عمل روائي لعثمان أشقرا يجمع العامل والنقابي بالمثقف

أزوغ إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 17:01
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

عمل روائي لعثمان أشقرا يجمع العامل والنقابي بالمثقف في خريبكة
إبراهيم أزوغ
باحث في الثقافة المغربية
نظم مكتب فرع النقابة الوطنية لعمال الفوسفاط المنظوية تحث لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بشراكة مع جمعية النادي السنيمائي بخريبكة مساء يو الجمعة 07يناير 2011 بالمركب الثقافي بخريبكة حفل توقيع لرواية "بولنوار " للأديب والباحث السوسيولوجي المغربي عثمان أشقرا، وقد تميز الحفل بحضور مكثف لعمال الفوسفاط وحضور وازن لنخبة من المثقفين والنقابين وكذا المهتمين . وقد افتتح اللقاء الذي جمع العامل والنقابي بالمثقف بكلمة لرئيس الجلسة أكد فيها أهمية هذه الرواية واللقاء في إعادة نسج العلاقة بين النقابي والثقافي في المغرب غاية تأطير الطبقة العاملة وترسيخ الوعي بكون الثقافي في جدلية الارتباط بالنقابي هو محرك كل تنمية اجتماعية .ثم تقدم بعد ذلك عن مكتب فرع النقابة الوطنية لعمال الفوسفاط المنظوية تحث لواء ك.د.ش الأستاذ مصطفى زمزم بكلمة ترحيبية ركز من خلالها على تشخيص الدافع في الاحتفاء بالرواية وصاحبها بقوله عن الرواية:"نحن الرواية، ولذا كفوسفاطين نفتخر بهذا العمل الذي يلامس وضعية الفوسفاطي المغربي عامة والخريبكي على وجه التحديد"وفي نفس السياق ذكر ممثل جمعية النادي السينيمائي بخريبكة في كلمته أن هذا النشاط يأتي اعلانا للنادي عن الانفتاح على مختلف الرؤى والأفكار والأجناس الثقافية المتنوعة والجادة، ويشكل أيضا عربون اعتراف للروائي بكونه أحد نشطاء النادي منذ تأسيسه ، وفي كلمته أكد السيد الكبير الكراوي عن المكتب التنفيدي ل:ك.د.ش أن أهمية الرواية تتمثل في كونها أرخت في قالب سردي جمالي للحركة النقابية والثقافية بخريبكة الحافل بنضالات الطبقة العاملة، وشكلت صورة حية لواقع وتاريخ المناجم الفوسفاطية. أما الأستاذ العلمي الهوير في كلمة المكتب الوطني لنقابة عمال الفوسفاط فقد وصف ما يعرفه مغرب اليوم من أزمات على مختلف الأصعدة والقطاعات بالوضعية المركبة التي تستلزم وتفرض مشاركة الطبقة العاملة بمعية وتأطير المثقف العضوي وقيادة النقابي الملتزم، لوضع حد للسياسات التي تريد للطبقة العاملةأن تنفصل ليس عن الثقافة والمثقف وحسب بل عن هموم المجتمع ومشاكله جملة كما أشاد الأستاذ العلمي في معرض حديثه بالعمل الروائي لعثمان أشفرا الذي نبش على حد تعبيره في هموم ومتطلبات الطبقة العاملة الفوسفاطية..ثم أكد كل من لغماري بلعيد ( من مؤسسي النقابة الوطنية لعمال الفوسفاط) وبرماكي عبد السلام ( عن فرع النقابة الوطنية لعمال الفوسفاط بخريبكة )في كلمتين عميقتين تجمعان بين التعبير عن احساس عاطفي انطباعي، وحفر في الذاكرة عن سنوات خلت معتبرين أن الرواية تحيل على حياة الفوسفاطي في الغار ( المنجم) وفي المقهى وفي البيت ولذلك جاءت صورة صادقة (بلغتهما) عما يشكل "جزء من حياتهم وأفكارهم".
