أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - اكسيل جيلدن - ديلما روسيف من النضال والكفاح المسلح وأقبية المعتقلات... الى رئاسة البرازيل















المزيد.....

ديلما روسيف من النضال والكفاح المسلح وأقبية المعتقلات... الى رئاسة البرازيل


اكسيل جيلدن

الحوار المتمدن-العدد: 3245 - 2011 / 1 / 13 - 16:15
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


اهداء إلى المرأة في الشرق الأوسط

تشبه سيرة رئيسة البرازيل المنتخبة أخيراً سيرة البطلات في الاعمال الروائية الجاسوسية والبوليسية. فيوم كانت في العشرين من العمر، ناضلت رئيسة البرازيل، ديلما روسيف، في صفوف اليسار المتطرف. وفي عهد الديكتاتورية، انسحبت من دوائر الحياة العلنية، وانتقلت الى الحياة في الخفاء والسر. ووقعت في الأسر، وذاقت طعم عمليات التعذيب المرير. ويسمى أمثالها في البرازيل الـ «دورونا»، المرأة الصلبة أو الحديدية.
وفي خطابها الاول بعد تسلمها الرئاسة في الاول من الشهر الجاري، غلب الانفعال ديلما روسيف، ابنة الـ63 عاماً حين قالت: «كرستُ حياتي في سبيل البرازيل. وأفنيتُ شبابي من أجل حلم ارساء بلد عادل وديموقراطي. وكثر من أبناء جيلي قضوا على الطـــريق، ولا يستطيعون مشاركتنا الفرح». فتهدج صوتها كما لو أن شريط حياتها كله مرّ أمام عينيها في هذه اللحظة الاستثنائية.
وفي خمسة أعوام، يوم كانت في سن بين الـ 20 و25 سنة، اختبرت ديلما ما لا يختبره غيرها في حياة واحدة. فهي تزوجت مرتين. وانتسبت الى منظمتي كفاح مسلح. وعاشت في الخفاء للإفلات من قبضة الشرطة في 3 من كبرى مدن البرازيل، بلو هوريزونتي، وريو دي جانيرو، وساو باولو. وحملت روسيف 5 أسماء مستعارة، وتعلمت استخدام السلاح، واعتقلت، وعذبت، ودينت، وسجنت. فقصتها هي قصة شباب ثوري يتماهى معها جيل من الستينات اليساري المناضل.
وكانت ديلما روسيف في الـ16 من العمر يوم استولى العسكر على السلطة، في 31 آذار (مارس) 1964. وعلى خلاف انقلاب أوغوستو بينوشيه الدموي في التشيلي، وهو نظم في 1973، كان الانقلاب العسكري سلمياً ومن غير اراقة دماء. ولم تعارض الطبقة الوسطى ولم يعارض العمال «الانقلاب المعتدل». وزعم منفذو الانقلاب أنه موقت. ويقول لولا، رئيس البرازيل السابق عن المرحلة هذه: «كنت في الـ18 من العمر، وأعمل في مخرطة، ولم أرَ ضيراً فيه. ودرجت والدتي على القول: «الجيش سيقوّم الاوضاع في البرازيل، والاوضاع ستتحسن». وحسبان والدة لولا لم يكن في محله. فالنظام أحكم قبضته شيئاً فشيئاً، وتشدد. وفي 1968، منح تعديل دستوري الرئيس صلاحيات سلطوية ديكتاتورية. ولم ينحسر النظام الديكتاتوري قبل 1985. وهذا أطول عهد ديكتاتوري في تاريخ أميركا الجنوبية.
وفي 1964، عام بلوغ العسكر سدة السلطة، تركت ديلما روسيف المدرسة الكاثوليكية الخاصة لمتابعة الدراسة في المدرسة العامة (الرسمية) في بيلو هوريزنتي، عاصمة ميناس جيراس، مسقط رأسها. وفي المدرسة هذه، ولجت ديلما روسيف، ابنة الطبقة الوسطى الميسورة والمولودة من والد محامٍ وافته المنية قبل عامين ومن والدة مُدرِّسة، عالم السياسة. فالاستقطاب العقائدي ساد المدرسة هذه. والتلامذة درجوا على مناقشة الحرب الاميركية في فيتنام، وعلى تأييد الثورة الكوبية.
وفي 1967، التحقت ديلما بالجامعة الفيديرالية في بيلو هوريزنتي، ودرست الاقتصاد، وانتسبت الى «بوليتيكا اوبيراريا» (السياسة العمالية)، وهو حزب تروتسكي. وصارت أحد أركان الحزب هذا. وفي المنظمة هذه التقت زوجها الاول، كلاوديو غالينو. وفي بيلو هوريزنتي، صادفت مناضل ثوري آخر، فرناندو بيمانتل، وهو اليوم أكثر المقربين اليها. وهو صار في 2002، محافظ بيلو هوريزنتي، وقبل أيام، ارتقى وزيراً للتنمية والصناعة والتجارة.
