أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - غسان الماجري - في تونس الشعب لا يتظاهر، إنه ينتفض














المزيد.....

في تونس الشعب لا يتظاهر، إنه ينتفض


غسان الماجري

الحوار المتمدن-العدد: 3245 - 2011 / 1 / 13 - 20:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



كل تونس تشتعل، الأحداث تتسارع على أقصى سرعة وعلى نحو يفاجئ الجميع حتى وإن كان بعضنا تكهن بها، الاحتجاجات لا ترتخي بل تتصاعد، إشكال جديدة من المقاومة،إضرابات جهوية بقيادة النقابيين المتجذرين، أحياء العاصمة تدخل المعركة، الرصاص يدوي، شهداء جدد في شمال وجنوب البلاد، مظاهرة في صفاقس لم نرى مثيلا لها من قبل ، شائعات حول اغتيالات وإقالات داخل الجيش، العاصمة في حالة سياج أمني، تعنيف للصحفيين والفنانين الذين حاولوا التظاهر، الإيقافات تتواصل ومنها اختطاف زعيم حزب العمال، ارتباك داخل السلطة، قرارات وإعلانات متناقضة، ليلة الطرابلسي في حالة فرار، الماطري وعائلته التحقوا بكندا تحسبا من غضب الشعب ثم يتم استقبالهم من قبل الجالية التونسية بالشتائم.

اليوم ننبهر بالشعب التونسي، بشجاعته وتضحياته ووعيه، كل الأطياف السياسية وكل الّذين لا شأن لهم بالسياسة يشهدون له بذلك. شعارات حاسمة، سياسية، تزعزع أسس النظام وتتساقط عليه كالقنابل. الرعب يسكن قصر قرطاج هذه الليلة. كيف نفسر أن الثكنات أفرغت من الجيش وأن أعصاب السلطة لم تعد تتحمل مظاهرة لثلة من الفنانين. كل جمرة تتحول إلى لهيب. لذلك أُعلنت حالة الطوارئ.

الجماهير تجاوزت كل مطالبة بالتفاوض وبالحوار مع بن علي. شعار واحد يدوي في كل أرجاء البلاد كالرعد: "بن علي على برّ" أي ليرحل بن على. وحتى المدن التي لم يتوفر لها إلى حدّ الآن شرف الدخول في المعركة شراينها تخفق على وقع وصدى هذا الرعد.

نحن نقول بكل وضوح أن كل من ينتهج اليوم سياسة مدّ اليد لبن علي تحت دعاوي المصلحة الوطنية سيساعده على الخروج من أزمته، ولن تكون هذه السياسة إلا إحباط لاندفاع الجماهير وامتصاص غضبها ولن تكون نتائجها إلا ضرب مصلحة الجماهير في الحرية والتخلص نهائيا من الديكتاتورية. من يمد يده لبن علي، يمد يده لدولة اللصوص والقتلة والعمالة. من يمد يده لبن علي لا يسعى إلى إنقاض تونس وإنما إلى إنقاض الديكتاتورية التي هي على وشك الانهيار. الجماهير تصيح "وزارة الداخلية وزارة إرهابية" "تونس حرة حرة وبن علي على بّر" ، فلتسقط هذه الوزارة ولتسقط هذه الديكتاتورية.

لا للوفاق الوطني مع بن علي ولا "لحكومة إنقاض وطني"، فذلك ليس إلا إنقاض لدولة الإرهاب.

نعم لحكومة وطنية ثورية تظم كل أطراف المعارضة الجذرية والديمقراطية، كل المنظمات الجماهيرية والنقابية والحقوقية، تظم كل ممثلي المجتمع المدني، بل المجتمع الثوري. نعم لانتخابات حرّة وتحت إشراف ورقابة الشعب المنتفض، انتخابات لا تنتظر سنة 2014. تنبثق عن هذه الانتخابات جمعية تأسيسية ثورية تحل كل مؤسسات الإرهاب وفي مقدمتها وزارة الداخلية، تسرح كل عملاء دولة الديكتاتورية وتضع الجيش الوطني تحت إمرتها. فليس لشعب التونسي أن يركع أمام المؤسسة العسكرية،بل على الجيش أن يستجيب لإرادة الشعب، أن يحمي هذه الإرادة أن يصون سيادة الشعب لا سيادة الطرابلسية والماطرية وآل بن علي ومصالح الدوائر الإمبريالية.

وإرادة الشعب التونسي اليوم واضحة لا غبار عليها!

حكومة وطنية ثورية وانتخابات حرة تعبّر عن إرادة الشعب وجمعية تأسيسية أي برلمان جديد ذلك هو السبيل الوحيد الذي يُخرج تونس من دائرة التخلف والاستبداد ويُدخلها ديمقراطية الشعوب.



#غسان_الماجري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر: حول إعلان الحزب الديمقراطي التقدمي المشاركة في -ان ...


المزيد.....




- -رسالة جريئة-.. وزير الدفاع الهندي يعلق على هجوم بلاده ضد با ...
- غضب أم مفجوعة: فيلة تهاجم شاحنة قتلت صغيرها في حادث مروع بما ...
- جولة رابعة -أكثر جدية- من المحادثات النووية الإيرانية في عُم ...
- بغداد.. استعدادات لاحتضان القمة العربية
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا بالإخلاء لـ3 موانئ في اليمن
- الجزائر.. الروس يحتفلون بعيد النصر
- دميترييف: ترامب محق بأنه يتوجب على أوكرانيا أن توافق على الم ...
- زاخاروفا: بيان بوتين بشأن محادثات إسطنبول يحمل جميع شروط بدء ...
- خبير بولندي: اقتراح بوتين مفاوضات إسطنبول هو الفرصة الأخيرة ...
- مصرف سوريا المركزي يعلن السماح بسحب غير محدود من الحسابات وا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - غسان الماجري - في تونس الشعب لا يتظاهر، إنه ينتفض