في جلسة ثانية افتتحها السيد رئيس الجلسة بكلمة ترحيبية بالروائي والناقد المغربي شعيب حليفي،وبمقطع من كتاب الناقد "شعرية الرواية الفانتاستيكية" عن الرواية العربية المنشغلة بالواقع العربي المتعدد المسوخ، معتبرا أن واقع الفوسفاطي جزء ومثال حي لذلك الواقع متسائلا فيما إذا كانت رواية "بولنوار" نموذجا للرواية العربية الموفقة في سرد واقع ممسوخ للعامل المغربي . ثم تقدم بعد ذلك الناقد والروائي شعيب حليفي بورقة عمد من خلالها إلى التماس أسلوب بسيط سهل في الإلقاء والتلقي في تقديم محتوى النص الروائي، ورؤيته النقدية للعمل يستضمر في شبه تغيب للقيد والشرط الأكاديمي.
وقد استهل الناقد مداخلته بالإشارة إلى اختلاف هذا اللقاء الثقافي العمالي والنقابي عن أغلب اللقاءات التي حضرها وذلك لكون النشاط – فيما يعتقد- يسعى إلى إعادة الوعي بالثقافة المغربية، والإعتبار للطبقة العاملة بالمغرب وللهوية المغربية مؤكدا أن أي عمل اجتماعي أوسياسي أونقابي ..لابد لكي يكون فاعلا ومؤثرا ومساهما في تخليق الفعل الديمقراطي في المغرب من ترسيخ وتوطيد علاقته بالثقافي كما أوضح حليفي بأن تهميش وتغيب الفعل الثقافي الحقيقي والفاعل في المغرب من قبل الوزارة الوصيةوعجزها عن طرح مشروع ثقافي يتأسس ويركز على المجتمعي هو سر الإعاقة التي يعانيها المغرب اليوم، وربطا للسابق باللاحق أكد حليفي على اجماع عدد من النقاد المغاربة على أن رواية عثمان أشقرا من الأعمال الثقافية(رواية ثقافية ) التي تنطلق من الواقعي الاجتماعي لتؤسس لإبداع سردي يخلق القلق والمتعة في الآن نفسه بشخوصه الرمزية الممثلة للوعي الكائن والممكن والمغلوط، وبتحويلها لوضع الطبقة العاملة بمناجم الفوسفاط وتاريخ الفعل النقتابي بخريبكة إلى نص تخييلي جمالي ينسج ف يأربعة فصول أحاديث تشكل سجلا تاريخيا ومعرفيا، تروى بالتناوب بلغةتزاوج بين أسلوب سهل ممتنع وآخر يطفح بالشاعرية وبمعان ودلالات ظاهرة وأخرى مستضمرة في حكي تلاثة عشر حكاية على لسان شخوص رمزية تشكل مرايا تحيل وتعكس شخصيات حقيقية من مختلف أطياف الوعي الاجتماعي، وتوسيلا للوعي الحكاء كخاصية من ةخصائص رواية أشقرا يقول حليفي يرسم الروائي جسد نصه بأمكنة ولغات وثقافات محلية مختلفة ومتنوعة يكشف استقراء واستنطاق دلالاتها العميقة استثمار الروائي لمعارفه في البحث السوسيولوجي والسينيمائي بقدرة فنية فائقة وبالغة تنئ عن التقريرية في جعل الرواية احتجاجا على الواقع الذي ولدت فيه وخلص الناقد في كلمة أخيرة إلى أن الرواية استطاعت بخصائصها الفنية وحمولاتها الدلالية وأسسها المعرفية أن تكون من النصوص التي تساهم في خلق تحول في الأدب بتمثين روابط الثقافة بالمجتمع وأن تكون بإعادة تشيدها التخييلي لواقع العامل المغربي بلغة رائقة ملحمة بروليتارية. ثم تدخل السيناريست كريدس الذي وقف على مراحل تحويله للرواية الى عمل مقبل على التصوير السينيمائي.
واختتم اللقاء بكلمة الروائي عثمان أشقرا الذي أكد فيها بعد التعبير عن السرور والاعتزاز بانتماءه الى بولنوار الواقعي والتخيلي أن شخوص نصه شخوص حقيقية جسدت قيما حقيقية ، قيم النبل والوفاء والإخلاص والإلتزام أغلبها قضى نحبه إضافة إلى بعض الشخصيات التي أسماها بالمركبة من مزيج التخيلي بالواقعي مشيرا إلى دور العمل النقابي والنادي السينيمائي بخريبكة في تكوينه وتأطيره منتهيا إلى أن الرواية وشم في ذاكرته وجسده كتبت وانكتبت عن واقع عاش فيه وما زال يعيش صيرورته .
وتلى الكلمة نقاش حي متنوع ومختلف أغنى الكلمات والمداخلات

#أزوغ_إبراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات