حسن عبد الغني الحمادي
الحوار المتمدن-العدد: 3243 - 2011 / 1 / 11 - 00:19
المحور:
الادب والفن
عباس داخل حسن .. قصص وخطوات في الكتابة والابداع
عبر حقبة طويلة من الزمن اعطت الناصرية ولازالت تعطي طاقات شبابية مشرعة للابداع والكتابة والفن والتاليف وذلك ممالاشك فيه زهو منشود لهذه المدينة المعطاء في اثار متزاحمة في الكتابة والحرف والكلمات تسمو في عالم الابداع وتتربع على سجلات الزمن والادبية المتنوعة يستمر الزمن وتستمر خطوات وطاقات المبدعين لتنشر حروفها مزهوة على خارطة الابداع العراقي والعربي .. انه نبض حقيقي في مدينة تكتظ وتسمو بأثر البدايات ونكهة الحضارة ونشيد الاولين ..في الثمانينات حيث وجع الحرب ولاوهام .. والنار والرصاص والدمار والمتاهات الكبيرة والامال المؤجلة والالام الجاهزة ثمة موت يطاردك قريب جدا حيث يريد الاخرون وفق مزاجات واطروحات شخصية منفردة تركت في جسد الوطن المعشوق اعمق الجراح وارادت ان تضيع جماله ونخيله وزهوه بفن عصابي لئيم ..!! وسط الحمامات الساخنة بالموت.. وفي تلك الاجواء قريباً من النار والشراركتب قاصنا قصصه المتواضعة المكتظة بالحرقة والالم والحسرة والانين حيث فراق الاحبة والاصدقاء والم الوحشة والمتاهاة والموت الذي تنتظره اجبارا وبدون هوادة ، كنز عباس داخل حسن حروفه وادواته الكتابية بصبر وجلد وتامل وحيرة .. حتى زف حروفه بتجربة وتردد .. ربما اصرار لايرضي فاحصي الحروف والكلمات آنذاك.....
ومن قصصه المتناثرة قرات بعضها هنا وهناك حيث نشرها في وقتها في مجلة "الطليعة الادبية " التي تعنى بادب الشباب وصحف عراقية اخرى ومنها على سبيل المثال قصة (بطاقة تعريف) وقصة ( نداءات نائية ) وقصة ( اشياء تستحق المغامرة )لقد كتب عباس داخل حسن قصصه القصيرة بدأب ومتابعة ونشاط حيث كان يساهم فيها بحيادة واستفادة .. وتهزه مواقف القلق .. والخوف .. والموت .. والخراب يحيك حواراته الادبية بحماس وتطلع لقصة يريد من وراءها تشغل حيزا لدى المتابعين والمعنين بهذا الفن الصعب ..حتى يبرهن صدق ارتباطه بهذه القصة اوتلك كونها فن جمالي استطاع ان يصيغ صوره بقرب الحدث وحجم القضية
فكتب قصته بانثيال وتداعي وهو يتنفس الخواطر والمصائب والاحراجات ون حروفه البسيطة المنسابة كعزف داخلي يعبر عن انينه وشكواه وحرقته من الفراق واللوعة من السفر المجبور عليه حيث اخترت هذه الحروف من قصة بسيطة حملت عنوان بطاقة تعريف:
(كانت تلك الايام الاسرة تنزلق بسرعة مثل قطرات زئبق على سطح العمر البلوري ، لم اكن وقتها عرفت النساء والتدخين وحقيبة السفر ولم تلفح وجهي رغوة صابون الحلاقة ولم تغمط قدماي الطليقتان بحذاء ثقيل يحد من الجري في الازقة وراء صبايا طفولتنا ونحن نلعب لعبة التخفي ...الخ)
ومن نشاطاته كان مهوسا بالمسرح ومحاولات في كتابات نقد مسرحي لمسرحية شاهدها اوقرأها فنشر بعض انفاسه النقدية في بداية الثمانينات وذلك وفق رؤاه الخاصة وادواته النقدية وماتعلمه من اهل المسرح والنقد والتجربة ومن منشوراته كتب مرة نقدا عن مسرحية (الدوبة) من
تاليف واخراج الفنان الراحل مهدي السماوي/رحمة الله..كان ذلك في عام 1983 حيث نشر في مجلة (فنون) الفنية الثقافية التي كانت تصدرها وزارة الثقافة والاعلام في ذلك الوقت وفي ندوة ادبية فنيه نشرتها مجلة الطليعة عام 1983 مع المسرحيين الشباب في مدينة الناصرية حيث جمعت القاص عباس داخل حسن والشاعر المبدع عبد الحميد كاظم الصائح ونخبة من الفنانين الشباب في المدينة مثل القاص هيثم محسن الجاسم وعلي بصيص ورياض سبتي ورائد سيف وعلي ناجي حيث شارك قاصنا عباس داخل حسن في نقاش خاص بشؤون المسرح وسبل تطويره وتشخيص مقوماته ، فقد كان طموحا ومشجعا لنتاجات الشباب المسرحية وتطلعاتهم واطروحاتهم وداعيا الشبلب الى مسؤولية خلق عمل ابداعي مسرحي ..كي يثبتوا اقدامهم على المسرح .
ومن منشوراته ايضا مقاطع نثرية قريبة من الشعر في اللغة والانطلاق حيث وظفها بنسيج شفاف ينطلق بلغة بسيطة مثلت روعة الحب واحداق العيون واناشيد الوطن والمحاكاة .. والجراح التي اعلنت نزيفها من اجل الوطن والناس والحب والجمال .. والكلمة الطيبة والسحر والخيال
تللك خطوات وقصص ..ونبض في كتاب وعشق وحروف تعلن عن هوية صاحبها اديبا ولد من معطف السنين والايام والمخاضات والحرقة والحنين .. لفته الغربة وغلفته دهاليز الغربة بحثا عن الحرية والانطلاق ، عساه لايلف البدايات فأنها جذور رغم المسافة والتباعد وانها تجربة مثلما شجر يورق الحب والكتابة والابداع وكان الشجر يورق مرتين ..واحد للصحبة واخرى للثمر المنتظر ..وذلك يدلنا على ثمر الابداع في مدينة الابداع والمبدعين الناصرية
حسن عبد الغني الحمادي
شاعر وكاتب عراقي
#حسن_عبد_الغني_الحمادي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