أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اواصر يوسف خالد - الجزء الثالث: القيمة الذاتية والثقة بالنفس / تطبيقات عملية














المزيد.....

الجزء الثالث: القيمة الذاتية والثقة بالنفس / تطبيقات عملية


اواصر يوسف خالد

الحوار المتمدن-العدد: 3246 - 2011 / 1 / 14 - 20:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الجزء الثالث: القيمة الذاتية والثقة بالنفس / تطبيقات عملية

كيف تنسجم افعالنا مع افكارنا وحاجاتنا الداخلية؟

لقد تحدثنا عن صفاتنا وقدراتنا فى العددين السابقين، وفي هذا العدد سنستفيض قليلا مع بعض الامثلة العملية التي تمكننا من التعامل بصدق ومحبة مع الاخرين وتغذّي في النتيجة احترامنا لانفسنا وتزيد من قيمتنا الذاتية.ـ

يمكننا البدء من السؤال الاتي:ـ هل نعيش حياتنا اليومية ونتصرف في صغائر الامور وكبائرها وفق ما نرغب بالفعل به؟ ام تحقيقا لعوامل ومداخلات اخرى؟ سؤال يستحق التفكير بعمق، كما انه يستحق التامل يوميا. هل انت مرتاح مع مشاعرك وافكارك وافعالك؟، وهل هى متكافئة مع ما تفكر وتشعر به حول الاخرين. هل ان الاحترام والحب الذى تكنّه لصديقك تملكة لنفسك ايضا

يعتقد بعض الاشخاص انهم سيكونون اكثر سعادة لو انهم كانوا اشخاصا اخرين ممن يعرفونهم من المشاهير او الاغنياء. يملكون ما لهم من مواهب او اموال او املاك او علاقات اوغيرها. وهم بذلك يهدرون الكثير من طاقاتهم وقدراتهم، وبالتالي من قيمتهم الذاتية سعيا الى اهداف وهمية ليست هي بالضرورة ابدا ما يحقق لهم السعادة والاسترخاء الداخلي. تكثر هذه الحالات عند المراهقين خصوصا، فترى احدهم يودّ تارة لو كان مطربا معينا او ممثلا مشهورا او رساما او عارض او عارضة ازياء مشهورين، انهم بهذه الطريقة يتجاهلون ذواتهم ويسببون الاذى الكبير لانفسهم، اذ ان ذلك يختلف تماما عن طموح الفرد وتخطيطه باستخدام قدراته او صفاته او مهاراته التي يجب ان يعمل بجد على اكتشافها وتطويرها بما يناسبه هو بالذات، كما انه يختلف عن الاقتداء ببعض الرموز والاستفادة من تجاربهم

تخلق الافكار مع الوقت مشاعر، كما ان المشاعر بدورها تحرر افكار، والاثنان مع الوقت تتحول الى افعال. وهذة الافعال تصبح جزء كبير من حياتنا. فالخجل مثلا قد يبدا بشعور معين، مثل خفقان القلب او احمرار الوجة او تعرق اليدين او اعراض اخرى... وبمرورالوقت يتكون مفهوم الخجل عند الفرد، ومن بعد ذلك ياتي التصرف، حيث يصعب التحدث امام الاخرين او التصريح بالرغبات او الحاجات. ويصح الامر نفسه مع الامور الاخرى كالخوف اوالغيرة وغيرها..... ان الام التى تفكر انها ام غير كفوءة، تكوّن هذه الفكرة لديها مع مرور الوقت احساس تانيب الضمير، وهذا يولد مع الوقت تصرفات وافعال قلقة وحائرة، وربما تدفع بها الى المبالغة في تدليل طفلها وبالتالى تضعف من قابليته في الاعتماد على نفسه

انه لمن المهم جدا ان يتحمل الشخص مسؤلية افعاله وقراراته، احلامه وامنياته التى يريد تحقيقها، وان يتحمل مسؤولية تعامله مع الاخرين سواء بالعمل، او العلاقات الشخصية او غيرها وبالتالي فانه المسؤول المباشر عن سعادته