وفي 1968، ومع توسيع صلاحيات الرئيس الديكتاورية، اجتاحت المدن البرازيلية الكبرى موجات احتجاج وتظاهر. وتوترت الاوضاع السياسية. ولاحقت الشرطة القيادات الطالبية واعتقلتهم. وبعض القيادات هذه سافر الى الخارج. ولكن ديلما بقيت، وعاشت في الخفاء. وحلّت منظمة «بوليتيكا اوبيراريا» نفسها، وانتقلت الى العمل السرّي. وغيّرت اسمها الى «كوموندوس التحرير الوطني»، ثم الى «الثورييين التقدميين». وانتخبت هاتان المنظمتان الكفاح المسلح سبيلاً الى اطاحة الديكتاتورية العسكرية. وعلى رغم فتوتها، برزت ديلما زعيمة من زعماء الحركة الثورية التقدمية. وفي ريو دي جانيرو، مكثت ديلما في منزل عمتها من غير أن تعلمها بأنشطتها السياسية. وحسِبت العمة أن ديلما في اجازة. والشبه وثيق بين سيرة ديلما وروايات التجسس. فهي منسقة حركة «الثوريين التقدميين»، وتحمل 5 أسماء مستعارة، استيلا، ولويزا، وباتريسيا، وواندا، وفانيا. ودرجت على التقاء المسؤول العسكري في الحركة هذه بين جموع الخارجين من القداس أو عند ازدحام زوار المستشفيات في مواعيد الزيارة. وفي احدى هذه اللقاءات، قابلت رئيسة البرازيل المستقبلية زوجها الثاني، كارلوس أروجو. ورزقت منه بابنتهما بولا، في 1976، قبل أن ينتهي قرانهما الى الطلاق.
وفي 1969، انقسمت حركة «الثوريين التقدميين «إلى جناحين، الاول يدعو الى انشاء جيش شعبي، والثاني الى «توعية» الحركات العمالية والطالبية تمهيداً لانتفاضة عامة. وانتمت «استيلا» الى الجناح الثاني. ورأت الشرطة أن «استيلا» هذه هي أحد «عقول مدبري الثورة». واتهمتها بالوقوف وراء سرقة عدد من المصارف، وبالسطو على مبلغ قيمته اليوم نحو 20 مليون يورو من خزينة حاكم ساو باولو السابق. ومسؤوليتها عن العملية هذه لم تثبت الى يومنا، والغموض حول العملية هذه لم ينقشع بعد.
وفي 16 كانون الثاني (يناير) 1970، اتجهت ديلما الى حانة في ساو باولو للقاء جوزي أولافو ليتي ريبيرو، أحد قادة «الثوريين التقدميين» من غير أن تعلم أنه وقع في الأسر، وأفصح جراء التعذيب عن الموعد المضروب مع «استيلا». وحين بلغت ديلما الحانة، حاول روبيرو تحذيرها، على رغم مراقبة الشرطة له. وحين أوشكت على المغادرة، ألقي القبض عليها.
ونقلت ديلما الى شعبة التعذيب في مركز النظام السياسي والاجتماعي في ساو باولو. وطوال 3 أسابيع، أخضعت ديلما، ابنة الـ22 ربيعاً، الى أقسى أنواع التعذيب. ولكنها أبقت اسرار الثوريين التقدميين قيد الكتمان. وتروي زميلة من زميلاتها على مقاعد الدراسة وزميلتها في الاسر، ايليونورا مينيكوشي، تجربة الاسر قائلة: «تعرضتُ وديلما والمناضلات الاخريات الى التعذيب. فبعد نزع ثيابنا، كنا نعلق بحبل، وتوجه الينا لكمات وضربات طوال ساعات أو نعذب بشحنات كهربائية. واستهجن رجال الشرطة وضع ديلما، هي ابنة الطبقة الوسطى المنفصلة عن زوجها والمستقلة».
وحكم على ديلما بالسجن 6 أعوام، وسجنت 3 أعوام. و «خرجت (ديلما) من التعذيب منكسرة ومنهارة نفسياً، ولكن قوة تضامننا بعثت الحياة والتفاؤل فيها من جديد. وتعافت مثلنا جميعاً. وقبل اقتيادي الى المحكمة، نظرت اليّ ديلما وقالت لي اذهبي واصمدي، ولا تضعفي. عندك ابنة صغيرة عمرها سنة، ولاحقاً ستخبرينها قصصاً عن الاعتقال»، على ما تقول روز نوغيرا، زميلة ديلما في النضال.
وأفرج عن ديلما في 1972، وحرمت من حقوقها المدنية. وفقدت في الأسر تسعة كيلوغرامات. والتحقت بزوجها الثاني في جنوب البلاد، ببورتو أليغري. وبعد ارساء الديموقراطية، في 1985، بدأت ديلما فصلاً جديداً من مسيرتها السياسية.
* مراسل، عن «لكسبريس» الفرنسية، 5/1/2011، اعداد منال نحاس



#اكسيل_جيلدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - اكسيل جيلدن - ديلما روسيف من النضال والكفاح المسلح وأقبية المعتقلات... الى رئاسة البرازيل