أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلوى ياسر - سي الوقت ف















المزيد.....

سي الوقت ف


سلوى ياسر

الحوار المتمدن-العدد: 3240 - 2011 / 1 / 8 - 06:38
المحور: الادب والفن
    


أهم الموارد القيّمة والنعّم النادرة للإنسانية في هذه الحياة هو الوقت إذا ما استغل بشكل إداري صحيح ومنظم لإنه ماضينا وحاضرنا والمستقبل الذي لم يشعر الأنسان به إلاّ إذا ترك بصمة واضحة في كيفية إستغلاله بشكل متقن لاهميته وحساسيته لان جزء الوقت إذا إنقضى لا يعوض وهو نفس القدر الذي نخسره من أعمارنا , وكما يقول الروائي الشهير غابرييل غارسيا ماركيز "سأنام قليلاً ، وأحلم كثيراً ، مدركاً أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعني خسارة ستين ثانية من النور …" .

ونظراً لاهمية الوقت وعظيم منفعته وليلفت أنظارنا إليه ذكره الله تعالى في مواضع كثيرة ومختلفة في القرآن الكريم كما أقسم الله سبحانه وتعالى به في مطالع سورعديدة لينبهنا إلى تلك الأهمية العظيمة له مثل إبتدائه سبحانه وتعالى بسور الليل، والنهار، والفجر، والضحى، والعصر

فالمعادلة بين الإنسان والزمن وثيقة الصلة والترابط وكيفية التعامل معه و إستغلاله بما يرضي الله تعالى في العبادة والعمل والربط بينهما وكيفية إدارته بالشكل الصحيح تبقى مسؤولية كل منا, فحقيقة عمر الأنسان أيام وأشهر وسنين ثم تنقضي ولا تترك إلاّ الآثر الذي عمل به صاحبه سواء على المستوى الشخصي أو الجمعي ,فالوقت هو الساحة المتاحة لوجودنا ونعمة الله علينا , وكما قال صل الله عليه وآله "ان الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك ".

فكيف لنا نحن العرب كأمة لها تأريخها وتراثها الذي أنارت منه حضارات ومعالم آخرى أن تحترم قيمة الوقت عندها ؟ وكيف يتأثر الفرد بمحيطه ليسّخر وقته لإنجاز ما يخطط له للمساهمة في ما يراه مناسباً لمجتمعه ووطنه ؟ وهل يوجد من يدفعنا نحن كأفراد لإستغلال الوقت وكسبه بأعتباره فرصة تمر مر السحاب! فمن إستغلها وإستثمرها أُثرى ومن تماهل عنها وأهدرها ضاعت منه وذهبت الى غير رجعة ؟ !.

فلو عملنا مراجعة سريعة لواقعنا العربي نرى ان أغلب شعوبنا تتفنن في إهدار الوقت وتضييع الفرص في آمور غير مجدية وتافهة إستوردت قشورها من الغرب , وهنا لا نضع اللوم على الشعوب أو الأجيال فحسب لاننا لا نريد غبن حقهم لإعتبارات كثيرة منها ان الشعوب غالبا ما يكون لها الإستعداد في التفاني والعمل بأخلاص وولاء تام والتطلع الى الأمام لخدمة دولهم ومجتمعاتهم إذا ما وجدت الظروف والفرص سانحة أمامها ولكن السبب الرئيس يقع على كاهل قادة وساسة الدول الذين أثبتوا فشلهم في إدارة شؤون بلدانهم وإحتواء أزماتها ومحاولة إلهاء شعوبهم وصرف أنظارهم وإستغراقهم في أمور حياتية معيشية ثانوية لتكون شغلهم الشاغل وهاجسهم اليومي لتصرفهم عن الأمور الأساسية التي تخص سياسة البلدان العامة ومستقبل شعوبها , هذا إذا لم يكونوا هم من يخلقون تلك الأزمات قبل أن يتنازلوا ويرضخوا لمطالب دول كبرى تدفع لهم بالفتات مقابل تسهيلات وجود , إستثمارات مشبوهة أو قواعد عسكرية أضافة الى وضع اليد والسيطرة غير المباشرة على مصادر الثروة , مقابل بقاء الحاكم في السلطة على حساب مستقبل تلك الشعوب .

وهكذا فأن سوء وإنحدار سياسات الدول العربية وتضخم إقتصادياتها وهرمها أصبحت غير قادرة على تداول مفهوم الأبداع والأبتكار أو الأختراع والنهوض بمستوى شعوبها في توفير فرص العمل المناسبة التي هي حق طبيعي مكفول للجميع !, والتأسي بدول متقدمة لها أحترامها وتقديسها لعامل الوقت بأعتباره كالسيف ان لم يقطعوه قطعهم , فتلك هي مبادئ ديننا الحنيف عمل بها واستفاد منها الغرب بعد إستهانتنا بها وغض طرفنا عنها , ففي عملية تبادل أدورا أصبح جوهرنا كمسلمين مع الغرب, وتمسكنا بقشورهم التي أصبحت تقليد أعمى لدى شبابنا العربي نتيجة الفراغ الذي يعيشون فيه !! , فها هي النهضة العلمية والتكنلوجية في بلدانهم , وتلك هي بلداننا التي تغط في نوم عميق وتنتظر ما سيبدعون به ليأتي الوقت لنستورد منهم ما تنتجه أيديهم ؛ في ظل الجمود وحالة الترهل التي قضت حتى على آمال وأحلام شبابنا لان دولنا تسير عكس التيار بعد ان إستهانت بعامل الوقت وعودت شعوبها الإستخفاف به وقتله بآمور غير مجدية جمدت به العقل العربي ووضعته خارج نطاق الخدمة قبل آوانه .

فمن الملاحظ ان أكثر العاطلين عن العمل في دولنا هم من فئة الشباب خريجي الجامعات والمعاهد وذوي الخبرات والطاقات المنتجة , في حين ان الدول المتطورة تعتمد إعتماد كلي على تلك الفئة بأعتبارهم طاقة عاملة منتجة متجددة تعطي الكثير من الأنتاج مقابل أقل ما يحصل عليه من قضى 30 أو 40 عاما في عمله وبنفس ساعات العمل , وبهذا تكسب تلك الدول الإستمرارية في التطور بإستغلالها خبرات متطورة وطاقات ودماء جديدة لتحافظ على نسبة التقدم والتطور اذا ما لم تكن تخطط لتسبق زمانها فيهم .

فالأمة التي لا تشعر بأهمية الوقت لا تستطيع النهوض ومواكبة الأمم الآخرى التي تحث الخطى سيراً نحو التقدم العلمي والتكنلوجي والطبي بأستغلالها كل جزء من الثانية في العمل والإبداع به وعودت شعوبها على ذلك بمحاسبة المقصر منهم أو من يستهين بأوقات العمل والإنتاج بتعويض ذلك إجباريا أو بقطع راتبه بقدر تقصيره فيه. وكما تختلف الأمم في تقيمها وأحترامها لعامل الزمن كذلك تتآثر نظرة الافراد تبعا لذلك , فالشخص الناجح المنتج يستغل حتى أجزاء الثانية في ما يراه الأفضل له ولمجتمعه , وتجد من يعبث بالزمن ولا يهمه إهدار الساعات والايام منه , وهنا يدخل تأثير العامل الأسري في تربية أبنائها وتنشئتهم على أحترام وإستغلال الوقت بآمور نافعة مفيدة لهم لان الوقت لا ينتظر أحد ومروره بدون إستغلاله يعني إهدار ثروة منحنا الله تعالى إياها .

مهمة المجتمع عموما والأسرة بشكل خاص هو نشر الوعي بأهمية الوقت وكيفية إستغلاله بشكل جدي وفعّال, فلا يُكتب النجاح لاي عمل مستقبلي لإولادنا إلا إذا عملنا نحن الأباء والأمهات على تنمية الإحساس الفردي بأهمية الوقت وإستغلاله بما ينفع والتعامل معه وإدارته بحكمة كسبيل للنجاح الشخصي والذي تنعكس نتائجه على المجتمع بالنهاية . وعلينا العمل كذلك على تحسين وتجميل والرقي بالنفس البشرية وصقلها والتسامي بها عن المفهوم الضيق والتفكير بالمصلحة العامة للوطن لخلق جيل يحترم الوقت ويتفانى بالعمل خدمة للصالح العام ,فالبذرة دائما ما تبدأ من الاسرة , فأذا ما توفرت الأرضية الصالحة لذلك نحصل على نتيجة إيجابية في تنشئة جيل يقدر وقته ويعمل على إستغلاله في النواحي الدينية والدنيوية في تطوير مهاراته وإدارة حياته وتقدير ذاته وتعزيز ثقته بنفسه ليكون الأمل للنهوض بالأمة من جديد لتحتل مكانتها بين الأمم .



#سلوى_ياسر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تحت الركام
- ألعاب -الفسيفسائي- السردية.. رواية بوليسية في روايات عدة
- لبنان.. مبادرة تحول سينما -كوليزيه- التاريخية إلى مسرح وطني ...
- MAJID TV “تثبيت تردد قناة ماجد 2024” .. نزلها في خطوة واحدة ...
- الروائية ليلى سليماني: الرواية كذبة تحكي الحقيقة
- -الرجل الذي حبل-كتاب جديد للباحث والأنتروبولوجي التونسي محمد ...
- شارك في -صمت الحملان- و-أبولو 13?.. وفاة المخرج والمنتج الأم ...
- تحميل ومشاهدة فيلم السرب 2024 لـ أحمد السقا كامل على موقع اي ...
- حصريا حـ 33 .. مسلسل المتوحش الحلقة 33 Yabani مترجمة للعربية ...
- شاهد حـ 69 كامله مترجمة .. مسلسل طائر الرفراف الحلقة 69 بجود ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلوى ياسر - سي الوقت ف