أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر أبو ميالة - هل من مواجهة لتصاعد التطرف اليهودي؟















المزيد.....

هل من مواجهة لتصاعد التطرف اليهودي؟


ماهر أبو ميالة

الحوار المتمدن-العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15 - 18:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كان حاييم أورون رئيس حزب ميرتس اليساري الإسرائيلي يرى أن عام 2010 هو الأسوأ من ناحية القوانين العنصرية في تاريخ اسرائيل، وكذلك ترى المنظمات الحقوقية أن هذا العام هو الأسوأ فيما يتعلق بالقوانين الإسرائيلية المناهضة للعرب، فهل تعاطت السياسات والإعلام العربي بما فيها المُعتبرة "مقاومة" بالمستوى المطلوب مع تصاعد الإجراءات ذات الطابع العنصري للسياسة الصهيونية في إسرائيل؟
لماذا نادراً ما يتم تناول التطرف اليهودي ويتم الكثير من التداول للتطرف الإسلامي وبعض التداول للتطرف المسيحي؟ وهل من تناقض جوهري أساساً بين أشكال التطرف الديني؟
ولطالما بقيت السياسات العربية "المقاومة" وإعلامها متَعيّشة وما زالت إلى حد كبير على موضوع الصراع مع إسرائيل، فهل تتعاطى مع أحداث هذا الصراع بالعمق والمستوى الذي يجاري أهمية هذه الأحداث؟
ولماذا هناك نوع من الأحداث ذات الطابع الديني المتطرف والعنصري للدولة اليهودية تمر "مرور الكرام" أو حتى بدون ردود أفعال؟ بالرغم من أنها يمكن أن تكون مادة مهمة جداً لفضح وإحراج السياسة الصهيونية عالمياً.
كثيرة هي الأحداث ذات الطابع العنصري واليهودي المتطرف التي حدثت خلال عام 2010، فقد أصبح الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل شرط أساسي لمتابعة عملية السلام في المنطقة وكان هناك جملة من القوانين التي نوقشت في الكنيست مثل قانون الولاء وقسم اليمين لدولة اسرائيل اليهودية وقانون منع مهرجانات يوم النكبة وقانون إعطاء المجتمعات السكنية اليهودية الصغيرة الحرية برفض أي ساكن جديد دون إبداء الأسباب، وكان آخر مشاريع القوانين المقترحة اعتماد اللغة العبرية وحدها لغة رسمية لدولة اسرائيل بدل العبرية والعربية والانجليزية كما كان متبعاً في سابق الأمر. يأتي ذلك إضافة إلى قرار العشرات من الحاخامات اليهود بعدم بيع أو تأجير عقارات لغير اليهود ومن يخالف من اليهود يتم مقاطعته وكل ذلك للتأكيد على يهودية الدولة (وكان هناك اقتراح بمنع الحجاب ولكنه رفض في النهاية).
إن هذ الأحداث تعكس التطور الجاري في السياسة الصهيونية باتجاه انتصار المدرسة الديمغرافية التي تسعى للغالبية اليهودية على حساب المدرسة الجغرافية التي تتحدث عن إسرائيل الكبرى وهذا ما قد عبر عنه بنيامين نتنياهو في خطابه خلال مؤتمر هرتزليا العام 2003 نحن نواجه أيضا مشكلة ديموغرافية وهي تكمن ليس بعرب فلسطين بل بالعرب في إسرائيل ، فقد أصبح هاجس المشروع الصهيوني هو كم سيكون عدد اليهود الذي يعيشون بها بعد 10 أو 50 سنة نسبةً لباقي سكان هذه البلاد؟ إن إسرائيل ترى الخطر من قبل السُكان الأصليين لهذه الأرض كخطر ديموغرافي يهدد الغالبية اليهودية.
إن تكريس الطابع الديني الأصولي للدولة والمجتمع وربط الدين بالقومية يأتي في سياق تنامي دور الحاخامات في القرار السياسي من خلال العديد من الفتاوي التي تستند إلى الشريعة اليهودية والتوارة مثال ذلك فتوى تقول إن الشريعة اليهودية تتيح قصف التجمعات السكانية المدنية الفلسطينية وأن التوراة تجيز إطلاق قذائف على مصدر النيران حتى ولو كان يتواجد فيه سكان مدنيون، لا بل أنهم قالوا إن الجيش غير مضطر لتحذير المدنيين قبل عمليات القصف، ولا يجد الحاخام عوفاديا يوسف حرجاً في أن يدعو الرب أن يبتلي الفلسطينيين ورئيسهم بوباء يقضي عليهم.
