أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عزة سالم - هل لازلنا في حاجة إلى جريدة ثورية؟














المزيد.....

هل لازلنا في حاجة إلى جريدة ثورية؟


عزة سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3241 - 2011 / 1 / 9 - 22:12
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ترجمة:
عزة سالم
الناشر:
جريدة العامل الاشتراكي (يصدرها حزب العمال الاشتراكي البريطاني)
لقد فتح الإنترنت آفاقاً جديدة أمام الاشتراكيين، وبات من الممكن إرسال المعلومات إلى جميع أنحاء العالم بضغطة زر واحدة مما آل بالجريدة الورقية لأن تبدو كأداة قديمة قد عفا عليها الزمن. فبإمكان بعض النشطاء تكوين مجموعة على الموقع الاجتماعي (فيس بوك)، أو إنشاء قائمة بريد إلكتروني أوحتى الدعوة لتنظيم احتجاج عبر الإنترنت في وقت أقل بكثير مما تستغرقه الجريدة المطبوعة لتصل إلى الجماهير.

وهنا يبرز سؤال: لماذا إذن يبذل الثوريين الكثير من الجهد في كتابة وطباعة وبيع صحيفة مثل "العامل الاشتراكي"؟ لماذا لا نتخلى ببساطة عن الجريدة ونبدأ في بناء وجود أكبر على الانترنت عوضاً عنها؟

لا جدال أن استخدام الانترنت في تداول المعلومات قد أحدث أزمة حقيقية لوسائل الإعلام العامة، ولكن الصحف الثورية تحاول تحقيق شيء مختلف تماماً؛ فالصحفية الثورية هي نقطة الارتكاز التي تتشكل وتنتظم حولها الحلقات النضالية.

وعلى ذلك يرى الاشتراكيون إن التفاعل والتواصل مع القراء لا يقل أهمية عن الاهتمام بزيادة أعدادهم، ومن هنا يتضح لنا أهمية الدور الذي تقوم به الجريدة كأداة تنظيمية. على سبيل المثال، عندما يقوم شخص ما بشراء جريدة "العامل الاشتراكي" خارج مكان عمله فإن ذلك يساعده على خوض النضال داخل العمل، ويظهر لنا مدى التزامه بالأفكار المطروحة بالجريدة، ويختلف هذا تماماً عن تبادل التعليقات من خلال موقع على الإنترنت، وبالتالي يكشف لنا بيع الجريدة عن أنصار الجريدة المؤمنين بالاشتراكية بشكل حقيقي، في حين أن إنشاء موقع إلكتروني لا يتيح لنا هذا.

