نزل البلاد شر عظيم !

سلام شبر

الحوار المتمدن-العدد: 3240 - 2011 / 1 / 8 - 00:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

كم كان العراقيون سعداء نسبيا بغياب مقتدى الصدر عن الساحة العراقية . سعداء لأنهم على أقل تقدير لم يشاهدوا قاتلا محترفا أمام أعينهم يذكرهم بأحداث 2006 وما تلا ذلك من فتن طائفية ذهب ضحيتها المئات من الأبرياء ومن كل الطوائف والأديان . لا أعرف ماذا أصاب حكومتنا الرشيدة حين سمحت له ومن مثله بالعودة إلى العراق . وكأني أراها مولعة بالعفو عن اللصوص والقتلة والمجرمين . فإذا كان البعض منا يمنحها شيئا من العذر لعدم قدرتها على حماية العراقيين وممتلكاتهم من المجرمين فلا أعتقد إن أحدا سوف يسامحها على تسليط هؤلاء على رقاب الشعب العراقي . كم من قضية قتل حقق فيها من قبل القضاء العراقي وكانت أصابع الاتهام فيها تشير إلى تورط مقتدى الصدر ؟ القاضي موحان اختطف بأمر منه وقتل في مدينة النجف الاشرف لرفضه الاعتراف بمحكمته الشرعية وبتلك الخزعبلات التي كان يدعيها . مجيد الخوئي ورفيقه قتلا بأمر مباشر منه كما أثبتت التحقيقات التي أجرتها محكمة النجف ولم يساءل المجرم عنها وغيرها الكثير . وكل هذه التحقيقات بين يدي رئيس الوزراء نوري المالكي الذي لا يحرك ساكنا !

في كثير من الأوقات أعتقد إن المؤامرة التي حيكت خيوطها في واشنطن ونفذت بأيدي عراقية لن تستهدف المجرم صدام حسين فقط بل تستهدف وحدة العراق وثرواته وتاريخه وشعبه . وان ما تسوقه أمريكا من رغبة في نشر الديمقراطية والحرية ولرفاه ما هي إلا أضغاث أحلام .

ودليلي على ذلك مقدرتها الفائقة في تتبع وقتل كل من يسئ إليها أو يقف أمام مشاريعها الاستعمارية في المنطقة مهما كان يحسن الاختفاء والتواري عن الأنظار وتجاهلها عن كل حدث جلل قد يؤدي إلى قتل مئات الأبرياء من البشر . إن السماح لمجرم مثل مقتدى الصدر وأمثاله بالتحرك داخل أرض الوطن لا يعني فقط غياب القضاء العادل بل يشجع بقايا المجرمين على ارتكاب المزيد من الإجرام بحق الأبرياء .
إن الاعتداءات المتكررة على الصحفيين والأدباء والفنانين والحريات العامة وقتل النساء كما حصل في محافظة البصرة ليس خافية على أحد وان مرتكبيها لا يعملون في الخفاء بل من التيار الصدري الذي يقوده ربيب مخابرات البعث مقتدى الصدر . وان عودته إلى العراق واستقباله من قبل بعض المجرمين والسفلة دليل واضح على رغبة الدولة في القضاء على أي أمل في بناء عراق ديمقراطي تعددي مستقر واَمن . وان التهديدات المبطنة للديمقراطيين ومنظمات المجتمع المدني ودعاة احترام الحريات العامة بدأت تظهر للعلن بعد السماح لقائد مليشيات القتل والإرهاب بالعودة إلى العراق .

إنني أناشد كل الخيريين من أبناء شعبنا العراقي التضامن من أجل تقديمه إلى العدالة ليقتص منه القانون . وان السماح له بالتحرك بحرية جريمة ترتكبها حكومة بغداد لا تقل عن الجرائم الأخرى التي ارتكبت بحق الأبرياء من العراقيين .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات