف يجري انتخابات قريبة تعطيه التسعات الأربعة للبقاء في السلطة طيلة الحياة.

يومان تاريخيان

هذان اليومان التاريخيان قلبا موازين المعادلات سابقة الذكر السائدة في الأقطار العربية منذ عام 1946 ، وهما حسب تاريخ حدوثهما:

الأول: يوم سقوط طاغية العراق

وهو يوم الأربعاء الموافق التاسع من أبريل لعام 2003 ، عندما دخلت قوات التحالف الدولي بغداد دون مواجهتها برصاصة واحدة، وهروب الطاغية صدّام حسين إلى أن تمّ القبض علية في حفرة قذرة يوم الثالث عشر من ديسمبر لعام 2003 ، وتمّ إعدامه يوم الحادي والثلاثين من ديسمبر 2006 .
الثاني: يوم سقوط وهروب طاغية تونس

يوم الجمعة الرابع عشر من يناير لعام 2011 ، بعد ثورة شعبية تونسية عارمة مستنكرة طغيانه واستبداده طوال ما يزيد على عشرين عاما. الطريف في هروب الديكتاتور بن علي أنه يشبه سيناريو هروب شاه إيران عام 1979 ، إذ أنّ شاه إيران رفضت كل الدول استقباله بما فيها حليفته الولايات المتحدة الأمريكية طالما هو مرفوض ومطرود بإرادة شعبية إيرانية، فاستقبله أنور السادات إلى أن مات ودفن في القاهرة. وكذلك بن علي رفضت كل الدول استقباله بما فيها حليفته فرنسا، معلنة أنها مع إرادة الشعب التونسي، فاستقبلته المملكة السعودية مع زوجته بشروط منها: السكوت الكامل وعدم القيام بأي نشاط إعلامي أو سياسي معاد للشعب التونسي وثورته، وعدم السماح له بتحويل الأموال التي نهبها إلى البنوك السعودية.

الفارق في اليومين والسقوطين التاريخيين للطاغيتين أنّ طاغية بغداد أسقطته قوات التحالف الدولي أي بأيد خارجية، بينما سقوط طاغية تونس تمّ بواسطة ثورة الشعب التونسي، لذلك ستكون النتائج مختلفة، فأيا كانت نوعية الاضطرابات المستمرة في تونس، لن ينتج عنها التمزق والتشتت والتوزيع الطائفي الذي شهدته العراق، لأنّ بنية المجتمع التونسي مختلفة، ولا جيران كإيران لها أطماع وعملاء في تونس كما في العراق. لذلك فالأغلب أن هذه التضحيات التونسية سينتج عنها نظام ديمقراطي دستوري، لأنّ القادم للحكم عبر انتخابات ديمقراطية نزيهة لن يغيب عن فكره ما آل إليه الطاغية بن علي رغم كل جبروته وقمعه وتقييده للحريات.

أية حياة هذه؟ هل يتعلم الطغاة الباقون؟

فعلا ليت الطغاة يتعلمون من الدرس الإيراني والتونسي ويسألون أنفسهم: أية حياة هذه يسيطرون من خلالها على حرية شعب وينهبون ثرواته ويعيثون فسادا وقمعا،ومهما طالت سنوات ذلهم تأتي تلك اللحظة الإيرانية أو التونسية ويهربون ويطردون بطريقة لا تليق بالحيوانات؟. أما كان أشرف لهم أن يحكموا بديمقراطية وعدالة، ويتقاضوا رواتب عادية كالرؤساء الأوربيين والأمريكيين، وينهوا رئاستهم بطريقة كريمة؟ ماذا أفادت الملايين شاه إيران وقد قضى باقي حياته كاللص الذي لا يستطيع الخروج من منزله؟ والآن ماذا ستفيد بن علي الملايين التي نهبها من ثروة وأرزاق التونسيين، وهو سيعيش باقي حياته كالسجين لن يستطيع لقاء أحد أو الخروج للتنزه مشيا على الأقدام، أي أنها حياة أشبه بالسجن ، وربما تأتي لحظة يتم فيها تسليمه للشعب التونسي ليلاقي محاكمة وجزاءا يليق بطغيانه كما حدث مع طاغية بغداد.

يومان تاريخيان في تاريخ العرب المعاصر، ليت باقي الشعوب تتأملها لتسأل نفسها: لماذا نحن العرب فقط يحكمنا الطغاة من المهد إلى اللحد؟ لماذا هناك أنظمة ديمقراطية في غالبية دول العالم إلا في بلاد العرب أكفاني؟ لماذا يستقيل وزراء أوربيون وأمريكيون لخطأ بسيط في وزارتهم بينما الحكام العرب يقتلون الآفا من شعوبهم، ويبقون في السلطة مستمرين في القتل والنهب؟. الجواب: لأننا كشعوب عربية نقبل الذل والهوان وفقدان الكرامة. فلنتعلم من الدرس التونسي الذي اشعله قتل الشاب محمد بوعزيزي، ولنتذكر انّ هناك ألاف مثله يقتلون يوميا في غالبية الأقطار العربية، وألاف مثله في السجون والمعتقلات بسبب رأي قالوه....فلنتأمل هذه الأيام التاريخية لنضيف لهما أياما أخرى تشهد سقوط طغاة آخرين وما أكثرهم في أمة عربية غير واحدة!!!.



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بن علي الثاني بعد تشاوشيسكو فمن هو الثالث؟
- السودان: انفصال سلمي خير من وحدة مع قتال دائم
- قتلة وإرهابيون، يستحقون المطاردة والموت
- من كنيسة سيدة النجاة إلى كنيسة القديسين: نفس الثقافة، نفس ال ...
- حصاد العرب لعام 2010
- إخوان الأردن: قاطعوا البرلمان ليتفرغوا لإصدار البيانات والفت ...
- جند الله أم جند الشيطان: الإرهاب واحد
- تفجيرات السويد: الإدانات وحدها لم تعد كافية
- أثرياء أمريكا وأثرياء العرب: ليس ممكنا المقارنة!!
- هل من الضروري إطلاق فضائية يسارية علمانية؟
- هل تؤمن حماس فعلا بحق العودة؟
- من سيذهب بلبنان إلى المجهول؟
- الرئيس الأسد يلغي خيار المقاومة صراحة
- ما هي مسؤولية الشعب الكويتي بعد خطاب الأمير الواضح الحاسم؟
- قراءة في نتائج الانتخابات البرلمانية الأردنية
- قراءة في البيان الختامي للقاء اليساري العربي
- الإنتخابات الأردنية على الأبواب: النزاهة مسؤولية من؟
- نفس العمل الإرهابي وردود فعل مختلفة
- الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب: ديكور وزخارف شكلية
- لبنان على كف عفريت حزب الله


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - يومان عربيان تاريخيان: سقوط طاغيتين مع الفارق في الأداة