لقد تمكن النشطاء القائمين على بيع جريدة "العامل الاشتراكي" من الاشتباك مع إضراب العاملين في شركة "الخطوط الجوية البريطانية" حيث حازت الجريدة على ثقة المعتصمين بسبب دعم الجريدة المستمر لنضالاتهم. وطالما تمكنت المنظمات الثورية من الاتصال بالجماهير وتعريف وشرح أفكارها باستخدام الصحف الثورية.
وكانت جريدة "نورثن ستار" هي أول ظهور لما يعرف بالجريدة العمالية وذلك في إنجلترا في منتصف القرن الثامن عشر، بواسطة أول حركة عمالية في العالم والتي عرفت باسم "الحركة التشارتية" 1838 -1850.
وفي المجتمعات التي كانت تتسم بأغلبية أمية، كثيراً ما كانت تُقرأ الجريدة الثورية على مجموعات من العمال، وفي حقيقية الأمر لقد أتاحت تلك التجمعات الفرصة أمام العمال للترابط حول الأفكار وتنظيم صفوفهم من أجل النضال.
ولقد أصدر الثوري الروسي "فلاديمير لينين" أهم وأنجح صحيفة ثورية على الإطلاق "البرافدا" جريدة الحزب البلشفي، ففي الفترة التي سبقت قيام الثورة الروسية عام 1917 لعبت كتابات البرافدا وتوزيعها دوراً حيوياً في بناء الحزب البلشفي.
ويعرّف "لينين" الجريدة الثورية بأنها ليست مجرد دعاوي جماعي أو محرض جماعي، ولكنها أيضاً ناظم جماعي. وهنا يمكن تشبيه الجريدة بالسقالة المنصوبة حول مبنى تحت الإنشاء. والتي توضح محيط البناء وتسهّل الاتصال بين البناة، بما يمكنهم من توزيع العمل ورؤية النتائج المشتركة التي يحققها عملهم المنظم. ومن المؤكد إن المنظمة التي تتشكل حول هذه الجريدة ستكون قادرة على القيام بمهامها تحت أي ظروف وبشكل منتظم.
وعلى الرغم من انخفاض مبيعات الصحف في بريطانيا، يشتري الناس يومياً حوالي عشرة مليون نسخة، في حين أن جريدة "الصن" تيبع وحدها ما يقرب من ثلاثة ملايين نسخة يومياً.
ولكن إن الاعتماد على حجة نجاح البلاشفة والتشارتيين في استخدام الجريدة الثورية ليس في حد ذاته حجة للاستمرار في إصدار جريدة الآن.
وبالرغم من كوننا نعيش في عصر الإنترنت، إلا إننا نجد أن واحد من كل ثلاثة أشخاص في بريطانيا لا يستخدم الانترنت، وأغلب هؤلاء نجدهم من طبقات المجتمع الفقيرة.
والأكثر من ذلك، أن قراءة المقالات عبر الانترنت، حتى ذات الطابع الثوري لا تتعدى كونها تجربة منعزلة. كما أن قراءة المقالات عبر الانترنت لا يكون له نفس التأثير عند قراءتها في النسخة الورقية للجريدة، فالمقالات تنشر بشكل منفصل على الانترنت بينما يقوم القائمين على الجريدة باختيار وتجميع المقالات – فمن الممكن أن يخصص عدداً بكامله لمناقشة وتسليط الضوء على حدثاً ما- وهذا ما لا يمكن تكراره عبر الموقع الالكتروني حيث تقرأ كل مقالة على حدا.
ولكن برغم هذا لا ينبغي لنا أبداً التقليل من الفوائد الهائلة التي وفرها الإنترنت للثوريين، تماماً مثل إنتشار الطباعة بأسعار معقولة والهواتف وآلات التصوير والهواتف النقالة.
إن ما نهدف للوصول إليه كجريدة ثورية يختلف تماماً عن أية جريدة أخرى، وإن كانت جريدة "العامل الاشتراكي" تستخدم النموذج المألوف للصحف التقليدية، لكنها تكشف وتحارب أفكار وأيديولوجية الطبقات الحاكمة، من خلال إتاحة الفرصة أمام الخبرات العمالية الأكثر جذرية في الوصول إلى الجماهير.
وبالرغم من النجاح الذي أظهرته مجموعات "فيس بوك" من القدرة على تنظيم الاحتجاجات وحشد الناس لها، إلا أنه إذا لم يتبع ذلك شكلاً أكثر صلابة لا نستطيع أن نتعامل معهم باعتبارهم المؤشر الحقيقي للعدد الذي حضر الاحتجاج بشكل فعلي، فلا نستطيع أن نتأكد من أن كل من كانت لديه النية في الاشتراك في الاحتجاج وأظهر ذلك عبر الانترنت قد شارك بالفعل.
إن انتظام عملية بيع الجريدة وجهاً لوجه في الشارع، في الكلية أو لزميل في العمل يمكّن النشطاء من نسج علاقة سياسية مع القراء ومناقشة أسبوع يلي الآخر كل المستجدات الجارية في العالم وكذلك سُبل التغيير الممكنة.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- العدد 613 من جريدة النهج الديمقراطي
- يوم عالمي لنيلسون مانديلا الذي قال -حريتنا منقوصة بدون حرية ...
- أعياد دينية وأحزاب يسارية
- جورج عبد الله يشيد بالدعم الذي أدى للإفراج عنه
- الصحراء الغربية: هل تراجع جنوب إفريقيا دعمها التقليدي للبولي ...
- بعد اعتقال لـ41 عاما.. فرنسا تعلن الإفراج عن الناشط البارز ج ...
- وفد عن حزب التقدم والاشتراكية بآيت بوكماز
- ملابسات تجريم الإجهاض، قضية أدريانا سمث نموذجا!
- محكمة فرنسية تقرر الإفراج عن جورج عبد الله وتعتبره -رمزا من ...
- القضاء الفرنسي يأمر بالإفراج عن اللبناني جورج عبد الله أقدم ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عزة سالم - هل لازلنا في حاجة إلى جريدة ثورية؟