أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كوردة أمين - مشاهد من قانون دراكون* وتطبيقاته … على ارض الحضارات !















المزيد.....



مشاهد من قانون دراكون* وتطبيقاته … على ارض الحضارات !


كوردة أمين

الحوار المتمدن-العدد: 164 - 2002 / 6 / 18 - 19:58
المحور: الادب والفن
    


  

المشهد الأول :

اختفاء

 

  - الزمان : تموز 1980

-                     المكان : احدى الاحياء الراقية في بغداد

 

هناء شابة في بداية الثلاثينيات من العمر غير متزوجة تعيش مع اسرتها  المتكونة من والديها وعدد من الاخوة والاخوات   قسم  منهم قد تزوج واستقل باسرته والقسم الاخر ما زال في طور الدراسة او العمل .

 

اسرتها هي واحدة من الاسر العراقية المألوفة التي نراها في كل ارجاء العراق تربط افرادها  اواصر  الرحمة  والمودة . الاب يملك مطبعة صغيرة يعمل فيها بمساعدة ابنائه وتوفر له بحبوحة في العيش.

 

هي تعمل معلمة اطفال في احدى المدارس المخصصة للنخبة في احدى الاحياء الراقية من بغداد , واقصد بالنخبة ابناء المتنفذين في السلطة وافراد حماية  السيد الرئيس .

 

 كان من ضمن طلاب الصف المسؤولة عنه  المحروس ابن احد المسؤولين الذين هم على راس السلطة .  وبسبب حبها لمهنتها ولطلابها الصغار نشأت بينها وبينهم علاقة وطيدة مما جعلهم  يحبونها ويتعلقون بها .

 

اعتادت العائلة التجمع كل مساء بعد عناء يوم  مرهق في  البيت الكبير  حيث يحلو للجميع التحاور والتشاور ومشاهدة  برامج التلفزيون .

 

في احدى الامسيات التموزية البغدادية اللاهبة  وكالمعتاد زارهم  هاشم  .. احد الابناء المتزوجين مع زوجته الحامل في شهرها الاخير  جلسوا سوية  تبادلوا الاحاديث   تناولوا العشاء  وكانت الفرحة واضحة على الوجوه وخاصة لاقتراب موعد قدوم المولود الجديد . وعندما كادت  عقارب الساعة ان تدرك منتصف الليل  ودع الزوجان الاهل واستقلا سيارتهما التي انطلقت بهما الى عش الزوجية .

 

اليوم التالي كان يوما عاديا الكل ذهب الى مشواره  هناء توجهت الى مدرستها وقضت يومها مع طلاب صفها لم يكن هناك ما يشير الى أي شيء غير طبيعي .

 

في المساء طال انتظار الاهل لمجيء  هاشم وزوجته كما جرت العادة ولكن بدون طائل اتصلوا بهم هاتفيا  ولكن ليس من مجيب مرت الدقائق والساعات ثقيلة ولم يصل الأحبة وعندما اشتد القلق ارسلوا  أحد الاخوة  لمعرفة السبب .

 

وصل الشاب الى بيت اخيه فوجده يسبح في  عتمة الظلام  والسيارة مركونة في الكراج  وعندما مل من قرع الجرس  دفع الباب  فانفتح  بسهولة  اذ لم يكن مقفلا تجول في ارجاء البيت لا شيء يوحي بوجود احد كل  غرض ما زال في  مكانه نادى باعلى صوته  لم يسمع سوى الصدى .

 

  رجع مسرعا الى  اهله  ليخبرهم بما راى اصاب الهلع الجميع  اتصلوا بكل اقاربهم واصحابهم  لعلهم يسمعون شيئا عن ابنهم وزوجته اخبروا  جميع مراكز الشرطة   سألوا المستشفيات  ولكن دون جدوى . اما الزوجة فلم يكن قد تبقى لها احد من الاهل في العراق  لكي يستفسروا  منه حيث كان قد تم تسفيرهم جميعا من مدة  لارتكابهم جريمة شنعاء  هي كونهم من  الكرد  الفيلية !

 

عاشت الاسرة  أياما لا تنسى تبحث وتسال وتتقصى ولم تجد لهما من اثر مرت الايام فالاسابيع  ثم الشهور ماذا يمكن ان يكون قد حل بهما ؟ .والزوجة الحبلى  من المفروض ان تكون قد انجبت منذ مدة !

