أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كوردة أمين - هل من المفروض ان نصفق الان....؟















المزيد.....

هل من المفروض ان نصفق الان....؟


كوردة أمين

الحوار المتمدن-العدد: 211 - 2002 / 8 / 6 - 01:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                     

              

 

  يبدو ان تركيا شعرت أخيرا باليأس من تحقيق حلمها الكبير في الانضمام الى الاتحاد الاوربي اذا ما استمرت على نفس الخط الذي تنتهجه فقررت اخيرا رفع الراية البيضاء والاستسلام لشروط  العضوية  واهمها تحسين سجلها الاسود في مجال حقوق الانسان , فقررت صاغرة وعلى مضض تنفيذ هذه الشروط وهي المعروف عنها بانها صاحبة اسوأ صفحة في هذا المجال في العالم بسبب سياساتها القمعية اللاانسانية للقومية الكوردية الكبيرة التي يبلغ تعدادها 17 مليون نسمة على اقل تقدير وتعيش في المنطقة الجنوبية الشرقية من تركيا التي تشكل الجزء الشمالي من خارطة كوردستان .

 

 والكورد هناك يتعرضون ومنذ قرون طويلة الى ابشع عمليات القمع والتطهير العرقي ومحاولات الصهر القومي واستلاب الهوية فتركيا لا تعترف اصلا بوجود القومية الكوردية وتسمي الكورد باتراك الجبال واجهضت بكل قسوة كل الانتفاضات والثورات والحركات التحررية التي قاموا بها ضد هذه السياسات القمعية , ولعل ما جرى في أروقة البرلمان التركي قبل ايام من الاقرار ببعض الحقوق المشروعة لهم التي تعتبر في كل المجتمعات الاخرى من ابسط حقوق البشر بينما في تركيا هي من اكبر المحرمات  يعتبر بلا شك من الامور التي تثير الفضول .

 

فقد جرى تصويت اولي من قبل غالبية النواب وسط اعتراض شديد من القوميين الاتراك على عدة قرارات تؤيد التعليم باللغات واللهجات التي يتداولها المواطنون الاتراك في المدارس الخاصة فقط دون العامة منها وكذلك بث البرامج التلفزيونية والاذاعية المقررة بمختلف اللغات واللهجات التي يتداولونها في حياتهم اليومية . ان اعتراض الاحزاب القومية التركية على هذه الاصلاحات البسيطة واستكثارها على الكورد وصلت الى حد اعتبارها من الامور الماسة بأمن الدولة وسلامتها! كما وان تجنب ذكر كلمة الكورد واستخدام تسمية المواطنين الاتراك بدلا عنها لهو تاكيد اخر على سياسة تركيا المعروفة للجميع في تغييب الهوية عن القومية الكوردية وعلى سوء النية المبيتة لكل ما هو غير تركي . 

 

ومن القرارت الاخرى التي اضطرت تركيا للاعتراف  بها هي الغاء عقوبة الاعدام والتي يعتقد بعض المراقبين بان القصد منها تخليص رقبة اوجلان المعتقل في احدى جزر بحر مرمرة من حبل المشنقة ولكن الحقيقة هي تجنب الاحراجات والانتقادات التي وجهت اليها من قبل دول الاتحاد الاوربي حول الاجراءات التي اكتنفت القاء القبض على الزعيم الكوردي وفرض عقوبة الموت عليه وبالتالي نيل شرف العضوية في الاتحاد ... فهل من المفروض علينا نحن الكورد ان نصفق لهذه المنجزات التاريخية ؟! 

 

ان المتتبع لتاريخ تركيا الاتاتوركية الاسود والمفرط في القسوة في تعاملها مع القوميات من غير الاصول التركية والتي من اهمها واكثرها عددا القومية الكوردية المحرومة من ابسط الحقوق الانسانية ... ليصاب بالذهول للصفاقة التي تتسم بها العقلية الطورانية عندما تعلن تركيا صراحة عن  نيتها التدخل بقواتها العسكرية في حالة حدوث اي ضربة عسكرية ضد العراق لغرض حماية التركمان المتواجدين في كوردستان والذين لا يزيد عددهم عن الثلاثة ارباع المليون في احسن التقديرات , وتتباكى على حقوقهم وهم الذين يتمتعون بالمساواة والاعتراف الكامل بهويتهم القومية وحقوقهم في التعليم بلغتهم وتشكيل احزابهم السياسية واصدارالصحف وتوفر وسائل الاعلام الخاصة بهم , وهي بلاشك تلعب لعبة خطيرة عندما تدس عناصر مخابراتها -من رجال الميت- في المنطقة الكوردية وتدعو الى تسليح التركمان بحجة الدفاع عن النفس والمحافظة على امنهم وسلامتهم في حالة قيام الهجوم الامريكي وهي بذلك تزيد الوضع سوءا وتجر العراق الى حرب اهلية ذات نتائج كارثية على المنطقة برمتها .

 

ان تركيا العجوز المتصابية المستجدية لنظرة حب من دول الاتحاد الاوربي لن تكفيها  هذه الانجازات الديمقراطية المتواضعة - اذا جاز لنا تسميتها بذلك -  لاخفاء عيوبها وقبحها ... بل تحتاج الى طن من مساحيق التجميل وربما الى عمليات شد عديدة لتجميل وجهها امام المجتمع الدولي !  

        



#كوردة_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطهير عرقي على الورق
- و ماذا بعد المؤتمر العسكري ... !
- مشاهد من قانون دراكون وتطبيقاته …على ارض الحضارات ! المشهد ا ...
- الاناء ينضح بما فيه ..رد على السيد علاء اللامي
- مشاهد من قانون دراكون* وتطبيقاته … على ارض الحضارات !
- جواب مشروع على تساؤلات غير مشروعة !
- لن يجدي الغريق التمسك بقشة ..!
- الجاهل عدو نفسه...والمتجاهل عدو الجميع .!


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كوردة أمين - هل من المفروض ان نصفق الان....؟