في التعامل اليومي يجب على الشخص ان يمتلك الشجاعة الكافية للاعتراف والتقبل للخطا في حال حصوله، وعليه وان لايتردد في الاعتذار والنظر في عيني الاخر والقول انني اسف. ان التعلم من الخطا والاعتذار مفيد جدا، حيث انه يعزز من احترام الانسان لذاته ويقوي من قيمته وقدرته على التغيير والتطوير نحو الافضل. مثلا ان على الاب ان لا يتردد في تقديم اعتذاره لابناءه حينما يسمعهم غضّ الكلام او يقلل من شانهم لاي سبب من الاسباب اثناء ثورة غضب او انفعال يتملكه. في اعتذاره فانه يعطي الدرس العملي البليغ للابناء في كيفية تصحيح الاخطاء واحترام الذات وتجنب الوقوع في الخطا مستقبلا. ان الاعتراف بالخطا هى شجاعة ومسوؤلية. وهي فى نفس الوقت تمكننا من الحصول على التسامح النفسي من الداخل وتجنبنا الشعور بالذنب او الخجل الذي ينشا بمرور الوقت

ان الصدق والجرأة في تبليغ الرسائل الصعبة الى الاطفال اثناء التربية تجعل منهم اقوياء وقادرون على تحمل اعباء الحياة مستقبلا، كما تعلمهم على التعامل معها. حيث ان هرب بعض الاهل من تبليغ الطفل حول المرض الخطير او الوفاة التي تحصل لاحد المقرّبين له، واخباره بدلا عنها بسفر هذا المقرب، يرمي بالثقل الكبير على كاهل الطفل نفسه، اذ ان الطفل سوف يعرف عاجلا ام اجلا بالموضوع وسوف يحاول ان يغلف احاسيسه ومشاعره القوية حوله، ولايجروأ على البوح بها مما يسبّب مضاعفات خطيرة على شخصيته مستقبلا، سواء كان ذلك على المستوى الشخصي او العملي. كذلك تجنب الحديث مع الطفل حول حقائق اخرى مهمة في حياته مثل الجنس والتطور البايولوجي والعواطف والمشاعر الجنسية، بحجة الخوف عليه، او خوف الاهل المتوارث او جهلهم او خجلهم من الخوض في هذه المواضيع، يجعل هذا الطفل اكثر عرضة للاستغلال والتشويه الفكري من قبل الاخرين

للمراقبة المستمرة من اجل معرفة مقدار الانسجام والتوافق الذاتي يمكن دائما طرح السؤال التالي :ـ

اذا بقيت لك ثلاثة اشهر فى حياتك وانت بكامل امكاناتك، كيف تفكر ان تعيش هذه الشهور؟ ما هو اهم شى فى حياتك؟ من هم اهم الناس فى حياتك؟ هل ترغب فى العمل او السفر؟ ما هو الشى الجوهرى لك هنا؟

بعد الاجابة على هذه الاسئلة حاول مقارنة هذه الاجوبه مع واقعك واحلامك الحالية، وحاول ان تكتشف بنفسك مقدار التقارب او التباعد بين الحالتين. ان ذلك يعطيك صورة واضحة حول ما اذا كنت قريبا من احاسيسك ومشاعرك ام انت تفعل ما يمليه عليك الاخرون؟ عليك ان تدرك ان حياتك لك وانك من يجب ان يقرر كيف تعيشها. ان الشخص لا يستطيع ان يلبّى حاجات الجميع او يتفق معهم في كل شيء، كما انه لا يستطيع ان يمثّل نفسه والاخرين فى نفس الوقت. لذا فانه من الضروري تعلّم قول كلمة لا فى الامور التى لاتتفق مع شخصيته ولا يرغب في فعلها . هذا يتطلب الجراة والصراحة امام النفس وامام الاخرين من اجل تحقيق الصدق والانسجام بين المشاعر والافكار والافعال وبالتالي رفع القيمة الذاتية



#اواصر_يوسف_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ننسجم مع ذاتنا لنستمتع بالسعادة الداخلية
- القيمة الذاتية والثقة بالنفس - الجزء الاول


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اواصر يوسف خالد - الجزء الثالث: القيمة الذاتية والثقة بالنفس / تطبيقات عملية