 

اخيرا اهتدت هناء الى فكرة لماذا لا تستغل علاقتها الوطيدة بابن المسؤول الكبير  وتعلقه بها ليساعدها على ترتيب لقاء مع والده هذا شيء صعب تقبله ومخالف لمبادئها   ولكن ما العمل!  يجب ان تستنفذ كل الوسائل المتاحة والمستحيلة للوصول الى سر اختفاء الاخ وزوجته .

 

وكان لها ما ارادت وتم ترتيب اللقاء ذهبت في الوقت المحدد لها بالضبط لمقابلة  المسؤول

 الكبير بالرغم من كل الخوف والقلق الذي يتملكها مما سمعت عنه وعن اجرامه .ولكن الا يشفع لها كونها معلمة ابنه  الصغير الذي تبذل جل طاقتها كل يوم في العناية به وتعليمه!

 

 ادخلوها  الى مكتبه بعد اجراءات طويلة لايعلم بها الا من  اوقعه حظه العاثر يوما  ما  في مطب كهذا  !

 

اجالت النظر في ارجاء الغرفة الواسعة ورأته مسخ  أقرب للقرد من الانسان تكاد نظراته النارية تكشف خفايا روحه الشريرة اشار لها بالجلوس .تقدمت بخطوات مرتبكة خائفة والقت بنفسها على الكرسي الذي اشار اليه . جلست على طرف الكرسي لم تجرؤ النظر الى وجهه اطرقت بعينيها الى الارض شعرت بنظراته الحارقة تخترقها بعنف   بادرها دون مقدمات :

-                     خير ؟

-                     سيدي لقد جئتكم بشان اخي وزوجته اللذين اختفيا فجأة في احدى الليالي قبل عدة شهورو.

-                     وما المطلوب ؟

-                     سيدي لقد بحثنا عنهما في كل مكان وسألنا عنهما كل المعارف دون جدوى لذلك جئتكم طامعة في عطفكم في المساعدة وفي

-                     قد يكون مسافرا عند احد الاصدقاء او احد أقاربكم او أقارب الزوجة.

-                     سيدي سألنا عنهما عند أقاربنا اما زوجته فلم يبق لها أحد من الاهل حيث سفروا كلهم لكونهم من الاكراد الفيلية و

وقعت عليه الجملة الاخيرة وقع الصاعقة صرخ بها مقاطعا :

-ألم يجد اخوك المحترم غير هذه الكردية الفيلية أل   ليختارها من دون نساء العراق ويتزوجها ؟  هو يستحق كل ما جرى له تفضلي المقابلة انتهت !

 

لا تتذكر  ماذا حصل بعد ذلك كيف خرجت من المكتبما الوسيلة التي اوصلتها الى البيت!  بقيت طوال  اليوم مذهولة لا تعي ما يجري حولها وسط اسفسارات الاهل واسألتهم اللحوح  التي لا تنتهي  . وفي الليل جلست  على سريرها ساهمة غارقة في التفكير تضرب اخماسا في اسداس.

 

لم يقطع عليها حبل افكارها سوى اشعة الشمس التي بدأت تتسلل عبر زجاج النافذة  معلنة بدء  يوم عذاب جديد .

 

توجهت الى الصف وعلامات الاعياء والسهر واضحة على وجهها   بعد دقائق جاءت الفراشة مسرعة لتخبرها بان المديرة تريدها لامر هام !

 

اسرعت الخطى الى  غرفة الادارةلاحظت  نظرات الحيرة  والأستفهام  المرتسمة على وجه المديرة  وهي تقرأ  ورقة بين يديها ناولتها الورقة وهي تقول لها : هذا الكتاب يخصك وقد وصلني للتو من فوق !  اخذت الورقة منها بيد مرتعشة القت نظرة  سريعة عليها تسمرت نظراتها على احد سطورها  وقرأت

 

وعليه قررنا احالة الموما اليها على التقاعد.

 

                                                              

 

----------------------------------------------

* دراكون هو ملك يوناني متجبر وصف بطاغية الطغاة عاش في العهد الاغريقي حوالي 621 فبل الميلاد تميز بالقسوة المفرطة و امر بكتابة حروف سطور قانونه من دم الابرياء للدلالة على الوحشية حتى ان ارسطو قال عن هذا القانون ( لا ليس فيه شئ خاص ولا خالد الا الفسوة المتناهية وتغليظ العقوبات )

كوردة امين

[email protected]

 


 

 

 

  

 

 

 

 



#كوردة_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جواب مشروع على تساؤلات غير مشروعة !
- لن يجدي الغريق التمسك بقشة ..!
- الجاهل عدو نفسه...والمتجاهل عدو الجميع .!


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كوردة أمين - مشاهد من قانون دراكون* وتطبيقاته … على ارض الحضارات !