أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلام حمدان - وقفة مراجعة حول-المجتمع المدني- الفلسطيني















المزيد.....

وقفة مراجعة حول-المجتمع المدني- الفلسطيني


سلام حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 14:40
المحور: المجتمع المدني
    


لفت انتباهي مؤخرا استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "فردريش ناومان" الالمانية، في أيلول الماضي ، حول توجهات الرأي العام بخصوص القيم الليبرالية في فلسطين. والمثير للاهتمام ،تحديدا، كان حجم التناقضات الكبير في المواقف تجاه القيّم المختلفة، والتي في واقع الحال عبّرت بشكل جلّي عن اللامعنى ،من حيث الجوهر، للمصطلحات المتداولة بكثاقة مؤخرا.
الفهم المشّوش لما تعنيه مصطلحات على شاكلة "الديمقراطية"، "الحريات الشخصية" ، "الليبرالية، سواء كمفهوم او كمدرسة فكرية"، "العدالة والمساواة" ، "العلمانية" و"الدولة الدينية" و "التدّين"، "الحياد القيّمي" و "التسامح"...الخ من المصطلحات المتداولة بكثرة في الشارع الفلسطيني، وبين مختلف شرائحة- نتيجة لزخم حجم العمل الذي يقوم به المجتمع "المدني الحديث" خلال العقدين الاخيرين، في فلسطين- يثير الانتباه والتحفظ والدعوة الى مراجعة مناهج وأدوات العمل التي تتبناها الغالبية الساحقة للمؤسسات المدنية في البلاد.
في الدراسة السالفة، والتي تعمد الى المقارنة بين عامّي 2007 و2010، يشار بوضوح الى ارتفاع نسبة "التدّين" ، او ارتفاع عدد من يعرّفون أنفسهم بانهم "متدينون ملتزمون". كما ويؤكد على ارتفاع ملحوظ في عدد الراغبين بالعيش في ظل "دولة دينية" حيث في عام 2007 شكل عدد الراغبين بالعيش فيها 78% أما الراغبون بالعيش في دولة علمانية 22%، اما في العام 2010 وصلت نسبة الراغبين بدولة دينية الى 82% والعلمانيين انخفضوا الى 18%. هناك ايضا العديد من الاسئلة حول طبيعة النظام والتشريع المرغوبين، وتشير الاجابات أيضا الى تزايد في ارتفاع نسبة الذين يؤمنون بالشريعة الاسلامية كمرجعية أساس لكافة القوانين والسياسات. وفي سؤال حول ماهية النظام المنشود في فلسطين، أشار فقط 3% في العام 2007 الى الرغبة بدولة خلافة أسلامية، لترتفع النسبة الى حد لا يصدق في العام 2010 وتصل الى 42%!
في المقابل هناك نسّب مرتفعة ، أيضا، تؤكد على "اعجابها" بالقيم الديمقراطية وبمبادىء الفكر الليبرالي: هناك اشارة أيضا الى تعريف تنظيم فتح كالأكثر توجها وتبنيّا للقيم الليبرالية ومن ثمة هناك اشارة اخرى أن تنظيم فتح هو الاكثر شعبية وقبولا ، اليوم، في الاراضي الفلسطينية (33%)، مما يؤكد بدوره القبول للفكر الليبرالي. ثم تأتي المقاجأة في الفصول اللاحقة حيث النفور جلّي من الغرب، وما يحمله من فكر وقيّم ومنظومة اخلاقية ، (ولا ننسى هنا أن الحضارة الغربية اليوم –في غالبيتها- تستند بالأساس على المدرسة الفكرية الليبرالية. على الأقل، فأن 98% من البرامج والمشاريع التي تقدّم لنا اليوم من الغرب، تستند بالكامل الى الفكر الليبرالي!). يجد 73% من المبحوثين، عام 2010، أن الأوروبيين لأقل اخلاقية منا، ويفتقرون للأخلاق الجيدة عموما، ولا نريد ان نحذو حذوهم!
الموقف من حقوق المرأة يتناقض ويتباين ويختلط الى حد غير معقول او منطقي. فالغالبية مع حقوق المراة ومع المساواة بينها وبين الرجل، لتعود غالبية اوسع في السؤال الآحق لتؤكد ان المراة لا يحق لها السفر دون اذن من والدها او زوجها!! وفي العام 2007 أقّر 42% حق المراة في منصب الرئاسة، لتعود النسبة الى الانخفاض الى 35% في العام 2010!
قد يقول قائل –وقد يكون محقّا- أن الدراسة المذكورة ليست بالدقة العلمية المطلوبة، وانها ذاتها تتقافز من محور الى آخر ، ولا تعتمد نهجا واضحا للمفاهيم التي تتسائل حولها،مما يترجم نفسه في هذا الكّم من التناقضات والتأرجح بين طرفي قطبين متنافرين. لكن سواءا اختلفنا أو اتفقنا مع المنهج المتّبع يبقى وآضحا جليا ، في كل الاحوال، أن حالة من التناقض والتشويش والخلل في الفهم والتعبير، تعم وتطم!
الأدهى والأمّر، ان هناك الكثيرين من منظّري ومنظرات مؤسسات المجتمع المدني، التي تعمل أساسا في قضايا الحقوق والديمقراطية وحرية الرأي...، يسيئون فهم "الديمقراطية " و"الحقوق" الى حد كبير. الفهم الشائع للديمقراطية، في ترجمتهم العملية، ومن خلال سلوكهم وردود افعالهم- لا في التنظير العريض- هو: "أن تتفق مع رأيي، وتدعم موقفي...توافق أنني الأصح والأفضل..". الكثير من اولئك الدعاة قد يعمدون الى المقاطعة، أو في بعض الأحيان الى القذف والقدح، في حال الاختلاف معهم في الرأي، وتبقى ديمقراطيتهم تنظير أجوّف، لا غير.
من المؤسف القول ان أداء وقيّم عددا كبيرا من موظفي المؤسسات المدنية المذكروة ما هو الا انعكاس لثقافة بقايا الاقطاع والقبّلية وسؤدد روابط الدم والعشيرة والأيديولوجيا الدينية القروسطية –" انا الحقيقة المطلقة، وكل ما سواي على ضلالة"- ، مع خليط لفظي جديد، للاستخدام المهني التكّسبي فقط، من المصطلحات الكثيفة التي تغدقها علينا المدرسة الليبرالية باللمجان- بل بمشاريع مدعومة بالملايين.
قبل بضعة أيام فقط ، وعلى مطلع الأسبوع الماضي، ورد تقرير في جريدة الايام حول نمو ظاهرة تعدد الزوجات في فلسطين (أكثر من 4800 حالة في العامين الاخيرين!) والتي هي انعكاس جلي لبعض ما جاء في تقرير مؤسسة "فريدريش ناومان" حول ارتفاع نسّب التدّين والتراجع البيّن في الموقف من حقوق المرأة. اضافة لما اهملته الدراسة من تفشي الفقر وارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة، والذي بالضرورة يجلب معه تمسكا أشّد واكثر تطرفا ببوابة الغيب والسماء.