السؤال المطروح هنا إذا كانت هذه الأحداث ذات طابع استراتيجي، فلماذا لم تأخذ الاهتمام والتعاطي الجدي من قبل السياسات والإعلام العربي؟ وهنا من المفيد الإشارة إلى الإهتمام الكبير الذي ترافق مع أحداث أسطول الحرية، ولكن لماذا لا يكون ذلك شاملاً لكل قضايا الصراع والتي لا تقل أهمية عن أحداث أسطول الحرية بل قد تكون أكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية؟ خاصة أن تلك الأحداث تتعارض مع مبادئ الشرعية الدولية وحقوق الإنسان وقيم الدول العصرية المدنية وبالتالي كانت تشكل فرصاً مهمة للقيام بحملات عالمية لفضح تلك الممارسات الصهيونية وتبيان طبيعتها العنصرية.
هل من المطلوب التعامل بشكل انتقائي مع الأحداث وديماغوجي بما يبقى في إطار دغدغة العواطف والابتعاد عن الفهم العميق للسياسة الصهيونية واستراتيجياتها البعيدة، وبما لا يساعد على فهم وتحديد متطلبات مقاومة هذا المشروع بشكل استراتيجي؟ وإذا كان المشروع القومي الذي أصيب بانتكاسات استراتيجية أدت إلى إنكفائه فهل مشاريع المقاومة الإسلامية هي البديل لمواجهة المشروع الصهيوني ولضمان حقوق الشعب الفلسطيني؟
إن الانتقال من مرحلة الاعتراف بدولة إسرائيل وتثبيت وجودها إلى مرحلة الاعتراف بهودية هذه الدولة هو الآن أمرٌ مصيري بالنسبة للحركة الصهيونية وهو يستند على عدة اعتبارات منها الربط بين الدين والقومية فكل يهودي يجب أن ينتمي إلى الأمة اليهودية التي تجسدها دولة إسرائيل، وأن اليهود معرضون تاريخياً للإضطهاد ولذلك من المهم للحركة الصهيونية إبقاء حالة العداء ضد اليهود، ولذلك فإن المشروع الصهيوني لا يمكن أن يستمر بالحياة بدون وجود أعداء وحالة صراع مستمرة، ولكن طبعاً ليس العداء الذي ينهي حالة الصراع، وليس هناك أفضل من العداء القائم على أساس ديني فهو الأنسب للحاخامات اليهودية المتطرفة لتكون سيدة الموقف. وعندما يكون هناك مشاريع لكيانات دينية وطائفية "إمارة أو دولة إسلامية أو مسيحية" فلماذا لا يكون لليهود دولة ؟ وإذا كان من المطروح أن للمسلمين أمة واحدة أو كان من المطروح كيان قومي لمسيحيي لبنان أو أقباط مصر، فلماذا لا يكون لليهود وطنهم القومي؟
إن نماذج مثل الشيخ الظواهري والقس تيري جونز والحاخام عوفاديا يوسف بقدر ما هي متصارعة بقدر ما هي متشابهة ولها نفس المقدمات والمنهج، وتحتاج وتخدم بعضها الآخر.
إن هناك مجموعة من الأحداث والتطورات التي ساعدت على خلق شعور عند المسلمين وكأنهم مستهدفين بإسلامهم وخلقت الشعور عند مسيحي الشرق وكأنهم مستهدفين كعنصر غريب عن بلدانهم وهذه الأحداث ليست بعيدة عن المخططات الصهيونية والجهات ذات المصلحة في إبقاء شعوب ودول المنطقة في تخلفها حيث تكون معركة الأديان أهم من أي نضال اجتماعي تنموي ديمقراطي ووطني.
فهل هناك حاجة من جديد إلى تحديد طبيعة الصراع مع المشروع الصهيوني؟
وهل أي نوع من العداء لإسرائيل بما فيه المبني على أساس ديني لهذا المشروع يخدم مصالح شعوب المنطقة؟
وهل يمكن مواجهة العنصرية بعنصرية أخرى أو التطرف الديني بتطرف ديني آخر؟
وإذا كان هناك حاجة إلى مشروع مواجهة بديل، فأي نوع من المواجهة هو المطلوب؟ وهل يمكن أن يكون مشروعاً مبني على أساس منهجي ومنطقي وبأهداف واضحة قابلة للمراجعة والمحاسبة؟ ومن المؤهل لقيادة مثل هكذا مشروع؟
وهل يمكن لأي مشروع بديل أن يكون ناجحاً بمعزل عن مسائل التنمية والديمقراطية؟.



#ماهر_أبو_ميالة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر أبو ميالة - هل من مواجهة لتصاعد التطرف اليهودي؟