في خطابنا السياسي اليومي، وعلى كافة المستويات، كذلك في خطابنا التنموي، لا نكف عن الاحتجاج على التحيّز البيّن لغالبية العالم الغربي لصالح أعدائنا ولصالح الكولونيالية عموما –خصوصا بأشكالها غير المباشرة، الجديدة- لكننا ، وفي نفس الوقت، نتبنى كل ما يقدّم لنا ، من فكر ومناهج وادوات، من قبّل نفس الجهات التي نحتّج عليها بشدة دون حتى ان نفكر بتدقيقها أو مراجعتها أو اعادة توظيفها بما قد يخدم مصالحنا، والتي على رأسها التخلص من التبعية والاحتلال.
صراع داخلي مستعر يترجم حاله بوضوح في برامجنا الكثيفة والمكلفة وفي تقاريرنا- التي دوما ما تنتهي الى تمجيد جودة وفعالية عملنا- وفي واقعنا المترّدي على الأرض.
أول ما عمدت المدرسة الليبرالية تلقيننا اياه هو فصل الحقوق عن بعضها لنغرق في تزييف لا حد له. باتت القضايا جوفاء ومفرعة تماما من مضامينها. الآف مؤلفة من المستشارين والمستشارات الأجانب والمحليين، ينتدبون كل عام،تباعا، لوضع خطط ورؤى استراتيجية وتكتيكية، أو للقيام بالتدقيق والمراجعة والتوصية... يقتطعون حصصا دسمة من المعونات التي تغدّق على البلاد، يقدمون اوراقا وتقارير ملونة، مع جداول ورسم بياني وخرائط.... وأما النتائج والحال على الارض: فحّدث ولا حرج!





#سلام_حمدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلام حمدان - وقفة مراجعة حول-المجتمع المدني- الفلسطيني